أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فادي الحفار - نظرتي شبه الشموليه للقرآن الكريم















المزيد.....



نظرتي شبه الشموليه للقرآن الكريم


محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان

(Mohammed Fadi Al Haffar)


الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخي القارء الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أبدء أطرحي دعوني أعتذر منكم جميعا عن أخطائي الإملائية والنحوية الكثيرة لأنني رجل فكر ولست برجل لغة
ثم دعوني أبرر لنفسي - جميعنا يحب هذا - وأقول بأنني كنت متسرع قليلا في جمعه من بين وريقاتي وعرضها عليكم قبل تنقيحها جيد لعلمي بأن أخطائي الإملائية والنحوية كثيرة والتي قد يحملها علي البعض محمل الجد وكأساس للعلوم للقرآنية بالضرورة ومن أنه لايحق لي الخوض فيها
غير أن عذري هنا بأنني لست بأستاذ للغة العربية كما ذكرت وإنما أنا مفكر وباحث عن أجوبة لتساؤلات كثيرة طالما أرقتني وقضت مضجعي بين أمل وخوف وحب وكره وحلم وغضب وجنة ارغب بها وجحيم يفزعني ويحول بيني وبين رغباتي وشهواتي بمحرمات كثيرة فرضت علي من محيط ومجتمع يحط بي ويتدخل حتى في طريقة تناولي لطعامي ودخولي لحمامي ويشعرني بأنني ماكنت مخير يوما وإنما أنا عبد حالم بالحرية التي تداعب مخيلتي
وعليه
فإن موضوع التسير والتخير من المواضيع التي تحتاج منا للبحث الشديد في كل شاردة وواردة فيها لنكون على يقين من معرفتنا لذاتنا وهل نحن عبيد أم أحرار؟ أو هل نحن مسيرون أم مخيرون؟
ثم ما معنى أن أكون مخيرا؟
وهل الإختيار هو حرية أم أنه جبرية بأن أختار من بين ماهو موجود؟
فكون الإنسان مخير بين معطيات قد فرضت عليه هو شيئ مفروغ من امره لكل ذي قلب يعقل....
وأما أن نقول عنه بأنه يملك الحرية في تغير المعطيات المفروضة عليه وفرض واقع جديد عبارة عن مشيئته هو ورغبته الشخصية فهذا شيئ أخر تماما وبحيث أن مكن الحريه المطلقه يكمن في تغير الواقع المحيط بي وجعله موافق لرغباتي.
وعليه
دعونا نرى وبمقالتي هذه بإن الإنسان واقع تحت الجبرية - إلآهية كانت أم بشرية - في الإختيار المقدر عليه من مشيئة ليست بمشيئته مما يلغي بدوره كونه مخير ويصبح مسير في أن يختار من بين ماهو موجود....
والأن
ماهو الإختيار من بين ماهو موجود؟
إن الإختار من بين ماهو موجود يرفع عني المسؤلية بإختياري هذا إذا ما كنت مخير فعلا بأن أختار من بين ماهو موجود ....
أي أنني وبحالة كنت مخيرا من بين ماهو موجود فنقول بأنه لاوجود للعقاب مع حرية الإختيار من بين ماهو موجود.
وأما وأن وضعت علي قيود في أن أختار من بين ماهو موجود فأكون مجبر مرة أخرى على إختيار كان قد فرض علي يرفع بدوره التخير عني ويجعلني مسير بأن أختار مافرض علي من بين ماهو موجود.
وعليه
أين هو التخير هنا؟
ألآ ترون معي بأننا مسيرون شأنا أم أبينا نحو إختيار ماهو مفروض علينا؟
قد أرى أحدهم هنا يطرح علي سؤال ويقول
هل أنت مخير في فعل الخير والشر أم لا؟
فتراني أطلب منه أن يشرح لي معنى الخير والشر أولآ
فمن الخير في نظري أن أذبح بقرة أو شاة لأطعم الفقراء من لحمها , غير أن هذا العمل وفي عرف القبعات الخضراء من دعاة حقوق الحيوان هو عمل شر وسفك للدماء كان من الممكن الإستعاضة عنه بما تثمر الأرض - وهو كثير ومتنوع - لآطعم به الفقراء مما يؤكد هنا بأن الخير والشر مجرد كلمات وصور تختلف المعاني فيها بين ناظر وأخر ولتكون بهذا بعيدة كل البعد عن مصطلح التسير والتخير ولاتصلح لآن تكون أمثلة له
فيعود علي بالقول ويقول
أنا لا أتعرض لمفهوم الخير باختلاف وجهات النظر إليه , بل اقصد ما تظن أن ماتفعله أنت بنية حسنة هل هو جبر أم اختيار؟
لأقول له بدوري
دعني أوضح لكم وجهة نظري بشكل أخر
طالعني منذ فترة ليست ببعيدة موضوع لرجل استرالي في العقد السادس من عمره كان قد تزوج بإبنته عن حب وإتفاق بينهما وأنجب منها أربعة أطفال
والطريف في هذا الموضوع هنا هو أن الإبنة البالغة من العمر أربعين عام كانت هي من تعشق والدها عشق المرءة للرجل وبحيث عشقها هو أيضا وبعد هذا وبدوره عشق الرجل للمرءة
والأن
لقد حكم القضاء الأسترالي بسجن الأب والأبنة لمدة ثلاث سنوات وأخذو منهم أطفالهم وعهدو بهم لآسر مختلفة لاتملك أطفال لرعايتهم
فهل هذا ظلم أم عدل من القضاء الاسترالي هنا؟
وعلى أي أساس تشريعي أصدر القضاء الأسترالي حكمه بتجريم الرجل والمرءة اذا كان القضاء الإسترالي علماني أصلا ويؤمن بالحرية الشخصية للفرد؟
ومالذي يمنع حالة كهذه من زواج قائم على الحب والاتفاق بين الطرفين ودون أي اكراه أو اغتصاب يضر بالفرد أو المجتمع؟
أي أنني أعود وأقول بأن موضوع الأخلاق والقيم الإجتماعية قائم على قوانين موضوعة من رجال القانون والذين هم بشر مثلنا ومعرضون للخطأ والصواب , أي أن هذا القانون هنا مفروض علي أنا كفرد شئت أم أبيت وكحالة إجتماعية أقرها المجتمع وإن كانت تخالف رغباتي وتطلعاتي الشخصيه
وعليه
فإن موقفي من هذا القانون هنا هو استسلام له وبعدم خروجي عنه كعرف أو قانون خوف من المسائلة القانونية والعقاب وليس كقناعة مني من أنه على صواب مما يؤكد بدوره بأن هذا القانون مفروض علي ويسرني في أن أفعل وجهة نظره والتي هي مخالفة لوجهة نظري النابعة عن رغباتي الشخصية
اذا
فإن الإنسان لا يكون حر ومخير فعلا إلا إذا أوجد هو قانونه الشخصي الخاص به والذي يراه هو صحيحا من وجهة نظره ودون خوف من مسائلة أو عقاب من أي كان
وبما أن الإنسان كائن إجتماعي يحيى ضمن مجتمع فسيبقى مسير في أفعاله التي يفرضها عليه قانون الجماعة كونه يحيى في هذا النظام إجتماعيي
وأما الحرية فلا تكون إلا مع الفرد والمتفرد والمنفرد بنفسه
ولذلك نقول نحن معشر المؤمنين بالله بأن الإنسان عبد لله كون الله سبحانه وتعالى هو الحر الوحيد وهو المتفرد بما لديه من ملك
وأما الإنسان فهو مجرد عبد مسير بقوانين فرضت عليه شاء ذلك أما أبى كونه مسؤول عن تصرفاته أمام قانون الجماعه - عقيدتها - أو حتى القانون العلماني الذي يدعو للحريه وبحيث تراه لاأرضية ثابته له يقوم عليها
وعليه
هل سيصبح الإنسان حر في يوم من الأيام؟
أو هل سيكون الإنسان إله نفسه في يوم من الأيام ليصبح حر؟
سؤال يطرح نفسه وبشدة هنا
يعود محاوري من جديد ويقول لي التالي:
سأضرب لك مثلا صغير جدا حتى لا نتشتت في الحوار وأقول: شاهدت أنت رجل فقير فأعطيته صدقة من المال، فهل في هذا جبر أم اختيار؟
فأقول له بدوري بأن مثله هذا سيجعلنا نتطرق للدافع الذي دفعني لأن أفضل هذا الفقير عن نفسي ولو في أصغر متطلباتها...
فأنا وقبل أن أقابل هذا الرجل الفقير كنت أنوي أن أشتري لنفسي علبة سجائر أستمتع بها , غير أنني غيرت رأي عندما قابلت هذا الفقير ووجدت بأن حاجته للمال ليشتري به بضعة لقيمات يسد بها رمقه أكثر من حاجتي انا لشراء سجائري
وعليه
من الذي جعل هذا الفقير فقير في مجتمع طبقي وليجعلني بعدها وبدوري مسير ذاتيا وأخلاقيا - احساسي بظلم المجتمع للفرد - لأن ادفع له بمالي والذي هو سبيلي لتحقيق رغابتي من شرائي لسجائري بأن فضلته بقيمتها عن نفسي؟
اي أن الدافع الذي دفعني ووجهني هذا التوجه هو المجتمع مرة اخرى ومازرعه فيني من قيم وقوانين وأعراف لم أضعها أنا , فبعض الحيوانات والأسماك على رأسها تأكل صغارها من أجل ذاتها ومصلحة بقائها.
وهذا القانون مفروض علي بحكم كوني كائن اجتماعي مفكر يدرك معنى المفاضلة وضروريات الحياة والتي هي قيمة مطلقة من رغبة دفينة عند الجميع بحب البقاء والخلود تجعلني أفكر بغيري وأفكر بأنه قد يتعرض للموت الذي لاأرغب به لنفسي لآنني أرى فيه ظلم كبير.
اذا
فإن كل سكنة من سكنات حياتنا محكومة بقونين دقيقة جدا ولابد لنا من الخوض فيها لنتعرف عليها.
فليس من الضرورة أن نقول بأنه وفي حالت عدم معرفتنا بوجود قانون ما هو تأكيد قطعي منا على عدم وجود هذا القانون.
فالقوانين كثيرة وموجودة وأزلية كأزلية الله , وأما نحن فمكتشفين لهذه القوانين الموجودة أصلا.
وإكتشافتنا لها يجعل من بعضنا عالم ومخترع ومجدد وحتى نبي ورسول.
فكل قانون موضوع هو تسير لي ضمن منظومة محكمة.
أي أنني أنا الإنسان مسير - وحتى ذاتيا وانا اظن بان ماافعله هو مشيئتي - لأنني أحيى وأكتسب معرفتي من ضمن هذه القوانين الموضوعة لي
ولايوجد صاحب مشيئة حرة في الإختيار إلآ وضع هذه القوانين
أي أنه لايوجد مشيأتان في هذا الكون وإنما هي مشيئة واحدة لاخروج عنها نسميها نحن
المؤمنون بوجود الله مشيئة الله

((( وماتشاؤن إلآ يشاء الله رب العالمين )))
((( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى )))

فكوني تصدقت بمالي أو احتفظت به لنفسي لايعني بأنني مخير
وهذا ما أحاول أن أوصله لكم
فأنا و بكلتا الحالتين واقع تحت تأثير قانون ما من القوانين المحيطه بي إحاطة السوار بالمعصم كوني وعندما فضلت هذا الفقير على نفسي كنت واقع تحت تأثير قانون الجماعة على الفرد والذي هو بدور ضمن القانون الأساس من الأنا العليا فينا من حب البقاء والذي جعلني أفكر به وأفضله على نفسي.
كما وأنه وعندما أفضل نفسي عليه فأكون أيضا واقع تحت تأثير قانون الأنا والمحكوم أيضا بقانون حب البقاء كما هو حال الأسماك ومن أكلها لصغارها.
أي أنني مسير بجميع الحالات بسبب حب البقاء والذي هو غريزة فينا مما يرفع عني الذنب في تصرفاتي كوني لاأصنع مشيئتي وإنما أنا محكوم بمشيئة غيري.
فأصل الحرية هي أن أصل للخلود وأقتل كل مخاوفي من الموت , وعندها فقط أستطيع أن أقول عن نفسي بأنني حر.
فدعنا أولا نصل للخلود ولترى حينها بأن جميع الأقنعة من القوانين الوضعية والإيمان الزائف من حب ورحمة تتهاوى الواحدة تللو الأخرى امام ناظريك.
أم أنك تظن هنا بأن السيد المسيح ( ص ) والذي يعتبر مثل أعلى للحب والتسامح والتضحية قادر على أن يفدي أحد هناك في دار الخلود؟
لا يا عزيزي لا
فإن أي تضحية من التضحيات مهما كبرت أوصغرت لاقيمة لها في عالمنا هذا القائم على الموت كقانون له , لأن الذي يضحي هنا واقع تحت قانون الإيمان والاعتقاد بأنه سيحيى مرة أخرى في عالم البقاء مما يؤكد له بدوره بأنه لايموت وأنه سيحيى بعالم أفضل من هذا في يوم من الأيام ’ أي أنه غير مؤمن أصلا بقانون الموت مما دفعه لهذه التضحية البسيطه جدا والتي تكاد لاتذكر له هنا كون الموت بالنسبة له هو الطريق الوحيد للخلود وللخروج الى عالم مثالي أخر مؤمن هو به.
وعليه
فلو جاء يوم الخلود وجيئ بالجنة وجهنم فهل تظن بأن السيد المسيح أو محمد أو أي عظيم من عظماء الرحمة سيفديك هناك ليدخل جهنم خالد فيها عوض عنك؟
دعني أقولها لك وخذها مني حكمة
فوالله اذي لاإله إلآ هو من إننا جميعنا هناك - وفي حالت وجود موقف عصيب واختيار رهيب كهذا - سنقول نفسي نفسي بما فينا محمد والمسيح وأبي أمي.
فلا يوجد شيفع ولايوجد فادي إلآ الله تبارك وتعالى وحده لأنه وحده صاحب المشيئة وجميعنا ضمن هذه المشيئة مما يرفع عنا الخطيئة من أساسها كوننا في عالم التجربة والبحث عن عالم الخلود وكون التجربة في أصلاها قائمة على الخطأ الصواب والذي هو حق محفوظ من حقوق الباحث عن هذا الصواب.
فيعود علي محاوري مرة أخرى هنا ويقول:
ان كنا نتكلم عن الاحتمالات و محدوديتها فلا خلاف، لكن تركيزي كله عن الفعل ذاته داخل دائرة الاحتمالات المحددة، وهنا تقع حرية الإختيار وهذا ماأتكلم عنه, نعم أنت محدود بالاختيارات اما هذه أو هذه أو تلك لكن في النهاية أنت حر قرارك و تصرفاتك، ان اصبت احسنت و ان اخطأت اسأت هنا حرية الاختيار بلا أي نوع من الجبرية أليس كذلك؟
لأقول له بدوري التالي
وأنا أيضا أتكلم عن الفعل ذاته داخل دائرة الإحتمالات المحدودة عزيزي , فكون الإنسان مخير بين معطيات قد فرضت عليه هو شيئ مفروغ منه ,
ولكن
هل إختياره هذا يدرج تحت قائمة الحرية أم أنه الجبرية بأن يختار من بين ماهو موجود؟
هنا يكمن السؤال الذي سيوضح لكم الفارق بين الحرية والجبرية عزيزي
فالحرية تكمن في تغير المعطيات المفروضة على الإنسان وفرض واقع جديد عبارة عن مشيئته هو ورغبته الشخصية في الخلود والقوة والتميز وبأن يصبح إله ليكون حر.
غير أنه واقع تحت الجبرية الإلهية في الإختيار المقدر عليه من المشيئة الإلهية مما يلغي بدوره فكرة التخير وليصبحه مسير في أن يختار من بين ماهو موجود.
والأن
ماهي هذه الجبرية الإلهية وكيف وجدت؟
وهل هي قائمة على الجميع وبحيث تصبح قانون عام وعادل لاتميز به؟
دعنا نرى
نعلم جميعنا بأن الإنسان العاقل المسؤل عن تصرفاته أمام نفسه وامام المجتمع عبارة عن معلومات خطت في ذاكرته منذ لحظة ولادته وبحيث يبداء بإدراك الأصوات والصور التي تحيط به في بيته ومجتمعه ومحيطه.
فالذي يولد في مجاهل أفريقيا وبين بعض قبائلها تكون أعرافه وتقاليده تقول له بأن المحبة وتخليد ذكرى الموتى تكمن في أكل جثثهم لضمان بقائهم أحياء في أجساد محبيهم, أي أنه فعل خير بالنسبة له قائم على الوفاء والاخلاص للأحباء.
ولكن هذا الفعل يراه من ولد في الإسلام وعلى شرعته فعل شر ووحشيه وبربريه قائمة على الشراك بالله والوثنية وغيرها.
أي إن فعل الخير الذي أقوم به أنا مبني على أعارف وقوانين موضوعة لي من رب الجماعة التي أنتمي لها بأن أبصرت نور الحياة ضمنها,
وخروجي عن هذه الجماعة وأفكارها لأتبنى غيرها هو خروج عن رب هذه الجماعة وبحيث أنتمي بعدها إلى جماعة غيرها نتيجة لأخطاء الجماعة التي كنت منها والتي زرعت في نفسي أعراف وتقاليد رآها عقلي لاحقا غير منطقية جعلتني أصدم بواقع ومنطق مخالف لمنطقها من أفكار جديدة تبنيتها.
ولكن
كيف توصل لفكري أنا الإنسان الساكن في مجاهل أفريقا أفكار جماعات أخرى جعلتني أعيد حساباتي بين مقارنة واستنتاج؟
هنا يأتي دور تواصل الجماعات والحضارات للوصول الى الحل الصحيح النهائي وفهم معنى الحريه الإلهيه المطلقه والذي قال فيه المولى تبارك وتعالى

((( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ))) الحجرات 13

فالذي خلقنا وجعلنا شعوبا وقبائل مختلفة التوجهات والعقائد والاعراف هو الله سبحانه وتعالى.
ومن غير المنطقي باي حال من الاحوال أن يحاسب الله جعلته على جعلها بما هي عليه كونه هو جاعلها!
فهل من المنطق أن أصنع انا بطارية تعمل لمدة سبعة ايام ثم وعندما تتوقف هذه البطارية في اليوم السابع عن العمل والذي هو يوم معلوم بالنسبة اقوم بلعن وأسب هذه البطاريه لتوقفها عن العمل؟
ألا يكون هذا دليلا اما على جنوني او على أنني ألعن وأسفه نفسي كوني أنا صانعها؟
كما وأن أكرمنا عند لله هو أتقانا وليس بالضرورة أن يكون مسلم أو مسيحي أو يهودي أو بوذي لقوله هنا ( أكرمكم أتقاكم ) ودون أن يحدد له عرف أو قومية ينتمي لها.
فالتقى يكمن في الإيمان , والإيمان يكون بأن تؤمن بما أنت عليه من جعلت الله لك ( معرفة الذات ومصارحتها برغباتها دون نفاق ) وإدراكك لنفسك ومكامن رغباتها وبحيث تبحث في هذه الرغبات بميزان العدل من وجهة نظرك الشخصية ودون العودة لميزان الجماعة والذي قد يكون ملعوب فيه لصالح الجماعة.
اذا
فإن دور الحضارات وإختلافها أساسي في الوصول للحكمة...
فمن جماعة كانت معزولة ومنغلقة على نفسها تجعلني أرى الخطأ والصواب من خلال أفكرها ومعتقداتها إلى جماعة أخرى ترى الأمور بمنظار أخر يناسبني أكثر ويناسب تطلعاتي الفرديه الشخصيه.
أي أنه ولكي أكون حر بمعنى الكلمة في الإختيار من بين ماهو موجود من معتقدات وأفكار للخير والشر والذي هو خاص بنظرة الجماعات له فلا بد أن يكون صانع هذه الأعراف وواضع قوانينها هو كائن واحد يؤمن بالتنوع والإختلاف كطريق للحكمة.

((( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات اين ما تكونوا يات بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير ))) البقرة 148

وعليه
فهل تستطيع أن تدرك هنا بأن واضع القانون العقائدي للقبائل الإفريقية هو ذاته واضع القانون العقائدي بالنسبة للقبائل العربية؟
لو أدركت هذا فتكون حقا قد أدركت التالية الكريمة التي أوردتها لك ومن إن الإختلاف في العقائد والتوجهات هو مشيئة الله.
فعن نفسي وكرجل أدرك بعض حكمة القرآن الكريم فإنني مؤمن من أن ربي هو رب الوجهات جميعها ومن أن العقاب سيكون في هذه الحياة الدنيا فقط وكضريبة الإختيارنا الوحيد والذي هو رغبتنا في الخلود ومن أننا سنرتدي أجساد جديدة كلما اهترأت أجسادنا بنتقالنا من حياة الى حياة اخرى (( لتركبن طبق عن طبق )) في هذا الجحيم المتواصل حتى نصل لمفهوم معنى السلام على الأرض فتفتح لنا حينها أبواب النعيم في دار المقيم والذي هو دار سلام على الارض ايضا.
أي أنه لابد لنا من أن نصل للسلام هنا لنستحق السلام والخلود هناك إن كان يوجد شيء أسمه هناك.
وعليه
فإن الإختار من بين ماهو موجود يرفع عني المسؤلية بإختياري هذا وبحيث يكون واضع هذه الموجودات هو كائن واحد ( رب الوجهات جميعها ) وليس أشخاص متعددين ومختلفين ( ألهة متعددة ) وبحيث أنني واذا ما خرجت عن جماعتي لجماعة أخرى كانت قد أمنت بما لاتؤمن به جماعتي فلن يعاقبني واضع هذه القوانين جميعها لأنني لم أخرج عن موجوداته ووجهاته التي اوجدها وانما أنا اخترت لنفسي وجهة من بين وجهاته وفضلتها على غيرها من باقي وجهاته وبحيث أكون بهذا ضمن حدوده التي حددها لي بعدما خروجي عنها لأنني لم إخترت لنفسي شيئ من عند نفسي وإنما أنا إخترت موجود من ضمن هذه الموجودات.
أي أنه ومن أجل تطور سليم وحرية حقيقة في الإختيار من بين ماهو موجود فلابد من أن يكون واضع هذه الوجهات والقوانين والاعارف كائن واحد يؤمن بالإختلاف والتعدد.

((( ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ))) البقرة 115

وبأن يكون وجه الكريم موجود في كل موجودته ( روح أعماله وإبداعه ) وفي كل شيئ حولي وفي كل مكان بين المشرق والمغرب وبحيث تكون عبادتي له صحيحة أينما كنت وكيفما توجهت إذا ما كنت اريد بها وجه تبارك وتعالى من عدل واحسان وسلام.
نعم
قد تعاقبني جماعتي بجهلها للحقيقة اذا ماخرجت عنها...
وربما أدفع حياتي ثمن لهذا....
غير أن جماعتي الجديدة ستفرح بإنتمائي لها وتحمني من جماعتي الأولى - وهذا هو الثمن أو الضريبة التي تحدثت عنها في حالت إختياري من بين الوجهات وفي سبيل أن أثبت لنفسي قبل غيري بأنني حر في اختياري لعقيدتي وإيماني - بأن هجرتها وابتعدت عن أهلها والذين هم أهلي وعشيرتي في واقع الحال ولأنتمي لأهل جدد وعشيرة جيدة
وفي هذه الحالة فقط ومن كوني حر في أن أختار من بين هو موجود ودون الخوف ممن أوجد هذا الموجود أستطيع أن أقول لك بأنني حر.
ولكن
ماذا سيكون الحال لو كان واضع هذه القوانين هم ألهة مختلفة وبحيث تكون فرقة واحدة من بين جميع هذه الفرق هي التي على صواب من أمرها أوالفرقه الناجيه كما يسمونها؟
أكون حينها قد أفلت من عقاب جماعتي التي ارتددت عن معتقداتها هنا لأقع هناك وفي دار الخلود بين يدي رب هذه الجماعة وواضع قوانينها ليقتص مني شر قصاص كونه هو وجماعته من المؤمنين به صاحب الوجهة الوحيدة الصحيحه.
إذا
فالذي أعرفه خير من الذي أتعرف عليه كوني قد عاشرته صغير وكون أبائي وأجدادي عاشو وماتو عليه .... أليس هذا هو رأي قريش ومنطقها؟؟
أليس هو رآي ومنطق كل رافض لوجهة غيره ممن يكفرون الجميع ويسومنهم سوء العذاب إن بقتلهم أو تحليل مالهم أو سبي نسائها كونهم كفار بالنسبة لهم؟؟
فهل كان أهل قريش على صواب من أمرهم برفضهم لدعوى محمد؟؟
وهل أتباع محمد اليوم هم قريش جديده تسوم عبيدها سوء العذاب لخروجهم من حظيرتها؟؟
أي أنني سأفضل حينها أن أبقى على ماأنا عليه من عقيدة غير مقنعة ودون رغبة مني في التطور لأنني أخاف من المجهول ومن إختيار قد يكون خاطئ خارج هذه الجماعة مما يجعلني أندم لاحقا - عندما اقف بين يدي رب هذه الجماعه - وإذا ما كنت جماعتي على صواب من أمرها.
وعليه
ومن أجل تطور سليم وحرية حقيقة في الإختيار من بين ماهو موجود فلابد أن يكون واضع هذه الموجودات كائن واحد يؤمن بالإختلاف وتعدد الوجهات وبحيث يسميه البعض الله ويسمه بعضهم الأخر الرب ويسميه غيرهم يهوه أو أي اسم أو داعي يدعوك لشيئ فيه إحسان وسلام ورحمه ليكون داعي من الله لك للسلام كونها جميعها مسميات لصانع عظيم يريد الخير للإنسان في أن يصل للحكمة ولدار السلام.

((( قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا )) الإسراء 110

هل لاحظت قوله - ايا ما تدعوا - وماأعظمها وأجملها من تالية الكريمه؟
اذا
وفي حالت أنني كنت مخيرا فعلا في أن أختار من بين ماهو موجود فنقول حينها بأنه لاوجود للعقاب في دار السلام والخلود مع وجود حرية الإختيار من بين ماهو موجود
وأما أن وضعت علي قيود في أن أختار من بين ماهو موجود فأكون مجبر مرة أخرى على إختيار مفروض علي والذي يرفع بدوره التخير عني ويجعلني مسير بأن أختار مافرض علي من بين ماهو موجود لأكون معفي من المسائلة مرة اخرى كوني لم أختر مشيئتي وإنما أنا ضمن مشيئة غيري.
والأن أقول:
لو أدركت معي بأن كل أنواع العبادات والدعوات الحسنى التي تنشد الفضائل والسلام - اي كان طريقها لوصلها لهذه الفضائل - مصدرها ومنتهاها هو الله سبحانه وتعالى فستكون حينها حر بمعنى الكلمة بإختيارك من بين ماهو موجود ومن أنه سيوصلك حتما للذي أوجد هذا الموجود فتقتل بذلك في نفسك ذاك المسمى بالخوف من المجهول ومن الوقوع في الخطأ في الإختيار لأنه لم يعد مجهول أو خطأ في الاختيار كون الله سبحانه وتعالى هو من اوجد كل موجود وجهه الكريم موجود في كل موجودتها.
اذا
فإما أن نقول بإله واحد هو من أوجد الخير الشر وبحيث يكون الخير شر في بعض الوجهات وليكون الشر خير في وجهات أخرى كما هو الليل والنهار آية لنا وكيف نتبادله مع من يخالفوننا العقيدة فيكون ليل عليهم في يوم وعلينا في اليوم الأخر ولتكون حياتنا هذه عبارة عن مرحلة لحياة بعدها ومرة أخرى على الأرض ذتها وبدورة جديدة للحياة حتى نصل لأن يعم السلام الأرض ويصبح الإنسان على قلب رجل واحد.

((( ماخلقكم ولابعثكم الا كنفس واحدة ان الله سميع بصير )) لقمان 28

هل ترى كيف خلقنا وبعثنا كنفس واحده؟؟
إذا
إما أن نقول بوجود ألهة مختلفة هي في صراع فيما بينها حتى الأن ولم يحسم الموقف بعد وبحيث نكون نحن بين متفرجين ضمن هذا العمل المسرحي الفاشل - ملحدين ولكن لاحول ولاقوة لنا - او احجار شطرنج مسيرة ذاتيا بإرادة لاارادة لهم فيها ظاهرها الاختيار وباطنها التسير - او ظاهرها الايمان وباطنها الكفر ان صح التعبير - كون الخوف هو مسيرها هنا وبحيث ترقب أن ينتصر إلهها في يوم من الأيام ليفرح به أنصاره كونه سيحقق لهم أحلامه المكبوته هنا - وكأنه المصباح السحري وعجبي !! - بينما تحل اللعنات والمعتقلات والعذاب الرهيب بكل اشكالهاعلى مخالفيهم هناك.
هما احتمالان لا ثالث لهم عزيزي القارئ الكريم ولا خروج عنهم
فأيهم تريد لنفسك وايهم الأفضل؟؟
1- إله واحد هو رب الوجهات جمعيها وبحيث لا يكون لك أن تلغي وجهة من وجهاته ( أحقية جميع العقائد الموجودة بالوجود ) مما يضمن لك مقعد في جنته ونعيمه وبحيث تكون حيتنا على الأرض عبارة عن حيواة متكررة نبدل بها أجسادنا ونرتدي غيرها (( كل ما إهترءت أجسادهم أبدلناهم غيرها )) كنوع من النمو والتطور حتى نستحق شهادة الحكمة ونصل لأن نصنع خلودنا وسلامنا؟؟
2 - حياة واحدة وآلهة متعددة في صراع بينها ويكون أملك الوحيد هنا بأن ينتصر إلهك وعقيدتك على غيره من باقي الألهة؟؟
أرجوا التفكر جيدا أخي المؤمن قبل أن تجيب على هذا السؤال هنا لأنه سؤال مصيري....
فعظمة القرآن الكريم تكمن في تعدد أوجهه التي لاحصر لها والتي هي بعدد بني الإنسان , أي أنه وكما يقول المثل الشامي عندنا ( متل الزبدية الصيني من وين ماطرقتها بترن
ولو أن أدركت معي هذه الحقيقه لأدركت الخير كله.
فالقرآن الكريم تنزل من عند الله سبحانه وتعالى حاملا معه العدل والسلام للجميع بأن اتمم به نعمته علينا ورضي لنا بالسلام والإسلام دينا.
وقد قال فيه لكل الأمم بأنهم جميعا على الطريق الصحيح في عبادتهم - اذا كانت تريد بهذا الطرق وجه من وجوه الله والسلام سيدها - لأنه موجود في كل زمان ومكان لقوله تبارك وتعالى:

((( ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ))) البقرة 115

فوجهه تبارك وتعالى موجود في كل شيئ وفي كل مكان بين المشرق والمغرب وعبادتك له تكون صحيحة أينما كنت وكيفما كانت إن كنت تريد بها وجه.
وإن كنت راغب في رؤيته فستراه من خلال الخير ولان تراه بفعل الشر باي حال من الاحوال.
ولقد صادق تبارك وتعالى بقرآنه الحكيم على صحة جميع العقائد إن كانت ابراهمية أو غيرها بقوله:

((( وامنو بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولاتشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون ))) البقرة 41

فالقرآن الكريم كما تعلم عزيزي قد تنزل من عند الله سبحانه وتعالى لكافة البشر...
أي أنه نزل مصدقا لما مع البشر جميعها.
فهو قد تنزل لما هو موجود من كتب حتى مع البوذين وغيرهم ومصادق على صحتها..
وأهم مافي الأمر هنا هو أن تعي القرآن الكريم جيدا لتعلم بأنه جاء مصدق - بمعنى ختم الصلاحية المعتمد الرسمي من الله - لكل ماأنتجه العقل البشري من طرق عبادة مختلفه تريد وجهه - السلام - لأنها جميعها صحيحة كونه موجود في كل مكان وزمان وكون كل شيئ صنعه وهو من ابدع في صنعه ووضع فيه من روحه لينتجه بأحسن صورة.
ولايكون لك ان تكون من المتعصبين لما معك من علم ومن أنه يحمل الحقيقة المطلقة التي لاتكون لغير الله سبحانه وتعالى كونه هو المطلق وكوننا فكرة من بين الأفكار ما كان لها في يوما أن تبلغ الكمال - إلا كنفس واحده - لأن الكمال لله سبحانه وتعالى ولايكون بغير عودة النفس الوحده له.

((( ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة ان الله سميع بصير ))) لقمان 28

اذا
فعليك أن تختر بين أحد الحزبين .. حزب الله والذين يردون وجهه في عملهم ... وحزب الشيطان والذين يردون وجوههم الشخصية في عملهم.
وأما حزب الله فهم يعلمون بأن العلم كله لله سبحانه وتعالى ولايكفرون أحد مهما كان ولا يدعون بأنهم على صواب وغيرهم على خطأ حتى لايتعدو حدود الله ويشركو أنفسهم معه في ملكه والذي هو الصواب المطلق والحكمة الشمولية وبحيث تراهم يقولون لكم ( قد تكون على صواب ... الله أعلم ... لكم دينكم ولي دين ) , وأما حزب الشيطان فترهم متعصبون متحجرو القلوب يدعون بأنهم على حق وغيرهم على خطأ ويصفون أنفسهم بأنهم الفرقة الناجية أصحاب الجنة من دون الناس وكأنهم قد كتبوعهد مع الله على هذا وهم الكاذبون , وتراهم يقولون لكم ( أنتم على خطأ .... إتقو الله ياكفار ... هذا مخالف لكلام الله ... نحن على صواب وأنتم على خطأ ).
وليتهم يكتفوا بهذا
وانما هم قتله مجرمين يسفكون دماء الناس ويستحلون امولها واعراضها بحجة انهم مؤتمرون بامر الله!!!
وبهذا فهم يشركون أنفسهم بجهل وكبر مع الله سبحانه وتعالى ومن أنهم الفرقة الناجية التي ملكت المعرفة المطلقة بمجرد أن كفروك!
إذا
فكل كافر مكفر لغيره هو مشرك لنفسه مع الله سبحانه وتعالى بمعرفة ماكانت لتكون له أبدا وباي حال من الاحوال.
فمنهم هؤلاء الكفار؟؟
وهل يوجد إنسان فيه نفخة من روح الله كافر؟
وهل يجتمع النور والظلام في مكان واحد؟
دعني أخبرك شيئ هنا وأقول
لا ولم ولن يكفر الانسان الذي فيه من روح الله
ولكن الشياطين كفروا

((( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون ))) البقره102

وسليمان هنا هو الانسان
ولو كانت تالية واحده من تاليات القران الكريم تخص شخص ما لاصبحت محدودة به وبزمانه ولأصبح كل كلام الله محدود ويحاط به - والعياذ بنور وجهه أن يحيط به شيئ - وهو من أحاط بكل شيئ فكان كلامه كله صالح لكل زمان ومكان وبحسب شارحه ومفسره.
كما وأن الشياطين تعيش بيننا ونراها كل يوم ولانشعر بأنهم شياطين لقوله تبارك وتعالى:

((( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون )))الأنعام 112

فالشياطين التي كفرت والتي هي مخلوقات ناريه - ومنها شياطين الانس - مازلت موجوده بيننا ومعنا وترتدي أجساد بني الإنسان كي تظهر بصورتهم وتضلهم ببدعها وكفرها وشركها بالله ضلال بعيدا.
وهم دائما مكفرون لغيرهم لأن ولائهم لسيدهم إبليس الذي اختاروه سيد لهم فكفروا بالله واشركو به بأن جعلو من ابليس رب لهم.
وأما أنت أخي الإنسان فإحذر كل الحذر أن تكون من الكافرين المكفرين
فقد يكون هذا الذي تكفره هو خير الناس وأتقاهم وإن كان بوذي العقيدة لقوله تبارك وتعالى

((( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ))) الحجرات 13

فالذي خلقنا وجعلنا شعوبا وقبائل مختلفة التوجهات والعقائد هو الله سبحانه وتعالى...
ولن يحاسب الله جعلته على جعلها التي هي عليه وهو جاعلها..
كما وأن أكرمنا عنده هو أتقانا وليس بالضرورة أن يكون على أي من العقائد الإبراهمية لقوله ( أكرمكم أتقاكم ).
فالتقي هو المؤمن بما هو عليه من جعلت الله سبحانه وتعالى بما هو عليه من جعلة وحالة
وقد جعلني الله سبحانه وتعالى محبا للعدل ناسكا في محرابه ليكون هو غايتي وهدفي من إدراكي لجعلتي التي جعلني الله سبحانه وتعالى عليها
وأما المتعصبون المنافقون المشركون الكافرون والمكفرون لغيرهم من الذين يردون رؤية وجوههم الكريه مع وجه الله الكريم والعياذ بالله منهم ومن شرور أنفسهم - فهم شياطين الانس - وللذين ستراهم في كل العقائد والتوجهات الفكرية
فهناك متنور يهودي وهناك متعصب يهودي
وهناك متنور مسيحي ومتعصب مسيحي
هناك متنور مسلم وهناك متعصب مسلم
وهناك متنور بوذي ومتعصب بوذي
بل حتى هناك متنور ملحد ومتعصب ملحد
اي ان المكفرين لم يكفهم ان ارتدو اجسادنا لنراهم منا وحسب وانما هم قد ارتدو كل انواع ثقافاتنا ووجهاتنا ليندسو بيننا على انهم منا فيضلوننا ضلال بعيد
وأما نحن أبناء النور من جميع العقائد فإننا نبحث عن اخواننا اللذين هم منا وان اختلفت توجهاتنا لأننا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو رب الوجهات والإتجهات جميعها بجعلها وجعلنا نؤمن بها
والأن
يعود محاوري مرة أخرى ويقول لي التالي:
يجب أن يبدأ سؤال الحرية من هنا ..هل خلقنا الله بإرادتنا أم لا !؟
وكيف يخلقنا بإرادتنا و نحن لم نكن موجودين أصلاً !؟
الجواب هنا ( مشكلة الحرية الميتافيزيقية )
و إذا لم يكن الجواب مقنعاً , فما علينا إلا الانتظار حتى يأتي تأويله.
فأقول له وبدوري ولماذا لا نقول بأن لحظة خلقنا هي بداية العبودية وبداية التسيير نحوا الحرية كي نستحق لقب الخلافة عن جداره بأن نكون احرار كموجدنا؟
فان كنا على دراية بأن الإنسان يحيى بالروح وان هذه الروح ترتدي الجسد ككساء مادي لها بقوله:

((( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ))) ..

لادركنا بأن الله سبحانه وتعالى قد سوى الجسد ثم نفخ فيه من روحه فأصبح الإنسان نفس حية تتحرك ...
أي أن الذي يقود هذا الجسد ويحركه هو روح الله الموجودة فيه ...
وهذه الروح ليست بمخلوق وإنما موجود أزلي كما هو الله أزلي لأنها روح الله ...
وإن قلنا عنها بأنها مخلوق لأصبح الله مخلوق كون روحه مخلوقة ...
كأن نقول مثلا بأن السيارة قابلة للحركة منذ لحظة صنعها في مصنعها ,
غير أنها بحاجة لمن يجلس خلف مقودها لكي تتحرك ...
اذا
فإن الجسد قابل للحركة عند إنتهاء صنعه في مصنعه , غير أنه بحاجة لمن يسيره ويقوده ليتحرك ...
وعليه
أين هي العبودية وأين هي الحرية في قيادتي لجسدي أو لسيارتي؟
هنا يكمن السؤال عزيزي ....
فسيارتي كنت قد إخترعتها لآهداف معينة ....
وهذه الأهداف قد تقيد حريتي في بعض جوانبها ...
فسيارتي مثلا لاتستطيع أن تصعد درج المبنى حيث شقتي ...
كما وأنها لاتستطيع أن تناور بحركة سريعة كما هو جسدي ..
وعليه
فإنني وفي أثناء قيادتي لسيارتي محكوم بقوانين الصانع الذي صنع هذه السيارة من سرعة محددة وغيراها , ناهيك عن الطرق المخصصة لها للسير عليها ...
إذا
فإن عدم فهمنا الكلي لقوانين الجسد الذي ترتديه روح الله فينا لايمنع وجود هذه القوانين ..
كما وأن عدم إدركنا للطرق المخصصة لهذا الجسد للسير عليها وضمنها ودون الخروج عنها لايمنع من وجود هذه الطرق ..
فنحن مسيرون دائما وأبدا من واضع هذه القوانين ...
ودورنا يكمن في فهمنا وإكتشفنا لهذه القوانين - كونها موجودة وإن لم نكن نراها حاليا - للتعامل معها , ولنفهم أيضا وجهات نظر واضعها المتعدده (( رب الوجهات جميعها )) ونقرها ونعتمدها ونصادق عليها جميعها - بخاتم الإعتماد الذي معنا والذي هو القران الكريم - ومن أنها صحيحة ومصدرها واحد (( مصدق لما معهم )) فيعم الروح الكلي - روح الله المنفوخة فينا - السلام المطلق بموافقة كل خلجة من خلجات الروح على القانون الموضوع منها وبإرادتها الكلية وقبل أن يصبح الكل جزء فينسى - إنسان من نسى - مؤقتا قرار الكل وقوانينه الموضوعة في سبيل أن يعود الجزء للكل ( شاء أم أبى مسلم في عودته لأنه يحب الكل كما ان الكل يحبه لانهم بعضهم من بعض ) عودة مضمونة
فالكل يحب الجزء - لأنه منه - ويخشى عليه من التيه ومن تعلقه بمصنوعاته والتي قد لايرغب بمفارقتها كونه قائم على الحب وكون مفارقتها أمر لابد منه لآنها مصنوعات لها عمر محدد وليست مثله بأزليته.
وهنا يعود علي محاوري مرة أخرى ويقول:
أنت أتيت بمثال السيارة هنا وهو مثال لا يصلح لمثل هذا الموقف.
تقول بأن السيارة مسيرة ونحن كذلك!
حسناً ..
هنا تكمن المشكلة؟
فاصانع السيارة يعلم جيداً بأن السيارة لا تصعد الى الشقة ولا يمكنها الطيران وبالرغم من ذلك يصنعها ...
يأتي دورك الأن تذهب لتشتري سيارة وبملئ أراداتك وعلمك أن السيارة التي تشتريها لا يمكنها الصعود الى الشقة أو ماشابه ذلك؟
ولكنك تشتريها ....
حسناً هل يحق لك أن تقول للسيارة أصعدي للشقة وإلا أحرقتكِ؟
أليست هذا التصرف هو قمة الظلم والدكتاتوريه؟
فأقول له بدوري التالي:
عزيزي
نسيت أن تذكر لنا هنا بأن السيارة وبعد إستهلاكها تذهب لمكسر الحديد ثم يصهر الحديد مرة أخرى لإعادة إستخدامه في سيارات جديدة..
وعليه
فلماذا هذه القسوة أيها الإنسان على السيارة التي هي صنع يديك وكانت قد خدمتكم عقود وعقود بأن تعيدها إلى مكسر الحديد والصهر؟
إن مكان جسدك أيها الإنسان هو الترب وفي باطن الأرض الذي أخرج منها - وربما في البراكين أيضا - كونها مادة من موادها
وأما روحك فهي من أصلها ومع أصلها وإليه تعود..
أم أنك تملك تالية قرآنيه واحدة تقول بعذاب الروح؟
فيقول لي هنا التالي:
ما الفرق بين الروح و النفس؟
وما هو الوحي؟
و كيف تفهم الآيات القرآنية التي تشير إلى العذاب المتواصل و حديث أهل النار و أهل الجنة؟
و ما تعريفك ليوم القيامة
فأقول له بأن الروح من أمر الله
وأن النفس هي الذات الشخصية أو المركبة او الرداء الذي ترتديه الروح أي كان نوع هذا الرداء او المركبه من بين أنواع الحياة الكثيرة
فالكلب له نفس
والعصفور له نفس
وكل حي له نفس
فالنفس القرآنيه هي الذات الشخصيه المعبره عن البشره التي ترتديها
كان اقول
هذا هو نفس العصفور الذي وقف على نافذتي بالامس لانني علمته من العلامة الفلانيه, أو أن أقول هذا هو ذات العصفور الذي وقف بالأمس
فالنفس هي الذات الشخصيه لحامل البشره كما هي البصمه لاخاصه بكل انسان
واما العذاب المتواصل للنفس - الماده - فيكون في لحظة واحدة فقط وهي لحظة الفراق بين الروح والنفس بما تعود كل منهم على الاخر
فانا اعرف اناس يبكون وهم يفارقو سيارتهم القديمه رغم انهم سيشترو افضل منها
هو عذاب الفراق للعشرة بين الروح والنفس عزيزي
وأما أحاديث أهل جهنم فيما بينهم بأن يلعن لاحقهم سابقهم فهي واضحة تمام فينا نحن الأن وكيف نضع اللوم على من سبقنا
فنحن ومنذ لحظة هبوطنا - قلنا اهبطو منها جميعا - ونحن في وادي سحيق اسمه الحياة الدنيا وجهنم التي نبدل فيها أجسادنا كلما إهترءت
ولاسبيل للعوده أو الخروج منها إلا كنفس وحده

((( ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة ان الله سميع بصير ))) لقمان 28

وأراني مضطر هنا لأن أشرح لك بشكل مسهب وأقول
لابد أن تفهم الفارق بين مصنوعات الله ودرجاتها كما انت تفهم الأن الفارق بين النظام البريدي في الماضي وكيف تحول على ايدنا من حمام زاجل الى هاتف ارضي ومن ثم الى هاتف محمول وانترنيت
وعليه
فسأبدء معك طرحي بأن أضع لك تفسيري لمعنى الكلمات التالية من بشر وأدم وإنسان وأقول بالتالي:
البشر ///// كلمة يندرج تحتها كل أنواع الحياة إبتداء من الخلية وإنتهاء بالإنسان.
أدم ////// هو إسم لكل المخلوقات التي هي عبارة عن ذكر وإنثى والتي هي مرحلة متطورة من النباتات.
الإنسان ////// هو هذا مخلوق عاقل متطور أتى بدوره عن أدم وبعد أن نفخ الله فيه من روحه فإستحق أن يكون خليفة لله على الأرض بما يملكه من عقل مفكر.

وأما الأن فأبدء طرحي وأقول:
يأخذ الكثيرين على ديننا الحنيف مأخذ عدة ومن بينها أنه دين بطرياركي كونه يحدث الرجال وينسى النساء بدليل عدم ذكره لحواء ولو حتى لمرة واحدة .
غير أن هذا الكلام بعيد كل البعد عن الصحة وسببه هو الشرح الناقص لكتاب الله تبارك وتعالى كونه كتاب لكل زمان ومكان وكون الشرح الصحيح له يكون دائما بحسب معطيات الزمان التي يعتمد عليها صاحب الزمان المفسر لكلام الله.
وعليه
تقول التاليه الكريمة الآتي:

((( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لئن اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين )))الأعراف 189

والأن
ومع تقطيع الآية الكريمة بشكل صحيح نلاحظ التالي:
هو الذي خلقكم من نفس واحدة /////أي أن النفس هنا واحدة وليست بذكر أو أنثى.
وجعل منها زوجها ليسكن اليها ////جعل منها أي خرج عنها زوجها ليعود ويسكن لها بمعاشرتها .
فلما تغشاهها ////الخارج عنها هنا هو من عاد ليتغشها بوجود فلما الزمنية.
حملت حمل خفيفا ////المخروج عنها هي من حملت بعدما تغشها الخارج عنها ...

وعليه يكون القرآن الكريم قد أتى على ذكر الأنثى هنا ومن أنها هي الأصل التي خرج عنها فرعها ليعود ويتغشاها فتحمل منه ثمرة لهذا التغشي
غير أن البعض قد يقول لي هنا بأن القرآن الكريم قد أتى على ذكر خلق أدم بيد الله كحالة خاصة مما يؤكد بوجود الذكر قبل الأنثى وهو الآمر الذي يتعارض مع شرحي وتفسيري السابق للتاليه الكريمة..
لأقول لهم بدوري - وأنا على ثقة تامة من قولي - بأن قولهم هذا ليس بصحيح وانه من الأخطاء التفسيرية الشائعة بعدم فهمهم لمعنى كلمة النفس الواحده - الماده بكل اشكالها - وكلمة أدم أيضا والتي هي صفة لنوعية من الخلق وليست بإسم علم يعود على شخص معين كما يعتقد الكثيرون ممن لم يتدبرو كلام الله سبحانه وتعالى وجعلو من الحديث الدسيس مصدر أول وأخير لعقائدهم البالية.
اذا
فلابد لنا من التبحر في معنى كلمة أدم والتي نظنها اسم علم لشخص كان على أحداث مسرح الحياة لنهفم الرؤية الشمولية في كلام الله سبحانه وتعالى والتي خطها لنا بحروف من نور عبر العصور.
وبما أن أهل الأرض جميعا لم يكونو حاضرين ليشهدو خلق أدم - كونه أول الخلق البشري كما يعتقد - فيحدثوننا عنه في أساطيرهم وكتبهم فنحن قطعا لاندري كيف تم الأمر..
ولكن المولى تبارك وتعالى لم يتركنا هكذا ودون أن يخبرنا الخبر اليقين فيقول:

((( ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ))) أل عمرن 59

وعليه
وبما أننا نعلم بأن عيسى ( ص ) قد أتى عن الأنثى العذراء مريم وبشهادة القرآن الكريم وبشهادة العقل البشري من أن الأنثى هي من تحمل وتلد فإننا نقول أيضا بأن أدم قد أتى عن الأنثى كون مثله هنا كمثل عيسى الذي جاء عن مريم..
ويبقى علينا هنا أن نتعرف على الأنثى القرآنية التي جاء أدم عنها والتي هي التراب ( الأرض ).
فالأرض هي امنا حواء الأصل والنفس الواحده - الماده ذاتها من المكونات والعناصر- والتي جاء عنها جميع الخلائق بما احتوتهم داخلها ثم اخرجتهم بعدها الى سطحها.
فأدم ليس بإسم علم لشخص معين كان قد عاش على سطح الآرض كما يعتقد الجميع وانما هو اسم لكل ماهو مكون من ذكر وانثى وعندما تدرك معي بأن الإنسان عبارة عن حلقة في سلسلة التطور بمجيئه عن أدم والذي جاء بدوره عن البشر والذي هو كل مخلوق مادي له أبعاد تحيط به ( البشرة ).... سأشرح معنى البشره أدناه.
وعليه
تقول التاليه الكريمة التي تحدثنا عن أمنا حواء الأرض والتي إحتوتنا في باطنها وعلى سطحها التالي:

((( سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون ))) يس 36

وهنا تراها واضحة وضوح الشمس من أن كل الأزواج من ذكر والأنثى كانت قد جائت عن أمنا الأرض بأن نبتت عنها لقوله تبارك وتعالى ( مما تنبت الأرض ) .
ليعود بعدها ويؤكد بإن إستمرارية التتابع الطبيعي ستكون ( من أنفسهم ) وبعدما كان مجيئهم الأصل عنها عندما أنبتت جميع الأزواج منها كون جميع الأزواج تعود في مصدرها للمستعمرة النباتية.
اذا
فحواء هي أمنا الأرض وقد جاء ذكرها في الكثير من مواقع القرآن الكريم ..
وأما كلمة بشر كما سبق وذكرت بأنني سأشرح معناها لكم فهو كل ذا بشرة ماديه تحيط به وتجعله مرئي للغير وبحيث يعبر عن ذاته بأن يباشر غيره ويباشره الغير ويستبشر بغيره ويبشر الغير....

((( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قدير )))

فالماء وكما نعلم لا لون له وبحيث أنك لن تستطيع أن تراه بغير إنعكاس الضوء والألوان عليه...
كما وأننا نعلم بأن الله سبحانه وتعلى قد خلق كل شيئ في بادء الأمر من الماء لقوله تبارك وتعالى:

((( اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون ))) الأنبياء 30

اذا
فإن كل أنواع المجعولات التي جعلها الله بشرية مرأية كانت قد جاءت عن الماء - الغير مرئي من غير مراءة عاكسه - لقوله ((( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) مما يؤكد بأن أصل كل أنواع الحياة هو الماء
وهذا الماء منزل من السماء ليخالط الماده ويجامعها فتنبت البشرية عن هذا القاء بين ماء السماء وامنا الارض
فمراءة الماء هي الارض
ثم أنه صور لنا أول أنوع الحياه البشريه من هذا الماء - من فطريات وغيرها حتى يأتي دور الأسماك - بقوله:

((( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قدير )))

فالماء الغير مرئي بمراءة عاكسه له أصبح مرئي الأن وعندما خالط الأرض والتي هي مرءته فأصبحت أنواع الحياة الكامنة فيه مرئية بدورها كونها إتخذت لنفسها من مواد الأرض المحسوسة والماديه رداء وبشرة لها تجعلها مرئية
وأما جعله لهذا البشر المائي نسبا وصهرا فيما بعد وبعد نموه وتطوره فسنأتي عليها في مرحلة لحقة وعندما نفهم ان هذا الماء المنزل من عنده هو منه تبارك وتعالى....
والأن
وبعد أن وضحنا قليلا الخلق البشري المائي ننتقل لفهم المرحلة التي تليها من الخلق البشري من صلصال من حماء مسنون

((( واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون)))

وهذه المرحلة هنا هي مرحلة تشكل الفطريات والنباتات والاشجار على اليابسه لانها جميعها بشر مرئي يباشر ويباشر من غيره بارتدائه لرداء الصلصال ( طين لازب ) والذي جاء من توضع الماء فوق قشرة الأرض الترابيه والذي ادى بدوره لظهور هذه المرحلة من البشر من صلصال من حما مسنون كون التراب والماء يتوضعوا معا على النواة الملتهبة للارض والتي تلعب دورا هنا في تجفيف هذا الصلصال
وأما كلمة أدم أو إسم أدم فهو اسم لكل دابة تدب على الارض ومؤلفة من ذكر وأنثى كانا قد أتيا بدورهما عن الجنس البشري- أنتقال البشر من البحار الى اليابسه - لتعمر بهم.
والأن
لابد لك أن تدرك عزيزي القارئ الكريم من أن البشر شيئ وأدم شيئ والإنسان شيئ أخر تمام ...
فالإنسان والذي هو خليفة الله على الأرض عبارة عن مرحلة متطورة جدا من أدم الذي أكل من شجرة المعرفة ثم تاب الله عليه لقوله:

((( فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ))) البقرة 37

والتوبة هنا عزيزي ترفع الخطيئة من أصلها وإلآ فلا يطلق عليها فعل التوبة
وعليه
كيف ندفع نحن هنا - اذا ماكنا أبناء أدم الشخص العلم - ثمن خطيئة كان قد عفا الله عنها وإنتهى الأمر؟!
اذا
فأدم وقبل ان يتوب الله عليه ويثيبه خيرا هو جميع المخلوقات والحيوانات الموجودة على الأرض قبل وجود الإنسان وقد يكون القرد أفضلها بتطلعه للعقل ( شجرة المعرفة ).
وقد كان هذا الأدم ( جميع الحيوانات من غير الإنسان ) راضي على معيشته من أكل ومرعى لقول التاليه الكريمه:

((( ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى ))) طه 118

أي موضوع الجوع والتعري هنا لن يشعر فيه هذا الأدم ( الحيوان ) كون المرعى موجود وكون التعري حالة اخلاقيه واعيه تحتاج للإدراك
ولكنه وعندما أعمل عقله ( اكله من شجرة المعرفة ) وأصبح مدرك وواعيا - انسان - رأي عورته وشعر بالخوف من وحدته في هذا الوجود وبدء يذنب نفسه - بما لاذنب له به - على وجوده ( وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه ) اي انهما اخذا يذنبا نفسيهما بكل ماهو موجود حولهما من خلال أفكارهم ومشاعرهم بين خوف ويقين وغيره مما ادى الى وجود تالية التوبة بأن تلقى كلمات - مازال يتلقها حتى يومنا هذا - من الله سبحانه وتعالى يؤكد له فيها بأنه قد تاب عليه وأثابه على اعماله لعقله بأن جعله خليفته.
أذا
فإن مرحلة الإنسان ووجوده تبدء مع هذا التاليه الكريمة:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) الحجر 29

فالتسوية هنا هي إعتدال الفكر ( مرحلة مابعد الأكل من شجرة المعرفة ) وقد يأتي معها أيضا إعتدال الظهر والمشي على قدمان بعدما كان منحني ( القرد ربما ).
وعليه
فإن كلمة بشر تطلق على كل المخلوقات إبتداء من الخلية وإنتهاء بالإنسان لأن البشرة هي كساء المخلوق الحي الذي يحيط به ( الجسد ) فيجعله بذلك مرئي ويعبر عن ذاته ووجوده.
وأما أدم فهو مرحلة متطورة من الحياة البشرية ويندرج ضمنها الثديات والطيور
لقول التاليه الكريمة:

((( يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون ))) الأعراف 26

اذا
فهناك أنواع كثيرة من اللباس كانت قد نزلت على بني أدم - جميع اشكال الحياة التي تدب على الارض - في بادء الامرء ليرتديها , ومن ثما أنزل لباس الريش لقوله عز من قائل وريشا, وليأتي أخيرا لباس التقوى والذي هو خاص بالإنسان وحده وسنأتي عليه لاحقا.
فأدم البشري المرئي والذي سيحيى على اليابسه وبحيث جاء بدوره عن البشر المائي كان بحاجة لآنواع متعددة من الكساء والريش واحد منها
ام انك تقول لي هنا بأننا - أنا وأنت - وكإنسان ( خلفاء لله في الأرض ) نرتدي ريشا كبشرة لنا؟
بالطبع لا ...
فهذه التاليه الكريمه تتحدث قطعا عن أدم الحيوان البشري الذي سيحيى على اليابسه وليس عن خليفة الله الإنسان
وأما بالنسبة للتاليه الكريمة التي تقول:

(((وعلم ءادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين )))

لاحظ قوله هنا ( الأسماء ).
فهل معرفة الأسماء تعني بالضرورة وجود التدبر التفكر وتحليل الأمور!!
أم أنك نسيت أن الببغاء قادر على أن ينطق كل الأسماء التي تعلمه إياها
اذا
فقد انطق الله جميع هذه المخلوقات بأصوات مختلفه ولغات خاصة بها هي اسمائها ولغاتها ثم عرضها بعد ذلك على الملائكة طالب منهم أن ينبئوه بلغات هذه المخلوقات وأنواعها وتفاصيلها إن كانو صادقين ... ( لاحظ وجود الكذب عند الملائكة هنا لأن الله قال لهم - ان كنتم صادقين - مما يؤكد كذبهم ووجود خلل بين صفوفهم ) ... وطبعا سنأتي عليه لاحقا في باب الملائكة وماهية خلقها....
اذا
فإن الأسماء التي تعلمها أدم - المرحلة الثانية من التطور البشري المائي الى برمائي ثم بري - هي الأصوات.
فالجنس البشري وكما اسلفنا ليس بخاص بالإنسان وحده بذكره وانثاه أو حتى للحيوان بذكره وإنثاه وانما هو اسم لكل ذي بشرة مرئية يعبر من خلالها عن وجوده.
وبهذا يكون وضع الإنسان كالتالي:

((( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون ))) البقرة 30

والخليفة هنا هو الإنسان العاقل الذي جعله الله خليفته على الأرض وماعليها من باقي المخلوقات - بأن ألبسه لباس التقوى بعد ان كان قد لبسه الكثير من الالبسة قبلها والريش واحد منها - لينوب عنه فيها بأن يحكم بالعدل والرحمة فيما بينها.
فلباس التقوى هذا بحاجة الى الإدراك والوعي كون التقوى حالة فكرية سنأتي عليها لحقا
والأن
دعونا نرى مملكتنا هذه والتي استخلفنا الله عليها لنكون الحاكمين بالعدل بأمره على من فيها ولنعرف تركتنا وإرثنا من باقي اشكال الحياة وكيف سنحكم فيهم بالعدل والرحمة لنستحق لقب الخليفة:

((( اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون ))) الأنبياء 30

اذا
فالماء هو أساس الحياة ومصدرها في هذه المملكة والتي هي الأرض التي تصبح هنا مستودع الحياة ومنبتها بتوضع مصدر الحياة عليها والذي هو ماء السماء.
فالخلق الأساسي والذي هو الحياة موجود في الماء لقوله سبحانه وتعالى (( وجعلنا من الماء كل شيئ حي)) وليكون تلاقي ماء الحياة واختلاطه مع مستودعها ونشوئها ( أمنا الأرض) والمكونة من تراب ومواد صلبة (المعادن) هو أساسنا ليصبح المزيج هنا بين التراب والماء (( طين لازب )) صالح لأن تنبت منه كل أشكال الحياة.

((( يخرج من بين الصلب والترائب ))) الطارق 7

فالصلب والترائب هنا هي المعادن والتراب أي ( الأرض )
وعليه فإن الخروج الأصل يكون من الأرض المكونة من تراب ومعادن لقوله سبحانه وتعالى ( يخرج من بين الصلب والترائب )...
وليكون الماء الدافق هنا هو أصل الحياة وليس كما فسره العلماء من أنه سائل الرجل.
فأساس الحياة كان من إجتماع ماء الحياه مع تراب الأرض ليصبحا معا (( طين لازب )) فتنبت البشرية والتي هي كل أنواع المخلوقات التي لها بشرة من فطريات ونباتات وغيرها وتبدء رحلة الحياة.

((( سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون ))) يس 36

اذا
فإن التكوين الأول للأزواج كلها كان مما تنبت الأرض من ترابها ومعادنها وبعد مخالطتها لماء السماء الذي توضع عليها ...
واما التكوين الثاني فهو التتابع والإستمرارية بعدها - من انفسهم - عبر التزاوج.
سلسلة بعضها من بيعض
فكما كان الاجتماع الاول من ماء السماء مع حواء الارض التي احتوته ضمنها فإن نسلها وماسيئتي عنها سيكون ايضا بحاجة الى وجود عنصرين لاستمرار الحياة
وهنا فقط يصبح تفسير العلماء صالح حول الصلب والترائب بأنه ماء الذكر وماء الأنثى لأن تفسيرهم عبارة عن فهمهم للمرحلة الثالثة والأخيرة من الخلق والتي هي الإنسان وتزاوجه وبحيث إختلط عليهم الأمر بينها وبين المرحلة الأولى بحسب معطيات زمانهم وعصرهم حينها فلم يتوصلوا لمعرفة أمنا حواء الأصل من أنها الأرض وبحيث ينطبق عليها حاجتها لماء الحياة كي تنبت وتلد وكما هو حال أمنا الثانيه الأنثى الفرع ومن حاجتها لماء الرجل عبر التزاوج لتلد وتتكاثر.
والأن
من ماذا خلق الإنسان العاقل وماهي مرحلة وجوده وخلقه
يقول الذكر الحكيم في محكم أياته التالي :

((( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين))) المؤمنين 12

وعليه:
فإن الإنسان مخلوق من سلالة من طين.....
وكلمة سلالة هنا تؤكد على وجود مخلوقات طينة كانت قد وجدت قبل الإنسان وليكون مجيئه عنها كونه من سلالتها لأن السلالة عبارة عن تسلسل ...
وهذا الطين هنا هو عبارة عن تراب الأرض وماء السماء بختلاطه معها وتوضعه عليها والذي هو بحاجة للشوي بالنار ليأخذ شكله الصلب فيصبح كالفخار..

((( خلق الانسان من صلصال كالفخار))) الرحمن 14

أذا
فإن لله سبحانه وتعالى يقول لنا هنا بأن الترب والماء والذي أصبح طين لازب بحاجة للنار لتجففه وتعطيه شكله الصلب المتماسك كالفخار من عملية إنصهار المادة لتماسكها.
أي أن هذا الطين الازب لابد له من الدخول في النار او التوضع عليها ليأخذ شكله النهائي ..
والدخول في النار هنا يعني الدخول في سيادتها وحكمها ريثما تتم عملية التصنيع فيصبح التراب والماء والذي هو الطين الازب هنا كالفخار الصلب...
والأن نقول:
ماهي هذه النار هنا وعلى أي من مخلوقات المولى تبارك وتعالى تدل؟
يقول المولى تبارك وتعالى في ذكره الحكيم التالي:

((( وخلق الجان من مارج من نار))) الرحمان 15

أي أن الجان مخلوقة من مارج من نار .....
وهذا المارج هو اللهب المنبعث من النار .....
والنار كما نعلم بحاجة للهواء لكي لاتنطفئ ...
فالارض كانت كتلة ناريه ملتهبة قبل ان تبرد ويصبح لها قشرة تحيط بها بفضل الماء المنزل الذي احاط بها
وعليه
فإننا نقول مبدئيا بأن الجان عبارة عن مخلوق ناري وجد قبل غلاف الارض هذا والذي نعلمه نحن الان
وأما باقي المخلوقات بما فيهم الإنسان فقد جاؤا عن النار - ماتعتقده النار خطا حتى هذه اللحظة من انها هي الاصل للحياه - كون عملية تجفيف الطين (( سلالة من طين )) ليتحول الى شكل صلب كفخار كان من خلالها.
أي أنه لابد للنار من أن تتعامل مع الطين والذي هو تراب وماء لتتم عملية التجفف للقشرة الارضيه فتصبح كالفخار.
وعليه
فلقد كانت كل أنواع الحياة الكمونيه التي في الماء قد توضعت على الارض واحاطت بها ليتم تبريد سطحها الملتهب
فأصبحت هذه الحياة الكمونيه مرئية من مخالطت الماء للماده الترابيه مما جعل النار تعتقد هنا ان الفضل الاول والاخير يعود لها في الخلق والتصنيع - أو بما إعتقدته النار (الجان ) حينها - ومن أن المادة مطوعة لها كون عملية إتمامها وتكوينها كانت من خلال شويها بالنار مما يؤكد فضل النار وسيطرتها هنا لدخول الحياة في مملكتها حتى تأخذ شكلها النهائي على اعتبار أن النار كانت قد وجدت قبل الغلاف الترابي الذي يحيط بها....
ولكن خطأ النار هنا يكمن في أنها لم تدرك بأنها هي ذاتها كانت تتوضع على جسم صلب ملتهب وهو المادة الأولى هنا كونها لاتتوضع على الهواء الغير محسوس ( الماء ) وإنما هي بحاجة للمادة لتتوضع عليها مما يؤكد بأن المادة هي الأصل وهي النواة الأولى لولادة النار.
أذا
مادة أساسية موجده ....
ثم توضعت النار عليها وأحاطة بها إحاطة السوار بالمعصم وأحرقتها وأخرجت غازتها وفككت عناصرها.
وهنا يأتي دور الماده الجديده من غبار وعناصر متفككه عن الماده الأولى لتحيط هي بدورها بالنار وتجعلها في باطنها - دونها - فتصبح الماده هي المحيط هنا بعدما كانت النار هي التي تحيط بها....
وبهذا تكونت القشرة الارضيه.
وهذا هو اصل النشوء وأصل تشكل الأرض...
مادة أحاطت النيران بها لتتبخر المادة وتحيط بالنار مرة اخرى.
وعليه
ولكي تعي معي الى ولادة النار ومنشأها لابد لي من الخوض في تركيبة الملائكة والمادة التي خلقت منها لنكون بهذا قد أتينا على كل أنواع المخلوقات التي نعرفها بما حدثنا عنها قراننا الكريم وبحيث نقول:

من ماذا خلقت الملائكة ولماذ سجدة للإنسان؟

كثيرا ما نسمع بأن الملائكة مخلوقات نوارية كانت قد خلقت من نور الله سبحانه وتعالى.
وكثيرا ما نسمع أيضا بأنها مخلوقات أرفع شأن من الإنسان لإقترابها من الرحمان ولأنها معصومة عن الخطيئة.
ولكن
كيف تكون أرفع شأن من الإنسان ثم تسجد له!
وهل عصمتها هذه دليل على عدم وجود الحرية في تصرفاتها مما يجعل منها مخلوقات لاإرادية.
اذا
فماهي الملائكة وما هي كينونتها؟؟
تقول التاليه الكريمة عنهم الأتي:

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ))) الكهف 50

وهذه التاليه الكريمة هي التاليه الوحدية في القرأن الكريم التي جمعت بين ثلاث مخلوقات - أو مايعتقد خطأ بأنها كذالك - وهي ( الملائكة ... إبليس ... الجن ) والتي فسرها من فسرها على أنها ثلاث مخلوقات من عناصر مختلفة في التكوين وبعدما بحث في كتب الله سبحانه وتعالى عن ماهيت المادة التي خلقت منها الملائكة ودون أن يجد لها أثر مما دفعه لإبتدع بدعة من عند نفسه ماأنزل الله بها من سلطان ويقول بأن الملائكة كانت قد خلقت من نور وجه الله سبحانه وتعالى ودون دلالة كريمة تؤكد قوله هذا...
وعليه
فهذه المخلوقات الثلاث من ملائكة وإبليس وجان هي عبارة عن مخلوق واحد من حيث التركيبة والعنصر الأساسي في خلقها وهو النار مع وجود فارق واحد يكمن في التطويع والإخضاع ودرجاته والذي سأتي عليه لاحقا
وسبب قولي أن ( الملائكة وإبليس والجن ) مخلوقات نارية هو التاليات الكريمة الأتيه:

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين ))) البقرة 34

((( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين ))) الأعراف 11

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا ))) الإسراء 61

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى ))) طه 116

وعليه
لاحظ معي أخي الكريم وجود حرف ( إلآ ) الذي نستثني من خلالها الشيئ من الشيئ بأن نفرقه عنه مع التأكيد بأنه منه.
وعليه
فقد سجدة الملائكة جميعها ( إلأ) ملاك منها يدعى إبليس كان قد أبى هذا السجود.
ثم لاحظ هذه التالية الكريمه وماذا تقول:

((( وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر ))) المدثر 31

اذا
فإن هذه التاليه الكريمة أيضا تأكد بأن الملائكة مخلوقات نارية لأن الله سبحانه وتعالى جعلهم منها وقائمين عليها بأن إستثناهم عنها ب ( إلآ ) وجعلهم ( أي صنعهم ) منها بأن فصلهم عنها و خلقهم منها لقوله ( عدتهم ) أي لباسهم وتكوينهم ..
وأما مثلي الصغير والذي سأسوقه لكم هنا للتميز بين الملائكة المطوعة بطاعة الله سبحانه وتعالى وبين الملائكة الخارجة عن طاعته ليتوضح لكم الفارق في التطويع بين الملائكة والجان فهوا النار , فهذه النار لو أشعلتها بمكان رحب تسهل عليك فيه مراقبتها فستجدها تنفصل عن بعضها لشدتها فيخرج لهبها وكأنه قد إنفصل عنها ليتلاشى في الهواء بعد إنفصاله هذا.
وهذا اللهب تحديدا هوا من صعد للهواء وخاطب الله خطاب المؤمنين العارفين وهم الكاذبين الكافرين, على حين أن النار الأم المتوضعة على الأرض والتي لم تنفصل عنها لتنطلق في الهواء هي الملائكة التي بقية مطوعة والتي لم ترغب بالإنفصال عن قاعدتها والتي هي الأرض المتوضعة عليها بسجودها لها.
وهذا الإنفصال للهب عن النار الأم هو بمثابت إعلان بالخروج والانشقاق عن النار الكل التي سجدة للأرض بتوضعها عليها.....
هؤلاء هم الملائكة الذين استعمرو الارض الاولى وعاشو على سطحها مفككين لعناصرها..
مخلوقات ناريه كانت قد استعمرت الأرض قبلنا يعملون ماأمرهم الله به من تعاملهم مع الماده والتي ماإن فككوها حتى تعاظمت وكبرت أكثر فأحطت بهم بعدما كانو هم محيطين بها..
فرضي الكثير من الملائكة بهذا الوضع الجديد ورفضه الكثير منهم وهم من قالوا (( اتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك )) وكأنهم يمنون على الله عملهم ويردون أجر هذا العمل من تسبيحهم لهم!!
نعم
هو إنشقاق حصل في صفوف الملائكة قاده ابليس ومن تبعه منهم بإعلانه للعصيان والإنفصال عن الأرض متوجها نحو الفضاء - مرتبت الألوهية - بحماقة ستكون هي سبب إنطفائه لأن إنفصاله عن الكل والتي هي النار المتوضعة على الأرض متجها نحوا الفضاء الذي لن يكون له بأي حال من الأحوال - المرتبة الإلهية - هو دليل إنطافائه.
وعليه
فإن النار المطوعة ( بالسجود ) هي الملائكة.....
والملائكة حاليا هي ملكات في حالت كمون في المادة الأصل وسيكون لها دور في مراحل لظهور في الخلق الجديد كونها اصبحت ضمنه.
فالملكات هذه والمكتسبة عند جميع الخلائق - كوننا نحملها معنا من مرحلة التصنيع الأولى - هي من تدلنا على حاجتنا لبقائنا واستمرارنا
فالتغريد مثلا عبارة عن ملكة مكتسبة عند الطيور لتعبر من خلاله عن حالات معينة ...
ولابد لنا من فهم موضوع الملائكة وماهيتها لتتضح الفكرة الشمولية التي أحدثكم بها من تشبيهي لها بالبرامج الثابته والمحفوظة على القرص الصلب فأقول:
ماهي الملائكة وما هي كينونتها؟؟
أن إسم ملاك لو رددته لفعله الثلاثي لأصبح ( م ل ك ) أي مملوك من ضمن ممتلكات لله سبحانه وتعالى وليس له من أمره شيئ سوى الطاعة.

كما أملك أعضائي في جسدي أو حتى جهاز الحاسوب خاصتي والذي يحمل على قرصه الصلب الكثير من المعلومات المخزنة والذي قد يظنه ذاك القادم من العصور الغابرة - إذا ماسنحت له الفرصة للإطلاع على حاسوبي أو التعامل معه طبعا - بأنه جني رهيب او ملاك ربما لما يحمله معه من علم غزير هو في واقع الأمر مجرد معلومات كنت أنا الإنسان شأن هذا القادم من العصور الغابرة هو من سجل هذه المعلومات على ذاكرة هذا الجهاز , ومع هذا فهو لن يتفاجئ بمنظري بقدر ماسيفاجئه جهازي ويزهله ويظنه بأنه ملاك.
( تذكر هنا فيلم رسالة الى الوالي لعادل إمام وكيف أنه لم يتفاجئ كثير بمن حوله من الناس المتطورين بملابسهم وعمرانهم بقدر خوفه من السيارات والتي ظنها عفاريت تتحرك لتدرك تشبهي من اعتاقد أهل العصور الغابرة بأن جهاز الكمبيوتر هو عفريت لو شاهدوه وسمعو أغنية تصدر منه ).
والأن
على أي أساس بنية وجهة نظري التشبيهية هذه من أن الملائكة مجرد أجهزة عاقلة لاأرادية تفعل ماتأمر؟؟
بنيته على موضوع سجود الملائكة الأدم - عليه السلام بما نرجو ان يحل السلام عليه - مع العلم بأنها مخلوقات نورانية كما يقول البعض ومنزهة عن الخطيئة , على حين أن أدم كان خاطئ - على إعتبارما سيكون منه لاحقا - أو بما نعتقد به نحن من خطيئة نسبة له.
ووجه الغرابة هنا هو أمر الله سبحانه وتعالى لها بالسجود لأدام والذي لايخرج عن إذلها وإخضاعها له مع العلم بأنه يعلم الغيب ويعلم ماسيكون من أدام ونسله من قتل وتخريب وإفساد في الأرض ومع هذا فقد جعل الملائكة تسجد للإنسان رغم أنهما معا من خلق الله سبحانه وتعالى مما يؤكد على عدم وجود عدل لله بين خلقه بأن جعل الصالح يسجد للطالح!!
اذا
فإن الأمر هنا بحاجة لتدبر شديد من أن أدير الموضوع برمته على نفسي ومن خلال ميزان العدل البشري الذي أعرفه كإنسان أو يعرفه فكري المحدود , متسائل اقول:
لو كان لي ولدان أحدهم مطيع لي طاعة عمياء والأخر عاص ولا يمتثل لكل أوامري ويفعل مايحلوا له ووفق مشيئته...
فهل من العدل - اذا ماكنت عادل - أن أجعل من ولدي المطيع يتذلل للعاص بالخضوع والطاعة له؟؟
قطعا لا .....
وعليه
ألآ نستطيع أن نقول هنا بأن ماكان من الله سبحانه وتعالى مع مخلوقين من مخلوقاته لا علاقة له بالعدل الإلهي والعياذ بالله؟؟
اذا
فإما بأن نقول هنا بأن الله سبحانه وتعالى ظالم ونقف عند هذا ونتقبله كما نتقبل اي حاكم دكتاتوري في واقعنا البغيض هذا أو أن نجد له مخرجا منطقي يوضح لنا ماكان منه بالعقل والحجة والبرهان.
وعليه
ولكي أفهم ماكان من الله سبحانه وتعالى من عدل قد أراه مفقودا بين خلقين من خلقه كان لابد لي من العودة للمثل المطروح حول حاسوبي الشخصي لأرى ماكان منه تبارك وتعالى بالعقل والحكمة والمنطق.
فحاسوبي الشخصي الذي أستخدمه في تخزين أموري ليس بإبني وإن كان من ممتلكاتي العزيزة على قلبي لما فيه من معلومات خزنتها بيدي.
أو أنه هو جزء من إبني الكل بما سيكون له من دور في توضعه في ذاكرة ابني..
وليس بأحب إلى نفسي من إبني الكل - تذكر هنا قوله بأن جعل من البشر نسب وصهرا - الذي هوا مني والذي أريد له أن يملك العلم كله من علمي مما دفعني لأن أجعل من حاسوبي الشخصي خادم مطيع له بأن أعلمه عليه وعلى طريقة إستخدامه.
اذا
فالإنسان هنا هو كالإبن الوحيد لله سبحانه وتعالى كونه مخلوق من روح الله... ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي )... ( هذا هو ابني الوحيد الذي عنه رضيت )
على حين أن الملائكة مخلوقات ناريه بدائيه كانت قد استعمرت الارض الاولى وانتهى دورها بسجودها لنا واندمجها ضمننا وضمن ذاكرتنا ومكتسبتنا المعرفيه مما خزن عليها من معلومات حالها هنا كحال اجهزتي الناطقة والمتحركة وغيرها .... ( الدي إن كا ومايحمله معها من معلومات خطت عليه من اجلنا هو من الملائكة ).
وعليه
فالملائكة هي مخلوقات - أومصنوعات - ذكية ( بمعنى عاقلة ولا إرادية كونها تحمل رسالة لايفك رموزها غير واضعها ) لتكون بهذا بالنسبة لله سبحانه وتعالى كما هو الحال معي بالنسبة للحاسوبي الشخصي.
اذا
فإن تشبيهي لها بحاسوبي الشخصي مقرون مع إسم ( م ل ك ) يوضح تمام ماهيتها من حيث علمها المقدر بقدر معلوم والمخزن بذاكرتها وبحيث لا إرادة لها بإخراج مافيها من معلومات إلا عن طريق عقل حر مفكر يتعامل معها.....
فحاسوبي مثلا قادر على مخاطبتي إذا مابرمجته مسبقا ليظهر لي رسالة معينة يقرأها إبني في وقت معلوم عندي.
أي أنها لم تكن تعلم في يوم من الأيام علم الغيب , وإنما هي معلومات كانت قد خطت بذاكرتها لما سيكون لاحقا من دورها في إيصال هذه المعلومة للقادرعلى التعامل معها بقراءتها وفهمها وهو الإنسان الذي جاء من روح الله.

يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تالياته الأتي:

((( وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون ))) الأنعام 38

وعليه
فكل دواب الأرض وكل طائر يطير بجناحيه هم أمم أمثالنا من حيث كونهم ذكر وأنثى ومن حيث حاجتهم للتجمع والطعام والشراب والتزاوج ومن ثم مصيرهم هو الموت كما هو حالنا معشر الإنسان من كل هذا وكونهم أمم أمثالنا..
ثم يقول المولى تبارك وتعالى عن الملائكة التالي:

((( الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ان الله على كل شيء قدير ))) فاطر 1

اذا
فإن الملائكة من المخلوقات التي تطير بجناحين أو أكثر مما يجعل منها تندرج ضمن بند التاليه السابقة ( ولا طائر يطير بجناحين ) ولتندرج تلقائيا أيضا من أنها من الأمم أمثلنا من ذكر وأنثى وحاجت التزواج ومن ثم مصيرها الموت...
( كل أنواع الخلايا التي تتزوج وتندمج تنفع هنا من كونها ملائكة ومن كونها تطير ضمن الفضاء النانو متري).
وكونها تحتاج لكل هذه الأمور من طعام وشراب وتزاوج لاينفي عنها كونها عاقلة ولاإرادية أو مأمورة ومسيرة ضمن خط محدد لها لانعلمه نحن الأن وكما هو حالنا نحن ومن كوننا مسيرين كما جاء في بداية الطرح.
اذا
فإن الملائكة هي من المخلوقات التي تطير بجناحين أو أكثر وهي من ذكر وانثى وتحتاج للطاقة من أجل بقائها وقد نكون رآينا بعض منها ودون أن ننتبه لهذا وبحيث أن أي مخلوق يطير ضمن فضاء ما - وان كان الفضاء النانو متري - ويحمل معه معلومات أو خريطة أو رسالة ما - كالدي ان كا مثلا - تفيد العقل البشري بشيئ يصلح لأن يدرج تحت قائمة الملائكة والتي هي ملكات للإنسان وايحاء له يستمد منه أفكاره وابداعه كونها ملائكة الله وكون الإنسان من روح الله مما يؤكد بدوره بأنها ملائكة الإنسان وملكاته.
واما من يملك منهم الاراده والمعرفه الان فهو ابليس وجنده ممن تبعوه بإنفصالهم وعدم سجودهم -عدم اندماجهم مع الكل ليكون لهم دور في الخلق الجديد - مما يؤكد انطافئهم لأنه لاقاعدة لهم

((( قال انظرني الى يوم يبعثون )))

اذا
فهو قد أدرك أنه منطفئ لامحال مما جعله يطلب البقاء لأطول فترة ممكنه
وأما الأن فدعوني أرتب مقالتي هذه من جديد وأقول:
إن شرحي وتفسيري هذا لايخرج هنا عما يطلق عليه اسم تاريخ الحياة وتطورها على سطح الأرض بأي حال من الأحوال لأن تصوري هذا هو مجرد شرح لما رأيته وعقلته من القرآن الكريم ...
فلقد أوجد الله الحياة على الأرض وبحيث كان هذا الكوكب - ومازال - كوكب النبات .

((( الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى ))) طه 53

ثم أكد بأن كل شيئ تابع لمستعمرت النباتات هذه بقوله:

((( سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون ))) يس 36

أي أنه أكد لنا هنا بأن كل الأزواج تنبت من لأرض لقوله ( الأزواج كلها ) .
وأخير نراه يؤكد بما لايدع مجال للشك بأن الإنسان واحد من نباتات الأرض بقوله:

((( والله انبتكم من الارض نباتا ))) نوح 17

وعليه
فلا توجد حلقة ضائعة بين العلم والإيمان - كلام الله سبحان وتعالى - كما يعتقد البعض وانما هو قصور من علماء الدين في فهم كلام الله ومطابقته للعلم.
ولأن
وعودة لمرحلة متطورة جدا في هذه المستعمرة النباتية وهي ظهور ( أدم ) أو الحيوان المتطور والذي تعلم الأسماء كلها ( الأصوات ) فنقول:
كان الحيوان يحيى على هذه المستعمرة النباتية ( الجنة ) بمعونة الملائكة المطوعة لخدتمه بسجودها له وحيث أن السجود هنا يأتي بمعنى الطاعة وليس بالمعنى الحركي عند المتأسلمين من الوقوع على الأرض حتى تلامس جباههم ترابها.....
ولتتأكد من أن قولي هذا صحيح ولاغبار عليه في القرآن الكريم فلك هذه الجملة الكريمة والتي تقول:

((( اذ قال يوسف لابيه يا ابت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين))) يوسف 4

وعليه
كيف للكواكب والشمس والقمر أن يسجدو في حلم يوسف وهم عبارة عن شكل كروي ليس له مفاصل وأبعاد شأننا نحن بني البشر ؟؟؟
أي أن السجود الذي رأه يوسف في منامه هو عبارة عن طاعة هذه الكواكب له كأن يقول للشمس إغربي فتغرب ويقول للقمر غير موقعك من هنا الى هناك فيفعل .
وعليه
وعودة لموضوعنا أقول:
كانت الملائكة الناريه مطوعة لخدمة أدم - الذي احاط بها بعدما كانت هي تحيط به - وبحيث تدله على ملكاته الغريزية من أجل البقاء والتطور كالتغريد والرقص لإجتذاب الإنثى أو بناء الأعشاش وغيرها - والوحيد من بين هذه الملائكة والذي ظن - ومازال يظن حتى الأن - بأن المخلوقات جميعها كانت قد وجدت عنه فاصبحت من ممتلكاته وليس العكس تماما بأن يعلمها من علمه هو إبليس وفصيله - وهذا التطويع للملائكة هنا لخدمة أدم ( الحيوان ) لم يكن محسوس أو ملموس لدى الحيوانات لأنه حالة ضمنيه غريزية من انقيادها لملكاتها - التي هي ضمنها - وفق احتياجاتها الأولية لعدم وجود المعرفة الفكرية التحليلة للأمور.
وعليه
فالسجود موجود في بادء للأمر لأدم - الماده - من الملائكة وحتى أثناء رعايتها له في مراحل تطوره الأولى من توضعها عليه وتواضعها له....
والملائكة هي ملكات ....( مطوعة وغير مطوعة ).
والملكات مكتسبة عند جميع الخلائق
فالتغريد عبارة عن ملكة مكتسبة عند الطيور لتعبر من خلاله عن حالات معينة ...
فالزواحف وعلى سبيل المثال والتي من الممكن أن يكون الطائر قد أتى عنها لم تكن تغرد قبل أن تتحول الى طيور وتكتسب ملكة التغريد ...
اذا
فلابد لنا أولا من فهم موضوع الملائكة وماهيتها لتتضح الفكرة الشمولية التي أحدثكم بها من تشبيهي لها بالبرامج الثابته والمحفوظة على القرص الصلب ..
ولنأخذ مثلا قرص الصوت أو ( ملاك الصوت من دي أن كا ) بما يعلمه من علم محدود بقدر لايزيد ولاينقص كان قد نسخ عليه.
فهذا القرص مسجل عليه كل أنواع الأصوات واللغات إبتداء من الألف وانتهاء بالياء ..
وكل مخلوق قادر على أن ينسخ من هذا القرص الصلب حاجته من الأصوات ( فالحاجة هي التي تدلك على الملاك ).
وقد قامت الطيور بنسخ حاجتها منه.
كما وأن البعض منها مازال ينسخ أصوات جديدة حتى هذه اللحظة ..
وأما الإنسان وبملكاته الكثيرة المطوعة جمعيها لخدمته فقد يكون قارب على استنساخ كل معلومات هذا القرص الجميل.
والأن
وعودة للإنسان والتطور لنقول فيه بأنه كان قد خرج للوجود عن طريق التطور عن الحيوانات كونه من ( سلالتها ).
والذي يميزه عنها رغم كونه منها في مكوناته والتي هي العناصر الأربعة من ( تراب وماء ونار وهواء ) هو أنه يحمل معه الفكر والإبداع ( روح الله بأمينها وقدسها ) والذي هو العنصر الخامس في تكوينه ((( لباس التقوى ))) الذي وعدتكم في بداية الطرح أن ادرجه لكم....
وهذا تحديد ماجعل سيد النار وزعيمها يرفض السجود والتطويع لخدمة إبن عبيده اللذين كانو طوع أمره في الماضي ( الحيوان أو أنواع الحياة الكومونيه في الماده والتي كان هو سيدها بإحاطته بها ) وبحسب اعتقاده الخاطأ حينها من أن النار وجدة أولا على حين أن المادة هي من وجد اولا.
اذا
فكيف لملك وسيد هنا أن يسجد لعبد من عبيده أو طفرة مفكرة من هؤلاء العبيد بعد أن كان هو السيد المطاع؟
ولذالك يقول متكبرا:

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا ))) الإسراء 61

كيف أسجد لهذا المخلوق الوضيع الذي خرج من الطين وأنا السيد هنا !!
( وبإمكانك هنا عزيزي القارئ أن تعمل عقلك وتتفكر بقصة موسى عليه السلام كنوع من المقارنة والتاريخ الذي يعيد نفسه وكيف خرج من بين عبيد فرعون ليصبح هو السيد ...
ثم تذكر موقف فرعون معه والذي كان يرى بنفسه إله عظيم من رفضه لطاعة موسى كونه يرى فيه عبد من عبيده على إعتقاده الخاطئ)...
فالموضوع أكبر من مجرد شعائر نعبد الله من خلالها وانما هو موضوع تاريخ يعيد نفسه ولابد لنا من قراءته قراءة صحيحة حتى نفلت من قبضة هذا الذي يريد أن يصنع من نفسه رب لربه فيدمرنا تدميرا.
والأن
دعونا ننتقل لموضوع الوحي ونربطه بهذا الطرح هنا لأكون قد أوصلت لكم الكثير مما عندي فيرتاح بهذا قلبي ولو قليلا ومن أنني لم أؤجل عمل اليوم للغد فأقول:
كثير مانسمع مغالطات شائعة بأن الوحي ملاك كريم وعبد من عباد الله الصالحين..
وكثير مانقول بأن الله سبحانه وتعالى هو من يختار من بين عباده الأصلح والأفضل بينهم لينزل عليه هذا الوحي بشريعة تفيد التطور البشري.
وكثيرا مانتسائل ونقول:
أليس الله هو خالقنا؟
أليس الله هو صانعنا؟
ألا يعلم من هو الأفضل ومن هو الأسواء بيننا مما يلغي الإختيار هنا بالمعلوم المسبق؟
ثم ألم يكن قادرعلى أن يصنع منا جميعنا صالحين كالملائكة ليرحمنا من هذه التجربة المريرة بين رغبتنا في جميل صنعه التي يمنع بعضها عنا فيكون بذلك بعضنا في الجنة وبعضنا الأخر في النار؟
وبما أنه هو الصانع لنا بخيرنا وشرنا فكيف يختار بعدل بعد هذا بين الصالح والطالح فينا مفضلا بعضنا عن بعض مع أننا جميعنا صنع يديه تبارك وتعالى؟
ألآ يرفع هذا صفة العدل عنه لأنه هو الصانع لنا ولعيوبنا ليختار بعدها بطريقة لاعدل فيها الأفضل بيننا؟
فهل أصنع أنا جهاز وأفتعل فيه عطل ثم أقوم بعد هذا بكسر الجهاز بحجة أنه عاطل رغم أن عطله في أساس الأمرمفتعل من قبلي؟
اذا
ولكي تصلك فكرتي أخي الكريم فلابد لي أولا من أطرحها عليك مع بعض التساؤلات والإستشهادات.
تقول التاليه الكريمة مايلي:

((( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ))) النحل 68

ونرى هنا في هذه التاليه الكريمة بأن الله سبحانه وتعالى كان قد أوحى لجميع النحل دونما أي إستثتاء.
على حين أن مفهمونا الخاطئ للوحي يقول لنا بأن الوحي خاص بالرسل وحدهم وبحيث يوحي الله سبحانه وتعالى لواحد من بني البشر ليقوم هو بدوره بتبليغ الباقي بما جائه من وحي.
والأسوء من هذا بأن بعضهم يحاول تعريب الوحي وبحيث تكون لغته هي اللغة العربية فقط!
والسؤال هنا يقول:
بأي لغة تحدث الله مع النحل عندما أوحى لها؟
وهل النحل يتحدث لغة الضاد؟
ثم ألآ يدعي البعض بأن الوحي خاص بالأنبياء؟
فإن كان خاص بهم آلآ يكون هذا إقرار منا بأن النحل جميعه أنبياء من الله كون الله سبحانه وتعالى كان قد أوحى لهم جميعهم ودون أن يختار واحدة منهم لتحمل وحيه لباقي النحل؟
ثم ألآ يؤكد هذا بأن تصميم النحل من حيث تكوينها وخلقها أفضل من تكوين الإنسان وبحيث أن النحل جميعه قد عقل الوحي وفهمه من غير وسيط أو رسول على حين أن الإنسان بحاجة لرسول يتلقى الوحي عن الله ليشرحه بدوره لباقي الناس؟
ثم ألآ تتعارض كل تساؤلاتي هذه وما نتج عنها من أفضيلة النحل على الإنسان من حيث صنعه مع التالية التي تقول بأن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ولنجد هنا بأن النحل هو الأفضل كونه قد عقل وحي الله وكلامه له من غير رسول؟
وعليه
فلابد لنا أولا من فهم معنى الوحي وكينونته فنقول:
هل الوحي ملاك من الملائكة كما يقول البعض منا؟
تقول التاليه الكريمة التي توضح لنا بما لايدع مجال للشك بأن الوحي ليس بملاك مايلي:

((( اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ))) الأنفال 12

أي أنه , وبما أن الملائكة أيضا من المخلوقات العاقلة التي يوحى لها فإن الوحي قطعا ليس منها أو من فصيلها كونها تتلقى الوحي كغيرها....
فلو كان الوحي ملاك من فيصلتها لإستطاعت أن تراه , وبهذا تلغى هنا عملية الوحي من أساسها وتتحول إلى مجرد رسالة بين مخلوقين من فصيلة واحدة كما هو حالنا مع رسلنا.
اذا
فالوحي ليس بملاك وهذا أولا..
فما هو الوحي إذا؟
تقول التاليه الكريمة عن الوحي مايلي:

((( وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم ))) الشورى 52

إذا
وبناء على هذه التاليه الكريمة نقول بإن الوحي هو روح من أمر الله.
ولكن ...
هل هذا معناه أن الروح مخلوق من مخلوقات الله بما أنه من أمر الله أم أن كلمة أمره هنا لها دلالة أخرى؟
دعونا نرى ماذا يقول لنا كلام الله عن الروح
تقول التايه الكريمة حول الروح مايلي:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72

وكلمت من روحي هنا تؤكد بأن الروح هي روح الله وليست بخلق من خلقه.
وهذا واضح أيضا في التالية ادناه وضوح الشمس في كبد النهار وبحيث تقول:

((( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون ))) يوسف 87

أذا
فهي روح الله وليست بخلق من خلق الله.
فالروح هي من الله سبحانه وتعالى كما هي أسماءه.
لاحظو معي في التاليه الكريمة السابقة وقوله ( لاتياسوا من روح الله ) ثم لاحظو بعدها وفي التاليه الكريمة ادناه وكيف تقول ( اولئك يئسوا من رحمتي )

((( والذين كفروا بايات الله ولقائه اولئك يئسوا من رحمتي واولئك لهم عذاب اليم ))) العنكبوت 23

وعليه
فإن المطلوب منا أن لا نيأس من الله وصفاته كعدله ورحمته وغيرها من اسماءه الحسنى ومن بينها روحه....
كما وأننا مطالبين بأن لانشرك مع الله أي مخلوق أخر مهما إرتفعت درجاته.
اذا
فكيف يطلب الله سبحانه وتعالى منا أن لانيأس من روحه إذا ماكنت الروح مخلوق؟
ألآ تراه معي هنا يطلب منا أن نشرك به عندما يأمرنا بأن لانيأس من روحه والتي هي من خلقه فيجعل منا مشركين به هنا وبأمر منه مع أنه هو القائل بأنه يغفر كل الذنوب إلآ أن يشرك به؟
وعليه
فإن عدم اليأس من روح الله ورحمته وعدل واحسانه هو عدم اليأس من الله سبحانه وتعالى ذاته لآن روحه ورحمته منه تبارك وتعالى وليسو بخلق من خلقه.
اذا
فلابد لنا من فهم الروح هنا لنفهم الوحي بما أنه من الروح.
وعندها فقط نستطيع أن نفهم الله سبحانه وتعالى وندرك ملكوته من خلال فهمنا لروحه وما توحيه من تشريعات هي سبب وجودنا وأساس بقائنا.
وعليه
تقول التاليه الكريمة مايلي:

((( فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ))) مريم 17

إذا
فإن روح الله ( والذي هو الله هنا لآنه منه وليس بخلقه ) هو من أتى للعذراء مريم وتمثل لها بشرا سويا.
ولكن .....
كيف يرسل الله سبحانه وتعالى روحه كرسول ودون أن تنفصل عنه مما يؤكد هنا بأنها مخلوق ورسول يرسله الله إلى عباده فنعود للغط مجددا من أن الروح مخلوق؟
سؤال جيد وعلينا المتابعة فيه فنقول بقول التالية:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72

إذا
فلو أدركنا هنا عظمة خلق الإنسان وكونه قد نفخ فيه من روح الله سبحانه وتعالى لأدركنا بأنه وبمجرد النظر في أعماقنا لإستطعنا مخاطبة روح الله فينا خطاب الروح لذاتها ولذهب عنا استغربنا من السؤال المطروح عن كيفية إرسال الله لروحه للعزراء مريم.
فبمجرد تفكرنا قليلا بالتاليه الكريمة التي تقول:

((( فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ))) مريم 17

لوجدنا بأن الذي تمثل للسيدة مريم هنا هو إنسان لقول الآية الكريمة ( فتمثل لها بشر سويا )
أي أن الذي رآته أمامها هو بشر كامل شأننا...
ومن المأكد أيضا أنها كانت تعرف هذا الذي تمثل أمامها معرفة جيدة وأنه ليس بشخص غريب عنها كان قد ظهر لها فجأت لقولها:

((( قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ))) مريم 18

وعليه
كيف تستعيذ هنا وتقول ( ان كنت تقيا !!!!! ) على حين أنها ومن المفروض بها أن تستعيذ بالرحمان من الشقي لآن التقي لاخوف منه عليها كي تستعيذ منه.
كما وأن معرفتها ومن أنه تقي وورع دليل على أنها تعرفه معرفة شخصية لمعرفتها بتقاه.
إذا
فلقد كانت العزراء مريم تعرف هذا الشخص حق المعرفة بما هو عليه من ورع وتقى عندما جائها وقال لها بأنه رسول من الله ليهب لها غلام زكيا بقوله:

((( قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا ))) مريم 19

ولو كان هذا الذي جاءها ملاك كما يقال عنه لكان قال لها إني رسول ربك إليك لابشرك بأنه سيهب لك غلام زكيا كما حصل مع بشارة زوجة ابراهيم بقوله تبارك وتعالى:

((( وامراته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ))) هود 71

وأما هنا وفي حالت العذراء مريم فنراه يقول لها ( لأهب لك أنا غلام زكيا ) !!!
فمن هو هذا الملاك الذي تجرء هنا وإتخذ من نفسه إله بحيث يقول لها ( لآهب لك أنا )غلام زكيا؟
وهل الملائكة هنا هي من تهب الحياة أم أنها تبشر فقط بقدوم المولود الجديد؟
وعليه
فقد أتت الملائكة فعلا الى العذراء مريم وبشرتها بولادة السيد المسيح وقبل قدوم الروح الذي سيمنحها هذا الغلام لقوله تبارك وتعالى:

((( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ))) أل عمران 45

اذا
فإن بشارة الملائكة لها كانت وإنتهت قبل قدوم الرسول والذي هو روح من الله والذي قال لها بأنه هو من سيهب لها هذا الغلام الزكي..
وعليه
تكون الأحداث كالتالي:
كانت السيدة العذراء مريم قد رآت في حلمها ( أو بين الحلم واليقظة ) ملائكة تبشرها بأنها ستلد غلام ذو شأن ووجيه في الدنيا والأخرة ...
وهذه الملائكة هي ملكاتها كونها ضمنها
وهنا ينتهي دور الملائكة وتنتهي البشارة.
وأما الذي جائها فهو روح الله ....
وهو يقول لها هنا وبكل ثقة بالنفس بأنه هو من سيهب لها هذا الغلام...
أي أنه لو كان ملاك يفعل مايؤمر لكان قال لها ( انما أنا رسول ربك إليك أبشرك بأنه سيهب لك غلام زكي ) .....
على حين أن صحابنا هنا يقول لها وبكل ثقة بالنفس ((( لآهب لك ( أنا ) غلام زكي ))) ...
وعليه
ولو أدركتم معي هنا بأن الإنسان بصفة عامة هو روح الله لقوله ((( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ))) ...
لآدركتم بأن روح الله في الإنسان قادرة على أن تمنح الحياة من خلال عملية التزواج...
ولأدركتم أيضا من الذي جائها على أنه رسول من الله كان إنسان.
والأن
لاحظ معي بأن السيدة مريم كانت تعرف هذا الروح الذي جائها معرفة جيدة جدا لقولها له ((( اني أعوذ بالرحمان منك ان كنت تقيا )))....
واستعذتها من لتقي هنا بحاجة منا الى وقفة إستفهام؟
فنحن عادة نستعيذ من الشر ولانستعيذ من الخير...
أي أنني واذا مارأيت ملاك وقاف فوق رأسي فجأة فإن أول ما أقوله ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) كون شكله وان كان لطيف وجميلا سوف يخيفني كردة فعل لدخوله المفاجئ علي....
وأما السيدة مريم فلم تتفاجئ هنا من دخوله عليها لقولها ( تقيا )...
أي ان السيدة مريم لو كانت تفاجئت بدخول من لاتعرفه عليها لكانت قالت ( اني أعوذ بالرحمان منك ان كنت شقيا )
وعليه
فالسيدة مريم كانت تعرف هذا البشر الذي دخل عليها معرفة جيدة من أنه تقي وصالح وبحيث أنها رأته وتعاملت معه قبل ذلك وتعرف عنه الورع والتقى وانه كان الدائم التوصل معها وهو من يأتيها بطعامها في صومعتها..
والأن
ولو أدركت معي هنا بأن روح الإنسان هي من روح الله - الخلفية منهم فقط لوجود أشباه الإنسان من نسل ابليس بيننا - لآصبحت التاليه الكريمة واضحة تمام هنا...
فأرسلنا لها روحنا .... فأرسلنا لها انسان تقي هو من روحنا كما هو حال الإنسانية جميعها ومن انها من روحنا عندما نفخنا فيها نفختنا الأولى.
فقال لها إني رسول من الله لك لأهب لك من نفسي غلام سيكون ذا شأن.
ققالت له اني اعوذ بالرحمان منك ان كنت تقي كما أعرفك من هذا الذي تدعوني له من خطيئة تدعى الزنا.
فقال لها بل صدقيني بأنني رسول من الله لك وقد قال لي أن أهبك غلام من نفسي سيكون له شأن عظيم.
وهنا
تذكرت صلاحه وتقواه وتذكرت بشرى الملائكة لها فعلمت بأنه الرسول من الله لها ليهب لها من نفسه غلام زكيا.
وعليه
فالقصة واضحة جدا عزيزي ولاتحتاج للتفسير...
فالذي جائها إنسان .... وهذا الإنسان هو من روح الله شأن جميع بني الإنسان...
أي أن قوله سبحانه وتعالى عنه بأنه قد أرسل لها روح منه لاغبار عليه هنا لأن الإنسان بواقع الحال من روح الله.
إذا
فهي حالت زواج بين ذكر وأنثى غير معلنة على الملاء وبأمر إلهي.
فزوج السيده مريم ( ص ) كان قد بشر بدوره بأنه سيكون له غلام زكي ولكن لن ينسب له بأمر من الله.
وعليه
وعندما حدثها برؤيته ووجدتها تتطابق مع رؤيتها والبشارة التي بشرة بها تمت عملية التزاوج بينهما...
اذا
فالإنسان لاينفصل عن الله سبحانه وتعالى مابقي حيا لأنه يحيى بروح الله سبحانه وتعالى المنفوخة فيه..
غير أن الذي يعيقنا عن فهمنا لخطاب الروح فينا هو خطاب أنفسنا لأمارة بالسوء - ابليس فينا - ومن كونها مبنية على حب الذات ( الأنا ) والخوف على ذاتها من كل مجهول.
فروح الله واحدة وهي في كل مكان.
ولايوجد شيئ إسمه روح خاصة بكل إنسان على حدا.
فنحن جميعنا نحيى من خلال روح الله الواحدة والمحيطة بنا وليس كما يعتقد الكثيرين بأنه يوجود روح خاصة لكل إنسان وهي في واقع الحال روح واحدة وهي روح الله التي نحيى جميعنا من خلالها كما هو نور الشمس الساطع على الجميع.
وإن كنت في شك من قولي هذا حول أن الروح واحدة فإنني أطلب منك أن تأتيني بتالية واحدة من القرآن الكريم يطلب فيها المولى سبحانه وتعالى من الروح أن تعود إليه.
على حين أنه توجد آيات كثيرة تخاطب النفس فينا ( ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ) كونه لاروح فينا وإنما هي روح واحدة محيطة بنا لنحيى جميعنا من خلالها.
وعليه أقول
بأن الروح من الله وليس بمخلوق.
وأن الوحي ليس بملاك لآن الوحي من الروح.
فالوحي هو خطاب الروح وكلامها الذي تخاطب من خلاله جميع الخلائق.
أي أن الوحي هو خطاب الله لذاته في روح الله المنفوخة فينا.
والوحي على علاقة مباشرة بالعقل ,
وهذا العقل غير خاص بالإنسان وحده وإن كان هو أكثر مخلوقات الله سبحانه وتعالى حظا من هذا العقل - بإرتدائه لرداء التقوى - لآن جميع المخلوقات تعقل الأمور ولكن بطرق مختلفة لقوله سبحانه وتعالى:

((( تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ))) الإسراء 44

وتسبيحها هنا هو دليل إدراكها لبعض الأمور كالخطر المحدق بها مثلا ( الغريزة ).
وعليه
فهناك وحي خاص بالأنسان وهناك وحي خاص بباقي خلق الله جميعها.
أي أنه هناك لغة خطابية بين الله وجميع أنواع المخلوقات ولكن كل حسب لغته وادراكه.
والقدرة الإلهية في خطابه لجميع خلقه تكمن في إحاطت روحه بهم إحاطت السوار بالمعصم.
وسنعود لاحق لتوضيح الفوارق بين اللغة الخاطبية للإنسان واللغة الخطابية للحيوان كما هو الحال مع النحل بعد أن ننتهي من شرح فكرة الإحاطة هنا ونقول:

((( ولله ما في السماوات وما في الارض وكان الله بكل شيء محيطا ))) النساء 126

فلو أدركت معي أبعاد هذه التاليه الكريمة لأدركت طرحي للموضوع والذي لاينفصل عن بعضه بأي فاصل من الفواصل بحمد الله سبحانه وتعالى وفضله بما أنعم علي من علمه.
ومثل على ذالك أقول:
أستطيع أنا الأن أن أصنع طاولة أو كرسي أو شيئ كان من المصنوعات وأنا أجلس داخل غرفتي لأنني أملك حيز من الوجود يتح لي أن أصنع صنعي وهو الحيز الفارغ من غرفتي ........
أي أنني أنا وما أصنعه موجودون ضمن غرفتي والتي هي حيز من المكان أكبر مني ومن صنعي لتكون هي المحيط الذي يحيط بي وبما أصنع بأن تتيح لي حرية الحركة ضمنها لأصنع صنعي...
وعليه
أين يصنع الله سبحانه وتعالى صنعه؟
وهل هناك حيز من الوجود يحيط به ( الفراغ أو العدم ) وبحيث يمنحه حرية الحركة ليصنع صنعه؟
لو قلت نعم فهو فيكون هذا دليل قاطع على أن الله موجود ضمن العدم أو الفراغ مما يؤكد بدوره بأنه مصنوع وليس بصانع حيث أنه هناك من منحه هذا الحيز من الوجود ليصنع صنعه فيه.
ولو قلت لا فيكون فكرك حينها مطابق لفكري من أن صنع الله يكون ضمن الله ليكون الله هو المحيط الذي يحيط بصنعه كما يحيط رحم الأم بالجنين.
وعليه
فالله هو الواجد والماجد ولا وجود لغيره ....
وأما باقي الأشياء ومن ضمننها أنا وأنت والفيل والنملة فضمن هذا الواجد مما يجعلنا نطلق على أنفسنا صفة الموجود ضمن الواجد..( الواجد الماجد ).
فلقد ضرب الله لنا مثل من كل شيئ...
فتحدث عن البعوضة والنملة والنحلة ( حشرات )
وتحدث عن الأنعام ( حيوانات أليفة )
وعن السباع ( حيوانات ضارية )
وعن الكون والمجرات ..
وعن الإنسان
بالمختصر المفيد فقد ضرب لنا الله مثل من كل شيئ ....
ثم قال محدثا عن ذاته بأنه هو تبارك وتعالى ليس كمثله شيئ !!!!

((( فاطر السماوات والارض جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))) الشورى 11

وعليه
ماهو الشيئ الذي ليس كمثله شيئ مع أنه ضرب لنا مثل من كل شيئ ؟؟؟
قطعا هو من يحوي ضمنه كل شيئ ...
فالذي ليس كمثله شيئ من بين كل شيئ هو من يجمع كل هذه الأشياء في ذاته ...
هو الله من دون أدنى شك...
وبهذا فقط تدرك معنى تعامل الذات مع ذاتها وعندما تعلم بأننا ضمن محيط الذات الإلهية كما هي مليارات الخلايا ضمن الكون المصغر والذي هو جسدك.
اذا
فالله هو الموجد الأزلي الأصل الذي يحيط بالموجود الأزلي ضمنه أيضا.
فلا فارق هنا بين الله وخلقه ( كلمته وفكره ) لآن خلقه موجود أزلي ضمنه كما هو أزلي.
وللتوضيح أكثر هنا أقول:
أنا اليوم أفكر بأن أصنع طاولة ذات مواصفات معينة.
وهذه الطاولة لم تصنع بعد رغم أنني أراها وأتخيل شكلها بأفكاري وقبل أن تظهر للوجود.
إذا
فإن هذه الطاولة أو الفكرة أو الصورة التي أتخيلها الأن موجودة فعلا في عقلي وفكري وإن لم أكن قد أوجدتها على أرض الواقع.
إذا
فإن وجود الموجود الظاهر في لحظة معينة من الزمن ليس بدليل على أن وجوده مقرون بهذه اللحظة من الزمن.
فصناعت الشيئ وإظهاره من حالت الباطن الفكري إلى حالت الظاهر الموجود العملي ليست بدليل على أن وجوده مقرون بهذه اللحظة التي أظهرته بها وجعلته عمل منظور لأن لحظة وجوده الأساسية مقرونة بلحظة تفكيري به.
والآن
هل تقول لي أين كانت كلمة الله ( خلقه وصنعه ) قبل أن يجسدها عمل ظاهر؟
وهل تستطيع أن تفرق الله عن أفكاره ( أعماله وصنعه ) وبحيث تضع لي زمن لهذه الأفكار؟
وهل أفكار الله وأعماله وليدة لحظة معينة من الزمن أم أنها أزلية شأنه؟
إذا
فإن كل أعمال الله عبارة عن موجود أزلي في مكان معين ضمن الذات الإلهية وإن لم يكن قد أظهرها بعد لآنه هو من يظهر أمره وقتما شاء وإينما شاء بأن يجلها لوقتها في المكان والزمان.
وأفكاره هذه ليست مستحدثة في فكره لإن إستحدثها يتطلب الزمان.
وعليه
فإن خلق الله هو الله لأنه منه ( فكر الله) .
فيد الله هي الله
وجند الله هم الله
وروح الله هي الله
وخلق الله هم الله
اذا
فلايوجد كلمة معنها العدم لأن الله سبحانه وتعالى هو الكائن والموجود الوحيد والمحيط الذي يحط بنا نحن الموجود ضمنه مما يلغي بدوره المعنى الخاطئ لمفهوم كلمة العدم والذي تجعلون منه هو الأصل للموجود بقولكم بمجيئ الموجود عن العدم ( الله يخلق من العدم مفهوم خاطئ ) مع العلم أن الله هو الموجود الأصل وأن العدم أو الفراغ مجرد مكان وزمان ضمن المحيط .
والأن
وعودة للروح وخطابها لذاتها نقول:
لقد أتى القرأن الكريم على ذكر أنواع مختلفة من الروح وليس كما يعتقد أهل الحديث بأن الروح هو جبريل منه السلام رغم أنه واحد من الروح ولا ينفصل عنها.

فهناك روح الله , ثم الروح القدس , ثم الروح الأمين ثم الروح المنفوخة في البشر.

أما الروح الله فهي الروح الكل والتي لاتتجزء وبحيث تحيط بكل شيئ حي فتمنحه الحياة.
وبهذه الروح الكل يخاطب المولى تبارك وتعالى كل خلقه من غير الإنسان.
وأما الإنسان فيخاطب من خلال الروح القدس والروح الأمين كون القدسيه والأمانه حالات فكريه إنسانيه تحتاج للتحليل والتقليب في الرأس فنعقلها حينها...
ولك أن تعود هنا لموضوعي عن نظرية التطور في القرآن لتلاحظ فيه التالي:

((( يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون ))) الأعراف 26

وعليه
فهناك أنواع من اللباس كانت قد نزلت على بني أدم أولا ثم نزل من بعدها لباس الريش لقوله عز من قائل وريشا, وليأتي أخيرها لباس التقوى والذي هو خاص بالإنسان .
فأدم الذي أتي عن البشر كان بحاجة لآنواع متعددة من الكساء في مراحل تطوره وتعامله مع الغريزة ( والخطاب الإلهي من بين الكساء )
وأما لباس التقوى وخطابها فهو خاص بالإنسان ومن خلال الروح ( الأمين والقدس ).
فالروح القدس والروح الأمين خاصة بالإنسان وحده لأن الأمانة والقدسية تتطلب التفكر الذي يدرك معنى الأخلاق والقيم.

واما الروح القدس فهوا ماأيد الله سبحانه وتعالى به المسيح عيسى إبن مريم (ص) لقوله:

((( ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ))) البقرة 87

وستفهم هنا الفارق بين كينونة الروحين الكريمين من القدس والأمين عندما تفهم كل رسول من رسله سبحانه وتعالى على حدى كون الروح المنفوخة في الإنسان تتعامل مع نظيرها من الروح الكل.....
فالمسيح عيسى إبن مريم (ص) كان رقيق الإحساس ويبحث عن السلام حتى لو كان على حساب نفسه بدليل أنه جاء برسالة سمحة فيها شيئ من الظلم للذات وبحيث أنها تصفح حتى عن المعتدي عليها لتدير له الخد الأيسر إذا ماضربت على الخد الأيمن ........
ولهذا السبب فقد تعامل مع نظريه من روح الله والذي هو الروح القدس المتسامح والذي هو ( ميكال منه السلام ) لأنه روح أرزاق وسلام وتسامح ولايحمل معه إلآ الكيل والعطاء.

وأما الروح الأمين فهوا جبريل منه السلام والذي يحمل معه الأمانة والعدل لأنه ( الروح الأمين ) الذي ينصف الجميع لقوله سبحانه وتعالى:

((( نزل به الروح الامين ))) الشعراء

ولقد جاء لمحمد ( ص ) والذي يبحث عن العدل كشرط أساسي من شروط إحقاق السلام.

وأما الروح المنفوخة في الإنسان فهي كالتالي:

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) الحجر 29

وكلمت من روحي تؤكد المصدر وتؤكد الملكية ولا تؤكد الإنفصال ...
ومثال على ذالك أقول:
إن مقالتي هذه والتي أكتبها لكم الأن هي قطعا مني لأنها من أفكاري ومصدرها هو عقلي , غير أنها ليست بكل عقلي وإن كانت صادرة عنه لأن عقلي يحمل الكثير غيرها من الأفكار ولايقف عندها , وعليه فهي من عقلي ولاكنها ليست عقلي بالمجمل.
اذا
فإن الله سبحانه وتعالى يخاطب جميع خلقه والذين هم روح منه من خلال الروح الكل.
وأما الإنسان فإنه يخاطبه من خلال الروح القدس والأمين لآن القدسية والأمانة حالة مدبرة لايفهمها إلا الإنسان.
وعليه
فالوحي من الروح
والروح لاتتجزء لأنها روح واحدة محيطة بنا
وهي روح عادلة بحيث لاتختار أحد من بيننا لتتعامل معه دون سواه
وإنما الموضوع بأيدنا نحن بمقدار تفتح عقولنا وقلوبنا لتقبل هذا الوحي

((( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ))) غافر 15

وقوله هنا تبارك وتعالى ( على من يشاء من عباده ) تعني مشيئة العبد بأن يتقبل الروح من عند الله وليست مشيئة الله بأن يختار هو من يلقي عليه هذه الروح لأنه تبارك وتعالى منزه عن التفريق بين عباده كونه الخالق الذي أحسن كل شيئ صنعا .....
فموضوع تقبل الوحي من عدمه بأيدنا ومتاح للجميع
فمنا من يقف عند مرحلة معينة فيصبح بهذا رسام أو شاعر أو عالم , ومنا من يتابع فيصبح نبي ورسول.
فهي نخبة من نخبة من نخبة.
أما نخبة النخبة فهم الرسل من الذين يجدون في أنفسهم عزما لتقبل الوحي التشريعي والذي هو أعلى مراتب الوحي لتكون حياتهم قابعة بين الكثير من أنواع الوحي .....
فهناك الوحي العادي الذي لايفرض تشريع وإنما هو عبارة عن تلميحات بسيطة ( كأن أرسم لوحة أو أعزف مقطوعة موسيقية أو أقول مقولة مأثورة أو حكمة جميلة وغيرها ) .
وهناك الوحي التشريعي القائم على العدل والمساوة والرحمة المطلوبة منا جميعنا نحن بني البشر لنصل لدار السلام التي حدثنا عنها المولى تبارك وتعالى , وهذا بحاجة إلى أولي عزم منا بتحمل المخاطر والأذى من الجميع كون طرحهم الجديد سيكون مخالف للأعراف والتقاليد.
أي أن الرسول المشرع يكون معه الكثير من حالات الوحي بمختلف درجاتها كونه إنسان بالدرجة الأولى , ولكن أهمها بالنسبة له هو الوحي التشريعي والذي يطغى بعزمه على كل أنواع الوحي الأخرى في روح الرسول الكريم ليبقى هو الحقيقة الوحيدة لشخصيته.
فهناك حياة الرسول الكريمة الخاصة به والتي لاتتعدى كونها حياة إنسان عادي كأن يطلب من زوجته أن تعد له الطعام مثلا أو أن يستأذنها للذهاب لقضاء حاجة وقد يلاعب أطفاله في بعض الأحيان , أو يحدث أصحابه بحديث فيه حكمة محببة لنا.
غير أننا لانأخذ بأي من هذه التصرفات أو الأفعال أوالأقوال على أنها هي الأصل ( مذهب أهل السنة ) لآن الأصل هو الوحي التشريعي ( القرآن الكريم ) وحي تشريعي كونه يحمل أساس الرسالة.
اذا
فكل ماهوا صادر عن المولى سبحانه وتعالى من أفعال أو كلام ملقى بالطريقة المباشرة أو المحمول بواسطة روح أخرى - لاتنفصل عنها كونها منها - هو من الله سبحانه وتعالى من كل بد ولكنه ليس الله بمجمله.
وفهمنا من أن الرسالة السماوية تأتي بسب إنحراف ماقبلها لاأساس له من الصحة وسببه عدم الفهم لتتابع الرسالة الواحده وكما تتابع الأوامر من العقل لباقي الجسد فتنتظم حركته - لك أن تراجع هنا موضوع بدعة الناسخ والمنسوخ وموضوع هل الذكر اسم خاص بالقرآن الكريم - حيث انه لايوجد شيئ إسمه رسالات سماوية وإنما هي رسالة واحدة متتابعة ومقترنة مع التطور البشري.
اذا
ولكي أرى الله سبحانه وتعالى بعقلي فلابد لي أن أحكم هذا العقل الذي لايقبل إلآ المنطق والذي يقول لي بأنه وبناء على كل هذه المعطيات فإنني أستطيع أن أقول بأن الإنسان هو أقرب مخلوقات الله لله من حيث الشكل والمضمون والناتج من الأعمال.
أو بقول أخر أقول .....

( الإنسان هو مرأة الله التي يرى من خلالها الله سبحانه وتعالى ذاته ).

وعليه ....
وبطريقة عكسية أقول ....... يكفي أن أنظر في ذاتي لأرى الله سبحانه وتعالى.
أي:
لو طلبت منك أن تعطين من مالك فستعطيني لأنك قادر على هذا..
فكلمت مالي تطلق على الكثير من الأشياء.
فالقطع النقضي مالي ....وأستطيع أن أعطيك منه دون أفقر .
وبيتي مالي .... وأستطيع أن أشاركك فيه أو أقتسمه معك دون أن أنام في الشارع .
وطعامي مالي .... وأستطيع أن أقتسمه معك دون أن أجوع .
وكسائي مالي ..... وأستطيع أن أعطيك منه دون أعرى .
وجسدي مالي..... بحيث أستطيع أن أعطيك بعض أعضائي دون أن أموت .
أي أنني أستطيع أن أعطيك من كل ماهو مالي.....
ولكن
ولو طلبت مني روحي فهل أستطيع أن أعطيك منها دون أن أموت؟

هنا فقط يتضح لك الفارق الوحيد بين الخالق والمخلوق , أو بين الذي لايموت وبين من هو يموت..

فالإنسان قادر على أن يصنع كل صنيع الله سبحانه وتعالى إن كان بالإيمان - كما هو الحال مع عيسى إبن مريم ( ص) الذي أحيى الموتى وشفى الأعمى - وإن كان بالعلم الذي نراه من حولنا في كل مكان من سيارات هي قطعا أفضل من الدواب بالنسبة لي كإنسان ومن طائرة تقلنا على حين أن الطيور لاتستطيع إلآ حمل نفسها.
غير أن الذي لايستطيع الإنسان عمله هو أن يمنح روحه لغيره دون أن يموت.
وهذا هو الفارق الوحيد بين الحي الذي لايموت سبحانه وتعالى وبين عبده وروحه التي لاتنفصل عنه والذي هو الإنسان الذي يموت اذا ماإنفصل عن الله.

فالحي الذي لايموت يمنح من روحه دون أن يموت.

وعليه
فالله هو المحيط الذي يحيط بظاهره وباطنه
أي
المحيط الظاهر الباطن ( وحدة كاملة متكاملة )
فهل تسطيع أن ترى معي هنا عظمة الفكر المسيحي الذي يكفره بعضنا - دون علم منهم - من أهل القرآن الكريم الذي جاء مصادق على هذا الفكر ؟!
الأب الإبن الروح القدس( أله واحد أمين )
فهذا الفكر هنا يعتبر من أرقى الأفكار العبودية لله لولا خطأ التلاميذ من بعد رحيل السيد المسيح بأن جعلو منه الإبن الوحيد الله - لأن كل خلق الله هو الإبن الوحيد لله وعلى رأسهم الإنسان - مما يؤكد هنا دخولهم في التيه الذي يقول أين يصنع الله صنعه بفصلهم لله وإبنه ( فصل الله عن صنعه وكلمته وعمله ) عن باقي الخلق لنعود هنا إلى الخطأ العقائدي القاتل من وجود مكان للخالق ووجود مكان للمخلوق.
فالسيد المسيح ( ص ) هو إبن الإنسان وهو رمز الإنسان , وبهذا يكون هو وجميع بني الإنسان كالإبن الوحيد لله...
ولا يكون له كشخص واحد أن يكون هو الإبن الوحيد لله - الوحدانية لله حيث لاوجود لغيره وكل شيئ ضمنه - لإن وحدانية الإبن هنا تؤكد وجود أقنومين منفصلين فندخل بذلك بنقص في الذات الإلهية لإحتياجها للزمان والمكان..
أي أن موضوع كون الإنسان هو الإبن الوحيد لله والذي رضى عنه كما يقول لايتعارض مع الرؤيا الشموليه للقران الكريم وإنما هو يتعارض مع فهمنا للقرآن العربي بعقول أعجميه...
فقولنا مثلا - والأمثلة عندي كثيرة - على جملة من جمل القرآن الكريم بأن اسمها ( آية ) هو الذي أدى إل هذا الخلط الرهيب في عقول طالبي العلم ووجود بدع كثيرة ومن بينها بدعة الناسخ والمنسوخ والتي نعاني منها اليوم
وأما الاسم الصحيح لكل جملة من جمل القرآن الكريم فهو (تاليه ).
نعم
اسمها الصحيح هو تاليه
وقوله تبارك تعالى ((( والتاليات ذكرا ))) يتحدث عن كل جملة من جمل القرآن وكيف أن كل واحدة منهم تخبرنا ( تتلو علينا ) ما يذكرنا بالله سبحانه وتعالى وآيات خلقه العظيمة.....
كما وانه لو أدركت معي بأن القران الكريم هو رسول الله الذي جاء ليبقى معنا إلى ما شاء الله لأدركت الخير كله ولاتضح لك الكثير مما غاب عنك....
فنعمت الله سبحانه وتعالى على الإنسانية كانت بأن أرسل لها رسول من عنده لا يموت فيبقى معها ما بقيت وبعد أن كان كل رسله يموتون كونهم من البشر الواقع عليهم قانون الحياة...
وعليه
فإن القران الكريم هو رسول الله للناس كافة وبحيث يتلو علينا من خلال تالياته أخبار آيات الله وخلقه فيذكرنا بها....
وأما محمد ( ص ) فقد كان رسول يموت ويحمل معه في قلبه رسول لا يموت لأنه كلام الحي الذي لا يموت وبحيث يبقى فينا ناصح ومرشد عندما نلجئ له في كل أمورنا...
وأما قوله تبارك وتعالى:

((( وماأتكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهو )))

فالمقصود به هنا هو القرآن الكريم ( رسول الله الباقي فينا ) وبحيث نأخذ بما يأمرنا وننتهي عما ينهانا..
ولو كان المقصود بها هو شخص محمد ( ص ) لأصبحت هذه التالية أعلاه تالية زمنية محصورة في شخص محمد ( ص ) فيدخل بذلك كلام الله سبحانه وتعالى ضمن الزمان وهو الصالح لكل زمان ومكان بخروجه عن الزمان والمكان...
كما وأن محمد ( ص ) قد مات...
فكيف سيصبح وضع هذه التالية أدناه والتي تقول:

((( وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم ))) ال عمران 101

فينا رسوله؟؟
فأين هو رسوله فينا الآن ومحمد ( ص ) قد مات؟؟
وهل تصلح هذه التالية الكريمة لكل زمان أم أنها خاصة بمن عاصر محمد؟؟
ولكن
ولو لاحظة كلمة ( تتلى ) في التاليه الكريمه أعلاه لعلمت بأن القران الكريم هو الرسول الباقي فينا والذي لا يموت وبحيث يتلو علينا تالياته كل يوم...
ولأصبح شرح التالية واضح جدا ومن أنها تقول لنا كيف تكفرون وأنتم تتلي عليكم آيات الله عبر تاليات رسوله الذي معكم وبحيث يتلوها على مسامعكم كل يوم؟
اذا
فرسول الله الباقي معنا هو القرآن الكريم...
وهو يتلو علينا من خلال تاليته أخبار من سبقنا ويحدثنا عن آيات الله......

((( واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ))) النساء 83

فكيف سنرد نحن اليوم الأمر إلى الرسول لو كان الرسول هو محمد ومحمد قد مات؟؟
وهل القران فيه آيات زمنية خاصة بزمان واحد فقط أم هو خارج الزمان لأنه كلام من هو خارج الزمان؟؟
غير انه ولو ادركت هنا بان الرسول هو القران الكريم لفهمت بأنه عليك أن تعود له في كل صغيرة وكبيرة من أمرك إن كنت عالم فيه , أو أن ترد الأمر لأولي الأمر من الراسخين في علمه وبحيث يستنبطون لك الأحكام منه.
وعليه
فإن محمد الإنسان ( ص ) قد مات....
وأما رسول الله الباقي فينا إلى أخر الزمان فهو كلامه تبارك وتعالى وبحيث أن كل أمرنا نحن المؤمنين به مردود له لنستنبط منه الشرائع المناسبة لنا ولزماننا كونه كتاب كل زمان ومكان وليس بخاص بزمن الجمال والخيل ونحن نركب اليوم السيارات والطائرات.....
كما وأن التالية الكريمه أدناه تؤكد قولي هذا وبحيث تقول:

((( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله وكان الله غفورا رحيما ))) النساء 100

مهاجر إلى الله ورسوله؟؟
فكيف سنهاجر إلى رسوله ورسوله قد مات وانتهت الهجرة؟؟
وهل انتهت الهجرة إلى الله ورسوله بموت محمد؟؟
ثم هل شرف الهجرة وأجرها كان لمن سبقنا فقط؟؟
ولكن
ولو أدركت هنا بأن رسول الله هو كلامه الباقي فينا إلى أخر الزمان لأدركت بأن الهجرة له مازالت قائمة إلى يومنا هذا كما هاجرت أنا إلى رسولي وقراني وابتعدت عن القوم الظالمين من السلفيين اللذين أهدروا دمي...
وعليه
فإن القران الكريم هو رسول الله الباقي فينا والذي يتلو علينا تاليته التي تحدثنا عن آيات الله وبديع صنعه وتطلب منا التفكر بها,,,
واما كلام الله تبارك وتعالى فلا مبدل ولا ناسخ له.....

((( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبا المرسلين الأنعام )))

وعليه
فإن بدعة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم تكمن في أنها من أكبر البدع السلفية التي تتطاول على الذات الإلهية والتي أدت بنا إلى هذا الخلط الرهيب في فهم مدلولات الله تبارك وتعالى...
فعندما نقول بأن الله ينسخ بعض من قوله ليأتي بعدها بما هو مثله أو خير منه نكون بهذا معترفين ضمنا بنقص علم الله وعدم معرفته للغيب كاملا كزنه يحدّث كلامه!!!!
كما وأن هذا دليل على أنه يوجد مفاضلة بين كلام الله بعضه بعض والعياذ بنور وجهه من هذا القول الشطط وكل كلامه تبارك وتعالى فاضل.
كما وأن هذا القول من تبديل الله لكلامه دليل على بشرية القرآن الكريم والعياذ بالله من هذا!!
فتبديل الكلام أو التراجع عنه لنأتي بما هو خير منه صفة بشرية....
وأما كلام الله سبحانه وتعالى فلا تبديل له......

((( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبا المرسلين الأنعام ))) 34

وأما النسخ والتبديل فيكون بآيات الله سبحانه وتعالى ( صنعه ) وبحيث أنه يبدل آية من آياته ( خلق من خلقه ) ليأتي بمثلها أو بخير منها....
وعليه
تقول التاليه الكريمة والتي يطلق عليها خطأ إسم - آية - مايلي:

((( ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها اومثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير البقرة))) 106

فمعنى كلمة آية في القرآن الكريم واضح تمام من أنها دليل محسوس للعامة كقوله:

((( وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله اوتاتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون ))) البقرة 118

وهنا نرى بأن القوم كانو قد طلبو من الداعي الذي يدعهم لله أن يجعل الله يكلمهم ليصدقو بدعواها , أو أن يأتيهم بآية واضحة كدليل على صدق قوله.
إذا
فكلام الله وتالياته شيئ وآياته شيئ أخر تماما....

((( وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ان ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ))) البقرة 248

((( قال رب اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار ))) أل عمران 41

وهنا عزيزي ترى بأن آية الملك للمقصود بالملك هي التابوت ...
كما وأن عدم القدرة على النطق لمدة ثلاث أيام عبارة عن آية لطالب الآية...

((( وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون ))) يوسف 105

((( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون ))) النحل 11

((( والله انزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ان في ذلك لاية لقوم يسمعون ))) النحل 65

إذا
فهناك الكثير من الآيات الواضحة والملموسة في السموات والارض والتي نمر عليها مرور عابر دون أن نعيرها إنتباهنا
فالشمس والقمر أية
والزيتون والنخيل والأعناب وكل ماتنبت الأرض وماعليها من خلق آية
كما وأن المطر والرعد والبرق من آيات الله
وأما بالنسبة للنساخ والمنسوخ بما فسره السلف بحسب عقولهم ومعطيات زمانهم من نسخ وتبديل لكلام الله سبحانه وتعالى فهو خطأ فظيع وتطاول على الذات الإلهية وأرجو أن يغفره الله لهم لأنه لامبدل لكلام الله..........
فالناسخ والمنسوخ يكون في آيات الله ( خلقه وصنعه) أي أن الله سبحانه وتعالى عندما ينسخ آية من خلقه كالنباتات والحيوانات المنقرضة وحتى النجوم والكواكب فأنه يأتي بخير منها...
وأما تلك التي يأتي بمثلها ولايأتي بما هو خير منها فهي الإنسان والذي هو أيضا آية من آيات الله سبحانه وتعالى وخلقه ( بالجسد طبعا وليس بالروح المنفوخه فيه) ......
فالله سبحانه وتعالى واذا ماذهب بالإنسان فإنه سيأتي بإنسان أخر مثله - من حيث الشكل - وليس بأفضل منه لأنه هو القائل عن خلق الإنسان بأنه كان في أحسن تقويم....

((( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )))) التين 4

وهذه التاليه الكريمة هنا تجعلنا نتسائل ونقول:
ما معنى كلمت أحسن هنا وإذا ماكان قائلها هو الله سبحانه وتعالى؟
أليست دليل قاطعل على أنه تبارك وتعالى لم ولن يخلق بعدها من هو أحسن صنعا من الإنسان؟
وإذا كان سيخلق ماهو أحسن من خلق الإنسان صنعا وتقويم فلماذا قال بأنه خلقه في أحسن تقويم ولم يقل مثلا ( لقد خلقنا الإنسان في تقويم حسن أو عظيم )؟
وعليه
فإن الإنسان هو الآية التي اذا ماذهب الله بها فإنه يأتي بمثلها , على حين أن باقي آياته وخلقه فإنه يأتي بأفضل منها اذا ماذهب بها....
والسبب في هذا هو أن الإنسان أحسن خلق الله صنعا لتمتعه بروح الله المنفوخة فيه والتي هي من الله وليست من صنعه لقوله ( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي) والذي جعل من الملائكة تسجد لروح الله في الإنسان.....
فالإنسان هو أقرب خلق الله لله لأنه من روح الله.

((( ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها اومثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير)))

وعليه
فالأيات التي يأتي الله بخير منها هي جميع خلقه من نبات وحيوان ومجرات وما إلى ذالك من خلقه تبارك وتعالى....
وأما التي يأتي بمثلها أو من حيث الشكل والتصنيع فهي الإنسان وحده لآن فيه من روح الله...
اذا
فمعنى كلمة آيات الله في القرآن الكريم هي كل محسوس من خلق الله سبحانه وتعالى من شمس وقمر وأرض وماعليها من أشكال الحياة التي نمر عليها كل يوم دون أن ننتبه لها ومن بينها الإنسان ( أجسادنا ) ولاعلاقة لها بكلمات الله وكتبه ( تالياته ) كما يعتقد البعض بأن الله ينسخ كلماته ليأتي بأفضل منها وكل كلامه فاضل تبارك وتعالى ,
وإن هي إلآ بدعة بغيضة على قلبي لأنها تتطاول على الذات الإلهية البعيدة كل البعد عن هذا الجهل البالغ الذي يحدثون به.....
فالفارق كبير جد بين تاليات الله من كلماته التي لامبدل لها وبين آيات الله من بديع صنعه وخلقه.
وأرجو أن تكون مقالتي هذه سهلة الهضم على الإخوة السلفين لآنها تؤكد بأن رسالة الإسلام لم تنسخ ماقبلها وأن مايقولون به من نسخ الرسالة لبعضها هو مجرد قول مريض مبني على العنصرية والتطرف وحب الذات وعودة الى القول بشعب الله المختار - ولكن بحلة جديده هنا هي امة الاسلام - وبعدما جاء الإسلام اصلا لنسف هذه البدعه ومن أنه لا وجود لشعب الله المختار وإنما أفضلنا عنده هو اتقنا ومن غير تحديد اي عرق او قوميه له ..

((( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير))) الحجرات 13

فعدم فهمنا لكلمة عربي القرآنيه وللملابسات التاريخه التي جعلت منها لغة وقوميه هي من جعلتنا نظن بأن كلمة عربي في القرآن الكريم تعني قومية أوعرق أو حتى لغة أيضا - وهذا خطأ فادح هنا - لتناقضه الشديد مع القرآن الكريم والذي ومن المفترض له انه جاء للناس كافة
نعم
فمن كل بد نقول بأن لغة القرآن الكريم هي اللغة العربية التي تعرب عن محتواها لقوله تبارك وتعالى ((( إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون
غير أن الكثيرون كانوا قد خدعو بكلمة عربي هذه تعني لغة الضاد القرشية أو لغة أهل الجزيره وهذا خطأ
فمشكلتنا تكمن في فهمنا للقران الكريم بعقول مبرمجة وموجهة فأصبحنا لانعقله ولا ندرك محتواه وروح الله فيه
أخي الكريم
إن لغة القرآن الكريم هي لغة العرب والإعراب والإفصاح من كل بد
غير ان لغة الضاد هي من فقدت عروبتها وهويتها على يد المحدثين زمن الخلافة الأموية والعباسية ومابعدها
وقولي بأن القرآن الكريم هو لغة العرب والأعراب والإفصاح عائد على أصل الكلمة ( ع ر ب ) وعرب الشيئ تعني أفصح به وأوضحه وقوله تبارك وتعالى ((( إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون ))) معني بها قران واضح فصيح مبين وليس قرآن بلغة الضاد او بلهجة معينة لأنه للناس كافة وبكل لغاتها وإعراقها وأعرافها واختلافها والتي هي جعلت الله لنا وطريقته في صنعنا واختلفانا بقوله

((( لكل جعلنا منكم شرعَةً وَمِنهاجا وَلَو شاءَ اللَّهُ لَجعَلَكم أُمَّةً وٰحِدَةً وَلٰكِن لِيَبلُوَكُم فيما ءاتىٰكُم فَاستَبِقُوا الخَيرٰتِ إِلَى اللَّهِ مَرجِعُكُم جَميعًا فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ" المائدة ))) المائدة 48

فالخلط الذي وقع به هنا الكثيرون هنا من فهمهم لتاليات الذكر الحكيم أدى ومازال يؤدي الى الكثير من المصائب التي تحيق وستحيق بالناس كافه
فمعنى كلمة المسجد الأقصى وعلى السبيل المثال هنا - واعتقاد الكثيرن بأن مكانه هو في فلسطين - يعود سببه الرئيسي لعدم فهمنا للغتنا وخلطنا بين العربيه كلغه والعربيه كإعراب للشيئ وفهمه من خلال العقل
فكلمة مسجد ومن انها تعني ذاك البناء حجري والذي هو من صنع الإنسان هي احدى طامتنا الكبرى
دعني اوضح اكثر هنا واقول
لو أدركت معي وبشرحي التالي بأن مساجد الله هي من صنع الله لذهب هذه الخلط
وعليه فإننا نقول التالي
إن إسم المسجد مشتق من فعله الثلاثي سجد
والسجود القرآني هو ليس بتلك الحركة الوثنيه المبتدعة من الوقوع على الأرض وإلصاق الجبين بترابها والتي ماانزل الله بها بكتابه من سلطان واضحت لنا وضوح الشمس في كبد السماء ومن خلال التالية الكريمة التي تقول

((( اذ قال يوسف لابيه يا ابت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ))) يوسف 4

والأن
ماهو هذا السجود الذي يتحدث عنه يوسف هنا؟
أليست الشمس والقمر كرويا الشكل وبحيث أنه لن يكون لهما حركة السجود ذاتها في جسد الإنسان؟
فكيف يقول يوسف هنا بأنه رأهم ساجدين في حلمه؟!
هل تستطيع أن تتخيل حلم يوسف وتشرح لي كيف رآى شكل كرويا يسجد؟؟
أخي القارئ الكريم
إن السجود القرآني يأتي بمعنى الطاعة
أي أن يوسف رأى الشمس والقمر يأتمرون بأمره وبحيث يقول للشمس غيبي فتغيب ويقول للقمر إظهر فيظهر
فالسجود القرآني هو الطاعة والإمتثال لأي أمر وليس بحركة تأخذ شكل معين
أي أنه ولو أدركت معي بأن السجود هو الطاعة كما هو واضح في حلم يوسف ( ص ) لأدركت أن المسجد هو المطوع
وعليه
فإن جسد الإنسان يشبه المركبة هنا
وهذه المركبة مطوعة لراكبها الذي يقودها
كأن تركب أنت في سيارتك لتقودها
إذا
فإن روح الله التي نفخت في الجسد جعلت منه مركب مطوع لها ولخدمتها تسوقه حيث تشاء
فمساجد الله هي تلك البيوت الساجدة لله والمطوعة لخدمت روحه فينا وبحيث تقودها روح الله الى حيث تشاء
وقوله تبارك وتعالى (( وأن المساجد لله )) أي أن جميع الأجساد لله لأن الذي يقودها هو روح الله المنفوخه فيها
كما وأن قوله تبارك وتعالى ((( إنما يعمر مساجد الله ))) يقصد بها ذاك الذي يصرف ماله على إعمار الإنسان وأخلاقه وكرامته وليس تلك البيوت الحجرية الوثنية التي لاتضر ولاتنفع وبحيث أصبح بنائها موضة تتباهون بها وبثرياتها الذهبية وسجادها العجمي الفاخر فتكون بإس البيوت التي جعلتكم تنسون بيوت الله الحقيقة من إنسان فقير في مجاهل أفريقيا يحتاج للدواء والكساء والعلم
وعليه
فمساجد الله هي جسد الإنسان الذي ترتديه روح الله فينا
والأن
وعودة للمسجد الحرام والمسجد الأقص لنقول التالي
يعتقد الكثيرون بأن البيت المعمور أو البيت الحرام أو الكعبة هو اسم واحد لذاك البناء الذي أقامه ابراهيم وهذا خطاء كبير جدا
فمعنى كلمة البيت المعمور من خلال وجهة نظري التي توصلت لها من خلال دراستي للقرآن الكريم إبتداء من التالية الكريمة التي تقول

((( والبيت المعمور ))) الطور 4

هي الأرض التي عمرة بالحياة وبحيث خرج عن هذا البيت الكثير من البيوت وهي الأجساد التي تسكنها روح الله ( الإنسان

((( سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون ))) يس 36

وهنا تراها واضحة وضوح الشمس من أن كل الأزواج ( الذكر والأنثى ) من جميع المخلوقات قد جائت عن أمنا الأرض لقوله تبارك وتعالى ( مما تنبت الأرض ) وليعود بعدها ويؤكد بإن إستمرارية التتابع الطبيعي ستكون ( من أنفسهم
وأما البيت الثاني لله وبعد البيت المعمور فهو جسد الانسان الذي نبت عن البيت الاول وتوضع عليه وأصبح يسير فوقه
ولقد عرَف الله سبحانه وتعالى إبراهيم الخليل على هذا البيت ومكانه ومكانته وعلمه كيف يرفع قوائمه الثابته فيه ويضع عوضا عنها قوائم جديدة قائمة على التوحيد بأن يطهره ويعلم الناس الذين يريدون العبادة والتقرب من الله الكيفية الحقيقة لتطهير هذا البيت ( الجسد ) من الشرك

((( واذ بوانا لابراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ))) الحج 26

والبيت الذي بوءه الله لإبراهيم هو الجسد , والقول واضح هنا من أن البيت موجود قبل وجود ابراهيم لقوله ( واذ بوانا مكان البيت ) أي أن إبراهيم لم يصنع هذا البيت ( جسده ) وإنما هذا البيت موجود أصلا وأن الله هو من دله على مكان هذا البيت
فما هو هذا البيت؟؟
هو بيت الله عزيزي والذي تسكنه روح الله فينا
وقد عرف ابراهيم بأن الله يسكن جسده عندما دله الله على مكان سكنه

((( واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ))) البقرة 127

وهنا ترى بوضوح بأن البيت موجود أصلا حيث يقول ( واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت ) أي أنه يرفع القواعد القديمة من البيت الموجود اصلا ثم يؤسس له قواعد جديدة
ولو كان هذا البيت من صنع ابراهيم لقال ( واذ يرفع ابراهيم قواعد البيت ).
وعليه
فالقواعد التي رفعها ابراهيم من البيت هي القواعد الراسخة في العقل البشري من عباداة الشرك والأوثان وليضع عوضا عنها قواعد جديدة لعبادة جديدة هي عبادة الله الواحد الأحد فيصبح اسم الجسد حينها ( البيت الحرام ) لأن الشرك بمن يسكن فيه قد حرم عليه.
ولتتأكد من قولي هذا من أن البيت الحرام أو الجسد هو البيت الثاني للإنسان بعد البيت الأول والذي جاء الجميع عنه هو البيت المعمور ( الأرض ) فلتقرء معي هذه التالية الكريمة التي تقول:

((( كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون ))) الأنفال 5

كما أخرجك ربك من جسدك ( بالموت ) وإن فريقا من المؤمنين لكارهون لهذا الموت رغم إيمانهم بوجود حياة أخرى...

((( لكم فيها منافع الى اجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق ))) الحج 33

وعليه
فلكم في أجسادكم هذه منافع لوقت محدد من اكتساب العلم والمعرفة, ولتكتمل بهذا تجربة الروح للوصول للحكمة ...... ثم يعاد هذا الجسد للبيت العتيق الذي هو ( الأرض

((( واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ))) البقرة 125

والمثابة من الثواب .. والثواب من ( ثوب ) والثوب هو الجسد الذي ترتديه الروح
وعليه
واذ جعلنا من الجسد ثوب للناس وامنا بوجود العقل والقلب فيه
ثم عرفناهم بعدها بطريقة إبراهيم التي أوجدها ( أقامها ) - مقام - فأين موقع هذا المقام بعدم الإشراك بالله غير القلب؟؟؟
وقد تعاهد الله مع ابراهيم بعهد صريح وواضح وهو أن طهر هذا البيت والذي هو بيتي الذي إرتضيته لروحي الخارجة عني ( روح الإنسان من روح الله ) والتي ستسكن فيه من كل أنواع الشرك بأن تعلم هذا الجسد كيف يعبد الله دون أن يشرك به أحدا

((( طهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود )) معنى الطائفين ..القائمين ..الركع ..السجود

فمنهم الطائفون في هذا البيت غير الأفكار التي هي اما من الرحمان واما من الشيطان؟
ومن هم القائمين فيه غير الافكار التي هي اما من الرحمان واما من الشيطان؟
ومن هم الركع السجود فيه غير الأفكار والتي هي اما من الرحمان واما من الشيطان؟
هذا هو مقام أبراهيم الذي رفع منه قواعد الشرك ووضع عوضا عنها قواعد الإيمان ( القلب
نعم اخي الكريم
هذا هو مقام ابراهيم ( القلب ).
وأم بيوت الله فهي كل جسد إنسان يدب على الأرض منذ نفخ الله فيه من روحه
ومايطوف في هذا البيت يجعل منا بين مؤمن وكافر ومصدق ومكذب

((( كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون ))) الأنفال 5

فهذه التالية الكريمة تخاطب ساكن البيت
وساكن البيت هو الروح
وخروجها منه بالحق هو الموت
فالموت حق على كل الخلائق
ومع هذا فهناك فريق من المؤمنين كارهين لهذا الموت - وربما أنا وأنت منهم وكوننا نكره الموت - رغم يقيننا بوجود حياة أخرى
وأما قوله تبارك وتعالى

((( ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين))) أل عمران 96

فالمقصود بها هو إبراهيم الخليل ذاته عليه أفضل الصلاة والتسليم
فملكية أول بيت وضع للناس تعود لذاك الذي ببكه
فمن هو هذا الموجود في بكة؟؟
لاحظ معي أن التالية الكريمة تقول ( للذي ) والتي هي دليل ملكية وتبعية وبحيث أنها لم تقل ( الذي) والتي هي دليل مكان
وعليه
فإن أول بيت وضع للناس تعود ملكيته لذاك الذي ببكة وهو البكاء الأواه إبرهيم ( ص )
وعليه
فالمسجد الحرام هو جسد الإنسان الذي حرم عليه الشرك بالله على يد خليل الله ابراهيم واضع أول لبناته
وأما المسجد الأقصى فهو أبعد مكان تصل له روح الإنسان من الطاعة لله وهي الحالة التي توصل لها المصطفى ( ص ) من أقصى درجات العبودية ففتح عليه الله من تاليات ذكره بأن أنطقه بالقرآن الكريم الذي يحمل الحكمة كلها
اذا
فالمسجد الحرام هو حالة سيدنا ابراهيم ( ص ) من الطاعة لله بأن حرم على نفسه الشرك بالله
والمسجد الأقصى هو أبعد حالة من الإيمان تتوصل لها الروح في الإنسان وهو ماكان مع المصطفى محمد ( ص ) بأن وصل بالروح إلى أقصى مكان لها من الحكمة الإلهية
اذا
فسبحان الذي نقل الروح المنفوخة في الإنسان ( عبد الله ) نقلة نوعية من حالتها التي هي عليها من عدم الشرك بالله و لتي اكتسبتها زمن ابراهيم (ص) إلى أقصى حالاتها من الإيمان والعبودية ( زمن محمد ) لتستطيع أن ترى الحكمة الإلهية كلها والنور كله من نور الله سبحانه وتعالى فيكون عندنا ومعنا الى الأبد كلامه الحكيم قرآنه الكريم
والأن
وعودة صغيرة وأخيرة منا لفهم معنى الكعبة ومكانها بناء على ماسبق وبذكرنا للتاليه التي تقول

((( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم )))

فالكعبة هنا هي ليس بذاك البناء الحجري الموجود في مدينة مكة لأن التاليه الكريمه تقول ((( للذي ببكه ))) ... وبكة ليست مكة
وهذه الكعبة مكانها القلب والذي هو تحت الصدر لقوله ((( وكواعب اترابا )))
اذا
فقد جعل الله القلب والذي هو بيته المحرم عليه الشرك قيام للناس بأن يحافظو عليه من الطائفين فيه فيختارو طائفة الله لاطائفة الشيطان
والقلب أخي الكريم في القران المجيد يقصد به العقل ... والعقل موجود في صدر الإنسان ... وصدر الإنسان هو الذي يتصدر منه مجلس الصداره

((( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل ازواجكم اللائي تظاهرون منهن امهاتكم وما جعل ادعياءكم ابناءكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل )))

نعم
فهو قلب واحد في جوف واحد وهو تجويف الرآس
فالقلب هو ذاك الذي أقلب به الأمور في رأسي بين شك ويقين
واما ذاك الذي ينبض بالدم فإسمه العقل ... لأنه يعقل الأوامر الصادرة من القلب فتراه تارة ينبض سريعا وأخرى بطيئ وكأنه بذاك يحاور القلب ويقول له هذا لايرحني وذاك يرحني فيعقل بهذا الأمور بمعنى يربطها - كمن يربط جواده خوفا من السرقه - فيطمأن حينها وتهدء دقاته
نعم أخي القارئ الكريم
هؤلاء هما النجدان ((( وهديناه النجدين ))) العقل والقلب .... على أن تدرك أن القلب هو ذاك القابع الرأس وأن العقل الذي يربط الأمور فيطمأن لها هو ذاك القابع تحت الصدر أو تحت الرأس والذي هو في مجلس الصداره من الجسم كله

((( يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة او كفارة طعام مساكين او عدل ذلك صياما ليذوق وبال امره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام )))

يحكم به رجل عادل منكم مهتديا بهدي قد بلغ كعبته فخف خفقانها وإضطرابها فإرتاحت للحكم الصادر عنها
فالعقل هو ذاك الذي نطلق عليه خطأ اسم قلب
وهو الكعبة الموجودة في البيت الحرام والنجد الثاني في الجسد بعد النجد الأول والذي هو القلب الذي يقلب الأمور في رأسه
هؤلاء هم النجدين
ومن غيرهم لايوجود حكم عادل أبدا
بإتحادهم معا يكون الحكم العادل
فأين أنت ياقلبي لأربط بك على عقلي فأعقل الامور بك ويذهب خوفي فأقوى بك وتقوى بي ويحل السلام ؟؟
واما قوله تبارك وتعالى:

((( لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين )))

فهو تأكيد قطعي بأن روح الله لاتقوم بمسجد لم يؤسس على التقوى لأن هذا المسجد - الجسد - كان قد أصبح مكان لنسل إبليس واصبح ساكن هذا الجسد هو إبليس والذي هو من المنظرين لفترة معينة ثم ستنطفئ ناره بعدها ويذهب زبده جفاء.

وكل الود والإحترام للجميع



#محمد_فادي_الحفار (هاشتاغ)       Mohammed_Fadi_Al_Haffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت العتيق والمسجد الأقصى والحرام والكعبة والخلط بينهم
- متى ستمنح المراة العربيه كافة حقوقها؟؟
- لا للقوميه العربيه والعبريه ونعم للإنسان 2
- لا للقوميه العربيه والعبريه ونعم للإنسان
- عربي وافتخر ام عربي للاخلاق افتقر (2)
- عربي وافتخر ام عربي للاخلاق افتقر
- استوحيتها من حبيبيتي ورأيت فيها الله والإنسان
- إمام الأغنام
- العمل الصالح
- فتوى محمد فادي الحفار حول العده التي تمسكها الأنثى بعد طلاقه ...
- والتاليات ذكرا
- زهرة صغيرة لاأرض لها
- اقتربت الساعة وانشق القمر؟!
- النجوم رجوم للشياطين!!!
- هل اسمه قران بمعنى الإقتران أم اسمه قرآن بمعن القراءة( 2 ).
- هل اسمه قران بمعنى الإقتران أم اسمه قرآن بمعن القراءة
- أنت رجل مسلم؟اذا فإضرب زوجتك فهذا حق شرعي لك!
- منظمة المواطن العالمي
- نعاتب الله وننسى أننا من روحه !!!!!
- جحور الظلام


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فادي الحفار - نظرتي شبه الشموليه للقرآن الكريم