أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبنك اسرائيل؟















المزيد.....

ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبنك اسرائيل؟


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تم الاعلان رسميا في مطلع هذا الاسبوع عن اتفاق بين رئيس الحكومة ارئيل شارون ووزير المالية، بنيامين نتنياهو على تعيين الاقتصادي الامريكي المعروف، ستانلي فيشر، مديرا عاما للبنك المركزي – بنك يسرائيل، بعد موافقة الاخير على التعيين. ويدعي كل من شارون ونتنياهو ان اختيار فيشر جاء "كحل وسط" بعد ان لم يتوصلا الى اتفاق في الرأي بينهما حول أي من المختصين الاقتصاديين الاسرائيليين الذين تقدموا بطلب اشغال هذا المنصب الرفيع!!

ان تبريرات شارون ونتنياهو حول دافع اختيار فيشر لا تقنع طفلا، فاللجوء الى هذه السابقة بتعيين مواطن اجنبي في مركز رسمي رفيع المستوى له تأثير على صياغة القرار المتعلق بطابع التطور والمعيشة في اسرائيل وبعلاقات اسرائيل الاقتصادية والمالية وحتى السياسية دوليا، لم يكن دافعه ابدا حل اشكال الخلاف بين شارون ونتنياهو من جراء عدم التوصل الى مرشح متفق عليه. وبرأينا ان اختيار ستانلي فيشر يندرج في اطار التنسيق الاستراتيجي بين تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وذلك لدفع عجلة المخطط الاستراتيجي الامبريالية حول "الشرق الاوسط الكبير" وتسريع خطوات النيولبرالية في اسرائيل.
والسؤال الذي يطرح نفسه تلقائيا، كيف يمكن تفسير ان ستانلي فيشر الذي يشغل اليوم نائب المدير العام لمجمّع "سيتي غروف" اكبر مجموعة بنكية عالمية، حصته من حزمة الاسهم في هذا المجمّع اثنين وخمسين الف سهم تبلغ قيمتها اكثر من اثنين ونصف مليون دولار، ويتلقى راتبا شهريا صافيا يبلغ مائة الف دولار، هذا اضافة الى ارباح اخرى يجنيها من املاكه الطائلة تقدر بحوالي ثلاثة ملايين دولار، كيف يمكن تفسير الاستغناء عن منصبه هذا وعن مصادر الدخل هذه وقبوله ان يكون مديرا لبنك اسرائيل بمعاش شهري يبلغ اثنين وثلاثين الف شاقل شهريا" الاجرة غير الصافية – بروطو!!
برأينا ان التفسير المنطقي لما يحصل هو الاستفادة من فيشر لتعزيز روابط التبعية الاقتصادية والمالية الاسرائيلية بالامبريالية الامريكية وبسوقها المالية، والاستفادة من علاقات وخبرة فيشر الدولية – حيث اشغل مناصب رفيعة في صندوق النقد الدولي وفي البنك الدولي – للاسهام في دفع عجلة "الشرق الاوسط الكبير" لضمان الهيمنة الاقتصادية الامريكية والاسرائيلية على مقدرات شعوب الشرقين الادنى والاوسط وحتى حدود الصين.
لا يغيّر من تقييمنا هذا ان فيشر سيصبح بين ليلة وضحاها مواطنا اسرائيليا، يسري عليه قانون العودة الصهيوني العنصري، وانه صهيوني حتى العظم ومتحزب لاسرائيل العدوان. والسؤال لماذا لم يجر اختياره لهذا المنصب الرسمي الرفيع قبل عشر سنوات او خمس سنوات مثلا، ولماذا في هذا الوقت بالذات، وفي يوم الانتخابات للرئاسة الفلسطينية وعشية تقديم شارون لحكومته الجديدة مع حزب "العمل" للتصديق عليها في الكنيست؟ هذا مع العلم ان لفيشر علاقات عمل مع حكومات اسرائيل منذ اكثر من ثلاثة عقود. ففي العام 1985 وبناء على توصيات فيشر بنيت الخطة الاقتصادية او الصفقة الثلاثية بين الحكومة والهستدروت وارباب العمل تحت يافطة محاربة التضخم المالي منفلت العقال حيث وصلت نسبة التضخم في العام 1984 الى اربعمائة في المئة، محاربة التضخم من خلال سحق الامور وزيادة البطالة.
برأينا ان المدلول الحقيقي والاساسي لتعيين البروفيسور ستانلي فيشر مديرا عاما لبنك اسرائيل يتلخص في امرين اساسيين مترابطين عضويًا.
* الاول: توجيه دفة التطور الاقتصادي في اسرائيل، طابع التطور، وفقا للنهج النيوليبرالي "اقتصاد السوق" وبشكل يجعله اكثر ملاءمة للاندماج في قطار العولمة الامريكية. فمدير بنك اسرائيل يعتبر المستشار الاقتصادي للحكومة، فبنك اسرائيل هو من يحدد نسبة الفائدة على القروض كل شهر، وبناء على هذه الفائدة تحدد البنوك التجارية نسبة الفائدة على القروض التي تقدمها للزبائن مع اضافة واحد ونصف في المئة. ومن خلال تحديد نسبة الفائدة تؤثر توصيات مدير بنك اسرائيل على مستوى الاسعار وسوق العمل وعلى مجال التنمية الاقتصادية. ويتوقع بعض الاقتصاديين ورجال البنوك الاسرائيليين امثال الاقتصادي امير حييك، الاقتصادي المركزي في بنك "ايجود" ان فيشر سيعمل على تخفيض نسبة الفائدة البنكية مما سيؤدي الى ارتفاع سعر صرف الدولار. فمدير بنك اسرائيل له صلاحية رسم سياسة السعر التبادلي للعملات، ولا نستغرب، خاصة على ضوء انخفاض سعر صرف الدولار في الاشهر الاخيرة، ان يلجأ فيشر الى تخفيض سعر الفائدة البنكية مما يؤدي الى رفع سعر صرف الدولار. كما انه من خلال فيشر يتوقع رفع مكانة اسرائيل في سلم تدريج القروض لدى المؤسسات الامريكية والعالمية الواقعة تحت الهيمنة الامريكية، كما ستُفتح افاق اوسع للرأسمال الاسرائيلي في البورصة الامريكية.

* والثاني: التوسع الاخطبوطي في ظل السلام الامريكي. ليس من وليد الصدفة انه في اليوم الذي اعلن فيه عن فوز محمود عباس بالرئاسة الفلسطينية من خلال انتخابات دمقراطية، وفي اليوم الذي يطرح فيه شارون حكومته الائتلافية الجديدة امام الكنيست، في هذا اليوم بالذات وبعد ان اعلن عن فيشر المدير الجديد لبنك اسرائيل جرى نشر مقابلة اجرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع فيشر قبل سنتين، ففي تلك المقابلة اكد فيشر "ان الاقتصاد الاسرائيلي لن يسترد أنفاسه من الدرك الأسفل الذي ينوجد فيه الا باستئناف العملية السلمية مع الفلسطينيين". وفي رأيه ان استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين تقود الى منعطف في الاقتصاد الاسرائيلي "فاندماج اسرائيل في السوق الشرق أوسطية أسهمت نسبيًا بالقليل للناتج القومي الاسرائيلي. ولولا الانتفاضة والحرب لكان الاقتصاد الاسرائيلي منتعشًا اقتصاديًا". لا نقاش لنا مع البروفيسور فيشر حول العلاقة العضوية بين السلام والانتعاش الاقتصادي، بين الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي. فهذا ما نؤكده دائمًا في نضالنا ضد سياسة حكومة الاحتلال والعدوان والافقار. ولكن كثيرا ما كانت مثل هذه التصريحات لا تعدو كونها "كلمة حق يراد بها باطل". فما هو مضمون وطابع وحدود السلام الذي تحدث عنه فيشر؟ انه لا يختلف جوهريًا عن هوية وطابع السلام الذي يتحدث عنه جورج دبليو بوش ويتشدق به اريئيل شارون الذي يهرول خادم الطغمة المالية والامبريالية ستانلي فيشر ليكون بمثابة المستشار الاقتصادي لحكومته.
لقد جاء تعيين البروفيسور فيشر مديرًا لبنك اسرائيل في ظروف "العهد الجديد" كما يطلق عليه أرباب التحالف الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي، في ظروف تهيئة المناخ للهيمنة الاستراتيجية والاقتصادية الامريكية – الاسرائيلية في اطار ما يعدون له من شرق أوسط كبير. واتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – العربية – الامريكية الاخيرة، اتفاقيات المناطق الصناعية المؤهلة – الاسرائيلية – المصرية – الامريكية والاسرائيلية – الاردنية – الامريكية – تندرج في اطار هذا المخطط الاستراتيجي. كما تندرج مؤشرات هرولة تطبيع علاقات عدد من الأنظمة العربية، في المغرب العربي والخليج الفارسي - العربي، مع اسرائيل قبل الحل العادل للقضية الفلسطينية في اطار هذا المخطط الاستراتيجي. ولهذا، فانه من الأهمية بمكان أن يكون مستشار حكومة العدوان الاسرائيلي الاقتصادي انسانًا ضليعًا وعلى مستوى عال من الخبرة في خدمة مصالح أرباب الرأسمال الكبير والشركات الأجنبية الأمريكية عابرة القارات التي ستسرح وتمرح في رحاب الشرق الأوسط الكبير، وستانلي فيشر أهل للقيام بهذه المهمة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الخدمة الوطنية- في خدمة من؟
- لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟
- ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...
- شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-
- وتبقى الراية مرفوعة
- في الذكرى الـ-48 لمجزرة كفرقاسم: لا مفر من استخلاص العبر لمو ...
- مدلول التصويت على خطة شارون: على أية مساحة تكون أرض اسرائيل ...
- هل يمكن التصويت دعما لخطة دفن الحق الفلسطيني المشروع؟
- التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيج ...
- ماذا وراء هذا التزامن؟!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبنك اسرائيل؟