الإسلام و قيود التاريخ(1)

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 21:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

(1)ردا على مقالة نشرت بمجموعة sociologie de la sociologie a la marocaine غشت 2010 على الفايس بوك


ردا على الموضوع الذي تفضل به الزميل الفاضل الذكتور محمد٬

والذي يقول فيه أن الٳسلام استطاع أن يستقطب العديد من العلماء الغربيين الذين يعطون أولوية في تعاملهم مع المادة على حساب الفكرة٬وأنهم توصلوا ٳلى حقائق كانت وقد ذكرت في الٳسلام خلال القرن السابع الميلادي٬وأن الٳسلام صالح لكل زمان ومكان و ما ٳلى ذلك٬وقبل الدخول في هذه المنازلة الفكرية أود أن أشيد بالزملاء الكرام الذين خاضوا غمار هذه المنازلة(عبد اللطيف-سناء-يونس)٬وأعتذر عن عدم التحاقي بها في الوهلة الأولى ٬زميلي محمد٬ٳذا كان هؤلاء العلماء المزعومون أو أشباه العلماء يستطعون تأييد هذه النظرة التي تزعم القفز فوق العصور(وهذا غير منطقي)٬هلا أجبتني أنت والعلماء الٳفتراضيون والنظرة الميتافزيقية عن أسئلة في بعض القضايا العلمية؟؟ أولا السوسيولوجياهل سبق لعالم من علماء الٳجتماع أن أثبت في نظرية من نظرياته أنه في توافق مع دين يعود ٳلى الغبير من السنين ٬ٳسمه النظرة الٳسلامية(التي تفرعت الى اسلامات متطاحنة متصارعة تزعم كل واحدة انها اساس المرجعية )وذلك بدءا من نظرية قانون الحالات الثلاث مرورا بنظرية الفوق العضوية والجدل والتحليل النفسي واللاشعور البنيوي والمدرسة الوجودية(حرية الانسان)ووصولا الى نظرية العنف الرمزي٬هذا من جانب من جانب اخر ٬ماذا في كنف العلوم الحقة؟ولاسيما الفلك والفيزياء والكيمياء من جهة والبيولوجيا من جهة اخرى ثانيا الفلك والفيزياء والكيمياء٬كيف نظرت النظرة الاسلامية الى حركة الاجرام الكونية ؟وحتى اذا تكلمت هل تكلمت عنها بالنفصيل؟هل ناقشت جميع جزئياتها والقانون الذي يحكمها؟مثلا٬الشمس٬هل تعاملت معها انها مركز المجموعة الشمسية وانها جزء من مجرة اللبانة٬وماذا عن الارض؟الم تعتبرها مركز الكون كغيرها من النظرات التي تزامنت معها ؟هل تعاملت مع الاجرام انها مادة متحركة ؟هل اكدت تبعية الاصغر للاكبر؟مثلا الارض للشمس؟؟ وماذا عن نظرتها للشمس والارض والقمر….؟الم تعاملها كنفوس وكارواح كغيرها من النظرات التي عاصرتها(الديانة الزرادشتية- الفلسفة اليونانية-الرومانية…)؟اضافة الى هذا٬الم تقسم الكون الى عالم ارضي-الفساد- وعالم سماوي-الخلود- الم تساهم هذه النظرة الرجعية الاسلامية في تقهقر العقل المسلم ؟وذلك باعتباره كائنا وضعانيا نتاجا لوضعية اجتماعية معينة.وكذلك من اجل مواكبة العصر؟وكيف سولت لنا عقولنا الفارغة بتمجيد هذه النظرة ؟كيف تعاملت مع سقوط الاجسام ومشكلة الخلاء والنظرة الى الزمان والمكان والبعد…؟الم تتعامل معها انها قوى خارجية لا وجود لها ؟الم ترى ان هناك قوى خفية تملا الخلاء –الملائكة-الشياطين-الجن…؟اما بالنسبة للزمان والمكان الم تتعامل النظرة الاسلامية الرجعية مع الزمان والمكان على انهما مطلقان.والغريب في الامر ان نفس الشيء كان مع ارسطو؟؟بينما العلم الحديث يؤكد نسبيتهما؟وحتى اذا اردنا ان نتفلسف في هذه النقطة.من سبق الاخر الزمان و المكان ام النظرة الاسلامية؟اذا كانت تسبق الزمان والمكان فلايمكن لها ان تعالجهما.وذلك انها ميتافزيقية وتظهر كمتطفلة عنهما,ولايمكن لها ان تعالج موضوعا نسبيا وضعانيا كالزمان والمكان,لان الميتافزيقيا نقيضة المادة وبالتالي تظهر كغريبة عنها ,وهذا هو الذي يفسر لنا وضعية النطرة الاسلامية وما راكمته على طول تاريخها من معاناة,لانها عجزت عجزا ذريعا في التاقلم مع اطاري الزمان والمكان اما اذا كانا يسبقانها,فما عليها الا ان تنصاع لحركتهما وان تؤمن بجديدهما وتقويضهما لها,لان الزمان والمكان هما من لهما الاحقية في تقويض اية نظرة اذا كانت عقبة في وجه التطور والامر يتعلق بالنظرة الاسلامية.ثالثا البيولوجيا,هل تكلمت نظرية الخلق عن ظروف هذه العملية ؟هل تكلمت(النظرة الاسلامية) عن نظرية التكيف؟عن التعويض الذاتي؟والنمو والتغذي؟بادق تفاصيلهما؟هل تكلمت عن كنه الصانع تفصيليا؟من اجل ان تجعلنا نكف عن استخدام هذا العقل اللعين من منظور الاسلام ,وتاريخ الاسلام يوضح ذلك؟وهل استطاعت نظرية الخلق ان تصمد امام نظرية النقل ونظرية الانبثاق الطبيعي؟ونظرية التطور؟وماذا عن الحمض النووي هل تكلم عنه ؟هل مهد له ؟باعتباره دين المستقبل كما يزعم انصاره الستاتيكيون؟وماذا عن انسجة الجسم الداخلية؟هل تكلم عن الاستنساخ حتى يتطاول عليه؟وماذا عن عملية التنبؤ التي يقوم بها العلماء؟الا يمكن ان نعتبرها ضربة موجعة للاسلام الستاتيكي بنظرته الاسلامية؟والدليل على ذلك الظاهرة المناخية –نينو-في المحيط الهادىء وهذا من شانه ان يحد من الفيضانات والجفاف…. هناك اشياء واشياء....ان الاجابة على هذه الاسئلة هي التي تجعلنا وتخول لنا معرفة قدرة خطاب من الخطابات او نظرة من النظرات على مواجهة الراهن المليءبالمستجدات والمتغيرات,والشاهد على هذا الراهن هو التاريخ الذي يملك قيودا حديدية,ويجعل لكل معرفة اطارها التاريخي الذي لا يمكن ان تقفز عليه وحتى اذا قفزت عليه فهي تصبح من باب المغالطات,او تحدث هوة بين الواقع والفكر,وهذه هي اللحظة التي يزعم فيها الفكر انه مؤسس الواقع, وهذا يرغمنا على طرح السؤال التالي,كيف يمكن لمعرفة او خطاب ان ينزل في واقع وهو ليس من نتاجه,من هنا تظهر النتيجة ظهورا واضحا,وهو الشرخ بين الفكر وواقعه,ونحن الان لا ننفي الفكر,فبدونه يضمحل الواقع ,وانما لابد من التماهي بين الفكر وواقعه,الفكريستمد اساسه من الواقع ولكي تبنى المعرفة كذلك,لنصل في النهاية ان الفكر مرتبط بشروطه المادية والتاريخية,ولايمكن ان يعلو عليها,وبناءا على هذا كله,فالاسلام كخطاب او كنظرة فهو ابن محيطه,ابن شروطه التاريخية,ولكي نعرفه ونعرف نظرة اتباعه,يكفي ان نرى كيف ينظر الى اهم شيء الا و هو الزمن ,فهناك
زمنان,زمن دنيوي وزمن اخروي:الزمن الاول "ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا"يتضح من خلال هذا,ان الزمن دائري ,وتبرز دائريته في كونه لم يوضح ماذا يدور في كواليس هذه الشهور,ولهذا فهو ينظر الى الشهور وكانها تتشابه مع بعضها ,من هنا تحضر الدائرية,الزمن الثاني,وهو الزمن الخالد,وهو الزمن الذي لا يمكن ان يحسب.ومن ثمة نخلص في النهاية الى غياب نظرة ستاستيكية تنظر الى الواقع من خلال تجدده وتغيره ,وهذا هو الذي جعل وضعية المجتمعات الاسلامية في مكانها الستاتيكي – السكوني,ومن ثمة يمكن ان نعرف مدى شيوعية التفكير اللاتاريخاني-الرجعي,الذي لايفرق بين الجمل والطائرة,وكان خللا موجودا اثتاء التماهي بين الفكر وواقعه .استخلص في النهاية ان الاسلام مقيد من قبل التاريخ ولا يمكن ان يعلو عليه,صحيح انه شكل ثورة لكنها ابنة عصرها,ابنة نمط تفكير ذلك العصر,ومايميزه من شروط اجتماعية واقتصادية....,ولهذا لابد من نظرة تاريخانية تخرج هذا المجتمع من اغترابه وتفرض عليه التعامل بايجابية مع واقعه,لا العيش بالجسد,والعقل مهاجر,وانما ينبغي ان يحضر العقل والواقع في ان واحد ,وكل هذامن اجل ان نلتحق بالركب.عبدالله عنتار-ايت ملول- 23⁄08⁄2010

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل