أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - “إسرائيل” . . من حل الصراع إلى إدارته















المزيد.....

“إسرائيل” . . من حل الصراع إلى إدارته


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان للإضراب عن الطعام الذي أعلنه خضر علوان دور في تحفيز الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية للنزول إلى الشوارع والاحتجاج على الإجراءات القمعية “الإسرائيلية” التي اتّسعت في الأسابيع الأخيرة، وذلك ترافقاً مع أحداث الربيع العربي التي شهدتها عواصم ومدن وبلدان عربية كثيرة من المغرب العربي إلى مشرقه .

ولا شك أن تصاعد أعمال الاحتجاج قد أعاد إلى الأذهان انتفاضتي الشعب العربي الفلسطيني السلميتين، الأولى التي ابتدأت في أواخر العام 1987 وبداية العام ،1988 واستمرّت عدّة أعوام، وهي الانتفاضة التي عُرفت “بانتفاضة الحجارة”، وهي عبارة عن مقاومة سلمية باللاعنف، أي مواجهة “إسرائيل” بالمزيد من الرفض والاحتجاج . أما الانتفاضة الثانية فهي التي بدأت في 28 سبتمبر/أيلول العام 2000 بسبب وصول اتفاقيات أوسلو العام 1993 إلى طريق مسدود، حيث كان من المقرر أن تجري مفاوضات الحل النهائي العام ،1999 لكن “إسرائيل” حاولت التملص من ذلك، بل تسويف أي حديث عن الوصول إلى حلول جدّية بشأن قيام الدولة والحدود واللاجئين والقدس، فضلاً عن مشكلات أخرى تتعلق بالمياه والأسرى والمقاومة التي تسميها بالإرهاب وغيرها .

ولعل الإضرابات والاحتجاجات التي تشهدها الضفة الغربية حالياً هي الأشد من نوعها خلال الأعوام الأخيرة، لاسيما منذ التصدّع الذي أصاب العمل الفلسطيني بسبب النزاع بين حماس وفتح، وقيام سلطتين في غزة والضفة الغربية منذ العام 2007 وبُعيد الانتخابات الفلسطينية التي جرت في العام 2006 .

إن الاحتجاجات الحالية وترافقاً مع موجة التغيير التي ضربت العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه تنذر باحتمال نشوب انتفاضة فلسطينية جديدة لا حدود لسقفها حتى الآن، وقد كانت “إسرائيل” ولاسيما القوى اليمينية فيها تستبعد قيام انتفاضة جديدة، خصوصاً بتراجع حركة المقاومة بسبب تحسّن نسبي في الاقتصاد الفلسطيني، وهي ما كانت تراهن عليه وما تحاول تعميمه،

ولكن الواقع كشف عكس ذلك، فحتى ما سمّي بالنمو الخادع تراجع إلى حدود كبيرة، وسقطت معه نظرية ما سمّي ب”السلام الاقتصادي” .

إن تصاعد أعمال العنف من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين أصبح أمراً شائعاً ويومياً، سواء من جانب السلطة “الإسرائيلية” أو من جانب المتطرفين، لدرجة أن حملات العنف أخذت تقترب من “حفلات جماعية”، فما إن تنتهي واحدة لتبدأ واحدة أخرى، حتى من دون أسباب أو تبريرات، كما كانت تجري في السابق، لردود فعل فردية أو عمل انتقامي من جانب بعض المتطرفين أو غير ذلك .

وقد يكون سبب اندفاع المستوطنين في هجماتهم هو التقارب الذي شهدته الساحة الفلسطينية بين حماس وفتح، لاسيما بعد التغيير الذي حصل في مصر والذي رفع الهيمنة الرسمية السابقة على الفلسطينيين، حتى إن “إسرائيل” لم تكن قلقة كثيراً في السابق لأن هناك من يقوم بما تريد القيام به من تقنين للوضع الفلسطيني، ومن الإبقاء على فتح وحماس في حالة من التباعد والتنافر وتحت المجهر، أما وقد حصل التقارب اليوم واحتمال الوصول إلى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية، مطعّمة بكفاءات وتكنوقراط، فالأمر أثار ردود فعل “إسرائيلية”، خصوصاً بارتفاع وتيرة الاحتجاج الفلسطيني في الضفة والقطاع .

ومنذ نحو عقدين من الزمان وابتداءً مع مسيرة أوسلو لم يكن لدى “إسرائيل” أية رغبة في التوصل إلى تسوية حقيقية للصراع العربي- “الإسرائيلي”، وكانت تتذرع بأن الحل غير متوافر بسبب عدم وجود قيادة واحدة معتمدة يتم التفاوض معها، وأن طرفاً أساسياً يرفض الاعتراف ب”إسرائيل”، وتقصد بذلك حماس . ولما كانت المبادرة العربية التي تقدّم بها خادم الحرمين الشريفين قد حظيت بدعم من جميع الأطراف العربية، فإن “إسرائيل” ظلّت ومنذ العام 2000 و2001 ترفض التعاطي معها وحاولت تسويفها .

وعشية الاحتجاجات وخلالها اندفعت أوساط من حزب الليكود وأوساط من التوجهات اليمينية (المعتدلة) نحو محاولة مداورة إشكالية الصراع الفلسطيني والعربي- “الإسرائيلي”، بزعم أنه صراع غير مطروح للحل، وإنما ينبغي إدارته على نحو “سليم”، لاسيما أن استمرار النزاع بين حماس وفتح لا يشجع على التقدّم بحلول، وإذا كان ذلك نقطة ضعف فلسطينية، فإنه ذريعة “إسرائيلية” للزوغان عن استحقاقات اتفاقيات أوسلو التي لم تلب الحد الأدنى من الطموح الفلسطيني والعربي، ومع ذلك فإن “إسرائيل” تلتفّ عليها وتحاول قضم أكبر قدر من الأراضي وتهجير سكانها وممارسة القمع والإرهاب، سواءً بعدوانها الواسع والمفتوح على غزة في أواخر العام 2008 ومطلع العام 2009 فضلاً عن استمرار الحصار منذ العام ،2007 يضاف إلى ذلك أعمال القصف والملاحقة المنفلتة من عقالها التي لقيت تنديد المجتمع الدولي، لاسيما المنظمات والجمعيات المهنية والإنسانية الدولية وغير الدولية وخصوصاً مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية .

وإذا كانت عوامل الانتفاضة الفلسطينية الثالثة متوافرة موضوعياً، لاسيما سلوك “إسرائيل” العدواني واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والتنكر للشرعية الدولية وخرقها قواعد القانون الدولي، فإن ذلك وحده غير كافٍ إنْ لم تتوافر عوامل ذاتية، من أبرزها استعادة وحدة م .ت .ف وهيبتها ومواصلة الدبلوماسية الفلسطينية هجومها السلمي في إطار تحركها الذي بدأته في الأمم المتحدة للحصول على العضوية، ونجاحها في منظمة اليونيسكو بنيل عضويتها كاملة، على الرغم من مساعي “إسرائيل” وحلفائها .

ولعل قضية الأسرى تبرز باعتبارها عنصر وحدة بين جميع الفلسطينيين وقواهم، ولاشك أن مقاومة مساعي “إسرائيل” بضم أجزاء من الضفة، أي إعادة احتلالها ومحاولة فصلها عن الأجزاء الأخرى سواءً عبر الجدار العازل أو بطريقة الإلحاق، تشكل عنصر اتحاد بين الفلسطينيين، وهو ما ينبغي تعزيزه، بحيث يكون جزءاً من مشروع العمل المشترك بين فتح وحماس وبقية المنظمات الفلسطينية .

إن الليكود أو أصحاب النزعات اليمينية حتى وإن ظهروا بصورة معتدلة يتصرفون وكأن فلسطين أرض خالية من البشر، فهم يقررون أن يتجاهلوا الطرف الآخر بحجة عدم وجوده أو عدم وجود من يمثله، أو يهملون التعاطي معه، انطلاقاً من نزعة أحادية وإرادوية، وكأنهم يتعاملون مع خرائط على الورق، ينقلون ويقطعون ويرسمون وينفّذون دون أي اعتبار للقانون الدولي .

وإذا استمر الوضع على ما هو عليه ودون إيجاد حل سياسي وسلمي والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وحقوق اللاجئين في العودة والتعويض ، إضافة إلى وضع حلول جدية لمشكلات الحدود والمشكلات الأخرى، فإن اندلاع انتفاضة فلسطينية سيكون أمراً محتملاً، لاسيما إذا توافقت حماس وفتح مدعومة من الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية الأخرى، وهو ما تتخوف منه “إسرائيل” وتحسب له ألف حساب .



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارزاني في ذكرى رحيله الثالثة والثلاثين..الكاريزما الشخصية ...
- الأمن أولا والحرية أخيراً.. والعنف بينهما
- العدالة وإرث الماضي
- الجنادرية والروح الجامعة
- العدالة الانتقالية وخصوصيات المنطقة العربية
- العدالة الانتقالية: مقاربات عربية للتجربة الدولية!
- كلام في ثقافة التغيير!
- الهوِيّة الوطنية والربيع العربي
- الربيع العربي منظور إليه استشراقياً
- فريضة التسامح وجدلية القطيعة والتواصل!
- مصير الإمام موسى الصدر: متى خاتمة الأحزان؟
- التواصل والقطيعة في فريضة التسامح
- مقهى وروّاد ومدينة: ذاكرة المكان ونستولوجيا التاريخ!
- العنف واللاعنف في الربيع العربي
- محنة العراق بين الديمقراطية والحرية
- الربيع العربي وردّ الاعتبار إلى السياسة
- تعويم الدستور العراقي
- إشكاليات ما بعد الربيع العربي
- الشيخوخة
- اللحظة الثورية وربيع التغيير


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - “إسرائيل” . . من حل الصراع إلى إدارته