أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - متى تنهض المرأة الكرزازية؟*















المزيد.....

متى تنهض المرأة الكرزازية؟*


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 16:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما نطرح الأداة الإستفهامية متى،فهي تحيلنا إلى ذلك الوقت،إلى ذلك الزمان الذي تنهض فيه هذه المرأة وتخرج من قوقعتها المادية والفكرية،من هنا فما معنى القوقعة والنهضة؟إن كلمة قوقعة تعني الإنغلاق،وغلق جميع الإتجاهات نحو شيء ما.فماهو هذا الشيء إذن؟إن ذاك الشيء هو النهضة التي تعني الإستفاقة والوقوف أمام الشيء بدل الإلقاء بالظهروالإختباء.ولكن هذه الأشياء جميعها،ماعلاقتها بالمرأة بصفة عامة؟والمرأة الكرزازية على وجه التحديد؟
لما نقول المرأة،فهي كلمة مجردة خالية من أية دلالة،ولاوجود لها في الواقع المادي المتسم بالتعدد والمحصور والمؤطرزمنيا ومكانيا والمبني علائقيا،وبالتالي لايمكن الحديث عن شيء يسمى المرأة،والذي له علاقة بشيء يسمى القوقعة والنهضة.وإذا كانت هذه الكلمة لا تحمل أية دلالة لإعتبارات مذكورة آنفا.ومن هنا،لما نقول المرأة لابد أن ننظرلها في تعدديتها،فهناك المرأة الكرزازية،المغربية،الأمريكية،الطالبية، البيضية......والمرأة الكرزازية بدورها تتفرع،فهناك المرأةالتي تقطن في موالين الواد،أخرى في الشعيبات، والساحل...وهكذا فالتفرعات لاحد لها،وكل هذا من أجل أن ننزل من لغة التجريد إلى لغة التحديد.
إضافة إلى ذلك،فالمرأة الكرزازية هي تلك المرأة المحصورة في سياق زمني محدد ، وفي سياق تاريخي محدد ومكاني محدد ،فالسياق الزمني هو بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين،والسياق المكاني هو دوار بني كرزاز،أما السياق التاريخي هو تنامي الحركات النسائية والعولمة وظهور مدونة الأسرة،الإعلام.......كما أن هذه المرأة ليست ساكنة ،وتدخل في مجموعة من الترابطات العلائقية،هذا كان الإطار التجريدي،فما موقع المرأة داخل هذه السياقات والترابطات العلائقية بشكل واقعي؟
إن المرأة كما ذكرت ينبغي أن ننظر لها في تعدديتها،وخلصنا إلى أنها تتسم بثلاثة أشكال على نطاق الدوار،لكنها تقسيمات جغرافية،من هنا ينبغي أن نبحث عن تصنيفات سوسيولوجية،ويمكن أن نجد1 المرأة المثقفة،2 المرأة الكاريزماتية،3 الأمية العادية،هذه كانت بعض التصنيفات لاستجلاء وضعية المرأة،فالمرأة المثقفة،هي سمة حديثة ولم تبدأ إلا في الثمانينات مع سياسة تعميم التعليم،وظهرت كمنافسة لسمة المرأة،والمرأة الكاريزماتية،فهذه الأخيرة هي سمة لمرأة تتسم بطابع ملهم وفوق وضعي،مقارنة بالسمات الأخرى،ومن الأمثلة على ذلك المرأة "الحاجة" التي تتمتع بتقدير من طرف المجتمع،والمرأة المشعوذة والساحرة وهي كذلك تتمتع بمكانة مميزة،وبرابطة علائقية بالسمات الأخرى ،أما بالنسبة للمرأة الأمية فهي السمة الأكثر شيوعا في مختلف المناطق،وتتميز بفقدانها لكل مقوم مادي-رمزي.ولهذا فإن هذه النظرة البسيطة لهذه السمات،ترغمنا على إعادة طرح السؤال الرئيسي،ألاوهو،متى تنهض المرأة الكرزازية؟ومن هنا عندما نقول متى ينهض الشيء،فنعني بذلك سقوط وتخلف يسبق مرحلة النهضة،ولهذا الغرض،نطرح السؤال التالي،ماهي مميزات المرأة الكرزازية في هذه المرحلة(التخلف)؟
إن المرأة الكرزازية على طول التاريخ،وكباقي نساء العالم،لم يكن ذلك الإنسان سيد ذاته،الذي يتمتع بالحرية الفكرية والجسدية،بل كان جسدا يباع ويشترى في سوق النخاسة،كان جسدا من أجل الشهوة،حرم من التعليم،ويمنع من دخول الأماكن "المقدسة" كالمساجد،وهومصدر"الفتنة"،ويجب عليه أن يحجب جسده" الفاني" المليء"بالعيوب والنواقص"،كان هذا الإنسان يستعمل من أجل إطفاء وإشعال الحروب...،من هنا لم تكن المرأة الكرزازية ككائن في حد ذاته،بل وسيلة لتحقيق غرض معين،لهذا،في ظل الإقصاء الوجودي الذي يتمثل في المجتمع الذي سلبها المعرفة من أجل أن تعي ذاتها،ونمطها بطريقة معينة،وجعل منها الكائن الهش العاجز عن مواجهة التحديات،المستسلم أمام الطبيعة،والمواجه لها بطريقة قدرية،فالمرأة ماهي إلا صورة لمجتمع مقهور،صورة مجتمع يتسم بالعجز أمام تحديات الطبيعة وأمام تسلط المستعمر الخارجي،وأمام هجمات الدواوير الأخرى كما تؤكد ذلك الروايات الشفهية،من هنا لابد أن ننظرنظرة علائقية تتسم بالجدلية لوضعية المرأة بدوارنا،فإذا كانت المرأة هي الكائن المضطهد والمسير والمحصور بين الجدران الأربعة،فإنها كما يؤكد علماء الاحياء تتسم بالرد الفعل الحرج،فوضعيتها الصعبة دفعتها إلى تجرع آهاتها بالحكايات الشعبية والملاحم وبالسحر والأسطورة ( أنظر سيكولوجية الإنسان المقهور-مصطفى حجازي)،كل هذا يؤكد لنا الكيفية الحزينة التي تتميز بها الحكايات الشعبية والأغاني.وإذا كان هذا استعراض لبعض ملامح المرأة الأمية والكاريزماتية في الماضي،فإن هاذين الشكلين لازالا موجودين،فكل شكل له تاريخه النفسي الخاص به،رغم ظهور المرأة الكاريزماتية الحاجة والمرأة المثقفة.فهذه السمات التي تتسم بها تبقى سمات تمييزية لتبسيط المشكلة لكون وضعية المرأة تحكمها عقلية بنيوية متجذرة عبر التاريخ السحيق.ظهرت المرأة الحاجة في أواسط التسعينيات من القرن الماضي،وهي امرأة أمية لكنها تتميز عنها ،لكونها ذهبت إلى المكان الذي يقدسه المتحكم والمتسلط على عقلها وجسدها،وهي تقدس مقدس المقدس،ومن هنا تتمتع باحترام وتقدير،رغم هذا ففكرها ومكانتها الإجتماعية تظل على حالها،لأن الزيارة التي قامت بها،لم تمنحها فكرا ورأسمالا رمزيا-ماديا تخول لها تغيير الشروط الإجتماعية،وكذلك فطقوس ذهابها إلى ذلك المكان مؤطر ومحكوم بواجب الطاعة والولاء للرجل،وهي غير مرخص لها بالذهاب بمفردها،وينظر إليها أنها غير "راشدة" تحتاج إلى الرجل.وهذا يدعونا إلى فهم أن الكاريزماتية التي تتميز بها ليست كاريزماتية مستقاة من الرجل أي من المجتمع الذي يهيمن عليه هذا الرجل،بل هي كاريزماتية مستقاة من وسط "هامشي" في المجتمع ألا وهو الوسط النسائي،وهذا هو العامل في عدم جدوى هذه الكاريزماتية.المرأة "المثقفة" هي تلك المرأة التي تحمل ثقافة ورأسمالا رمزيا،والتي تستعمل كمشروع اقتصادي ومادي،والهدف منه بلورة تغيير اجتماعي،لكن و ارتباطا بالسؤال المركزي المطروح،هل هناك تغيير؟ وإذا كان هذا التغيير،هل هو تغيير أحادي أم هوجدلي-علائقي؟ إن التغيير أحادي ليس إلا،هناك تغيير أحادي تمثل في تحويل المرأة من كائن قابع بين الجدران إلى كائن قابع بين جدران المدرسة يسير ذهابا وإيابا آليا،لم يحدث تغيير علائقي يتمثل في الذهنيات والبنيات،فظلت الثقافة الباتريركية واصطبغت المدرسة بالذهنية التقليدية،حيث أن المرأة حينما تتفاعل مع المدرسة تنطلق من تمثلات مستقاة من الواقع الأسري،فتؤول ما تستقيه من المدرسة بثقافة هذا الواقع الباتريركية،وحتى إذا كانت هناك ثورة من طرف المرأة المثقفة،فهي تنطلق من تلك الثقافة،وتنظر إلى الثورة سلبيا وخفائيا وشعورا بالذنب وخاصة في بعض الجوانب "الحساسة" كالجنس والأخلاق ...،فهي تقوم ببعض الأفعال "المخلة"،وتنظر نظرة دونية إلى ذاتها،ونظرة عدم الشعور بالذنب أمام المجتمع لإيهامه وتوهيمه لكي تستمد الإعتراف منه والعمل وفق ثقافته الباتريركية.إن المرأة المثقفة الكرزازية عاجزة عن بلورة خطاب وواقع ماتريركي قوي يؤهلها لشرعنة أفعالها وفق نظرة مساواتية،وهذه النظرة لا يمكن تجيء وتقتلع العقلية البنيوية السائدة إلا بوجود حراك جمعوي قوي يشرك المرأة في التنمية ويساعدها في مسارها الدراسي من أجل دمقرطة الحياة الإجتماعية.وهنا سيأتي النهوض والإقلاع نحو وضعية جديدة إسمها المرأة الكرزازية الواعية من أجل ذاتها والفاعلة من أجل منطقتها والناهضة بتنميتها.
عبد الله عنتار-25/12/2010-مدينة بنسليمان
*دوار بني كرزاز-جماعة أولاد يحيى لوطا-إقليم بنسليمان-جهة الشاوية ورديغة -المغرب.



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيروستي
- الإسلام و قيود التاريخ(1)
- سقطت الكفاءة وانتصرت الإنتهازية والتملقية
- مدينة خضراء التي قيل أنها مدينة خضراء؟!!!!
- الثورة المنسية
- أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟
- نقد الإنتخابات المحلية(1)
- دور الجنس في تغيير الشروط الإجتماعية
- قراءة في الإنتخابات المغربية
- القانون في المجتمع المحلي!(1)
- البذرة المسوسة
- الروائح الكريهة تجوب الأطراف والسلطات المحلية تغط في السهاد
- ملاحظات ماقبل الإستفتاء


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - متى تنهض المرأة الكرزازية؟*