أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليث العبدويس - مملَكَةُ الأيمو














المزيد.....

مملَكَةُ الأيمو


ليث العبدويس

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 13:22
المحور: حقوق الانسان
    


إيمو.. ونكتفي بتعريفِك البَرْقيّ كي تومِأَ اليكَ أصابعٌ اصفرّتْ من التَبغِ والحشيشِ والفَرقَعةِ في عُلبِ اللّيل لتشطُبكَ مِنْ وجْهِ الحياة وسطحِ المعمورة، أيمو.. تصريحُ قتلكِ مَصوغٌ بلغةٍ رديئة، مُستنسخٌ على عجلٍ، يملأُ جيوبَ الوكلاءِ والأدلّاء والمُخبرين السرّيين.
إيمو.. مطلوبُ حياً او ميتاً بأمرِ قبضٍ وإحضارٍ مُمْهَرٍ بختم الصَدْر الأعظم ومُعمّدٍ ببخّات البابا القُدُسيّة، إيمو.. حاخاماتُ المعبد نزعوا عنكَ بركاتِهم وأشهروا في وجهكَ الساذَج لعناتهم واحلوّا للعامّة أن يقطِفوا رأسك – عفواً – أن يمعَسوا رأسك كأيّ عَقِبِ سيجارة، أن يسحقوهُ كصُرصارٍ اخترق حصار المُبيد وأطواقَ السموم.
إيموشنل.. كفرٌ يا ولدي ان تترنّح مأخوذاً بأنغام البوب المُستورد، تجديفٌ تلك الألوانُ المُرتدّة، لسنا في السويدِ او هولندا، بل لسنا في الموزمبيقِ او بوركينا فاسو، بل لسنا حتّى في حلقةِ الجحيم الأولى مع لوسيفير، نحنُ في مكانٍ القتلُ فيه مجّانيٌ والارهابُ فيه مجّانيٌ والتعذيبُ فيه مجّانيٌ، نحنُ في شَقّ صخري لا تُبرعم بين احجارهِ سِوى فِطرياتُ الموتِ ولا يورِقُ فيه غيرُ عَفَنِ الجُثث، نحن في حُجرة المُشعوذ الدجّال الذي حوّلنا بعصاه السحريّة الى حشراتٍ هائمة، تنقادُ مسحورةً الى الضوء المُهلك، تَطُنُّ بأجنحتها طنينَ الابتهاج والحُبور قبل ان تتساقطَ رماداً في قعر المصباح، فأي مصيرٍ هو بانتظارنا يا إيمو؟
علّق بنو الظلامِ صورتكَ الحزينةِ على الجُدرانِ والكهوفِ والتقاطُعات، ردّدوا اسمكَ الساذِجَ عبرَ مُكبّراتِ الصوتِ في المُعسكرات والسجونِ والمعتقلاتِ وأقبية التعذيب وسراديبِ القتلِ ومجاريرِ الاختفاء القسري، حفروا لكَ – من باب التفاؤل بقُرب نهايتك – قبراً رمزياً قُرب مقابرِ الإبادةِ المُنتشرةِ في البلد كاللعناتِ، وتركوهُ مفتوحاً، فاغِرَ الفاهِ، في انتظارِ جُثمانك المُهشّم الرأس، نبحتْ كلابُهُم في الملاعِب المهجورةِ، والقُرى المُحترقةِ، والمباني المُدمّرة، تُطاردُ رائحةَ مُراهقٍ ضالٍ، وصبيّ يافعٍ، قيل أنّهُ عَبَدَ الشيطانَ يوماً، واعتنقَ الوثنية.
مذعورون لأنّكَ خرجتَ على تعاليمِ الأحبارِ والحاخامات، غاضبونَ غاضبونَ لأنّكَ هَزأتَ من لُحى السدنةِ الكثّة وجلابيبِ رِجال الدين، يكرهونَ فيك تمرُّداً تقودهُ على الكهنوتِ والوصايةِ والقيْمومَةِ وصُكوكِ المغفرةِ وسُخْفِ الاعترافِ في أحضانِ قَسّيسِهم السكّير، فَهُم، يبغونَ لكَ مُستقبلاً مشرقاً كمستقبلِ الدَجاجِ والخِرافِ والنِعاجِ، حيثُ الحياةُ تُختصرُ في حَظيرة، وحيثُ الاعلافُ مُتاحةٌ وفيرة، وحيثُ الاحتجاجُ يكونُ بالنَقْنقة والثُغاء والرغاء، وحيثُ الذبْحُ بالطابور تباعاَ، فمرحى للغد المشرق!
انصحكُ يا ولدي أنْ تتنازلَ عن شَعركِ الطويل كيما يتسنّى لكَ الاحتفاظُ برأسكَ، وأنْ تخلعَ عنكَ البِنطالَ الصَفيقَ وترتدي السراويلَ وإزارَ الصلاةِ وقِلنسوّة السجودِ المُباركة، فتلكَ هي الموضَة في بلدي، كما وأنزعْ عنكَ شِعارَ الجُمْجُمةِ، فالبلادُ تغُصُّ بالجماجِمِ وتزدحِمُ بالهياكل، وحذارِ من تحدّي عليّةَ القومِ لأنهُم ظِلُّ الإلهِ في الأرضِ وسوطُه ومِشنقتُه ومقصلتَه، ولستُ اراكَ إلّا راجِحَ العقلِ موفورَ الفَهم بحيثُ سَتنثني عن تحدّي الآتِ الدمار تلك، فلستُم ولسَنا سِوى دَهماءَ وعوامٍ لا نَملِكُ من أمرنا شيئاً، وارفِقْ بنفسكَ، فالواحَةُ بعيدة، والزادُ شحيح، والسلامُ على بلد السَلام.



#ليث_العبدويس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تأبينِ مُتسوّلة
- يوميّاتُ مَدينَةٍ مَذبوحة
- مُناجاةٌ القَمَرِ المُهَشّم
- إلى بَغدادَ دَمعي.. مَعَ التَحيّة
- السيّابُ لَمْ يَكُن رَكيكاً يا وَطني
- مُذكرات لاجئ سياسي 2
- مُذكّرات لاجئ سياسي
- نَحنُ.. والبَحرُ..وإسرائيل
- سوريا وَفَلسَفةُ الثُعبان المُقَدَّس
- رِسالةٌ إلى بشّار الأسَدْ
- وَقَفاتٌ عِندَ مُسلْسَلٍ مَمْنوع
- خرْبَشاتٌ طُفوليّة على جِدار العيدْ
- جرائِمُ الشَرَف.. وَقفةٌ شُجاعة
- ليبيا.. انتهاءُ عامِ الرَمادة
- وحشٌ طليقٌ في الشام
- -جمهورية- انكلترا المُتَحِدة
- فينيقُ لُبنان..ورمادُ الطائِفيّة
- هوامش على دفتر الثورة
- الصومال.. محنةُ الضمير.. محنةُ الإنسان
- الإرهاب الإسلامي ..تهافت النظرية


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليث العبدويس - مملَكَةُ الأيمو