أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لينا سعيد موللا - سنة طويلة من عمر الثورة السورية















المزيد.....

سنة طويلة من عمر الثورة السورية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 14:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سنة مضت على ولادة ثورتنا، تحقق فيها الكثير، ومن مآثرها التغلب على عقدة الخوف المتغلغلة في أعماقنا، إذ بدأت بتحطيم تماثيل الطاغية، وتمزيق صور رمز الاستبداد ..
نزل الملايين الشوارع يعلنون رغبتهم في محاربة الفساد لتتطور مطالبهم العفوية مع إجرام قاتل دمشق إلى إسقاط النظام ومحاكمة الأسد وإعدامه.

وإذا كان قادة الدول العظام يخرجون من رحم المحن ببراعتهم في قيادة الأزمات، فإن الأسد أثبت فشلاً مريعاً في شح مقدراته الذهنية ورؤيته المعدومة، فهو اختار مناطحة الشعب الهادر مشخصاً الخلاف، وكل من التقى معه أثناء الأزمة نقل عنه عبارات لا تخرج عن صاحب مسؤولية، يتعرض البلد الذي يديره إلى أزمة تحتاج إلى قرارات مؤلمة تحيد به عن مركز العاصفة . وتطور أداؤه الإجرامي ليصل إلى التسويق لحرب طائفية وتمزيق سوريا إلى كانتونات طائفية، مصراً على تنفيذ ذلك ..

شهور والشعب يطالب .. يصرخ .. ويستنهض قياداته السياسية، بتأسيس لمجلس للمعارضة أسوة بالمجلس الليبي الذي تأسس في عجالة وتحمل مسؤولياته كاملة.
شهور من نزيف الشارع الدامي، تخللها العديد من الإجتماعات والمؤتمرات ومئات من الاتصالات بين القيادات المتشرذمة، أسفرت بعد شهور طوال على خروج المجلس الوطني السوري، الذي كان يفترض فيه تمثيل الشارع الذي فوضه بذلك بدمائه وتضحياته في أيام جمعة ملحمية، هذا المجلس وخلال مخاض طويل، وغياب لأدنى معايير الشفافية، لم يرض حتى أعضائه المشكلين له، فكان متردداً .. منقسماً على ذاته .. دكتاتوريا في قراراته، يفتقد الخبرة والارادة والأدوات، وأجنحته تفتقد الانسجام وتعاني جميع أنواع التشتت، وهذا ما أدى لعجزه في تقديم شيء ملموس على الأرض المتعطشة، حتى أنه عجز عن نيل اعتراف المجتمع الدولي وفقد الكثير من الأنصار في الشارع .
فهو افتقد لقائد ملهم قادر على قيادة الشارع الملتهب القادر على صنع المستحيل . غاب عنه الخطيب المفوه وصاحب الإرادة الحديدية التي لا تلين، ووقع في جميع الأفخاخ التي نصبها له النظام الذي يقود معركة مصير سياسية وعسكرية .
في ليبيا زمن القذافي كانت الحياة السياسية معدومة تماماً، جماهيرية تسعى للتوريث أسوة بعائلة الأسد، لكن أداء مجلس الانقاذ لديها جاء ذو مردود أفضل بما لا يقارن مع نظيره السوري .. والحديث أن الحياة السياسية كانت غائبة لدينا، وأن جميع الشخصيات تقوم بعملها بعد حرمان كامل هو كلام غير مقبول بالمطلق .

يعد سنة كاملة هي الأطول في تاريخنا الحديث، لا بد من مراجعة الكثير من المطبات التي اعترت مسيرتنا، أهمها غياب ضغط الشارع الحقيقي على أعضاء المجلس، لا بل عدم وجود آليات لاختيارهم .
قيل أن الأخوان أرادوا مصادرته، وهمس البعض أن المجلس أخواني وبالتالي إقصائي. لكن مهما تكن الحقيقة فإن المجلس فشل فشلاً ذريعاً خلال ستة أشهر من عمله، و لم يستطع قيادة الشارع، لا بل بات يشكل عبئاً على الثورة السورية بدل أن يؤدي عمله إلى تقصير زمن المعاناة وإنقاذ الأرواح البريئة .
وغابت الشفافية عن جميع قراراته، فلا مؤتمرات صحفية ولا أسئلة تضع ممثليه أمام مسؤولياتهم الجسام، كل ما هنالك مقابلات بسيطة غير ذي بعد جماهيري، فجاءت جميع قراراته متخبطة عبثية لا تتناسب وخطورة المرحلة التي يمر بها الوطن ..
يقيني أننا نحتاج إلى إدارة منتخبة، ولطالما حرض قسم منا على القيام بانتخاب لجنة مختارة ديمقراطياً من قبل أفراد الشعب عبر هذا الموقع أو سواه، بل اختيار قائد فذ وطني وعبقري ومفوه ومؤثر ونظيف اليد، يكون له خطابات رنانة . وكانت تجارب تستحق الإحياء لنفسها الديمقراطي .
لقد بقي الخميني يرسل كلماته عبر كاسيتات صل الشارع الإيراني تباعاً، حتى شكل قاعدة شعبية ضخمة، فما كاد ينزل من درجات الطائرة حتى سقط حكم الشاه وفر مباشرة فيما حظي الخميني باستقبال شعبي مهيب . وهناك كاسترو وغيفارا وأمثلة كثيرة ..
الخميني كان مثالاً عن قدرة الخطابة في التأثير على الشعب، لكنه كان ديكتاتوراً متعطشاً للسلطة وجمعها في إطار ولاية الفقيه، نحن نريد التسويق إلى نظام ديمقراطي يصنع الرؤساء لا شخصيات ديكتاتورية تصنع نظاماً على مقاسها، فلقد سئمنا اجترار الماضي، ونسعى من وراء ثورتنا إلى التغيير لدولة حداثية، لكن كيف لها أن تكون بوجود أشخاص متعطشون للقيادة والزعامة والاستفراد بالسلطة .
ويقيني أن البشر عامة طامحون للتميزوالشهرة، لكن بغياب الضوابط الرشيدة والرقابة الصارمة، يمكن للإنسان أن يطغى وتزداد نرجسيته تورماً، نحن نفتقد آليات الضبط، وعلينا ابتكارها، فتداول السلطة أمر مصيري، وأن يستمر غليون بالتيار الذي يمثله في المجلس، أمر غير صحي، وإذا كان المجلس يعمل عمل فريق، فلن يؤثر على أدائه غياب غليون وتبوء سواه طالما أن المجلس يعمل ضمن استراتيجية محددة ودقيقة ترسم وفق أهداف حددتها الثورة منذ الأيام الأولى لقيامها .
والأمر الذي فات الثورة المنهمكة في الدفاع عن الشعب هو رسم صورة دقيقة لسوريا بعد إسقاط النظام، صورة يجب التذكير بها والتسويق لها دائماً لا بل البرهنة أننا نسير على الطريق الصحيح الذي ينال ثقة الشارع العريض الساعي للتغيير السليم والمضمون، على قيادة الثورة التأكيد على ثوابتها هذه لألا تضيع إنجازاتها في الدعاية المضادة والمغرضة التي يقودها النظام ووسائل الإعلام الموالية له، مما سبب شتاتاً آخر .
الثورة السورية مظلومة جداً، فهي لم تستطع أن ترتق بأداء ممثليها إلى المستوى الخلاق والرفيع الذي وصلت إليه، لقد حظي الشارع السوري الملتهب على تعاطف العالم أجمع و بأفضل تغطية إعلامية شهدتها ثورة من قبل، لكن بقيت القيادة مفتقرة لكل شيء، وأن يعمل الشارع دون غطاء سياسي فهذا يعني مزيد من التشرذم، يقيني أننا نحتاج إلى بناء ذلك من المخلصين والقادرين على التعاون فيما بينهم والتأثير الصادق على الشارع .. أجزم أنهم كثر، لا نحتاج تنظيراً ولا كلاماً وإنما أفعالاً ونتائج مرتقبة ..
أقول هذا والتفاؤل يعتريني، في أننا سنتعلم من عثراتنا وأننا قادرون إخراج قيادات خيرة وعلى مستوى المرحلة من رحم ثورتنا ، وسننهض ببلدنا من ترنحه وسنحاكم المجرمين علانية، ونقيم دولتنا الديمقراطية الحرة الحداثية.
كلمة أخيرة..
لا نريد ...
لا نريد أن يستولي المتزحلقون على ثورتنا لأن ثمنها غال .. والشعب يتوق للحياة الكريمةـ وهذا رهان لا يقبل التفريط .
قادمون



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رفعة ضحايا النظام وواجبهم علينا ..
- الثورة و ما هو قادم
- لعبة الأمم
- قاب قوسين من النصر
- احترام إرادة الشعب .
- الثورة واحتياجاتها الملحة
- سايكس بيكو أيضاً وأيضاً
- ثورة لأجل الحرية
- ليشربو من ذات الكأس المرة !!
- في العمل المدني الإنساني وكسب جولة سياسية‎
- كيف يسقط النظام السوري ؟
- المرحلة القادمة والحاسمة
- حملة التخوين
- قرار مجلس الجامعة العربية
- إضاءات حول المرحلة القادمة للمعارضة السورية
- المسؤولية وأثمانها الباهظة
- أين المفر ؟
- ثورة سورية وفق طلب الجماهير
- كيف تنجح الثورة السورية
- تركيا والعالم العربي مفارقات وإنسان عربي مغيب


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لينا سعيد موللا - سنة طويلة من عمر الثورة السورية