شمس الثورة

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 23:26
المحور: الادب والفن
    

أشرقت شمس
وتفتقت بين ركام صخر
شمس ليست كالشموس
شمعة ليست كالشموع
بل قادمة من أعماق الأرض
تعج الضجيج
مليئة بالصراخ والعويل
ثائرة على الخرافة والأساطير
محدقة بعزرائيل والمرسلين
مطيحة بآلهتهم الأرضيين
والسماويين
إنها شمس الثورة
مخترقة الظلام
وقاذفة بالأوهام
مكسرة الأحجار
صانعة البنيان
متغوطة على الأصنام
قوية كالبركان
إنها شمس الثورة
شمس الإنسان
شمس الحياة
شمس من لا شمس له
شمعة من لا شمع له
شمعة العقول النيرة
شمعة النيران الساطعة
شمعة الطاقات المهدورة
تلك هي شمس الثورة
ثورة الدماء الفائرة
ثورة القلوب الغالية
ثورة الضائعين
ثورة الجائعين
ثورة المنسيين
ثورة العطشى
ثورة المرضى
قادمة من أعماق الوحل
من طبقات الأرض
من مهمشي الكهوف والمغاور
من منبثقي جدران البراريك
من ضحايا البرد والثلوج
من جموع المتسولين
من ضحايا الريع والمعطلين
تلك هي شمس الثورة قادمة
هائجة كالأمواج
ساطعة كالأضواء
ملولبة كالأحجار
هائمة كالجبال
منبثقة كالأوتاد
حادة كالسهام
مستعرة كالنيران
تراها تصفع ذوي البطون
وتركل ذوي الكروش
وتدوس على الرؤوس
فتحرق الوجوه
وجوه الإنتهازية
وجوه التملق والتبعية
تلك هي شمس الثورة
شمس الغليان والفورة
شمس الرفض والجموح
شمس الإبداع والطموح
تكسر فتهدم
تهدم لتبني
تبني لتهدم
من أجل أن يستقيم البناء
بناء العدالة
وعدالة البناء
من أجل بناء الثورة
وثورة البناء
بناء كل الثوار
وثورة كل البنائين
تلك هي غاية شمس الثورة
ثورة الغبار
لا ثورة السماء
ثورة شموس الأرض والرماد
لا ثورة النجوم والسماء
شموس الأرض المتوقدة كالبركان
الذي بعد أن يثور
يوزع الخيرات
بعدالة بين الأشجار والنباتات
تلك هي شمس الثورة
القادمة من الأرض
من عقولها الثوار
الذين يكسرون الأصنام
الذين يتصدون للجور والعدوان
جور الأصنام
أصنام السماء
تلك هي شمس الثورة
من الأرض وإلى الأرض
لتموت أصنام السماء
ولتأفل
ولينتصر الإنسان
والحياة
وليمت النقل
والموت
والتحريم
تلك هي شمس الثورة
ثورة الثورة
وأم الثورات ومنطلقاتها
يتجسد الإنسان والحياة والعقل

04-02-2012

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل