أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة آيت عمي - مايك














المزيد.....

مايك


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


ثم استلقى بمقعده فيما القطار يهوي مسرعا.
كان وسيما بعينين زرقاوين كالبحر وشعر أصفر، نظرت إليه بإعجاب و هويغطّ في نوم عميق .
ً ما أجمل هذا الإنسان إذ رغم تعبه الشديد ، جاء إلى موعد هذا المكان البعيد ،بل و بعد انتهاء حصة العمل انتظرليستقل معي نفس القطار ، كان الأجدر به أن يغادر في القطار الذي مضى حتى ينعم بشئ من النومً .
قفز مايك لدى توقف القطار ، أدركت حينها تعبه العميق ،إذ جاء إلى موعد العمل بعد خمس ساعات من وصوله بمطار ًهيثروً فقط، ناهيك عن رحلته الجوية التي استغرقت سبع ساعات و هي تنطلق من الولايات المتحدة الأمريكية ً .
جاء متأخرا هذا الصباح وبدا باهت اللون ،شاحبا يحمل زجاجة ماء معدني ، يتثاءب بين الحينة و الأخرى فطرأ بذهني لا شك أن السهرو استخفافه باللّحظة جعلاه يتثاءب مرتين أثناء حصة العمل في حضورنا أنا و الزبون .
لم يسبق لي أن رأيت طبيبا من هذا النوع ، إذ طلب من المريض أن يقترح طريقة العمل و أن يبدأ الزبون الحصّة كيفما شاء ،ممّا جعل المريض أكثر تحفُّزا و شرع في الحديث عن آلامه و كابوسه مع الأرواح الشريرة .
ارتبك المريض بعض الشئ ، إذ أن معالجة هذا الموضوع أو حتى التطرق إليه يبدو خارجا عن إطار التحليل و الطبّ النّفسيّين ، فغالبا ما يعتبر الأطباء أن الموضوع الروحي من هذا النوع إنما هو إحدى الأمراض العقلية ليس إلاّ.
عرّف الدكتور نفسه كونه على اطلاع بهذا النمط من المشاكل ، إذ سبق له و أن اشتغل مع مرضى يعانون من نفس الأعراض ،و بطريقة ما تَشجَّع المريض و استرسل في الحديث.
كان الدكتور يسجل كل شئ في أوراق أخذها معه ، و لم يقاطع المريض بل تركه ليكمل الحديث . عبّر الطبيب عن آرائه الخاصة أثناء الجلسة و أعطى رأيه في نموذج شبكة العلاقات التي يحتاج إليها المريض تحديا لعزلة السجن التي يعيشها في زنزانته الإنفرادية.
بعدها حدثني مايك في الباص عن رحلته مع المنظمة التي يُعَدُّ أحد رؤسائها. فهي منظمة تعنى بضحايا التعذيب في بلدانهم الأصلية.
شيء ما سرقني من هذا الحديث فتهت في التفكير إذ ما الذي يفعله رجل جميل لا يستحق سوى أدوار البطولات بأفلام هوليوود، بين حطام من بشر ذُ ل و أُهين في وطنه ، ثم أخذ الدكتور يعبث بتلفونه الخاصّ ليخبرني أنه يريد معرفة نتيجة السهرة التي نظّمها بً نيو جيرزي ًالبارحة .
لقد قدم الدكتور الوسيم مايك من الإحتفال الخيري بأمريكا مباشرة إلى حصّة هذا الصباح ليتساءل كم جمعت السهرة من مال سيعود ريعه كله إلى المنظمة الخيرية التي أنشأها قبل سنوات تخفيفا عن المظطهَدين فوق الأرض.
شعرت بفرح عميق و أنا أصافحه قائلة:ً أنا في غاية السعادة هذا اليوم ً.
ثم تركته بالقطار و مضيت في الطريق.



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الأمازيغية بالمغرب
- المغرب بين الشرق المؤمن والغرب الكافر(3 )
- شتاء أبيض
- الذكرى الأولى لفقدان المرحوم أبراهام السرفاتي
- فضيلة
- فيفالدي ، أو القسّيس الأحمر
- الثلج
- العدالة و التنمية
- التزوير القديم للدستور الجديد
- المغرب ما بين بلطجة البلطجية و بلطجة الدستور
- الكانتور
- الوزير
- ردا على رسالة السيد محمد الفيزازي
- المغرب بين الشرق المؤمن و الغرب الكافر(2 )
- المقبرة
- المغرب بين الشرق المؤمن و الغرب الكافر
- النيرفانا
- اغتيال نبارك أو لعربي
- العودة
- الطبيعة


المزيد.....




- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة آيت عمي - مايك