أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - عبدالعاطى فى الميدان














المزيد.....

عبدالعاطى فى الميدان


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 22:06
المحور: الادب والفن
    



ثمة قصائد معينة ما إن أقرأها حتى تسكننى وتحتلنى، وتظل تلاحقنى أينما أسير، ... بين الحين والحين تطل بأبياتها وتذكرنى بأنها ما زالت تعتصر القلب ، وتتكىء فيه بكل ثقلها على أعمق الجراح وأكثرها وجعا، واحدة من تلك القصائد هى قصيدة: "الإسم المشطوب" للشاعر الكبير عبدالرحمن التى قرأتها للمرة الأولى منذ ما يقرب من أربعة أعوام ثم أعدت قرائتها فى هذه الأيام ضمن قصائد ديوان " الميدان " ، الذى صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب متضمنا مجموعة القصائد التى كتبها الأبنودى إبان ثورة يناير 2011 وإلى جوارها مجموعة أخرى من القصائد التى ـ رغم أنها كتبها قبل ذللك ، بغضها قبل ذلك بسنوات ـ فإنها تصنع مع قصائد الثورة سيمفونية واحدة متكاملة الأنغام ، وغلى رأس تلك القصائد قصيدة "الإسم المشطوب" التى أشرت إليها منذ قليل والتى تجمل فى صورها الشاعرية البديعة طبيعة الجرح المصرى الذى عشناه فبل يناير 2011والذى يبدو للأسف الشديد أننا ما زلنا نعيشه بعدها، وحتى لا يكون كلامى تجريديا خالصا بالنسبة للقارىء الذى لم تتح له فرصة قراءة ديوان " الميدان" ، ولم تتح له فرصة قراءة "الإسم المشطوب" ، حتى لا يكون كلامى كذلك بالنسبة لمثل هذا القارىء أرى من الضرورى أن أشير إلى أن المحور الذى تدور حوله القصيدة هو شخصية البطل المصرى محمد عبد العاطى الذى اشتهر فى حرب أكتوبر 1973بأنه صائد الدبابات حيث استطاع بمفرده أن يدمر 23دبابة و3مجنزرات إسرائيلية وكان بذلك واحدا من صانعى مجد أكتوبر، لكنه مثل كل صانعى الأمجاد لم يكن واحدا من قاطفى الثمار فقد عاش أخريات حياته يعانى وطأة الحاجة والمرض إلى أن فارق الروح فى عام 2001 ، ولقد كان موت عبدالعاطى بالطريقة التى مات بها نموذجا للجرح المصرى الموجع ، حيث أناس يصنعون المجد وآخرون يقطفون الثمار ، وبقدر ما كان اشتعال الحلم الوطنى الذى أشعله فى نفوسنا نصر أكتوبر بأن يكون هذا النصر بداية لاستراتيجية شاملة للتحرر الوطنى والإستقلال الذى يجنى ثماره كل من صنعوا هذا المجد وفى مقدمتهم عبدالعاطى ورفاقه الأبطال ، بقدر ما كان اشتعال هذا الحلم، بقدر ما كان الإحباط حين انقض على الوطن ـ برعاية صاحب القرار ـ مجموعة من الأفاقين والإنتهازيين واللصوص الذين تزيوا بزى المستثمرين ورجال الأعمال وراحوا يجنون وحدهم الثمار بينما شطب اسم عبدالعاطى، وأقصى هو ورفاقه إلى دائرة الظل والنسيان، وهكذا اغترب الوطن الذى نحلم به عن الوطن الذى نراه ، وأصبح من حق الأبنودى أن يتساءل : فين إحنا دلوقتى يا عبدالعاطى؟/مين اللى وطى العالى ياصاحبى/ وعلّى الواطى؟/ مين اللى اشترى بتمنك / الصحرا والشاطى ؟، وأصبح من حقه أيضا أن يخاطب عبدالعاطى قائلا : كلمنا وانت ع السرير عيان / عن اللى ولّى وخان / وعن اللى باع النصر فى الدكان / مش ده الوطن / اللى اتفقت معاه ياصحبى/ زمان/ تئن والأنين مرير / ولا إنت بتتقلب على السرير/ سرير فقير / تطلق زفير الحزن / فى النفس الأخير / ولا الشاشات بكيت / ولا المذياع أذاع / فاكشف غطا وجهك / ومزق القناع / بلا حكومة / بلا رئاسة / بلا معارضة / بلا بتاع !! ، وكما كانت ثمار أكتوبر عنوانا لتلك المفارقة الموجعة: مفارقة من يصنعون المجد ومن يقطفون الثمار ...كذلك كانت ثورة يناير 2011حيث أشعل فتيل الثورة وخاض معاركها شباب آمنوا بها وضحوا يحياتهم من أجلها ، بينما قطف غيرهم ثمارها ، إنهانفس المفارقة التى يصلح معها أن يصبح الإسم المشطوب " عبدالعاطى " عنوانا لها فى الحالتين ، ويبقى بعد ذلك أن أشير إلى أن قصيدة : الإسم المشطوب كما سكنتنى فقد سكنت كذلك قارئا متذوقا مرهفا هو الأستاذ محمد خير الذى كتب عنها دراسة بديعة نشرت فى الدستور التى نشرت فيها القصيدة لأول مرة ، وقد أحسن الأستاذ الأبنودى صنعا عندما ألحق هذه الدراسة بالديوان جنبا إلى جنب مقالتين أخريين بديعتين للكاتبين الموهوبين بلال فضل ومحمد القدوسى
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبش المعز
- عن رحيل جلال عامر
- حول انتحار حسنى مبارك
- هل سيفعلها مجلس الشعب؟؟
- هل صحيح ؟
- إضراب خبراء العدل
- رحلوا مع 2011
- تأجيل الصدام
- لو دهم الموت مبارك
- حول نتيجة الإنتخابات
- محمد محمود
- الإستفتاء هو الحل
- عن رؤساء الجامعات المصرية
- إنها تنتج المشمش !!
- مبارك السجين يرشح نفسه
- مصر على حافة الهاوية
- الخجول والصفيق !
- على هامش محاكمة مبارك
- لماذا لم يقدم مبارك إلى المحاكمة
- الثغرة القانونية المفزعة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - عبدالعاطى فى الميدان