أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس اومازيغ - انشاء الله و yes we can














المزيد.....

انشاء الله و yes we can


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 22:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عادت لفظة ان شاء الله الى خطابات وحوارات المسؤولين في اقطار الشمال الأفريقي, لتجد لها مكانا بعد ان غابت او كادت تغيب عند من سبقوهم, ايهاما للدهماء بان الأنظمة التي يتولون فيها مسؤولياتهم هي انظمة علمانية, بالرغم من ان العارفين يعلمون انها ما كانت وما تزال الا انظمة حربائية. لها من الألوان ما يفي بغرض الظهورباي منها عند الحاجة. فهي دينية متى قيل فيها غير ذلك من قبل الديني. وهي علمانية متى ووجهت بكونها دينية من قبل العلماني. كماا نها ديموقراطية متى قيل فيها انها مستبدة من قبل الديموقراطي. وهي في حقيقتها مستبدة اذ تكفي عملية حسابية لعدد المعتقلات السرية والأختطافات دليلا فاظحا. انها وبمنتهى البساطة انظمة غير مصنفة. او خليط انظمة ,المعروف منها والغير معروف. ان شاء الله هذه عادت مصحوبة بالسبحة في اليمنى ان استعملت سبابة اليسرى في الأشارة بما يفيد التهديد. وهي في اليسرى ان استعملت الأخرى. فتكون البسملة هي الأفتتاح, ومشيئة الله هي الخاتمة. لتبقى كل القرارات والمبادرات الصادرة عن المسؤول الحكومي والأداري رهينة بمشيئة الله. ينسب لها الفشل وحده .اذ ان النجاح غالبا ما يكون مدعاة للأفتخار واداة اشهار من قبل الفاعل لنفسه. وورقة يهدف من ورائها ادامة احتكار الجلوس على كرسيه الوثير. هكذا نسمع من المسؤول من ان وزارته قررت تشغيل عدد كذا من المعطلين. وألأخر يعلن بانه يتوقع نموا بنسبة كذا بما يحقق رفاهية للشعب ويقلص من الديون الخارجية الخ وينهي كل منهما كلامه بقوله ان شاء الله, وكان هذا الله لا يرغب في تشغيل هؤلاء. ويتلذذ لمعاناتهم من اكراهات الحياة اليومية. وهو القائل في كتابهم الذي يوهمون الغير بانهم يسيرون على هداه باعتبارهم الأسلام هو الحل (اهبطوا الى الأرض جميعا لكم فيها مستقر ومتاع الى حين). ان شاء الله هذه ليست لدى اللبيب الا محاولة اعداد المخاطب لتقبل فشل الفعل الحكومي بارجاعه الى مشيئة قوة غيبية بعد ان يحاول المسؤول الظهور بسبحته على انه انسان يخا ف هذه القوة, وبالتالي الوثوق في خطاباته والأيمان بنزاهته. انه ضحك على الذقون من قبل شرذمة لم تتمكن بعد من ادراك ان الشعوب قد تغيرت .وان العالم اصبح مجرد قرية صغيرة يعلم القاطن اقصى نقطة على كوكب الأرض ما رمى به المواطن القاطن على اقصى النقطة المقابلة منه في القمامة مما جاوز حا جته من طعام او ادوات منزلية بمجرد اقدامه على ذلك. ان شاء الله هذه تفرغ عند اللبيب كل خطاب وفعل مسؤول قائل بها من معناه ما دام انها وحدها تبقى في النهاية هي المعول عليها. حتى انه ليرغب في ترك اموره الى هذه المشيئة مباشرة, ما دام انه يستخلص منطقيا من عقيدة هؤلاء المسؤولين ان الههم سبقت مشيئته ومنذ الأزل ولا مجال لتغييرها. فهو اعلم بمن هم اصحاب الميمنة كما هو اعلم بمن هم اصحاب المشأمة. وبخلاف ذلك لا يستحق ان يوصف بانه الخالق, لكون كماله يتعين ان يكون مطلقا لا يظاهيه كمال اخرايما كانت درجاته. ان شاء الله هذه ما هي الا دليل قصورالقائل بها وعدم ثقته فيما يقدم عليه من امور المواطنين, وتعبيرا صارخا عن انتهازيته ووصوليته, باعتماده النصب والأحتيال عليهم من اجل تحقيق مصالحه الشخصية. ان الدروشة لم يعد لها مكان في عالم اضحت فيه الجرئة هي الصفة الواجبة في المسؤول عن تدبير شؤون افراد الشعب. والجرئة هذه نتاج تكوين عقلاني يعتمد العلم اداة لتدبير هذه الشؤون على ارض الواقع ,لا الجرئة الخطابية الجوفاء التي هي صفة مسؤولينا. والتي يعتقدون لبلادتهم انها كفيلة بجعلهم يكسبون ثقة الموجه اليه الخطاب. هذه الخطابات التي لا تميزهم عن المهرجين في ساحات الترفيه العمومية بمواقعها المعروفة. ان شاء الله والسبحة انما يقابلها لدى الأنظمة التي تحترم شعوبها لجن متخصصة وفي كل الميادين. حتى ان المسؤول لا يجرؤ على القاء كلمته امام العموم الا مزودا بما يؤهله لتبليغ خطاب يعلم مسبقا ما سوف ينتج عنه من اراء مناصرة ومؤيدة, لأعتبار علمية دراسة موضوع الخطاب وعقلانيتها. وشتان بين المهتم الناضر الفاحص للواقع والذي يقرنه بعالم غيبي. هذا الفرق الشاسع بين الطرفين هو ما عبرت عنه قولة اوباما رئيس اقوى دولة في العالم, وهو يخوض معمعة الحملة الأنتخابية لرآسة دولته yes we can. نعم نستطيع فهي قولة تشعر الأنسان بانسانيته , وتحفزه على المبادرة والعطاء, قولة تميز اخانا الأنسان عن الزواحف والطيور والحيوان. قولة العاقل المدبر لشؤونه من اجل حياة افظل. نعم نستطيع الجمعية, وليس الفردية الأنانية النرجسية. نعم نستطيع لأنه ادرك ان اخانا الأنسان استطاع البقاء ليس با نتظاره اذنا من السماء وانما بصراعه العقلاني مع الطبيعة. عقلية صاحب القولة هي التي جعلت من هذه الدولة مهابة تصطك اسنان مسؤولينا وترتعش ركبتاهم عند كل مقابلة لأحد رموزها بمن فيهم الأناث اللائي يعاملن معاملة الذكور. لا فرق ولا تمييز الا في المقدرة والسلطان. في الوقت الذي هم يحرمونهن من الخروح من بيوتهن الا الى بيت الزوجية او القبر. وفي الوقت الذي يجبروهن على التنقل في الخيم مخافة اغرائهن من قبل الغير وهو تعبير صارخ عن دونيتهم, و ادراكهم بانهم غير جديرين بهن. نعم نستطيع وباسم الشعب هي كلمة الأفتتاح. وشكرا على انتباهكم هي كلمة الأختتام. Yes we can متى ستكون قولة لمسؤولينا؟
الجواب هو بعد ابعاد الدين عن المجال السياسي واقتران المسؤولية بالمحاسبة لا فرق بين وزير وغفير. نعم نستطيع لن تكون قولة مسؤولينا الا في دولة ديموقراطية علمانية حداثية وفي غياب هذه الدولة بهذه المواصفات فان الثورات التي اسقطت انظمة الأستبداد وما تزال تزلزل عروش مسؤولي الأنظمة الباقية لن تهدأ حتى تصبح مقولة نعم نستطيع مقولة مسؤولينا. وتعلق السبحة في ركن المسجد او بيت النوم اما ان شاء الله فيختص بها النصابة المحتالون الذين يكون القانون الجنائي لهم بالمرصاد.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اصدقائي في الحوار المتمدن
- هل من كابح للفتنة؟
- الفرصة الأخيرة
- اللوح المحفوظ (5)
- اللوح المحفوظ (4)
- اللوح المحفوظ (3)
- اللوح المحفوظ (2)
- اللوح المحفوظ(1)
- 1948 والقنبلة الأنشطارية
- اليسار الديموقراطي والمظاهرات التظامنية
- التحية
- الفوضى الخلاقة والأسلام
- شالوم اسرائيل2
- ثورات البوعزيزي وحكم الأسلام السياسي
- مكارم ابراهيم و(تقرير المصير حقيقة وليس مؤامرة)
- الغزو العربي الثاني لشمال افريقيا
- ثورات 2011 واعادة تاسيس السلطة السياسية
- اسقاط النظام ومسح الطاولة
- المغاربة والأسلام السياسي
- الفاصل بين سقوط النظام والنظام الجديد


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس اومازيغ - انشاء الله و yes we can