أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عبد الله عنتار - قراءة في الإنتخابات المغربية















المزيد.....

قراءة في الإنتخابات المغربية


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 20:18
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


في اللحظة التي تقترب فيها ما يسمى بالانتخابات، حتى يشرع مجموعة من المجندين في توزيع الأصوات على شكل أوراق، يجوبون القرى، والسهول ،والجبال وكأنها بشرى أحلام سعيدة نزلت على ساكنة مهملة أخرجتها من وضعيتها التي تتخبط فيها . هذه ا...لوريقات لم تكن إلا وريقات كغيرها من الوريقات ولكنها تتفوق عليها في شيء واحد! ما هو هذا الشيء يا ترى؟ إنها الوعود المثالية التي يصعب على المرء فهمها وكأنها آتية من عالم روحاني،أو ما يصطلح عليها باليوتوبيا التي تعتبر نظاما من الأفكار والمعتقدات تهدف إلى إحداث تغيير اجتماعي ، أي تغيير؟إنه التغيير الذي لن يخدم إلا مصلحة النخبة أو الصفوة، ومن ثمة فليذهب هؤلاء المجندون البؤساء وليقبروا من الآن،إذ أنهم تقادموا وليصعد آخرون،لنزج بهم إلى البيدر حتى يدب العياء في أقدامهم ويتسرب إليهم الألم لكي يعودوا إلينا فيما بعد كفريسة سهلة قابلة للالتهام. ذات مرة تساءلت وقلت:"كيف استطاع هؤلاء المجندون في فك لغز تلك الأوراق العصية على الفهم؟ وكيف تمكنوا من تمرير أفكارها باللغة العامية؟ هل هؤلاء المجندون على وعي بما يقومون به؟ أم أنهم قد سيق بهم دون أن يشعروا؟" للإجابة على هذه الأسئلة هناك واقعة مرتبطة بهذا السياق. " قبيل الانتخابات الماضية(1) كنت متوجها إلى إحدى الدكاكين بغية اقتناء بعض الحاجيات. فاعترض سبيلي شخص يرتدي ألبسة رثة. نزل من سيارة كبيرة مهترئة ممتلئة بجماهير غفيرة. يتراقصون ويرددون الشعارات. ويرمون الأوراق في كل الاتجاهات هذا الشخص لم يبلغ من العمر سوى 13 سنة، قلت له بالعربية الفصحى:"مساء الخير سيدي كيف الحال؟" لم يرد السلام والتحية وقال:" عافاك أسيدي تعاون معانا " قلت له :"نعم " واستطردت قائلا:"لأي حزب سياسي تنتمي وما طبيعة البرنامج المقدم من طرفه" فرد علي :"راني مفهمتكش أسيدي تعاون معانا الله يرحم الوالدين" قلت له :" كيف يعقل أن أدلي بصوتي دون معرفة البرنامج" فنظر إلى الجماهير وقال :" وتا فاهم مع راسك" ثم أضاف :" خويا الله يحفظك رالواليد عابارك. را هدي هي الوقيتة اللي كنسترزقوا فيها. والله ما صوتي علينا يجدريال هي اللاخرة إلى خدتها،شوف الواليد عالله برك كان خدام هاد التلطاش رعام لهي فعمري هادي هي الحرفة أخويا أصافي ". نستخلص إذا أن الاستغلال وراثي ضارب جذوره في التاريخ. انطلاقا من الأسلاف مرورا بالآباء ووصولا إلى الأبناء. غير أن هذا لم يأت من فراغ وإنما بتأثير من الايديولوجيا بتعبير آخر إيديولوجية الولاء التي تتوارث عبر الأجيال أو التنشئة الاجتماعية. فالايديولوجيا تؤدي دورا زائفا- مضللا- تبريريا ولا تتوفر على استقلال ذاتي. إن أباطرة الأحزاب الذين يتبجحون في وسائل الاعلام وهم يدعون بنصرتهم وتحقيق الديمقراطية ما هو إلا هراء على هراء. كيف يعقل أن تتحقق الديمقراطية في ظل أحزاب مراقبة 1مرغمة على المشاركة مع أحزاب أخرى في تشكيل الحكومة دون مراعاة الاختلاف الخطابي؟ كيف يعقل أن تتحقق الديمقراطية في ظل وجود أحزاب الأعيان والنخبوية وغياب شبه تام للأحزاب الشعبية؟ كيف يعقل أن تتحقق الديمقراطية في ظل غياب واضح لتأطير المجتمع وتوجيهه كمواطن متمتع بحقوقه وواجباته وإعطاء أهمية لتصويته بدل التلاعب به بأثمنة بخسة؟ وتوالت الأسئلة...الخ. لا يخفى على أحد أن هؤلاء الأباطرة يسوقون ذوي السذاجة مستغلين وضعيتهم التي يمرون منها داخل معاقلهم بأثمنة بخسة لتمرير أفكار كتلك يكون مضمونها الكذب والبهتان لكسب الأصوات دون فهم معمق لما تحتويه تلك الأوراق. هيهات لو فهموها، يريث لو فهموها. لو فهموها وفطنوا أنها قادمة من سماء الميتافيزيقا. هل سيحصل الوعي؟ وإذا حصل هل سيأتي من تلقاء ذاته بمعنى آخر هل الوعي منفصل عن التاريخ؟ حسب ما يقول التاريخانيون أن الوعي لن يحصل إلا بالتاريخ عن طريق حركة التاريخ يحصل الوعي. ولكن هل يلتقي التاريخ بالايديولوجيا. يرى ماركس أنها ليست لها فعالية في الحياة الاجتماعية فهي لا تساعد على التغيير. لأنها منفصلة عن الشروط الواقعية لحياة المجتمع. ومن هنا نفهم أن الايديولوجيا ليس لها تاريخ. ولا تعرف تطورا ذلك لأنها ليست تعبيرا عن واقعها. ولو كانت كذلك لتطورت بتطور الحياة الاجتماعية. وفي كلمة واحدة الايديولوجيا وعي وهمي خيالي عن ظروف الحياة الاجتماعية. لهذا ما من سبيل هي التعالي والتحلي بالفطام عن الايديولوجيا السائدة التي يتبعها المجتمع وبتعبير أدق من الأباطرة. ومن ثمة لن يحصل الوعي إلا بالانسلاخ عن الايديولوجيا والإيمان بحركة التاريخ عن طريق إنشاء مفاهيم جديدة. من سيبني هذه الأفكار؟ أهم المجندون؟ أهم أتباعهم(أبناؤهم)؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف سيستطيعون التخلص من وهم الايدولوجيا؟ لا أظن أنهم سيتخلصون من وهمها وإنما من سيقود هذه الحركة، هي طائفة دورها بث الوعي بأهمية الانتخابات بتعبير أدق إعطاء صفة المواطنة للناخب على أساس أنه بصوته يكون قادرا على قلب الموازين. لا أن يباع في سوق النخاسة والنظرة الاحتقارية إلى المواطن وكأنه ساذج. لم يعد المواطن المغربي ساذجا والدليل على ذلك الانتخابات الأخيرة 37 في المائة، فهذه ما هي إلا إرهاصات أولى. وكل هذا مرتبط بالخارج ما يشاهده المواطن المغربي عن طريق وسائل الإعلام الحديثة. كالأحداث التي عرفتها إيران، الانتخابات الأمريكية، الفرنسية...الخ. فسيخلص هذا المواطن أن تلك الوريقات شبيهة بالوريقات التي توزع في البرلمانات الديمقراطية في شكلها إذ تجد الحمرة الزرقة الصفرة...الخ. لكن المضمون كذلك. في أي شيء؟ في تلك الوعود المثالية التي إذا نزلت تخطفها شياطين الإنس إلى غياهب المهملات. إن البرلمانات الديمقراطية تجد فيها تناغما بين المضمون والشكل وبين التطبيقي والنظري. رغم أن المجندين يلعبون دورا مهما. إلا أنهم لا يستلمون إلا أثمنة ضئيلة مقارنة مع غيرهم من الأباطرة. فقد قال لي أحدهم ذات مرة:"إنني أستلم طيلة مدة الحملة إلا 100 درهم في أقصى تقدير. وفي غالب الأحيان يقولون لي أنت ابن فلان. فذلك الرجل هو صديقنا" استنتجت أنهم يوهمون الناس بالمشاركة في الحملة مقابل تحقيق بعض الوعود. كمحاربة البطالة. لكن ما إن تمر الانتخابات حتى ينسى الأباطرة كل شيء ويرمون تلك الوعود في طي النسيان. تعتبر الوريقات كسلاح ليس إلا. سلاح ضد من؟ سلاح ضد الدول الأجنبية. وواقع الأمر ينفي ذلك جملة وتفصيلا. لا شيء سيتغير. الميزانيات سيتناولها الأباطرة فيما بينهم وتمر الأمور بسلام. لكن يا سيادة الدول الأجنبية لم لا تقوموا بالمراقبة بعيد الانتخابات أو على مشارف نهاية الولاية التشريعية؟ وتحاولون إقامة مقارنة بين النظري والتطبيقي. هذا من جهة ومن جهة أخرى، الأباطرة يشركون المجندين بغرض ماذا؟ بغرض إيجادهم للغة العامية وإذا كان الأمر كذلك فأي دور لها؟ إن اللغة العامية ركنها الأساس هو الكلمات الدينية التي تجيش المشاعر. وبالتالي يسهل وضع الناخبين في الفخ بدون أي مشكل يذكر. فمصلحة هؤلاء الأباطرة تتجلى في سيطرة الأفكار المثالية، لأن أي بزوغ لفكر مادي سيعكر صفو فكرهم ومبادئهم، إذ سيحصل وعيا لدى المتلقين. إن الوعي لن يحصل إلا في عدم السقوط في الفكر المثالي والاقتداء بالفكر المادي، وأظن أن النتائج المحققة في الانتخابات الأخيرة ما هي إلا البوادر الأولى. وأن زمن الختلة قد ولى، كانت فيه الساكنة قليلة مقارنة مع الوضع الحالي الذي تفشت فيه: البطالة بنسبة15.9في المائة (سنة 2007 في الفئةالمتراوحة بين 15 سنة و24 سنة)، وارتفاع الفقر هذا ما اكتشفته المندوبية السامية للتخطيط أن (34 في المائة من الأسر المتواضعة كما في البادية أصبحت القطع تعرف تفتتا كبيرا كما يقول العطري :"ذلك أن الهياكل العقارية في البادية المغربية تتسم من جهة بتفتيت ملكية الأرض على مستوى جماهير الفلاحين الصغار" كلها هذه عوامل أخرى تدخل في إطار بزوغ الوعي كما تقول المرنيسي :"ولكن ما كان منتظرا ليس من الواقع في شيء"4. أستخلص إذاً أن المستفيدين معروفون والخاسرين معروفون،وذلك انطلاقا من نظرة واقعية موضوعية مادية. المراجع المعتمدة: 1-محمد الأزهر قانون الأحزاب السياسية، قانون رقم 36_04 دار النشر المغربية ط 2006. 2-المندوبية السامية للتخطيط. 3-عبد الرحيم العطري الحوار المتمدن ، العدد 1201 بتاريخ 18/05/2005. 4- فاطمة المرنيسي، نساء الغرب ص 15 ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل ط الأولى 1985



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون في المجتمع المحلي!(1)
- البذرة المسوسة
- الروائح الكريهة تجوب الأطراف والسلطات المحلية تغط في السهاد
- ملاحظات ماقبل الإستفتاء


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عبد الله عنتار - قراءة في الإنتخابات المغربية