الاء حامد
الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 20:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما وراء تصريح برزاني!! كيف يقررون وبماذا يفكرون (10)
كمتابعين للشأن العراقي اعتدنا كثيرا على هكذا تصريحات نارية غالبا ما يطلقها الساسة العراقيين, تحمل بطياتها إبعاد عنصرية ضيقة هدفها شد المشهد من اجل الحصول على مكاسب سياسية لهذا الطرف أو ذاك, ولو كلفت هذه التصريحات المتشنجة الكثير من الفتن ومزيد من سفك الدماء ليس بمنأى عن أثارها السلبية أي طرفا في العملية السياسية.
إذا قارنا بين التصريحات التي كان يطلقها دائما رئيس القائمة العراقية الدكتور إياد علاوي وتصريحات برزاني الأخيرة نجدها تحمل ذات التوجه العنصري العدائي المحصور بالإفلاس السياسي لكلا الزعيمين , فالأول فشل في الحصول على منصب سيادي يتسنمه بالمرحلة الحالية مع خسارته لجميع أنصاره ومؤيديه والثاني كبح طموحاته بدخول التاريخ من أوسع أبوابه بإعلان الدولة الكردية , لما تحمله هذه الخطوة من مخاطر إن لم تكن خطوة انتحارية بحد ذاتها نتيجة الظروف الآنية الحرجة التي تمر بها المنطقة برمتها , ناهيك عن تشابك وتشعب المشكلة الكردية لدى دول الجوار , فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل قبول هذه الخطوة أو تبينها والأكراد يدركون ذلك جيدا. لذا عليهم قبول هذه المعادلة وعدم تجاهلها والركون إلى الواقع على الأرض بدل هذه التشنجات وخلق الأزمات دون أي مسوغات عقلانية.
لاشك إن الأكراد يسعون من خلال هذه التصريحات وتلك الأزمات إلى مكاسب سياسية وهذا التصرف مبديا ليس محصورا على الأكراد ذاتهم بل معظم السياسيين يمارسونه ضد بعضهم البعض, وهذه التصرفات مشروعة شريطة ان لا تتعدى حدود اللباقة , فمن غير المعقول إن نتهم الحكومة بالفشل والجميع جزء منها أو نتهمها بممارسة الإقصاء والتهميش وهي أساسا شكلت على المحاصصة وبالإجماع , وقد حصل كل طرف على حصته منها!!
إذن مادمت كل الإطراف مشاركة" لابد من وضع حد لهذه التصرفات الطائشة التي لا تخدم أي طرف في العملية السياسية وخصوصا اننا مقبلون على استحقاق تاريخي مهم بأستضافة القمة العربية في بغداد , وبالتالي على الجميع أن يفهم ان المشكلات لا يمكن حلها إلا من خلال الركون الى الدستور.
نحن لا ننكر بأن هنالك مشاكل وأزمات سياسية لابد من وضع حل لها تجنبا لانزلاق العراق الى متاهات غير محمودة , وما مؤتمر الإجماع الوطني وعقده قريبا الا بداية لرسم خارطة جديدة لسياسة الدولة على أسس عصريه وهذا ما لمسناه من التصريح الأخير للسيد نوري المالكي . وعلى أساسه لابد من مراجعة كل ملامح ومفاصل الدولة وأسسها بعد خروج القوات الأمريكية من العراق .ويحتاج ذلك لتضافر الجهود من قبل كل الإطراف المشاركة في العملية السياسية والتزامها الهدوء والعمل سويا من اجل إنجاح هذه المهمة الوطنية والذهاب بالعراق إلى بر الأمان.
#الاء_حامد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟