أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-















المزيد.....

شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1007 - 2004 / 11 / 4 - 10:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


بادىء ذي بدء نتمنى للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية والعودة السريعة الى ارض الوطن المحتل لمواصلة المسيرة بقيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق هدفه الاستراتيجي الوطني المركزي بالتخلص من نير الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي الغاشم واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

لقد عكست الازمة الصحية الصعبة التي ألمت برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، مدى عمق الازمة التي تواجهها حكومة الاحتلال والاستيطان والمجازر اليمينية الشارونية على ساحة التعامل مع الحق الفلسطيني المشروع ومع القيادة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، المنتخب دمقراطيا من شعبه.
اتخذت حكومة الكوارث اليمينية الشارونية من تحديد موقفها من الرئيس ياسر عرفات ذريعة لشن ما يشبه حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني وبهدف مصادرة حقوقه الوطنية الشرعية وتخليد الاحتلال وعرقلة اية جهود او مبادرات للتسوية السياسية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد ادعت بشكل ديماغوغي ان الرئيس ياسر عرفات "ليس بذي شأن" وليس ندا للتفاوض معه حول تسوية سلمية وانه "ارهابي" وقد اثبتت الايام الماضية للمحتلين المجرمين ولأسيادهم في "البيت الابيض" وللعالم اجمع ان ياسر عرفات حتى وهو على سرير العلاج المكثف كان ولا يزال صاحب الشأن في البيت الفلسطيني والقائد الرمز لمسيرة الشعب الفلسطيني الكفاحية من اجل التحرر والاستقلال الوطني. ولعل مظاهرات الالوف الشعبية التي اجتاحت مختلف مدن وقرى ومخيمات المناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع وصدحت اهازيجها وشعاراتها بحياة عرفات وقيادة عرفات كانت بمثابة استفتاء شعبي يبرق رسالته للمحتلين وللعالم اجمع ان لا بديل لموقف عرفات، لطريف عرفات بمواصلة الكفاح العادل المتمسك بثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية، غير القابلة للتصرف والمسنودة بقرارات الشرعية الدولية، الحق في الحرية والاستقلال الوطني، الحق بالدولة والقدس والعودة.
بحجة الموقف من عرفات غير المرضي عنه اسرائيليا وامريكيا لتمسكه بثوابت حقوق شعبه الوطنية ورفضه لاملاءات الحلول التصفوية التي تنتقص من هذه الثوابت وتجعل من الحرية والسيادة والاستقلال الوطني أمرًا فارغ المضمون، ادعت حكومة الاحتلال والدماء الاسرائيلية انه لا يوجد طرف فلسطيني تتفاوض معه، وتحت هذه اليافطة التضليلية طرح شارون خطة الفصل الكارثية من طرف واحد مع قطاع غزة بهدف ترسيخ اقدام الاحتلال الاستيطاني في الضفة الغربية وضم غالبية المناطق الفلسطينية المحتلة تحت السيادة الاقليمية – السياسية الاسرائيلية. وفجأة بمرض الرئيس ياسر عرفات ادخلت حكومة اليمين الشارونية في حالة من اللخمة والارتباك، وبدأت تصريحات المسؤولين في حكومة الكوارث على اليمين وعلى الشمال ترسم اوهامها الجهنمية وتفصّل بدائل فلسطينية على مقياس سياستها الاجرامية لتكون "أهلا" للتفاوض معها وللحديث عن خطة خارطة الطريق. ففي اجتماع مجلس وزراء حكومة اليمين يوم الاحد الماضي 31/10/2004، صرح رئيس الحكومة، ارئيل شارون، ووزير خارجية حكومته، سلفان شالوم، انه قد تنشأ في غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن الساحة السياسية او عدم عودته الى مركز القيادة الفلسطينية وصياغة القرار السياسي الفلسطيني، قيادة جديدة بديلة تنتهج سياسة بديلة لسياسة ياسر عرفات!! وبعُنهجية المستعمرين الاستعلائية يشترط سلفان شالوم على "القيادة البديلة" ان تثبت بالافعال وليس بالاقوال العمل على تنفيذ الاملاءات الاسرائيلية مثل تجريد فصائل المقاومة من السلاح واجراء اصلاحات "جذرية" مرضي عنها اسرائيليا وامريكيا في اجهزة السلطة والامن وغيرها. ولا تحتاج هذه التصريحات الى أي تعليق حول مدلولها السياسي وما ينشده المحتل من طابع هوية القيادة الفلسطينية البديلة، يريد باختصار قيادة فلسطينية تفرط بثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية وتسجد في بيت الطاعة ولاءً لمخطط المحتل التآمري بمصادرة الحق الفلسطيني في دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولزرع بذور الشك والفرقة بين قادة الشعب الفلسطيني في هذا الظرف المصيري يلجأ المحتلون الى سوق المضاربة للمراهنات وطرح الاحتمالات حول من يخلف عرفات في ادارة الشأن الفلسطيني من القادة، ومن منهم مرضيا عنه ومقبول اسرائيليا وامريكيا وامعانا في زرع بذور الشك امر واوصى رئيس الحكومة ارئيل شارون وزراءه ومستشاري حكومته وغيرهم من المسؤولين وقف التصريحات حول من سيكون خليفة عرفات، ومن مِن بينهم تفضل اسرائيل ان يكون، فتلميع أي من القادة الفلسطينيين قد يحرق اوراق احتمالاته بين شعبه.

ولكن "حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا" كما يقول المثل، فتكاتف القيادة الفلسطينية ووحدة موقفها ان كان في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية او السلطة الفلسطينية والمجلس الوطني والمجلس التشريعي وفي جميعهم معا، خاصة في هذا الظرف المصيري من غياب الرئيس عرفات الذي نأمل ان يكون مؤقتا، هو سيد الموقف، وما تتطلبه المصلحة الوطنية لكفاح الشعب الفلسطيني العادل. فوحدة الصف الوطنية الفلسطينية في المؤسسات الفلسطينية وانتظام اعمالها، وحدة الصف الوطنية الكفاحية على مختلف المستويات الرسمية والفصائلية والجماهيرية هي ضرورة موضوعية لمواجهة التحديات الكارثية التي يطرحها المحتل الغاشم.
لقد ناشدنا في معالجات وتعليقات سابقة اخوتنا من مختلف الفصائل الوطنية على الاهمية المصيرية لبلورة وحدة وطنية، ومن خلال حوار اخوي، مبنية على برنامج سياسي واستراتيجي يرتفع الى مستوى المواجهة، والتغلب على التحديات التي يطرحها المحتل الاسرائيلي، برنامج يستقطب تضامنا عالميا وحتى من داخل اسرائيل مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة بزوال الاحتلال ودنسه الاستيطاني وانجاز الاستقلال الوطني بقيام الدولة الفلسطينية السيادية وعاصمتها القدس الشرقية وايجاد الحل العادل لقضية اللاجئين وحقهم الشرعي بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية.

اننا نرى عين الصواب، ومن الاهمية بمكان دعوة حزب الشعب الفلسطيني الى "وضع خطة للتحرك السياسي وبالتعاون بين اللجنة التنفيذية والحكومة الفلسطينية، وبمشاركة كافة القوى السياسية تأخذ بعين الاعتبار التطورات السياسية الحاصلة وفي مقدمتها نتائج الانتخابات الامريكية، والدفع باتجاه تفعيل الدور الاوروبي وذلك في مواجهة خطة الفصل الاحادي وتبيان خطر اعتبار خطة شارون جزءا من خارطة الطريق". فخطة كهذه تساعدنا نحن ايضا، انصار الحق الفلسطيني المشروع والسلام العادل، في نضالنا ضد سياسة الاحتلال والاستيطان والمجازر التي تنتهجها حكومة اليمين الشارونية، تساعدنا في نضالنا من اجل بلورة بديل سياسي سلطوي في اسرائيل يصافح اليد الفلسطينية الممدودة للسلام العادل. ولكن اكبر مساعدة نقدمها في المعركة لانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني وارساء قواعد السلام العادل، الشامل والثابت، تكون بتكثيف المساعي والجهود لرص اوسع وحدة صف نضالية، يهودية – عربية، عربية - يهودية في المعركة ضد سياسة الاحتلال الاجرامية الممارسة ومن اجل زوالها والتخلص من حكومة الكوارث اليمينية القائمة.

وفي النهاية، فان من يبني الامل على بلورة قيادة فلسطينية بديلة بسياستها لسياسة ياسر عرفات، فانه كمن يبني على الرمال المتحركة، ولا يستهدف سوى مواصلة تدفق نزيف الدم من شرايين الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، ولن تجد حكومة الاحتلال قائدا فلسطينيا واحدا يوافق او يتجرأ على التفريط بالحقوق والثوابت الوطنية الشرعية الفلسطينية، او الموافقة ان تذهب دماء مئات الوف الشهداء ومعاناة شعب على دروب المآسي عشرات وعشرات السنين هدرا. ولنا كل الثقة بدرجة وعي ومسؤولية القيادة الوطنية الفلسطينية، بالشعب الفلسطيني، وحرص جميعهم على صيانة الحق والهُوية والقضية. وشعب ذاق النكبة اكثر من مرة لن يلدغ من جحره مرة اخرى.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتبقى الراية مرفوعة
- في الذكرى الـ-48 لمجزرة كفرقاسم: لا مفر من استخلاص العبر لمو ...
- مدلول التصويت على خطة شارون: على أية مساحة تكون أرض اسرائيل ...
- هل يمكن التصويت دعما لخطة دفن الحق الفلسطيني المشروع؟
- التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيج ...
- ماذا وراء هذا التزامن؟!
- هل تستهدف مجازر حكومة شارون تحويل شمال القطاع الى منطقة عازل ...
- عبد رضا الشيوعي الذي كان بيننا
- لمواجهة مخطط الاستيطان والتصفية الاسرا–امريكي
- صباح الخير صباحك منوّر يا أبا حنظلة
- المعيار الاجتماعي لسياسة تُعيد انتاج المآسي
- التفاعلات الجارية في الخارطة السياسية الحزبية الاسرائيلية
- حتى لا نكون وقضايانا صفرًا على الشمال!
- جون كيري يسجد أيضًا في بيت الطاعة الصهيوني
- حتى لو انفلق الكارهون!- زيّاد أهل للتكريم
- التطورات المأساوية على ساحة الصراع الأسرائيلي – الفلسطيني
- القاضية دوريت بينيش تفضح عرض وعار تحالف -الشاباك- والحكومة
- المدلولات الكارثية للسياسة الليبرالية الجديدة
- تطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية في ارجوحة المخطط الاسترا ...
- المدلولات الحقيقية لنتائج انتخابات برلمان الاتحاد الاوروبي


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-