أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - تعهرات














المزيد.....

تعهرات


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


ذاك المساء ،وبينما أنا ذاهب عند رفيقي نورالدين؛الذي يكتري برتوشا من عند إمرأة،وحينما وصلت إلى الباب؛وجدتها تتكلم مع كراي يدعى مصطفى؛صعدت إلى غرفته؛لم أعثر عليه،فنزلت،وعند نزولي؛وجدت تلك المرأة تحملق في حملقة نسر كاسر،وتوجه نحوي نظرة ثاقبة،فقالت لي:
- عدمن جيتي!
- جيت عد واحد الدري سميتو نورالدين!!
- فين كيسكن؟!
- كيسكن الفوق!
- هاداك راه شفرو ليه بيسي راه مشى يديكلاري عند البوليس(أي بوليس عندنا في المغرب!!؟) غادين يبحثوا مع صحابوا اللي كيجيو عندو!!!
إستمرت تحملق في،وهي تسير جيئة،وإيابا مثل دجاجة "كتقاقي" مقبلة على بيض خمس بيضات دفعة واحدة؛لم أعرف ماذا كان يهم تلك المرأة (يبدو أنها مقلونة،ومتعهرة)؛لكن ما أثارني بعد إنتهاء حديثي معها؛هي الهمهمة التي أطلقها مصطفى نحوها "مكلي والوا"،فحركت رأسها يمينا،وشمالا؛أفقيا،وعموديا (يبدو أنها تبرؤه كتزكية تضاف إلى تزكيات أخرى من قبيل الغوت،والسكرة،والتعربيد،وكانتقام من الطلبة الذين إكتروا في أمكنة أخرى)،وعندئد وجهت نظرة صوبه،فظهر لي أن شخصيته مذنبة،وواهنة، قابلة للإتهام،كما أنه يدير ظهره على عموده،ويراقب هاتفه مدعيا براءته:لكنني إكتشفت تقمصه لشخصية غير شخصيته.
غادرت البرتوش،وأنا في حالة قلقة؛بل صادمة،فخبر كهذا يدمر،ويصقع المتلقي،ويجعله لا يميز بين هذا،وذاك،وخصوصا نحن طلبة نقتات في بيئة قاحلة من أجل إستمرار محفوف بمخاطر تطاله،وتحيط به من كل الجوانب،فلا المنحة (القلاوي دال المنحة) الهزيلة ،والمتعهرة تنفع في شيء،ولا مال الآباء الهزيل (وأي مال ؟؟!) يضيف شيئا؛زد على ذلك غلاء النقل(أي نقل!!؟؟ النقل دال ولاد القحاب"صحاب الطوبيس" الذين يكدسوننا كالخرفان؛يالهم من ولاد القحاب)،والكراء،والمصاريف (تدفع بطريقة غير مباشرة ضرائب لدولة يهيمن عليها المختلسون،ومصاصو الدماء...)،ناهيك عن غلاء الكتب،وضمورها في المكتبة (يالها من كلية متقلونة –فلكلورية غارقة في الشكلانية)،وزيادة على عوز المادة المقدمة في الدرس ( إنهم يكدسون المعرفة في أذهاننا،وكأننا أكياس بلاستكية خاف أصحابها من هروب البرد بها،فعملوا على ملئها بالخرا ،والفضلات الصلبة)،ونهيق الكراية،والمعربذون.
وعلى ذكر هذه المسألة (الزفت أشمن مسألة ولا بزار...)،فمصطفى لا يتوان في الصراخ،والعربذة،وتناول الخمر،والإتيان بالقحاب (وأي قحاب؟؟ راهو هو القحبة،والمجتمع الذي أنتجه هو كبير القحاب )؛الشيء الذي يقتل العمل الدراسي،والثقافي (ت أشمن عمل دراسي ولا زبي،واش اللي كاري يقرا،القلاوي إلى قرا،فين ناهية القرايا،هو من الصباح ت العشية كيفكر عفكرشو،فلوس الطوبيس،الكرا، الكتوبا،تبا لواقعنا المقحبن،والمقلون،والمعفوط عليه،وتبا للقراية في البلاد المتعهرة،وحكامها المتعهرين،ونوضوا تحواو يا ولاد القحاب)،ويجعل ما هو خاص مفقود،وكذلك الغيرية،وإحترام الآخر،إننا الآن أمام نسف حقوقه،ولم لا تدميرها ( أويلي كالك حقوق،وكالك تدميرها،الحقوق في هاذ البلاد خارين عليها،وحقوق الآخر بايلن عليها،تبا لعالمنا المتقلون؟؟؟!!!)
سرت في شارع يوسف،وبعدها الحسن الثاني،وكان رأسي مثقلا بالتفكير،وكنت لا أبال بالمارة؛إلى حد كنت أصطدم بواحد منهم،ومن بين التساؤلات التي أثارتني في تلك اللحظة:لماذا نحن "ولاد الشعب" نجيد نسف وتدمير أنفسنا؟ لماذا لا نستطيع توجيه معاناتنا،وإحباطاتنا،وكبتنا،وقمعنا إلى هؤلاء الذين جردونا من حقوقنا،وألزمونا بواجبات ليست واجبة علينا،بل قهرونا،وإستدمجوا القهر فينا؟
وبعد طرح هذه الأسئلة؛بدأت أفترض أن العامل الكامن وراء النسف،والتدمير،والقهر هو إنتماء مصطفى إلى بنية قهرية تعمل على تهديد أنطولوجيته،وتوازنه النفسي،فأسرته (لأنه غير متزوج) تمارس عليه الخصي،والتجريد القضيبي،بل أكثر من ذلك ولدت في داخله ذرعا طبعيا (يمارس الجنس،ولكن لا يصل إلى الأورغازم)،وجعلت منه كائنا عصابيا (بل يدافع عن عصابيته)،وهذا هو الذي يفسر سبب هروبه من عائلته باتريريكية،لأنه يخاف من الخصاء القضيبي،ولكي يعوض عن هذا يأتي بالقحاب،والصراخ، والسكر،وهنا يفهم بحثه عن ذات مستلبة مفقودة تعيش الهدر،والتبخيس،ويبرز هذا على المستوى السياسي،فلقد لاحظت أنه في اللحظة التي نطقت فيه المرأة بالشرطة،حتى عاينت لون مصطفى يطاله التغيير؛إنه الرهاب من الشرطة الذي رسخته فيه تنشئته،والحرية المكبوتة،وعدم الثورة على الدولة من أجل التشغيل،وعدم الثورة على مواطنته؛إنه يخاف من الخوف المستدمج فيه أكثر من عنف الدولة الفيزيقي،أو الرمزي.
من هنا؛لكي يحقق التوازن؛عمل مصطفى على سرقة البيسي(من أجل قنينة بيرة تخفف عنه رهاب الدولة،والأشخاص يوميا)،وهذه السرقة لن تكلفه كثيرا،لأن ذاك الذي سيسرقه في درجة متساوية،لا بل درجته دونية،فهذا الشخص كما نعلم،وبحكم ما لاحظته،فهو يتوفر على سكين،وبطالي،ومقبل على اللاممكن ( ت آشمن لا ممكن هو يقاقي بحال الدجاجة من الدولة)؛على عكس المسروق،وبالتالي هذه الإمتيازات تجعل السارق متعاليا؛الشيء الذي يفضي بنا،ومحاولة الإجابة عن السؤال الأول،ويفتح الطريق أمام إفتراض الإجابة عن السؤال الثاني،فالشخص المتهم،أو السارق لا يستطيع أن يطرح مكبوتاته (الأصلية)،ومعاناته أمام مصدرها؛بل يعمل على تلافيها؛ بل برمج على ذلك؛لأنها ستزيد من معاناته النفسية؛كما أن الرهاب الذي يستدمجه يجعله قاهرا،ومقهورا،يجعله داخليا في بنية قهرية....
....... لم أنته من هذا،وظلت الأسئلة تتناطح......والجواب هو تقلون واقعنا.....وتعهره.
عبد الله عنتار (الإنسان) 20 -03-2012



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متيم أنا
- آه أيها الرحيل
- لحظات لا تنس
- حبيبتي فينوس
- تقلونات
- الموت في بني كرزاز
- مدرستي السادية
- من الطريق وإلى الطريق(ملاحظات)
- شمس الثورة
- رغما عن أنفكم إنني موجود
- ملاحظات من الواقع السليماني
- طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللا ...
- تأملات كرزازية
- البرتوش(عمل وصفي)
- ذاكرتي والطفولة - طفولتي والذاكرة
- جولات نقدية...من الشارع السليماني!
- يوميات طفل قروي كرزازي (1)
- إكتشاف الحب-جبران خليل جبران-تعريب:عبد الله عنتار ‏‏
- دعوة للنضال من أجل الحرية والإنسانية
- أبو العلاء المعري-إحترام الحياة-تعريب :عبد الله عنتار


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - تعهرات