عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 01:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حتى هذه اللحظة لم يكتشفوا بعد أن الله محبة، ورحمة.. مع انهم يؤكدون لنا انهم الأقرب إلى الله، والمتحدثون باسمه العظيم!
انظروا إلى هذه الفتاوي الوحشية المتلاحقة، التي تظهر كلها في شكل مخيف: "لا يجوز الترحم على غير المسلم".. والتي أطلقها علينا بعض الشيوخ من ذوي الكراهية العمياء المعززة من الاصولية المنتسبة مكراً إلى الاسلام؛ فتنهش قلوبنا ومشاعرنا نحن السائرين في موكب وداع البابا شنودة الثالث إلى أبديته!
مساكين هؤلاء؛ لأنهم نسوا إنسانيتهم، وهم يحاولون جاهدين افساد محبة الآخرين من نحو اخوتهم في البشرية!
مساكين هؤلاء؛ لأنهم فقدوا ذاكرتهم؛ فنسوا قصة وردت في التراث الإسلامي، عن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. ولأنهم فقدوا ذاكرتهم؛ فلن يتكمنوا من مراجعة أنفسهم، وسؤالها: ان كان حبس هرة يدخل النار، فكم من نيران سيدخلها من يحبس إنساناً لأنه لا يرحمه، ويقف في طريق حقه في رحمة الله؟!..
مساكين هؤلاء؛ لأنهم لا يعرفون أن المسيحيون يؤمنون بأن الموت هو هبة الحياة الأبدية التي يعطينا اياها الله، وان كان يترك لكل منا الخيار لجعله يوماً يستحق الذكر!
مساكين هؤلاء؛ لأنهم لا يعرفون أن المسيحيون، لا يطلبون الرحمة للراقدين منهم، بل التعزية لذويهم، ومحبيهم؛ لأنهم يؤمنون بأن الله رحم كل المؤمنين به من زمن بعيد ، منذ فداهم بدم المسيح المسفوك على الصليب. وأن عندما يموت الإنسان، تكفّ الرحمة عن الابتهال من أجل الذين سخروا من هذه الرحمة!
،...،...،...
انني بمشاعر فياضة من قلبي، ومن إرادة مخلصة، اطلب من الله الرحمان الرحيم، أن يرحم كل هؤلاء الذين أحبّوا الأذيّة أكثر من الإنسانية، ويطبقونها بشغف: بايديهم، وبلسانهم!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟