في الذكرى المجيدة المظفرة لثورة الربيع المغربي :23 مارس-اذار كشهادة ميلاد الحركة الماركسية الثورية.

محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خريبكة –البيضاء-الحمراء في 23.0202012
في الذكرى المجيدة المظفرة لثورة الربيع المغربي :23 مارس-اذار كشهادة ميلاد الحركة الماركسية الثورية.
واعتزازا وتنويها بالبيان الثوري للنهج الديمقراطي القاعدي بمناسبة إحياء الذكرى الثورية لربيع حركة 23 من مارس –آذار 1965،يشرفني عظيم الشرف أن أجعل هذا البيان مقدمة واستهلالا لمقالتي عن ثورة الربيع المغربي ل23 مارس 1965
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بيان الذكرى 47 لانتفاضة 23 مارس المجيدة
ونحن نعيش على إيقاع الانتفاضة الشعبية المجيدة ل20 فبراير التي تزداد تطورا وتجذرا يوما بعد يوم، ومعها يتعمق حلم وطموح الشعب المغربي لمعانقة تحرره وانعتاقه من قبضة مصاصي دمائه وناهبي خيراته وثرواته، عملاء الصهيونية والإمبريالية العالمية، المتربعين على عروش وكراسي الديكتاتورية والقمع والإرهاب، ويزيد من تعميق ذلك شهداءنا الأبرار الذين يتساقطون تباعا مخصبين بدمائهم ربيع الصمود والتضحية ببلادنا، ويعزز ذلك أيضا التضحيات البطولية للمناضلين الثوريين والمعتقلين السياسيين الذين حولوا سجون الرجعية إلى قلاع حمراء ينبعث منها بريق الفجر الأحمر القادم لامحالة، مقدمين أسمى العطاءات النضالية التي ينحني لها كل شريف وكل من يستشعر ألام وأمال الكادحين المقهورين، نخلد ومعنا شعبنا المكافح والمقاوم وكل الأحرار والشرفاء ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة 23 مارس 1965 اليوم الذي استقبل فيه النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي ، جماهير شعبنا المنتفضة بالدبابات والرصاص الحي مخلفا سقوط ألاف الشهداء كست دماؤهم شوارع البيضاء والرباط وفاس ومكناس…إضافة إلى ألاف المعتقلين السياسيين و الجرحى و المعطوبين .
لكنه، رغم حدة وقوة القمع التي طالت مطامحها إلى الحرية والانعتاق، واصلت وتواصل الجماهير الشعبية مسيرتها التحررية كاستمرار لتاريخ المقاومة وجيش التحرير، ورسمت بطولات ثورية عظيمة عبر محطات تاريخية مشهودة، مقدمة بذلك البرهان القاطع على قوتها وقدرتها على هزم أعدائها الطبقيين، ومثبتة بما لا يدع مجالا للشك فشل كل الطروحات الإصلاحية المحتقرة لها، التي لم تتوانى يوما في الاسترزاق على تضحياتها والمناورة وراء ظهرها، وبذل كل المجهودات بمختلف الأشكال و الصيغ للجم فعلها النضالي وإبقاءه ضمن أفاقها المحدودة والضيقة.
وإذا كان حقل التعليم قد شكل تاريخيا حقل صراع طبقي ضاري بين شعب كادح يطمح لتعليم أبناءه، ونظام رجعي يقصيه ويحرم أبناءه من هذا الحق المقدس، وكان (التعليم) بمثابة النقطة التي أعطت شرارة الانتفاضة المجيدة ل 23 مارس 1965، فلا زال النهج النضالي الثوري قائم بذاته داخل حقل التعليم، بحكم استمرار الحركة الطلابية في تقديم العطاءات النضالية بفضل قيادتها السياسية والعملية، النهج الديمقراطي القاعدي، الفصيل الثوري الماركسي اللينيني، الحامل للمشروع التحرري البديل، مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، الذي تعكسه داخل حقل التعليم استراتيجية الوصول إلى تعليم شعبي علمي ديمقراطي وموحد، هذا الطموح العادل والتاريخي، خاضت وتخوض لأجله الجماهير الطلابية معارك بطولية طويلة النفس، وقدمت في ذلك تضحيات جسيمة: شهداء، أخرهم وليس بالأخير شهيد موقع تازة الذي لا زال مجهول المصير ، معتقلين سياسيين منهم رفاقنا الذين يخوضون معركة الأمعاء الفارغة مند أسابيع عدة، عاهات مستديمة …إلخ.
ومع تطور وتجذر المسار الثوري ببلادنا، والإفرازات الثورية لانتفاضة 20 فبراير، وصمود النهج الديمقراطي القاعدي والمخلصين له والمتعاطفين معه والمناضلين الثوريين الحاملين للمشروع التحرري، وصمود الجماهير الشعبية بمختلف فئاتها وطبقاتها و مناضلي 20 فبراير، توالت هجمات النظام الصهيوني وازدادت شراستها وهمجيتها، وتعددت أشكالها وأساليبها، ومعها توالت كذلك مؤامرات وتكالبات القوى الإصلاحية، قوى الانهزام والاستسلام، التي ما فتئت تفاوض وتساوم وتصالح وتهادن على حساب أرواح الشهداء، ونسجها لمجموعة من المؤامرات الغادرة لاغتيال الإرث الثوري النضالي للشعب المغربي، فتزامنا مع ذكرى ملحمة الجماهير الشعبية ل 23 مارس 1965 ، وفي الوقت الذي تهتز فيه الشوارع بالمسيرات الشعبية والتلاميذية، وفي الوقت الذي يقترب فيه المعتقلين السياسيين المضربون عن الطعام من إعلان استشهادهم، ميلادهم الجديد، تعقد مؤامرة انتهازية وراء ظهر الجماهير الطلابية باسم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع " ابن زهر" بأكادير الذي تشن فيه القوى الشوفينية غزواتها المسلحة للموسم الثاني على التوالي، وترتكب إجرامها الفاشي في حق المناضلين والجماهير الطلابية، وتنفذ المؤامرة تحت شعار " أزمة التعليم بالمغرب ودور الحركة الطلابية في السيرورة الثورية " وما هذا الشعار الملغوم والفضفاض سوى مطية من أجل استهداف التضحيات المقدمة من لدن الجماهير و مناضليها و مناضلاتها والاسترزاق عليها، وتوجيه رسائل مشفرة ومن تحت الطاولة لأعداء الحركة الطلابية، إن هذه الطروحات التي لم يعد لها وجود نضالي ميداني وحتى وإن كانت حاضرة في مواقع ما، أو محطات ما فليس ذلك إلا من باب استهداف التوجه الثوري وبالنظر إلى إفلاسها وعجزها عن مسايرة المد النضالي الثوري ببلادنا وتمردات وانتفاضات ومعارك الجماهير الشعبية والطلابية، فإنها تلجا إلى أخبث أشكال الصراع وبشكل مفضوح وتراهن على الأوهام لإخراج الحركة الطلابية من أزمتها، وهي بذلك تغتال الوعي الثوري للطاقات والجماهير المناضلة.
إن النهج الديمقراطي القاعدي، انسجاما ومسؤولياته التاريخية تجاه الحركة الطلابية وإطارها الصامد والمناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، واتجاه قيادة نضالات الحركة الطلابية باعتبارها رافد من روافد حركة التحرر الوطني، على أرضية برنامجها، البرنامج المرحلي، لم ولن يتوانى في التصدي للمؤامرات التي تستهدفه، وتحاول اغتيال التاريخ وطمس حقائقه ووقائعه الحية، وتعمل على تصفية الإرث النضالي للجماهير الطلابية محتكما في ذلك إلى مبادئه ومواقفه، والأخلاق النضالية وذلك إلى جانب الجماهير وليس بمعزل عنها، وبعيدا عن ردود الأفعال والممارسات الخبيثة والصبيانية، فليس هناك أية مشروعية نضالية، وأي خلاص من الاستغلال والاضطهاد خارج طريق الجماهير، طريق المقاومة والمواجهة، طريق شهداءنا الأبرار ومعتقلينا السياسيين.
و في الأخير، وبعد أن نحيي عاليا رفاقنا المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بسجون النظام الرجعي نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
- تحياتنا إلى أمهات وعائلات شهداء انتفاضة 23 مارس 1965 .
- إدانتنا لكل المؤامرات الرامية إلى طمس الهوية الكفاحية لشعبنا وتصفية إرثه النضالي الثوري.
- تحياتنا للجماهير الشعبية المنتفضة بمختلف ربوع وطننا الجريح وفي مقدمتها جماهير تازة، بني بوعياش و إيمزورن…
- مطالبتنا بإطلاق السراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين وتحياتنا لعائلاتهم.
- إدانتنا للأحكام الصورية الصادرة في حق رفاقنا بموقع تازة.
- تهانينا لعائلة رفيقنا محمد بوكمارة على إطلاق سراح ابنها.
- مطالبتنا بالكشف عن مصير شهيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع تازة.
- إدانتنا لاغتيال الشهيد نبيل الزوهري بتازة المنتفضة.
- استمرارنا على نهج شهدائنا الأبرار.

عاشت الجماهير الشعبية
عاشت الجماهير الطلابية
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
فليسقط النظام…فليسقط الخونة و المتخاذلون
النصر لشعبنا…والموت لأعدائه


قصيدة 23 مارس
23 مـــــارس
ربيع الدار البيضاء

23 مارس
ربيع أظله زمانه
و اجتثت يسامينه
و لم يسمحوا لنسائمه بالعبور
إلى وجوهنا

23 مارس
متاريس حب و غضب
صرخة حمراء
لوحة مرسومة بالأحمر الفصيح
ديوان شعر عدد قصائده واحد
صرخة صاخبة
خفقت القلوب من وميض بنادقه
و حلقت حلما...لم يهو قط

يومها تطاولت الأجساد
و اتسعت خرائطها...بلغت حدود الحلم
أصرت على نفخ روح في الصخر
في الحديد
و قررت حينها مواصلة الحياة
حتى يفهم الجميع...من يكونوا
هم الكائنات في أوقات ضعفها
تبرز إلى الأمام للعراك
للطعن...للانتصاب
من أجل أن ينشد الطير
ويمتد الحلم في الأفق
بعيدا...خفيفا
يسابق ظلال طائر

23 مارس 1965
يومها "مينرفا" ربة الحكمة
المحاصرة في اللامكان
بين سماء و بحر
عصرت ما تبقى من قلبها
علها تطفئ به العطش الأبدي
فمنذ قرون لاحقتها ذكريات
و غبار وقيظ
و موج أحمر
و وصايا الشهداء
"مينرفا" يومها تخلصت من دروعها
و أمرت بأن تطهر الأبواق
للمرة الأخيرة
و أن يصطف الكورس
و ينشد كالهدير
لنا الحياة و لكم الموت
لنا الكرامة و لكم الذل
لنا الحلم ولكم لاشيء

23مارس- ربيع الدار البيضاء
ذكريه يا مدينة البيضاء/بثورة الربيع العربي والأمس القريب.
ما قالت الثورة الربيعية للطاغية الحسن الجلاد الرهيب الغصيب.
لقد خلفت غاشية الخنوع ورائي وجئت أقتبس جمرة الشهداء.
عندما يذهب الشهداء إلى النوم ،أصحو ،وأحرسهم من دعاة الرثاء.
"إن النشيد الذي كان علي أن أنشده ،لم أنشده حتى اليوم،لقد أنفقت أيامي،أشد أوتار كنارتي،ثم أرخيها.
لم أستطع أن أجد الوزن الصحيح،فالألفاظ لم تنتظم انتظاما سويا، وكل ما بقي في قلبي ،احتضار الأماني".
لقد قال وليم جنجز ذات مرة " أن درع الحق تجعل أشد المواطنين تواضعا في البلاد أقوى من كل جماهير الضلال"
ترى لمن تكون وصايا السماء؟"
على شهيدات وشهداء الثورة الربيعية أنا أبكي وأغني لرحيلهم،فمن إذا رحلت يبكيهم ويغنيهم /ويبكيني ويغنيني؟إنه وفي مثل هذا اليوم الذي هز عرش الظلم وركن الاستبداد والتخلف والديكتاتورية للملك الحسن الثاني،يوم 23.03..1965أزلزلت الأرض من تحت أرجله ،وتفطرت السماء من فوق رأسه، وانشق البحر وانفلق أمامه ،فكان كل فرق كالطود العظيم، وذهل العالم الاستعماري الأمبريالي والرجعية اليمينية السعودية والهاشمية الأردنية،وتوجهت الأبصار والأنظار إلى مدينة البيضاء،وتداعت ملايين الفتيات والفتيان في عمر الزهور ومن كل صوب ودرب وحي وشارع متنادين للثورة ، يعاضد بعضهم بعضا ،والوجوه ضاحكة متبسمة مستبشرة متفائلة ومرددة نشيد الحرية والثورة:
« la révolution du peuple souverain s’avance. Chantait la révolution printanière ,la révolution des millions et millions hirondelles.
Toutes la jeunesse marocaine était bien printanière avec la révolution. Toute la jeunesse a dans la tète toutes sortes de floraisons printanières. Car une seule hirondelle ne fait le printemps, c’est la masse populaire, prolétaire, qui crée la révolution.
Jeunes femmes, jeunes hommes, calculez bien fort ,vos valeurs sur le marché de la révolution, de la dignité, de la liberté , de l’égalité, de la fraternité, de l’humanité et de l’amour.
Vous n’avez pas le droit de se perdre peu à peu dans les illusions, les maladies infantiles, les mensonges ; les mythes, les dogmes idéologiques, les faux rêves, les ténèbres islamistes obscurantistes.
لا تفرحوا بالسعادة،"فكل قيصر استبدادي يموت ،يولد قيصر أكثر استبدادية وديكتاتورية منه" فأي جديد ولد مع صعود القيصر الوليد؟.
إن آفة مغربنا النسيان والانسياق وراء الأكاذيب المتحصنة في قلائد من ورد بلاستيكي اصطناعي مضلل وخادع. هيا يا حفيدات الثورة الربيعية الاذارية ،والثورة الصيفية لحزيران ،والثورة الشتائية لكانون الثاني-يناير،وهيا يا أحفاد الثورة المغربية الربيعية لحركة 20 فبراير ،انهضوا وادفنوا خلافاتكم وتناقضاتكم التي نعتز بها كمحرك للتاريخ والمجتمع والإنسان والكون، وشقوا ومهدوا دروبا للثورة مفتوحة ومتسامية ومتصاعدة وجديدة،وغنوا ترنيمة الوطن ، وازرعوا ياسمينة الأمل،واطبعوا أحلى قبلات الحب على أضرحة ورياض الشهيدات والشهداء.
هيا انموا وازدهروا ،ولا يلهنيكم الأمل الملكي الكاذب الذي يعدكم بالأماني والتنمية والإقلاع الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي. ولن يتحقق شيء من ذلك اللهم إلا تغيرت قوانين الصراع الطبقي وايديولوجيات الأمبريالية،وشاب الغراب ،ودخل الفيل ثقب وسم الخياط ،وولدت "بغلة مولاي بوعزة"
لا أفق مستقر....
لا موج متوقف.....ولا ثبات في الريح والغيم....
ولا سكون في العين الباصرة ....كل شيء يمور ويدوم بضم الياء وتشديد الدال.
وتمطر الكلمات مصحوبة بمعانيها في عناق شهي."
مجلة "الهدف" الجبهة الشعبية لتحرير فيلسطين.
إن ما كان يلفت النظر ،ويبعث على الدهشة ،أن ملايين الحناجر الذهبية كانت تردد الشعارات والأغانى الثورية متحدية كل أشكال وأنواع وأحدث أسلحة الدمار الشامل من السلاح الجوي والبحري والبري والإعلامي لجيوش الحسن الثاني،ورغم ألف قذيفة وقنبلة محرمة عنقودية تلقى مع كل ثانية فإن العدو لم يتقدم شبرا واحدة،ليخترق الصفوف الثورية المتراصة في صف واحد كأنها بنيان مرصوص. لقد كان لاندلاع الثورة الربيعية ل23.مارس من سنة 1965 صدى مدويا وصاعقا بلا ريب على الحسن الجبار وحشمه وحريمه وحلفائه من أمريكيين وفرنسيين وصهاينة ورجعيين سعوديين. كانت طامة كبرى تداعى لها داخل كل قصر اهتزازات وهزات وشقوق وانهيارات.
لم تكن ثورة 23.مارس 1965 قفزة مفاجئة وفي المجهول ،أو من صنع الأمبريالية الأمريكية والصهيونية كهذه الثورات الفوقية المحمولة على دبابات أمريكية مثل العملاء في العراق وليبيا ،بل جاءت الثورة مغربية أصيلة سلمية ومستقلة كحصيلة ونتيجة تنظيم وطني وتقدمي وثوري ماركسي لينيني، وتنظيمات اتحادية طلائعية ثورية،مرت الثورة بتحولات وتغييرات وتراكمات كمية،انعكست على البنيات التنظمية للثورة،وشكلت حلقات ثورية محكمة من أصدقاء الشعب ومجموعات رفاقية كلها صبت في النهر الكبير للثورة المغربية العبقرية والعظيمة،بحيث لم تتمكن المخابرات والقبضة القمعية الحسنية الأفقيرية من اختراقها أو الوصول إليها لتحنيطها وتخريطها وتحريفها وتخريبها.
واليوم ونحن نحتفل بثورة 23 مارس المجيدة،نكون في أمس الحاجة إلى تحليل أطوارها ودوافعها ونتائجها وأسباب انكسارها،مع التنصيص على دور الجماهير العمالية والفلاحية والشعبية والحركات النسائية الديمقراطية،التي كلها انتفضت وثارت وعززت وقوت من عضد الثورة الربيعية ،ولم تتردد أو تتراجع أو تتباطأ،بل عانت وقاست وتحملت وطأة ونير القمع الدموي الوحشي الافتراسي الحيواني الجهنمي إبان الثورة أو بعدها. فكانت حصيلة الثورة والمواجهة المباشرة مع جيش هولاكو التتاري الانكشاري باهضة وغالية الشهيدات والشهداء والمعتقلين والجرحى والمعطوبين والمعوقين والموتى.
فهل توقفت الثورة؟لا لا لا لم تمت الثورة،بل أخذت منحى جديدا واتجاها جديدا واستراتيجية جديدة وتاكتيكات جديدة.،معتمدة على دمستة ثورية نحتتها الظروف الثورية الجديدة والتمترس والتمرس في ممارسات وبراكسيس الصراع الطبقي،ومستفيدة من خبرة وتجربة ثورية ميدانية،ومن تعاقب القمع عليها،حيث سجل الثورة الشهيد المهدي بنبركة في كتابه الخالد الشهير "الاختيار الثوري في المغرب" منورا وفاتحا كل المنغلقات والمغالطات والنقائض. ومقدما نقدا ذاتيا صريحا ومبدئيا وواضحا حول ما عرف من "الأخطاء الثلاتة القاتلة".
ومع الأوضاع السيئة الحزبية والسياسية،وما عم الأحزاب التقدمية من تردد وجمود وانقسام وتفكك وانتكاس ،جعلت المعسكر الرجعي بقيادة الحسن الثاني مبدع الثورة المضادة ،لا في المغرب فحسب ،بل وفي إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية،خصوصا مع تصفية الشهيد المهدي بنبركة رائد معسكر الثورة لشعوب ودول عدم الانحياز والعالم الثالث ،وتصفية واغتيال الثوري الأممي العظيم تشي غيفارا وكذا باتريس لومومبا التي كانت للحسن يد طولى في اغتياله،كل هذه الانتكاسات سهلت المأمورية أمام الحسن ليوجه ضربة قوية للثورة المغربية.
لقد خلا الجو للحسن وصحبه واله وزبانيته وأركانه أن يعيد تقسيم المغرب واحتلاله واستعماره واستيطانه وجعله مجرد ملحقة من ملحقات الأمبريالية،وتوزع المغرب إلى مناطق نفوذ ومجالات النهب والسلب لخيراته وثمراته وفواكهه وعنبه وفوسفاطه ورماله وبحاره وشواطئه.فكان لا بد من الرد الحاسم على سياسات الحسن المقامرة والمتاجرة في الأرض والعرض والنضال ضد كل أشكال التدخل الاستعماري والأمبريالي كأولوية الأولويات،لتتفجر الثورة من جديد في 20 من حزيران 1981،على إثر الاضراب الشهير الذي دعت إليه الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل. وحيث يمكن أن أهدي لشهيداتها وشهدائها أجما أغنية بعنوان "إشهد يا حزيران".
أشهد يا حزيران
في يومك العشرين
وطني أنار الدرب
والنصر مشتعل
ذي يقظة الفلاح
ذي صرخة العامل
ذي ثورة الجمهور
يا شعبنا البطل
سعيدة يا زروال
دهكون، يا رحال
مواكب الأبطال
بالوعد تتصل
من مخبر مهدي
من مخبر عمرا
عن روعة الأوطوروت
وبأس من نزلوا
مدينة البيضاء
يا درب من قتلوا
أبناؤك الفقراء
اليوم قد وصلوا
لقد عمت مدن المغرب وقراه المظاهرات العمالية الضخمة لتصبح ثورة حقيقية جعلت الحسن في حرج شديد وهو يترأس وفد بلاده في إحدى مؤتمرات إفريقيا ،ويوجه خطابا شهيرا للشعب المغربي متوعدا ومهددا بإحراق كل المعارضة السياسية والنقابية والطلابية والتلاميذية،ويقرر ضرب الحصار الارهابي على المعارضة الاتحادية،ويلزمهم الاعتقال في بيوتهم ،أو يتبرأون من حزب القوات الشعبية للاتحاد الاشتراكي..

لقد كانت ثورات 23 مارس 1965 و20 يونيو –حزيران 1981 وكانون الثاني- يناير 1984 قد فتحت الأمل ،فكان لا بد للحسن أن يستنجد بحلفائه الأمبرياليين والصهاينة والرجعيات العربية لاغتيال هذا الأمل الثوري. واستجابت الأمبريالية لخديمها المطيع الخنوع المحافظ الأمين لمصالحها وأسرارها في المغرب،ولم يسمحوا للثورة المغربية من استكمال وإنجاز شروط ومقومات الثورة..
واليوم ومع حركة 20 فبراير ،نجدد العهد ونحيي الأمل ونعيد ذاكرة الجماهير المغربية تعيش على فكر الثورة والذاكرة الثورية والتاريخ الثوري، ونبعث ك التوضيح والتبيين والبيان والفضح والكشف على الدوام أمام أوسع الجماهير العمالية والفلاحية والشعبية والنسائية والشبابية والتلاميذية التواقة إلى التحرر والخلاص من نير الحكم الفردي المطلق وحلفائه الأمبرياليين والصهاينة، الخداع والتمويه والتضليل،حول ما يسمونه "الخصوصية المغربية للانفلات من الثورة العربية التي تجتاح العديد من الدول العربية ،لنؤكد ،وانطلاقا من قناعتنا الماركسية اللينينية التي "ترى أن ما يحكم لك خصوصية محلية وطنية هو سمو العمومية الأممية والعمومية والعالمية.
فافضحوا معنا كل أيديولوجية اليمين الديني الرجعي،والفكر الأمبريالي المعانق له ،وجميع حججه وبراهينه الفضفاضة والمتسمة بالرجعية والنكوصية
.
أيتها المغربيات ،أيها المغاربة لا تيأسوا ولا تقنطوا ولا تحبطوا ولا تستسلموا ولا تنهزموا وتنخضعوا بهذه الجولات و"المحلات السلطانية التي ليس لها من فائدة تذكر إلا هدر الوقت وربح الوقت وإنماء الكوارث والماسي والمصائب التي تكرس وتأبد نظام الخيانات الوطنية والقضايا القومية وفي مقدمتها قضية فيلسطين كقضية وطنية أولى..إ،ها مواكب ملكية وغواصات ظلامية متنقلة للجم الثورة وقتل الاحتجاجات الواسعة التي يقوم بها الشعب ضد سياسات النظام الملكي القائم على حرية السوق والعولمة المتوحشة والتفاوت الطبقي.وما ابتلاكم به الملك من حكومة مزركشة من أحزاب اليمين التي هي منطوية ومختفية تحت إبط الصدر الأعظم ابن كيران الاخوانجي الاسلامانجي،الذي ما جيء به إلا ليكمل مساويء من سبقه من حكومات المخزن ويبيع للمغاربة الأوهام والظنون والأماني والأحجية والدين الزائف. فلماذ استطاعت الملكية أن تجعل السباق نحو إدارة الأزمة وتدبير إسطبل الملك يبدو لكثير من الأحزاب كحفلة تهريج أكثر منه سباقا لتحرير سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وفلسطين والعراق وليبيا،ووقف زحف التغول الامبريالي والتغلغل الصهيوني الرجعي السعودي والذي يهدد المغرب بالدمار ويشجع على التفكبك المجتمعي والسلوكات المدمرة واغتصاب الأراضي وتحويل المغاربة إلى مجرد إقامة مؤقتة ولاجئين يمكن إلغاء وطنيتهم ومواطنياتهم ومغربيتهم في أي لحظة..
إن حكومة الظلام والرجعية ،تهدد المرأة للعودة إلى عهود الفراعنة وعرب الجاهلية بسننهم الرجعية من ذبح ووأد وختان المرأة والجديد الذي يحمله الظلاميون للمرأة هي الأصفاد الجديدة باسم الاسلام السياسي..
فمتى يستيقظ
المغاربة أمام الصدمة العنيفة التي فرضتها الهيمنة الإمبريالية؟ ومتى ينتبه المغاربة من اللعبة السياسية التي وصلت إلى القمة وتجاوزت كل الحدود والمدى ،حين أدمجت اليمين الديني الرجعي العنصري المتطرف بأحزاب نيوليبرالية لانقاد الملكية من الثورة العربية،بعد أن مست حركة 20 فبراير الأمبريالية بقلق شديد ومتزايد وتوجسا من مستقبل النظام الأثير والمفضل للامبريالية والصهيونية العالمية.ففكرت الأمبريالية وقدرت فكان لا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة ،وتسليح الملكية بالاسلام الراديكالي الرجعي المحافظ حتى يحجب المغرب ويتقي شر الثورة العربية،ما دامت الملكية تمسك بكل مفاصل اللعبة والقوة ،بدءا بالسيطرة على أجهزة القمع والبوليس والدرك والجيش والداخلية والأوقاف والاستخبارات والمخابرات والاعلام والاتصالات..
تحية لكل الثوريات والثوريات الواقفين في خطوط النار والملتهبين بنار الرجعية والاسلام السياسي الرجعي والانتهازية الصفراوية.
محمد فكاك.ابن الزهراء
حامل البيارق الحمراء. والمجد والخلود لشهيدات وشهداء ثورة 23.03.1965وثورةحزيران 1981 وثورة يناير 1984

#محمد_فكاك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات