أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - مصائب قوم عند قوم مصائب















المزيد.....

مصائب قوم عند قوم مصائب


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 10:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الشائع ان القول الصحيح هو (مصائب قوم عند قوم فوائد ...وليس كما كتبت في العنوان مصائب ) ..ولكي اشرح ما اريد قوله ...ان المصيبة التي حلت بشعبنا السوري بفرض الحصار الاقتصادي عليه من قبل امريكا وحلفاءها وعملاءها ...والتي للاسف لايدرك السوريون المتمردين المخدوعين بالشعارات البراقة (كالحرية والديمقراطية والعدالة ...الخ ) ..وسيأتي يوم وهوليس ببعيد ...وسيعانون من اثار هذا الحصار اللعين كما عانى شعبنا العراقي ولازال يئن ويعاني ويتذكر...اما كيف تم ذلك ؟؟؟فمن خلال التدمير الاقتصادي المبرمج والتدريجي ...ولنعد بالذاكرة قليلا الوراء ...
لقد استهدف العدوان الثلاثين الغاشم على العراق وبقصف مكثف كل البنى التحتية ومرافق الحياة الاقتصادية ...مما اصاب العراق بالشلل التام حينذاك ... ولكن قوة النظام وعزم ارادة المواطنين ...سارعوا الى لملمة الجراح ...ولكن المعتدون لم يكتفوا بذلك ...وانما فرضوا الحصار القاتل على شعبنا ..ولمدة 13 سنة عانى فيها الويلات والمذلة والاهانات ...وحدث الغزو الانكلو –امريكي قبل 9 سنوات ...وتكفل العملاء واذنابهم ممن نسميهم (الحواسم ) بالقضاء على ما اعيد اعماره من بنى تحتية هزيلة بالنهب والتدمير.. واعادوا العراق الى ما قبل الثورة الصناعية (كما وعد المستر بيكر وزير خارجية امريكا وزير خارجيتنا انذاك ) .
وبعد الغزو عام 2003 استمر الامريكان بالدور التدميري القذر ...فبدلا من اعمار مادمروه ...استولوا على ثروة العراق وبدأوا بنثرها على المواطنين المحرومين لتخدير الناس بمنحهم اموال دون ان ينتجوا ( اي حولوهم الى عثة تاكل بلاجهد او تعب ) ..ومن هنا برزت البطالة المقنعة ..وهذا ما يلاحظه المراقب اليوم ...الكل تطالب بالتعيين في مؤسسات الدولة حتى لو كان بلا شهادة ويشكون من البطالة ..وهؤلاء اتجهوا الى تزوير الشهادات فانتشرت مهنة التزوير بشكل وبائي مؤلم .. والادهى من ذلك ...الزيادة الغير مدروسة لرواتب الموظفين ..مماشجع الفقراء وابناء الطبقة الوسطى الى الرشوة والتزوير والوساطات والانتماء الى الاحزاب السياسية الحاكمة والاستقواء بالعشيرة وحتى استغلال الطائفية ..كي يحظى بالتعيين عند الحكومة (براتب مجزي ولكي يرتاح ولايعمل في الزراعة او الصناعة او القطاع الخاص ) ...
من هنا نلاحظ ان الفلاح وابنه واخيه وكل عائلته بدأ يتعالى عن العمل في الارض او المزرعة لانها غير مجدية امام تعبها وكذلك فعل العمال من المهنين .. ولجأوا الى الدولة طلبا للتوظيف والرواتب المجزية ...فتركوا الزراعة والصناعات البسيطة والمهن الحرة ..وتحولوا اما الى شرطة او عناصر صحوة او جنود ومن لم يحالفه الحظ في ذلك تحول اما الى حرامي بنوك ومحلات ذهب او خاطف للناس مقابل فدية بالاف الدولارات او قاتل ماجور او مزور اوتاجر مخدرات او سمسار تعقيب معاملات المواطنين مقابل عمولة وهذه تشمل رشوة الموظفي او يستغل قرابته من المسؤول لتوفير وظائف مقابل عمولة مدفوعة مقدما ...اويستلف مبلغ ويشتري سيارة و يعمل كسائق تاكسي او يفتح دكان او يفترش الارض على ارصفة الشوارع وراء بسطة (الى درجة اصبح عددها بالملايين )...او ينصب مولدة ويبيع كهرباء للمواطنين ...واما يتفق مع محطات الوقود ويبيعها بضعف السعر خارج المحطة والمحظوظ والذكي منهم تحول الى رادود في التعازي الحسينية والمواليد الدينية ..والاكثر حظا دخل مدرسة دينية وتخرج معمم واشتغل بتجارة السياسة ..وبنفس هذا الوقت فتح الامريكان حدود العراق لكل من هب ودب ولاستيراد كل زبالة ونفايات العالم الزراعي والصناعي ...
هذه الحالة غير الطبيعية دمرت الانسان العراق وحولته من عنصر انتاج الى عنصر استهلاكي خامل ومخدر... ولا ابالي بما يدور حوله ..
ولا ابالغ اذا قلت ..ان تدمير الطاقة الكهربائية ...وتلكؤ الحكومة في اعادتها هو جزء من خطة التدمير اعلاه ..وهذا ينطبق على المنتجات النفطية ورداءة نوعيتها وغلاءها ..والا متى كان العراق يستورد المنتجات النفطية ...كلها تهدف الى تدمير المواطن العراقي نفسيا وبدنيا واخلاقيا .. ووكمثل لا على سبيل الحصر.. متى ترك العراقي عمتنا النخلة بلا رعاية ؟؟الان تركها الفلاح او المالك بلا رعاية لسبب بسيط ..منتجها لايغطي التكاليف التي تصرف عليها ...ودودة الدوباس والحميرة فتكت بها ...
ومن هنا نجد ان العراق ومواطنيه اعتمدوا كليا على استيراد المنتجات الزراعية السورية ...لان العراقي عجز عن المشاركة بالانتاج الزراعي للاسباب اعلاه ...لغلاء المنتج والمستورد اسهل وارخص وافضل وبدون مخاطرة بالخسارة ...
ولنعد الى موضوعنا الاساس...اهلنا في سوريا يمرون بنفس السيناريو الذي مر به شعب العراق مع بعض الاختلاف البسيط بسبب طبيعة الظروف التي يمر بها النظامان السوري والعراقي وشدة الهجمة الاستعمارية ..وفي كل الاحوال فالهدف الاستعماري واحد ..وهو استعباد الشعوب وحماية اسرائيل وذلك بتدمير كل دعائم القوة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية السورية ...وباكاذيب واهية ومدسوسة كما فعلوا بالعراقيين ..سيكتشفها السورين بعد ان تدمر سوريا وتقسم ويتفرق شعبها طائفيا واثنيا وتصبح تابع لامريكا وسوق رائجة للمنتجات الاسرائيلية كما يحدث اليوم في العراق ودول الربيع العربي ...والا لماذا يفجر المتمردون انابيب النفط او المعامل او المؤسسات او استهداف الجيش والاجهزة الامنية ؟؟؟كل هذا لخلق الفوضى الخلاقة ...وما الغاية من تدريب وارسال المسلحين والانتحارين وتوزيع المليارات وباعتراف احد قادتهم البارزين وهو هيثم المانع ..ولماذا يشارك العراق بحصار السوريين ويمتنع عن استيراد المنتجات الزراعية ...ولمصلحة من ؟؟؟ الفلاح السوري عندما لايصدر ما يزرع ..بالتاكيد سيتوقف عن الزراعة ثانية ...اما بالنسبة للعراقي ..فانه سيضطر الى شراء المنتجات الزراعية بثلاثة اضعاف سعرها ...لقد اصبح سعر كيلو الطماطة 2500 دينار ...فهل تستطيع ميزانية العراقي التعبانة تحمل هذا الغلاء وانا شخصيا احدهم . ولماذا ؟؟؟لكي يرضى الاخوان المسلمون او ترضي السعودية او قطر او امريكا واسرائيل عن الحكومة العراقية .. اهذه هي العروبة ؟؟؟ ام هذا ما يدعوا اليه اسلامنا السياسي ؟؟؟ نقدم خدمة مجانية لاعداء امتنا ...والغريب لكي يرضى عنا اعداء امتنا ..كيف يستسيغ المسؤول العراقي محاصرة اخيه السوري ؟؟؟وهل نسينا وقفة الشعب السوري الرائعة والانسانية عندما احتضن اخوته العراقيين الهاربين من جحيم الحرب الاهلية الطائفية ...والذي لفت انتباهي ان بعض العراقيين من (المتعصبين الطائفيين )..يفرحون بقتل وحصار اخوتهم السوريين بحجة ليذوقوا مما ذاق العراقيون ...ولا اعتقد ان هذه الكراهية البغيضة هي من شيم واخلاق العراقيين الاصلاء...
بربكم ياناس ...هل يعقل ان يكون موقف روسيا والصين او فنزويلا او كوبا تجاه الشعب السوري ...انبل وافضل وأشجع واكثر انسانية من اشقاءهم العرب العراقيين ...واأسفاه على هذه الامة التعبانة ؟؟؟
اللهم ارفع هذه الغمة عن هذه الامة ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية لاتستحق الاستهانة والمساومة بالدم العراقي
- حقيقة نواب شعبنا المؤلمة
- ابو طبر وظاهرة الايمو
- اهو مؤتمر قمة ام نقمة ولعنة عراقية ؟؟؟
- رجال الدين ومعاناة الشعوب
- مواقف تكشف العورة بلاخجل
- عقلي يكول الي ...الحامل راح تولد
- قصة الطفل والام وحظهما السيء
- متى نتعلم ثقافة الحوار؟؟
- احتفلوا بيوم الكذب العالمي...
- طركاعه وحبيبها
- كفى كذبا..فشعبنا ليس مضحكة
- الفيتو الروسي – الصيني والصراع الطائفي في المنطقة
- حق الضحية وعائلته في ملاحقة القاتل
- اخر نكتة اضحكتني واني مش طويب
- الدين بين الهوية الوطنية والقومية للامة العراقية
- الاسلام السياسي والعلمانية القومية
- نحن حرامية بالفطرة
- اياكم والمساس بهيبة القضاء
- افلاس العراق ماليا ...خيانة وطنية


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - مصائب قوم عند قوم مصائب