أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خديجة آيت عمي - الديكتاتورية وصناعة الإرهاب














المزيد.....

الديكتاتورية وصناعة الإرهاب


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 14:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل ثلاث سنوات ، كانت امرأة محجّبة مقيمة بإسبانيا تتحدث في سخط و استنكار عن أحوالها المادية التي تدهورت إثر الأزمة الإقتصادية العالمية . فقد بدت تصرخ وهي تتحدث عن حقوقها المهضومة في إسبانيا ذاكرة على لسانها الرئيس أثناردون أن يعتريها الخوف مصرّة على أخذ حقوقها من حكومته.
ضحكتُ ... تُرى هل كان بإمكان هذه الأمّ المتعددة الأطفال الحديث بهذه الثّقة بمساندة نساء كن في نفس الإجتماع لو كانت في وطنها المغرب ؟
ثم ألم يأت رد الحكومة الإسبانية واضحا حين يقول : " نحن لم ندْعُ أحدا عندنا ، بل هم من جاؤوا متدفّقين لدينا ، و نحن إثر هذه الأزمة المالية نولي ٱهتمامنا الأولي للإسبان ، أما المهاجرون فلهم أوطانهم ، و هي ستتكفّل بهم "؟.
كان واضحا أن السيدة مع من كنّ معها في غاية الإيمان ب" قضيّتهن " وهن يستعرضن أطفالهن للمزيد من الإستعطاف .
أخذت السيدة الخوض في تفاصيل حياتها من فواتير و مدفوعات و قلّة المدخول ، و بدت الشرارة منطلقة من عيونها هي من عاشت في البلد الأوروبي 12 عاما ، معتبرة أن حقوقها قد سُرقت منها وأنّ الدولة الإسبانية مجبورة على المزيد من التعويضات بالإضافة إلى تعويضات سابقة .
ثم استلمت سيدة مغربية أخرى الحديث معبرة عن مدى العنصرية التي يعاني منها الشعب المغربي بالديار الأجنبية و عن أسفها مستعرضة مساهمة المغاربة في بناء إسبانيا اليوم و مع ذلك فهم يمثلون أدنى درجة من بين المهاجرين ثم أنهت أقوالها أن الوضع لا ينذر بالخير .
ترى كيف يؤمن هؤلاء إيمانا راسخا بالحقوق في بلدان هي ليست لهم ؟
والمعلوم أيضا أن عاملات مغربيات يعانين من ظروف عمل لا تقبل بها حتى الدّواب ومع ذلك يغيب الخطاب التّنديدي ـ التّهديدي (الذي رأيناه سابقا) تجاه أمراء أو ملوك أو حتى حكومات الخليج مثلا ،حيث الإنتهاك الحقيقي لكامل الحقوق و على رأسها حقوق المرأة كما تؤكده آلاف الحالات لمغربيات عاملات بدء من الإغتصاب الجماعي و مرورا بالشتم و الضرب و السجن بالبيوت و هي حالات يومية عابرة دون أن يعبأ بها أحد من كثرتها، ثم والأهم ، ما الذي يمنع هؤلاء من استعراض نفس الثّقة على من هوالسبب الحقيقي في مأساتهم والوقوف ضدّ حكومتهم ولوأثناء زيارتهم السنوية للمغرب ؟
يبدو أن الجواب معروف ، فالديكتاتورية لا تصنّع سوى الفقروالتهميش والجوع والجهل والسرقة ،منتجة شخصية وقحة ،فاشلة،سلبية هائمة في أرض الآخرين ، متمرّسة على سرقة الآخر ،المستعدة للتصفية الجسدية حين يتعلق الأمر بلقمة العيش والبذخ معا،محرّضة على القتل حتى الأطفال منهم باسم الله كما حدث هذا الأسبوع بتولوز،خبيرة في التضييق على قوت الشعوب المتحضرة التي اخترعت فكرا يتناسب مع نوع الحضارة التي أنجزتها ، شخصية يكتنفها الغيظ والحقد تجاه كل ما يسمى حرية أو حضارة مستغلة أجواء ديمقراطية الشعوب التي تحترم نفسها ،قادرة على انتزاع أكثر من حقّها من فم الحكام المتحضّرين،مستعملة القانون ومصطلح "العنصرية" المعاصرو مقولة " لن يرضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملّتهم" التقليدية، وهي ذات الشخصية المكرِّسة للرشوة بدأ من أبواب البوغاز أثناء العطل الصيفية ،مرتعدة لمرأى الشرطي،شخصية لا رغبة لها في التعرف على حقوقها في وطنها ، خانعة لأدنى السلطات وهي في مزيد من السجود والركوع .
وبهذا تكون الديكتاتورية قد حققت دورها الإلهي على الأرض أي دفع شعوبها المقموعة نحو . ...التوسّع و،المزيد من التوسع .
و بهذا أيضا تكون الدول الغربية المساندة للديكتاتوريات قد ساعدت (دون وعي منها) على تحقيق رسالة التوسع الإلهية و على المزيد من .. التوسع .



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم جديد
- ما هي حقيقة وضع الأمازيغ بالمغرب ؟
- الإغتصاب : القاصرة والشّمكارفي مغرب القرن21
- حصار الأمازيغ في بني بو عياش
- العرب بين الدين و الدنيا (1 )
- سقراط
- رحلة وأد البنات من الجاهلية إلى القرن 21
- رسالة إلى أمي
- الشمس
- مغزى الوجود
- الجريمة والعقاب
- مرحبا في عالم الشماكرية ( البلطجية )
- وجبة جائع
- سانت فالنتنو و السلفية بالمغرب
- مايك
- قضية الأمازيغية بالمغرب
- المغرب بين الشرق المؤمن والغرب الكافر(3 )
- شتاء أبيض
- الذكرى الأولى لفقدان المرحوم أبراهام السرفاتي
- فضيلة


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خديجة آيت عمي - الديكتاتورية وصناعة الإرهاب