حبيبك الأزلي عشتار غاليتي

محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان
(Mohammed Fadi Al Haffar)

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 00:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

حبيبتي من الأزل عشتار...
قرءة رسالتك لي عبر العصور لألاف المرات والمرات....
لا لأنني لم أفهمها من المرة الأولى حبيبتي...
وانما لأغوص واستمتع بها وبكل حرف من حروفها كمتعة محب السباحة في مياه البحر الهائجة وهو يحمل جسده المثقل بذراة المادة الراغبه في التحرر والإنطلاق والعودة لما كانت عليه قبل وجودك....
لاأدري ماذا أقول لك حبيبتي أكثر من شعري الذي وصفتك فيه وأكدت لك من خلاله بأننا نسير في طريق واحد لابجوار بعضنا كما تعتقدين وقلت لك فيه:

أتتني تعري وأنا العاري
لأجلها
وماكنت بعينيها عاري
عجبي منها تريد عريَ
وأنا من طرح في العراء إزاري
سندي دعوتها وأنا سندها
ليتها تدرك نوع ثماري
لأجلها كنت وبها أكون
ومضت تصر بأني أواري
تقول بقولي وتنكر قولي
وتنسب عملي لعبد الحجار
وتعلم بأني لنهد أصلي
لعين لجيد لخصر يماري
مضيت أحارب جهل بغيض
فسرت وسارت بغير جوار
عيوني عليها وعينها مني
فهل بعد هذا تزيد بناري
أعشتار قومي بمثلي تدومي
لأجلك أمضي ويمضي نهاري


فأنا قد عريت نفسي من كل أثمالها وبعد أن كنت إرتديتها في البدء الأجلك حبيبتي...
نعم جبيتي نعم
فلقد إرتديت الجسد لأجلك في بادء الأمر لترينني وتشعري بوجودي بناء على رغبتك... ثم سترت هذا الجسد بالأوراق لأجلك أنت أيضا... وعدت وبعد الاف السنين ونزعت عني كل أثمالي لأجلك أنت أيضا..
فأنا الأن عاري تمام حبيبتي وأنت مازلت تصرين على تعريتي!!
من ماذا تريدين تعريتي حبيبتي؟؟؟
وهل بقي لي غير العودة إلى الأصل الأول الذي كنت عليه فأكون روح لاترينها وانت من طلب رؤيتي لتتعرفي على كينونتي فجعلتني أرتدي المادة كساء لي كرما عينيك؟؟؟
ماذا أبقيت لي حبيبتي؟؟؟
صدقيني ياأحلى وأرق نسمات عشتار ربة الأنس والجمال أنني أنا توئم روحك الذي يسري في عروقك منذ الأزل, ولكنك أنت من لايراني ولايشعر بوجودي رغم بحثك عني في كل أجساد الناس فيختلط عليك الأمر بهذا وتعتقدين بأنني أسكن فيهم وأنا الساكن فيك أنت غاليتي وربة عشقي..
فلقد إرتديت المادة بناء على طلبك أنت, ثم عريت روحي من المادة بناء على طلبك أنت أيضا...ومع هذا فلم تدركي وجودي.....
اااااااااااااااه منك ياعشتار ياحبي الأزلي الأوحد...
أه منك يامن جعلت كل شيئ يأتي عنك أنت بعدما كان يأتي عني لترينني ومع هذا لم تريني.
فمتى تدركين أنني أنا الفادي الساكن في أعماق روحك وأنك لم تكونين أنت هذا الفادي في يوم من الأيام؟؟؟
أنت تحملين الفادي في أعماقك وروحك ورحمك ياتوئم الروح
الفادي لم يهبط إلى العالم السفلي الذي ذهبت تبحثين فيه عنه في يوم من الأيام, وإنما هو قد تعرى من جلده الذي إرتداه لأجل عينك في البدء, ثم هو كسا هذا الجلد بكل أنواع الكساء المادي لأجل عينيك إبتداء من ورق التوت الى القبعة والبنطال ومع هذا لم ترينه ولم تدركي وجوده...
فقرر التعرى من كل أثماله بما فيها جلده والسكن في جسدك أنت وفي اعماقك أنت وجعلك خالقة تنتجين الحياة في رحمك ومازلت لاترينه!!!!!!!!
فهل تدركين الأن ثمار قصيدتي حبيبتي عشتار؟؟؟
هل تدركين ماقصدته بأنك تريدين تعريتي وأنا العاري لأجلك؟؟
فماذا بقي لي من كساء أرتديه بعد أن إرتديت كل أنواع المادة لأجلك ثم تعريت منها أيضا لأجلك وذبت وتلاشيت في جسدك أنت حبيبتي لتعرفينني؟؟؟
فهل تريدين مني الأن أن أتعرى من جسدك أنت حبيبتي فأبقى بعدها روح هائم في الفراغ الى أبد الأبدين فلاتعودي تشعرين بوجودي بعدها البته؟؟
هذا هو أخر ماعندي حبيبتي
فإن كانت هي مشيئتك ياتؤم الروح فأقسم بحبي لك أنني قادر على تحقيقها فلا يكون لك رجل أو إنتاج بعدها إلى أبد الأبدين... وستعودين للوحدة التي طالما طلبت مني أن أخرجك منها وأن أجعل لك من هو مثلك ( وانت من لامثيل له ) فما كان مني إلا أن أكون أنا مثلك لأنه ليس هناك في الوجود من هو أقرب ألى مثلك إلا أنا حبيبتي..
أنكرت نفسي وجعلت منك نفسي لتدركي وجودي حبيبتي وهاأنت مجدد لاترينني...
اااااااااااااه منك يأجمل ماأبدعت...
متى تدركين وجودي؟؟؟؟
متاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
أه منك ياأنا إن لم تدركي
أه من روحك ياروحي إن لم تدركي بأنك روحي
وبحق أسمك أنني وضعت البقاء والفناء بين يدك بما فيهم بقائي وفنائي يامن أنت مني وانا منك.....
فهل نذهب للفناء غاليتي لأنه لم يعد لنا غيره؟؟؟
هذا هو حبيبك ياعشتار ياربة الحسن والجمال,
صانع عجز عن إعادة تشكيلك وصناعتك لأنك لم تكوني في يوم من الإيام مصنوع من ضمن مصنوعاته وإنما أنت روح الصانع وذاته ياحبي الأزلي.

التوقيع
حبيك من الإزل والى الأزل
محمد فادي

#محمد_فادي_الحفار (هاشتاغ)       Mohammed_Fadi_Al_Haffar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات