أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الاء حامد - الاسلام وحقوق الانسان(1) حرية المعتقد














المزيد.....

الاسلام وحقوق الانسان(1) حرية المعتقد


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبقني الأستاذ شاهر شرقاوي بكتابة سلسلة من المقالات توضح ماهية حقوق الإنسان في الإسلام ومدى ربطها بقانون حقوق الإنسان العالمية التي وافقت عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الثالثة التي كانت منعقدة في قصر شايو في فرنسا وأهمية الفرق بينهما رغم إن الإسلام سبق إعلان هذه الوثيقة بألف وثلاثمائة سنة ملتفتا إلى عمق الدين الإسلامي ومطلقاته الفكرية في خلق بيئة آمنه يعيش بها الإنسان يتمتع بكافة حقوقه الإنسانية من حرية وكرامة وعيش امن قبل إعلان هذه الوثيقة .

لم اطلع على كل تفاصيل السلسلة التي كتبها ونشرها الأستاذ شاهر بموقع الحوار المتمدن وانما مررت فيها مرورا سريعا وعابرا. فأن وجدت اوجة التشابه والتناسخ في نمطها ومعانيها ومفرداتها فما هي إلا تنحصر من أصل النظرة الواحدة رغم اختلاف العقيدة والمعتقد فهو مسلم الديانة والمعتقد واني صابئيه ترعرعت في بيئة إسلامية وتربيت فيها وليس ألا.

من البديهي ان هذه الوثيقة التاريخية لها أهمية عظيمة لأنها ضمنت للفرد حقوقا وأخرجته من نطاق الدولة الضيق إلى مجال هيئة عالمية .وإن هذه الوثيقة لم تأتي عن طريق الصدفة او جاءت نتيجة رغبات فئوية ضيقة او من خلفيات دينية او سياسية وإنما هي جاءت نتيجة معاناة طويلة تحملتها الإنسانية من1 عقود وذاقت مراراتها طويلا . إضافة لمقدمات كثيرة وضعتها بهذه الصورة منها الحروب العالمية الدامية كحرب العالمية الأولى والثانية وقتل ملايين الإفراد وتشريدهم وانتهاك حرماتهم وسلب حقوقهم وحرياتهم , جعل قادة العالم يفكرون بوضع وثيقة تضمن للإفراد حقوقهم وحرياتهم.

سابقا جاءت الأديان لتكون منقذة للبشرية من اعوجاجها الفكري القاصر على فهم واقع الحياة الاجتماعي الذي دفع بالإنسانية في شتى ميادينها الفكرية والسياسية إلى خوض جهاد طويل, وكفاح حافل بمختلف ألوان الصراع من اجل إقامة البناء الاجتماعي الإنساني, وكان جهادا مرهقا يضج بالمآسي والمظالم . تقترن فيه السعادة مع الشقاء ,كل ذلك لما كان يتمثل في تلك الألوان الاجتماعية من مظاهر الشذوذ والانحراف عن الوضع الاجتماعي الصحيح , ولولا الومضات الدينية التي شعت في لحظات من تاريخ هذا الكوكب لكان المجتمع الإنساني يعيش في مأساة مستمرة , وسبح دائم في الأمواج الزاخرة. ولكن ما إن تحول الدين من مساره الإلهي إلى المسار السياسي انقلب هذا الدين إلى بلاء أنهك الإنسانية واقهرها بدل ان يصلحها ويسعدها لهذا من الطبيعي ان تتدخل قادة الدول في صياغة هذه الوثيقة وإعلانها كدستور عالمي يضمن للإفراد كافة حقوقهم وحرياتهم .

بهذه السلسلة لا نريد إن نقول إن الأديان انتهى دورها وإنها ألان( كسباير ) نافذة المفعول وإنما نريد إن نوضح بأن الأديان جاءت من اجل إنقاذ البشرية وإسعادها من خلال تعاليمها ومعتقداتها السمحة وبرامجها الاجتماعية الإصلاحية التنويرية لولا فشل المطبق الذي وظفها لمصالحه الشخصية والفئوية الضيقة ... لهذا نعول على فشل المطبق ومحاولته استغلال الدين في مصالحه الخاصة وليس الإشكال في الدين ذاته الذي به تنورت البشرية وارتقت بكافة مجالات حياتها. لهذا سأحاول أسلط الضوء على بعض تعاليم الإسلام في ضمان حقوق الفرد وحرياته ومحاولة ربطها بتلك الوثيقة مع العرض إنني لا أحاول تفسير مضمون تلك الوثيقة وربما لا أتطرق لبعض فقراتها وانما سأحاول ان اجمع بين تلك التعاليم الإسلامية التي ترتبط مع بعض مواد وثيقة حقوق الإنسان العالمية رغم أسبقية الإسلام فيها .وسأبدأ بحرية المعتقد في الإسلام .

لا أريد الإطالة بهذا الجزء سأكتفي بنظرة الإسلام لحرية المعتقد كبداية انطلق بها لإكمال هذه السلسلة معتمدة على بعض النصوص القرآنية ومحاولة تفسيرها ظاهريا من خلال المعنى الواضح لها وكذلك اعتماد بعض كتب المفسرين بهذا الشأن.

( لا أكراه في الدين ) هذه الآية تلزم المسلمين وقياداتهم على عدم أكراه الناس على اعتناق الإسلام لان الإكراه يحمل معه ابتداء حكم البطلان استنادا لهذه الآية التي ذكرناها . فعندما تصر الجماعات الإسلامية او الدولة الإسلامية ان جاز التعبير ( لو فرضنا وجودها ) على اعتناق كافة الناس ضمن إداريات حدودها, الدين الإسلامي فهي لا تطبق الإسلام الذي جاء به رسول الإسلام وإنما تطبق الإسلام السياسي الذي يحاول فرض سيطرته على الناس كافة واستغلالهم وسلب خيراتهم بأسمه.

هنالك آية أخرى قرأتها بهذا الصدد وهي تعبر عن فكر واضح ورصين ضمن قاعدة حرية المعتقد ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذه الآية لو تمعنا بها بهدوء تام سنجدها الضامنة لحرية الإلحاد وحقوق الملحدين ان صح التعبير ..( ومن شاء فليكفر) فأعطى الله حرية الكفر للناس ان شاءت الكفر والجحود ضمن قناعاتها الفكرية فهو باستطاعته هدايتها وإيمانها وان لم تؤمن فهو غني عنها .( ولو شاء ربك لأمن في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) (99 يونس ) انظر الى عدالة الله ورحمته بهذه الآية كيف يأمر رسوله بعدم أكراه الناس على الإيمان فالإيمان محصور بذات الله وقناعات الناس. فلماذا إذن تصر الجماعات الإسلامية على محاربة الناس وقتلهم وترهيبهم ضمن دوافع دينية مع وجود هذه الآيات التي تدعو الى حرية المعتقد والإيمان وهي لا تتماشى مع أفكارهم وإعمالهم المشينة .؟

كل هذه الآيات القرآنية الإسلامية التي تدعو الى حرية المعتقد والديانة حصرها المشرع العالمي في المادة الثامنة عشر من وثيقة حقوق الإنسان العالمية .
المادة الثامنة عشر:لكل إنسان الحق في حرية التفكير والدين.

للحديث بقية في الجزء الثاني قريبا .. نلقاكم على خير..
ابنتكم آلاء حامد



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيام المختار بين الحقيقة والخيال(2) ثورة الحسين
- الصراع على الخلافة الإسلامية (6) اغتيال عمر
- قيام المختار بين الحقيقة والتظليل(1)
- ساسة العراق يتغذون على الدماء!!
- كفى حقدا على العراق يا كويت!!
- التفجيرات الاخيرة من يقف خلفها ؟
- الاعتداءات الايرانية على العراق
- لماذا عليا يا كويت ان ابرر ؟
- النظام الانتخابي والشكل الفيدرالي للدولة(5)
- الصراع على الخلافة الاسلامية(5) خلافة عمر
- رحلتي الى كربلاء
- المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (4) زلة خالد بن الوليد
- تلاشى الحلم !!!
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية (4)
- الصراع على الخلافة الإسلامية (3) حروب الردة
- النجيفي أنموذجا للطائفية العنصرية في العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (2) إيضاحات حول رد الأستاذ طلعت ...
- الصراع على الخلافة الإسلامية (1) السقيفة بدايتاً
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية( 3 )


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الاء حامد - الاسلام وحقوق الانسان(1) حرية المعتقد