أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خديجة آيت عمي - قضية الأمازيغية بالمغرب














المزيد.....

قضية الأمازيغية بالمغرب


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 00:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قد يعتبر البعض أن الحديث عن الأمازيغية هو عبارة عن سفسطائية فكرية و لغوية حرّكتها ـ حسب نظرية المؤامرة كما هي العادة ـ أيادي الإمبريالية المنظّمة والصهيونية العالمية لتشتيت الشعب المغربي الواحد و كسر إنصاف اللغة العربية (الموجود في مخيلة البعض) تجاه اللغة الأمازيغية و يعتبر رواّد هذه النظرية أن الحقد الدّفين الذي تكنّه الشعوب غير العربية الإسلامية تجاه أمّة الله المقدّسة "العرب "هو السبب في استيقاظ الغول الأمازيغي الوديع من النوم.
فما هو مقدار صحّة هذه النظرية يا ترى ؟
الحقيقة و كما يعرفها الجميع هي كالتالي :
في القرن السابع للميلاد ظهر إنسان متعلّم و ذكي جدّا إلى الوجود يدعى الأكثم النّاصري الملقب بمحمد فيمابعد، و رغم وفاة "والده "بأربع سنوات و نصف قبل ميلاد الأكثم النّاصري إلاّ أن التاريخ أصرّ على إلصاق بُنُوّة الأكثم بعبد الله بن عبد المطّلب الذي كان حينها قد شبع موتا في قبره.
تحمّس أهل الجزيرة العربية فاندلقوا على الشعوب المجاورة بعنف لم يسبق له مثيل ، إذ بعد أن بلغ الجوع ذروته بها لم ير العرب أمامهم في البداية سوى أرض الأقباط مصر لما كانت تعجّ به من خيرات لا تُعدّ ثم سرعان ما ارتفعت وثيرة التوسع لتمتد إلى الأماكن المجاورة الأخرى.
لكن ، لم يكن الهجوم للإستعمار من أجل الإستعمار فكرة مقبولة بين الشعوب حتّى في تلك الآونة ، بل كان لا بدّ من إيجاد صيغة جديدة تجعل الإستعمار فكرة خالية من فكرة الإستعمار ذاته في الوقت الذي تتخذ من هذا النوع من الإستثمارموردا مادّيا مضمونا لأهل الجزيرة العربية مستمرا إلى أبد الدّهر و دون محاسبة منتفعيه ولوعلى حساب الشعوب الأصلية.
بدأ محمد مشروعه بهدوء حالما انقلب إلى ضجيج و فوضى ثمّ إلى عنف غزير انسكبت فيه الكثير من الّدماء .
كانت شمال أفريقيا آنذاك هزيلة ، ضعيفة و لم تجد القوة الكافية للدفاع عن نفسها لأسباب تاريخية لا مجال لعرضها الآن ، فاكتسح مجرمو بعض القبائل العربية و أخطرها شمال إفريقيا التي كانت تنعم آنذاك بقانون سياسي ديمقراطي و بتسامح ديني قلّ نظيره كما يقول المؤرخون .
بعد قرون من الغزوات الدينية و بعد القضاء على آخر كنيسة بشمال إفريقيا بالقرن الخامس عشر حسب ماوصلنا ،عرف سكان شمال أفريقيا الأصليون جميع أنواع الإذلال والإبتزاز والإحتقار من أحفاد العرب و تمّ ترويج السّلعة الدينية بامتياز ترافقها السلعة اللغوية باعتبار أن لغة القرآن هي اللغة العربية المقدسة ، التي بدونها لا يمكن لأيّة أمّة أن ترى النّور سواء نور الدنيا أو نور الآخرة.
إذن نحن هنا أمام معضلة إلهية عويصة ، إذ يواجهنا إله و قد وقع اختياره مغمّض العينين ليجد يده تسحب في قرعة ورقة ملفوفة كتبت بلغة شعب مقدس، بلغة دنيوية مقدّسة لجنّة مقدسة تجري من تحتها أنهار بغلمان لا يَدْمون مهما كانت كمية الجنس الممارَس عليهم ، إلخ....
و شاءت الأقدار في القرن العشرين أن تقع فرنسة في "غرام " شمال أفريقيا الأمازيغي آنذاك فوجدت بالمغرب حفنة من "بائعي الهوى " يتاجرون في كل شئ واضعين لكل شئ ثمنا بما فيها الأخلاق و وقع الإختيار على لغة المستعمر الأولى " العربية " على أن تحمي أختها في الإستعمار " الفرنسية " إنتقاما من لغة وسماحة وتحضّر الأمازيغ ( رغم ما يبدو عليه الأمازيغي المقصي في أعالي الجبال من تخلّف وحرمان انتقاما منه لرفضه لجميع أنواع المساومة و في جميع الظروف ، إذ لا يصل الأمازيغ مهما وصلت بهم ذروة الإختلاف إلى العنف الجسدي وهذا مايعكس الإرتقاء الأخلاقي الذي يميز هذا الشعب) ، ففُرض المغرب الأمازيغي فرضا على الجامعة العربية من قبل "أمّنا"فرنسة حيث حدث فيما مضى أن ألقت نفس الجامعة بعضوية المغرب خارج العلبة الليلية (أي خارج الجامعة) .
و لم يكتفي الوضع عند هذا الحدّ بل تجرّأ جهلاء الحكومة بعد الحروب الضّروس التي بدأت بالثمانينات ضدّا في "أوباش" المغرب من الدارالبيضاء مرورا بمراكش إلى طنجة والحسيمة بتمشيط عرقي ـ لغوي حتى تجاه الشوارع والأزقة ونجح البصري وأعوانه في تنحية أسماء عالمية أنيقة من شوارعنا كزنقة موزار مثلا إلي زنقة "بوبريص الحداوي " ، دون سابق معرفة بهذه الشخصية ،فمن هو بوبريص الحدّاوي هذا و ما محله من تاريخ المغرب ؟، و هل هذه الشخصية موجودة حقا أم أنها من وحي خيال المخزن الذي لا همّ له سوى التحريض على تغطية الوجوه حتى وإن كانت المؤخرة معروضة على الملأ عملا بالعقيدة .
إذن نحن الآن أمام مراوغة فكرية عويصة ظهرت فجأة على الملأ رغم نفاق حزب الإستقلال الذي يستفرغ لغة الإستعمار الأولى على المنابر حريصا على أن يتعلم أبناؤه لغة الإستعمار الثانية " الفرنسية " ، في الوقت الذي أُقحم فيه الأمازيغ في دائرة الوطنية النبيلة حفاضا على الأرض التي يمتدّون عبرها خلال ملايين السنين .
إذن من الأجدر بالحديث عن المؤامرة ؟؟
وأينكم الآن يا أبناء أمازيغ ؟



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب بين الشرق المؤمن والغرب الكافر(3 )
- شتاء أبيض
- الذكرى الأولى لفقدان المرحوم أبراهام السرفاتي
- فضيلة
- فيفالدي ، أو القسّيس الأحمر
- الثلج
- العدالة و التنمية
- التزوير القديم للدستور الجديد
- المغرب ما بين بلطجة البلطجية و بلطجة الدستور
- الكانتور
- الوزير
- ردا على رسالة السيد محمد الفيزازي
- المغرب بين الشرق المؤمن و الغرب الكافر(2 )
- المقبرة
- المغرب بين الشرق المؤمن و الغرب الكافر
- النيرفانا
- اغتيال نبارك أو لعربي
- العودة
- الطبيعة
- الإنتخابات بالمغرب


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خديجة آيت عمي - قضية الأمازيغية بالمغرب