أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - في قلوبنا قداستك!














المزيد.....

في قلوبنا قداستك!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 10:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كثيرون بكوا في الكتاب المقدس: بكى نحميا، بكى ارميا، بكى بطرس.. بل، وبكت العذراء مريم، وبكى يسوع!
ونحن في هذه الايام نبكي، على وقع أجراس الكنائس، وهي تنقل دويّها الحزين إلى قلب كل قبطي، في توديع البابا إلى أبديته، بعد أن قال كلمته الأخيرة: "قد أكمل"، قالها وهو ينال شهادة المرض!
يالها من أوقات صعبة.. ما من كلام قادر على وصف هذا الشعور، الذي لا يمكن ادراكه إلا بعد اختباره. وحتى لو تعلمنا كيفية التعايش معه، لكن لا يمكن أبداً تجاوزه!
ومع اننا نؤمن بأن للسماء حق علينا، أن نعود لها دائماً، وإلى الأبد.. إلا اننا نحزن الحزن المقدس الذي يليق بهذه القامة. وحزننا هذا، ليس كأي حزن، بل هو احساس بأن أحد أبعاد حياتنا قد سُلب منا، سُلب ولن يعود!
نحن هنا لا نحاول اثبات عظمة البابا شنودة الثالث؛ لكي نؤمن بها، ولكننا نؤمن بها، ولذلك نحاول اثباتها، حتى لانفقد كل شعور واحساس بها!
فمع أن الكنيسة مليئة بالزهور، ولكن زهرة واحدة كانت تلفت الانتباه، هي قداسته، وكان عطره الخاص يختلف عن اريج السابقين، كان معاصراً وأصيلاً في نفس الوقت!
لقد كان البابا شنودة الثالث، ولا يزال في غيابه الحاضر، ايقونة على جيد كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ايقونة تشجعنا على البحث عن الروعة في كل ما هو عادي؛ لنمتليء من التعجب عينه الذي ميّز الاعجوبة الالهية في تكوينه: "ورأى الله جميع ما صنعه، فإذا هو حسن جداً"!
عندما تلتقي به، تشعر بأنه جزء من اسرتك، ومن عائلتك!
وعندما تصافحه، تشعر بمحبة تغمرك.. محبة لم تشعر بمثلها من قبل، فهي دائماً: الأكثر جمالاً، وسلاماً، وبهجة!
وعندما تتحدث معه، تشعر بأنك أمام موسوعة نابضة، وتجد عظمة ثقافته تسطع من كتبه!
كان رمزاً للوجه المضيء للسامري الصالح، وهو يمد يده مسانداً للقضايا العربية، الملقاة على الأرض، ومجروحة؛ حتى اطلقوا عليه: "بابا العرب"!
وكان متمتعاً باحترام دولي؛ لالتزامه غير المتزعزع بالسلام، وبالمحبة التى نادى بها بصورة ثابتة، ومطردة!
لقد جعل المزارات والكنائس والأديرة، ينابيع غنية، وأماكن بهية، وعلامة جمال الله!
وفي تعاليمه ومحاضراته الروحية والإنسانية، كان يتكلم نوراً في الظلمة!
فأعطى القبطي احساساً بالسماء، وهوية وطنية تمتد إلى ما هو أبعد من الذات، والعائلة!
أقول لكل أخ في الحداد، ان البابا شنودة أصبح "عنوان فخرنا"، وأن عظمته لا تدعنا نفارق وجهه بمجرد انتقاله من عالمنا الأرضي!
ان تجربته الاستثنائية، بلقائه مع القائم من بين الموت، والحاضر دوماً في كنيسته، تمنحنا الاتكال على شفاعته أكثر، فأكثر!
وعزاؤنا أن: بعض الحقائق لا يخلدها التاريخ، ولكن اسطورة البابا شنودة، ستخلد للابد، وسيهمس بها الناس بكل أرجاء المعمورة!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسد الأبيض!
- أكثر من أم..
- ومن الجهل ما قتل!
- الأستناد على النور
- شذرات قلميّة – 2
- شذرات قلميّة!
- أبداً ليس بعد الآن!
- الحوار المتمدن، تلتقي..
- عامل دماغ!
- على ضوء شمعة كونفوشيوس!
- بعد السواد سواد!
- السقوط في علم النفس!
- سن القلم: في عيد الحب
- عندما يصبح النور: ظلاماً!
- الإنسان المصري
- حكايات القلم
- بدايات إنسانية.. وبدايات إلهية
- جذور الضغينة عند العرب
- قبل أن يتراجع تواجدنا، ونختفي!
- ملابس جديدة في عيد الروح!


المزيد.....




- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...
- قطع رأسه ووضعه في ثلاجة.. جريمة صادمة تهز لشبونة بعد لقاء غر ...
- السودان: الفاشر تُنذر بكارثة إنسانية وسكان يعيشون على العلف ...
- زوجان بريطانيان يكسران صمت السجن الإيراني باتصال هاتفي بعد 2 ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - في قلوبنا قداستك!