مواقف تكشف العورة بلاخجل

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 01:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

منذ ان اعلن اقرار الميزانية لسنة 2012 يوم الخميس الماضي ...وافتضاح موضوع السيارات المصفحة ...وردة فعل المواطنين البسطاء تتفاعل وتتصاعد بمرارة... وكأن صاعقة وقعت فوق رؤوسهم...
المراقب السياسي اصيب بالصدمة من صلافة بعض الكتل السياسية ونوابها واحتقارهم للشعب... من الذين ظلوا يرددون وبلا خجل انهم لن يصوتوا لصالح الميزانية اذا لم تكن فيها حصة للمواطنين ...وهناك من دغدغ عواطف المتقاعدين ...وهناك من شارك (بلا خوف من والله ) بمطالبته بزيادة اعداد الوظائف ...وهناك موضوع القروض الاجلة ...التي يقال انها تساعد على حل مشكلة ازمة السكن ...وهناك مسألة حصة انتاج نفط كردستان واحتسابها ...وموضوع تخصيص 15 مليار دولار للمنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث والاعتراض عليها...وغيرها وغيرها ...لم يتناولها الاعلام الاقتصادي والمختصين بالاقتصاد بسبب مرور يوم واحد على تصديقها ...ولكن هذا لم يمنع ان سارعت و أعلنت بعض المحافظات عن احتجاجها واعتراضها على ميزانية محافظاتهم كمحافظة الديوانية والناصرية والحبل على الجرار ...
والفضيحة التي صدمتني وصدمت كل المواطنين وفجرت غضبهم بشتم وسب كل نائب بالمجلس والحكومة والاحزاب...هي تصويتهم على صرف مبلغ 60 مليار دينار لشراء سيارات مصفحة وشخصية للنواب ...التي تثبت انهم يفكرون بحماية انفسهم بدلا من حماية المواطن الفقير البريء بانفجارات الشوارع ويوميا .. فلم يفكروا باطفال المزابل ولا ببيوت التنك ولا بمرضى السرطان ولا باليتامى والارامل ولا بتوفير الماء والكهرباء ولا ببناء المدارس والمستشفيات ...
وفي الوقت الذي يقضون جل أوقأتهم في المنطقة الخضراء او خارج العراق في دول الجوار ...اما في طهران او دبي وعمان والبقية لزيارة عوائلهم في اوطانهم الثانية في دول اوربا وامريكا ... وان اعجبه الافندي يوما ما ان يخرج .. فسيخرج للشارع او للمطار او لحضور وليمة دجاج وسمك مسكوف وقوزي مشوي بالتنور ... فيصاحبه رتل طويل من السيارات والحمايات المسلحة...ولا يتوقفون عند اي نقطة تفتيش ...لانهم هم يمثلون الامن ومتى شاؤا واحبوا مزقوا لامن...وفجروا هذا الامن ... اذا اعترضهم احد ...
لقد اثبت هؤلاء ممن يسمون انفسهم نواب الشعب انهم غير جديرين بحمل هذه الصفة...فاغلبهم يحملون صفة كذابي الشعب وبعضهم عبارة عن ابواق واخرون ببغاوات ...والبعض الاخر يحمل لقب سارقي قوت الشعب ...والبعض الاخر انحدر الى درجة خيانة الامانة التي حملهم الشعب ..لقد زايدوا وصرحوا وضحكوا على المواطن المسكين ولا زلوا يكذبون ويزايدون حتى يومنا هذا ويحاولن تبرأة انفسهم ...بحجة انهم اصروا ونجحوا على تخصيص 25% من زيادة وارادات النفط المحتملة ...ولكن الدجالون وضعوا شرط خفي ولعين ( لاينتبه له الكثيرون والضعفاء بالحساب والقراءة) ...الشرط هو تسديد العجز بالميزانية اولا والبالغ 12 مليار دولار وما يفيض ويزيدعن ذلك من 25% يوزع عن المواطنين ...( اي مثل ما يكول العراقي ...عيش زمال جوعان ومحروم وابوك مستلك ..لمن يجيك الربيع ...والكع تكوم تبقبق نفط )
الان نحسب حساب عرب بسيط ومال صف ثالث ابتدائي ...لكي نسدد 12 ملياردولار العجز الموجود اصلا وهسة بالميزانية (واللي ماله اي مبرر .. المفروض الميزانية توضع على قدر الفلوس اللي تجي من النفط ..ماكو مبرر للعجز ...المفروض بالواحد يمددعلى كد غطاه مو يروح يداين حتى يشتري سيارات مصفحة للنواب وللسفرات خارج العراق يومية...خري مري )...لازم الوارد يكون اكثر من 12 مليار ولنقل اولنفرض 15 ملياردولار مثلا حتى تكون بها زيادة ...فان كانت هذه تمثل 25% من الواردات الاضافية ...اذن الزيادة يجب مضاعفتها 4 مرات حتى تصبح مية بالمية ...اي 15 * 4 = 60 مليار دولار...فان كانت الميزانية وهي واردات سنة كاملة 88 مليار دولار ...فهل من المعقول ان تزيد الواردات حوالى 70% ...ولكن الجذب ما عليه ضريبة كما نعرف.. ومنو يضمن باجر ما تصير حرب بالمنطقة او بالعراق ويوكف بيع النفط ..والميزانية تضرب جقلبان ؟؟؟
ازعجني اليوم احد النواب المعممين ...فهو يضحك على الناس والشعب كغيره ...ينشر صورته على الفيس بوك مكتوب عليها شعار...لا للمنافع للرئاسات الثلاث .. ومن حقي كمواطن ان اسأل هذا الشاب المعمم (وين جنت ياحضرة النائب من صادقت على الميزانية ؟؟؟) ...اكيد الاخ يخطط ويريد يحجز كرسي في الدورة القادمة ...ويبدو صارت قريبة ...
اليوم وبلا استيحاء .. يصرح بعض الوجوه البارزة في احدى الكتل الشبابية والكبيرة في المجلس والشعب والتي تنسب لنفسها دور الدفاع عن الفقراء والمساكين والمظلومين ...بانهم ( بعد ما هوت ..صمت ) ( اي بعد ما وكع الفاس بالراس ) بانهم غير راضين عن الميزانية في كثيرمن فقراتها ...وسيجمعون التواقيع لالغاء قرار شراء السيارات المصفحة للنواب (وأقول لهم عيب شوية استحوا مو ثخنتوهه ) ....رحم لله من قال (الغيرة كطرة مو جرة ) ...
بالامس نشرت مقالة حللت الموقف السياسي وامتدحت احد النواب الذي احتل الفضائيات في الايام الاخيرة وركز بشكل مباشر على الوضع المالي وشن حربا شعواء وهويدين الفساد والمفسدين والنشالة والحرامية والفاشلين ...وبسبب هذه المقالة ولا اكتمكم سرا تحملت الكثير من العتب والنقد وحتى اللوم من بعض الاصدقاء والقراء ...على اساس ان الرجل صوفته حمره مثل مايكول البغادة و انه كان عراب الاحتلال والمنظرالثقافي للمحتلين ... واليوم اتساءل ..اما كان الاجدر بهذا النائب المحترم على الاقل ان يقف صائحا معترضا لصالح الشعب ولو لمرة واحدة ...ويعترض وباعلى صوته على تخصيص المليارات لشراء سيارات مصفحة للنواب ...واعتقد للا سف انه سكت ؟؟؟ لان واحدة من هذه السيارات ستخصص له شخصيا ...وكم ندمت لتضييع الوقت والجهد على تلك المقالة ..ولكنني ندمت وما فائدة الندم بعد خراب البصرة ..وثبت انني خدعت بحديثه المتلفز كما خدع غيري ...ويبدوا انه وبذكائه وبتجربته انه توقع الضجة لتي ستثار حول الميزانية ...محاولا دفع الغيبة عن نفسه ..قائلا اللهم انني قد اخبرتكم وبلغتكم ...وهنا تكمن قمة المكر السياسي ..والمناورة السياسية
اليوم وانا واثق مما شاهدته ولمسته من الناس الذين اعرفهم لو اجري استفتاء حول الموضوع بين صفوف المواطنين ...لما حصل النواب الحاليين على اصوات اكثر من عدد الاصابع ...بسبب تمريرهم هذه الميزانية الكبيرة في حجمها البائسة في توزيعها واهدافها ...وبهذا الاسلوب التوافقي التحاصصي التعاصصي وربما الطائفي المخادع فقد فضحوا انفسهم وانني اعتقد لو سنحت الفرصة للشعب للانتفاض ...لعرف الظالمون اي منقلب ينقلبون ...عندها لن تنفعهم ولن تحميهم السيارات المصفحة ولا البيوت المحصنة في المنطقة الغبراء ...ولهم في السابقون اسوة ...وعليهم وعلى سادتهم الامريكان اخذ العبرة ... واقولها لهم بصراحة تذكرواجيدا .ان الامريكان لاصاحب عندهم ولا صديق ...
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل