كيف يقررون وبماذا يفكرون (7) المنظومة الخليجية واستغلال الثورات العربية

الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 18:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

كيف يقررون وبماذا يفكرون (7) المنظومة الخليجية واستغلال الثورات العربية


كنت دائما اشكك بالأدوار التي تعلبها دولة صغيرة كمثل قطر في المنطقة وكنت أتساءل كيف تمكنت من قيادة كل هذه الأدوار لصالحها رغم حجمها الصغير إلا إنني بعد الصراع الدار في سوريا الآن اكتشفت إن قطر مجرد دمية تقف خلفها السعودية .وهذا ما ظهر واضحا في موقفها الأخير في جامعة الدول العربية حينما سحبت مراقبيها من سوريا و تبعتها دول مجلس التعاون الخليجي بنفس الخطوة ثم التوجه بملف السوري إلى مجلس الأمن لتدويله على غرار المبادرة الخليجية في اليمن.

في الجزء السابق وضحنا طبيعة المؤامرة التي تحاك ضد سوريا والعراق معا وقلنا أنها تمثل منعطفا مذهبيا خطيرا في المنطقة . من إبعاده إشعال المنطقة بحرب طائفيه مذهبيه تكون نتائجها لصالح الدول الخليجية من حيث أولا السيطرة على المنطقة برمتها وثانيا إبعاد شبح الربيع العربي عن بلدانها.

النظام السعودي والمنظومة الخليجية استغلا البيئة الدينية المتشنجة في المنطقة حيث ان الشباب العربي الثائر الآن ضد حكامه يعيش دوامة من التشدد الديني والانغلاق الفكري وان هذا التشدد للعقيدة الدينية أي كانت فهي تحبب لمعتنقيها الصبر على البلاء وإنها تدفع الى التضحية من خلال ركوب الأهوال وتحمل الأذى في سبيلها.

من هذا المنطلق استطاعت المنظومة الخليجية المتمثلة بالنظام السعودي وقطر إن تضع أغشية وحجب على أفئدة وعقول الشباب العربي وقد أشاعت في قلوبهم الثقة العالية بأن ثوراتهم لا يطالها نقد ولا ينالها تمحيص مدام أنها تملك الإعلام المؤثر في الشارع. وقد رأينا كيف أغرت المجتمع العربي والعالم بدعاوي مغلفة بأغلفة براقة من الشعارات والمغالاة للثورات العربية الحالية والتي لا تهدف في نهاية الأمر الا الى تحقيق مآرب ضيقة تخدم مصالح الأنظمة الخليجية.

ولعل هذا النهج المبطن بالعدائية والمغلف بالدعاوي الدينية يأخذ طريقه بسهوله الى أذهان أصحاب العقيدة الدينية وذلك لسلطان الدين العظيم على نفوس البشرية .. والكل يدرك ان الثقافة الدينية دائما تدعو الى هجر الدنيا باعتبارها دار اختبار وامتحان ولا ينبغي للإنسان الركون إليها, بل عليه أيضا إن يثبت قدرته ومدى نجاحه في الوصول إلى العالم الأخر. ولاشك إن هذا الأسلوب عندما يكون بإطار ديني مع الإسناد المادي والدعم المعنوي يكون له تأثير سحري على أذهان البسطاء والفقراء وحتى الأغنياء والمتعلمين وقد رأينا ذلك بوضوح في المشهد العراقي حيث هنالك الكثير من الشباب يسترخصون أنفسهم حين يندفعون بوجدان مطمئن لارتكاب أبشع الجرائم من خلال العمليات الانتحارية والتفجير والقتل لاعتقادهم إن ما يدعوهم إليه ساسة الدين حق وعدل وواجب ديني مقدس يضمن لهم الوصول الى الفردوس الأعلى.

ومن هذا المنطلق استطاعت المنظومة الخليجية السيطرة على زمام الأمور في الثورات العربية وتحريكها ضمن مصالحها وأهدافها وقد استطاعت ان توسع من الحراك الثوري في سوريا من هذه المنطلقات التي ذكرناها ولا استبعد قدرتها في إسقاط النظام السوري قريبا.
للحديث بقية في الجزء الثامن انتظرونا قريبا ...

#الاء_حامد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل