أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الشيخوخة














المزيد.....

الشيخوخة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طرحت الثورات العربية التي خطط لها وقادها الشباب العلاقة بين الأجيال، ولاسيما موضوع الشيخوخة، وفيما إذا تم إهمال أو تهميش كبار السن؟ ولعل موضوع الشيخوخة يندرج في إطار رؤية اجتماعية- ثقافية - اقتصادية، وذات أبعاد دينية وأخلاقية أيضاً، وقد ذهبت العديد من الوثائق والخطط الدولية لمعالجة هذا الأمر على الصعيد النظري على أقل تقدير، ولكن العبرة تظلّ بالتطبيق دائماً، علماً بأن الهوة لا تزال شاسعة وعميقة بين الدول المتقدمة والدول النامية في هذا الموضوع، لاسيما علاقته بالتنمية .

لقد كانت مسألة الشيخوخة وكبار السن موضوع حوار جاد ومسؤول على مستوى دولي، حيث دعت منظمة الأسكوا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا) عدداً من الخبراء، إضافة إلى ممثلي عدد من الدول لمناقشته، ارتباطاً بتأثره بمسألة الحراك الشعبي العربي، فضلاً عن كيفية تعاطي الإعلام معه .

على الرغم من اختلاف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في دول منطقة الأسكوا، إلاّ أن هناك سمات تكاد تكون مشتركة فيما يتعلق بأوضاع المسنين والشيخوخة، فقد ظلّت هذه الفئة العمرية تعاني مشكلات وتحدّيات كبيرة، لعل أولها هو عدم الاهتمام الكافي بها، وإنْ أخذت العديد من الدول في السنوات الأخيرة تشعر بمسؤوليتها إزاء هذه الشريحة سواءً على المستويين الدولي والوطني .

وقد سعت الأمم المتحدة لتقديم بعض المعالجات والحلول الأولية لإشكالات الشيخوخة ومشكلاتها، لكن الفارق مازال كبيراً بين الواقع والطموح، دولياً ووطنياً، الأمر الذي يحتاج إلى مراجعات دورية ضرورية بشأن ما هو مُنجز من جهة ولمتابعة ما تعثر إنجازه، فضلاً عن الاستجابة لتطوير حقوق هذه الفئة وتلبية تطلعاتها بما ينسجم مع التطور الدولي، الأمر الذي اقتضى مراجعة إقليمية لخطة عمل مدريد الدولية لعام 2002 حول الشيخوخة، بعد أن كانت المراجعة الأولى عام 2007 .

إن قضية التعامل مع كبار السن هي قضية ذات مسوّغ منطقي وأخلاقي وثقافي وإنساني، ولابد للجميع من الاشتراك فيها، إذ إن المحافظة على كرامة كبار السن في المجتمع مطلب كبير وأولوية قصوى، وإذا كانت البلدان المتقدمة قد هيأت ظروفاً ومستلزمات لتأمين سعادة ورفاه المسنين، فإن الاهتمام بهم في البلدان النامية والفقيرة وبلدان الجنوب بشكل عام، لا يزال ضعيفاً وقليلاً .

وإذا كان ارتفاع متوسط العمر يعتبر إنجازاً دولياً من إنجازات البشرية، فإن هذا سيعني زيادة نسبة المسنين على المستوى الدولي، الأمر الذي يمكن أن يشهد فيه العالم تحوّلاً ديموغرافياً غير مسبوق، وبحلول عام 2050 ستكون نسبة أعمار الذين تجاوزوا ال60 سنة أكثر من ملياري شخص، بعد أن كانت في مطلع القرن الحادي والعشرين وعشية وضع خطة مدريد نحو 600 مليون، ويتوقع أن تزيد نسبة المسنين في العالم من 10% إلى 21%، الأمر الذي سيشكل تحدياً اجتماعياً واقتصادياً وديموغرافياً لا بدّ من أخذه بنظر الاعتبار وضمن الأهداف التي وضعتها خطة مدريد .

لا شك أن الحق في التنمية هو حق فردي وحق جماعي في الآن ذاته، حيث أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان الحق في التنمية عام ،1986 وهو يمثل ركناً أساسياً من أركان الجيل الثالث لحقوق الإنسان، بإضافة الحق في السلام والحق في بيئة نظيفة والحق في الاستفادة من منجزات الثورة العلمية التقنية . وكان الجيل الأول قد ركّز على الحقوق المدنية والسياسية، أما الجيل الثاني فقد اهتم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

وبالعودة الى مفهوم”مجتمع لكل الأعمار”، فإنه يتضمن أربعة أبعاد أساسية . البعد الأول التنمية طوال حياة الفرد، البعد الثاني العلاقات بين الأجيال المتعددة، البعد الثالث الترابط بين شيخوخة السكان والتنمية، والبعد الرابع حالة كبار السن . وكان هذا الموضوع “الأساس” في السنة الدولية لكبار السن عام 1999 .

وقد تبنّت خطة العمل العربية للمسنين لغاية عام 2012 والتي اعتمدت في صياغتها على التقارير الوطنية بالمسنين في البلدان المختلفة، من خلال سياسات التشغيل ورفع مساهماتهم في القطاع الرسمي حيثما أمكن ذلك، ومحاولة الحد من العوامل الطاردة التي قد يواجهونها في مكان العمل، إضافة إلى استرشادها بخطط العمل العالمية بخصوص المسنين .

ومن اللافت أن التركيز كان على الشباب خلال الحراك الشعبي، وهو أمر مفهوم ومبرر، لاسيما لما أبدوه من حصافة وحصانة ودور قيادي وتعبوي وتنفيذي أساسي، لكن ذلك ترافق مع ظاهرة إهمال وسائل الإعلام للمسنين ودورهم في الحراك الشعبي العربي، خصوصاً أنهم قدّموا الكثير من التضحيات على هذا الصعيد، الأمر الذي يحتاج إلى معالجة الأمر بروح خطة مدريد والوثائق العالمية الأخرى، ومعاملتهم بالاحترام والامتنان ومراعاة الكرامة والمشاعر الإنسانية، بما فيه الاعتراف بدورهم وما قاموا به .

ولعل هذا ما أكّدته توصيات اجتماع الخبراء في الأسكوا، إذ كان ينبغي على وسائل الإعلام أن تأخذ بنظر الاعتبار مساهمات المسنين في فترة سابقة، ومقاومة شرائح منهم لسياسات الاستبداد والاستئثار بالحكم، فضلاً عن تحديد المعوّقات والتحدّيات التي تواجههم، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، مع الأخذ بعين الاعتبار تحليل أثر المتغيرات في كبار السن ونظرة المجتمع لهم، بما يساعد على الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم .



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحظة الثورية وربيع التغيير
- الإسلاميون والعلمانيون
- ماذا بعد الربيع: العرب والجوار والعالم؟
- الانسحاب الأميركي من العراق.. من الأقوى؟
- ليبيا من الثورة إلى الدولة
- اليونيسكو والثقافة بالمقلوب
- بانتظار بايدن
- الفدرالية العراقية والكثبان المتحرّكة
- الدرس التونسي: القطيعة والتواصل
- ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق!!
- جدل دستوري عراقي وغواية الانقلاب العسكري
- بغداد واشنطن: انتبهوا الوقت ينفد!
- صناعة الدستور
- الأردوغانية: زواج كاثوليكي بين الإسلام والعلمانية
- إسرائيل- والمياه
- مشكلة المياه العربية
- سمفونية الرحيل- عبد الرحمن النعيمي الرجل الذي مشى بوجه الريح
- الحق في الماء
- سورية :هل لا يزال طريق التسوية التاريخية سالكاً!؟
- العقدة اليمنية وما السبيل لحلها؟


المزيد.....




- أمام عدسات الإعلام الأجنبي ..نتنياهو يدافع عن خطته للسيطرة ع ...
- نتنياهو يعتبر خطته للسيطرة على غزة -أفضل طريقة- لإنهاء الحرب ...
- مصر.. بيان من الداخلية بعد فيديو -تعدي ضابط على منادي سيارات ...
- الأردن يستضيف اجتماعًا حول سوريا بحضور الشيباني وتوم باراك
- الأردن يستضيف اجتماعاً ثلاثياً مع سوريا والولايات المتحدة ال ...
- نتنياهو ينكر وقوع مجاعة في غزة ويهاجم الإعلام العالمي: سننتص ...
- الجيش الكوري الجنوبي يتقلّص 20% خلال 6 سنوات.. و-الدفاع- تحذ ...
- واشنطن تتوقع اتفاق سلام لا يُرضي موسكو ولا كييف
- عائلات الرهائن الإسرائيليين تدعو إلى -إقفال شامل- في 17 أغسط ...
- -يمكن للصداقة تحمّله- - ميرتس يدافع عن قرار وقف تسليم أسلحة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الشيخوخة