أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيجية الارهاب والجرائم الامريكية – الاسرائيلية















المزيد.....

التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيجية الارهاب والجرائم الامريكية – الاسرائيلية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 12:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ذهبت في هواجس، لا أعرف إن كان بعيدًا أم قريبًا، الى التفكير بأن وراء تخطيط العملية التفجيرية الاجرامية في منتجعات طابا المصرية، في فندق "هيلتون طابا" وغيره، اصابع ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية وحكومة الكوارث والمجازر والدماء اليمينية الشارونية، او بصورة أصح وأدق من حيث المدلول السياسي، وهذا الأرجح، أن هذه العملية الارهابية الوحشية والمدانة، وبغض النظر من وقف وراءها او نفذها، ان كانت أذرع منظمة "القاعدة" او منظمات اصولية اسلامية مصرية او غيرها، فقد جاء موعد توقيتها على قدر الطلب الامريكي والاسرائيلي، وكأنهما كانا في انتظاره لمساعدتهما في التغطية على المأزق الذي يواجهانه، والتغطية على المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبونها ضد شعبي فلسطين والعراق.

فديناميت الشياطين الذي أزهق أرواح المصطافين من الناس الابرياء، وعشرات القتلى والجرحى والمفقودين تحت ردم الجريمة من المصريين والاسرائيليين اليهود ومن المواطنين العرب في اسرائيل وغيرهم، جاء من حيث المردود السياسي في نهاية المطاف لخدمة استراتيجية الارهاب والجرائم الامريكية والاسرائيلية ولا يجلب سوى الضرر الكبير للكفاح العادل الفلسطيني والعراقي ضد الغزاة المحتلين الاسرائيليين والانجلو امريكيين، ولجميع المناضلين في المنطقة وعالميًا ضد استراتيجية وممارسات عولمة ارهاب الدولة المنظم للهيمنة عالميًا بواسطة القوة العسكرية والبلطجة العربيدة التي تنتهجها ادارة بوش وحليفها الاستراتيجي حكومة الكوارث والاحتلال اليمينية الشارونية.
"قالوا للكافر إحلف، قال جاءت ساعة الفرج"، والكافرون بحقوق الانسان والشعوب في الحرية والسيادة في تل ابيب و"البيت الابيض" كانت العملية الاجرامية في طابا، التي لا يمكن تبريرها ابدًا، بمثابة ساعة الفرج لصرف انظار الرأي العام العالمي عامة، والشرق الاوسطي والعربي خاصة، عن المجازر والجرائم الدموية الارهابية التي يرتكبونها ضد المدنيين من الناس العزل في العراق المحتل وفي المناطق الفلسطينية المحتلة. مجلس الامن الدولي المخصي امريكيا يزن الامور المتشابهة، بمكيالين مختلفين وفق معايير تخدم استراتيجية الارهاب والعدوان والهيمنة الامريكية. فقد سارع مجلس الامن الى الانعقاد واتخاذ قرار يدين "الموجة الارهابية" الاخيرة في مصر وباكستان" ويدعو الى تكاتف الجهود الدولية والتعاون الدولي لمواجهة الارهاب كونيًا ومساعدة ضحايا الارهاب. لا اعتراض لنا على هذه الادانة، نحن مع الادانة، ولكن كيف يمكن تفسير لجوء ادارة بوش في مجلس الامن الدولي الى استخدام حق الفيتو قبل ايام قليلة من عملية طابا الذي افشل اتخاذ قرار في هذه الهيئة الدولية يدين مجازر الارهاب الاسرائيلي ضد الفلسطينيين المدنيين في شماع قطاع غزة ويطالب بانسحاب جند هولاكو من هذه المنطقة! لماذا لم يتضمن قرار الادانة الموجة المتصاعدة لعمليات الارهاب والقتل الجماعي التي يرتكبها المحتلون الانجلو امريكيون في العراق والاسرائيليون في المناطق الفلسطينية المحتلة الى جانب "موجة الارهاب الاخيرة في مصر وباكستان"! لسنا بحاجة الى الجواب الذي مدلوله واضح كالشمس في عصر الهيمنة الامريكية واستراتيجيتها الارهابية.

ورغم ذلك، فإن جريمة التفجيرات في منتجعات طابا لا يقتصر بُعدها المأساوي فيما حصدته من الضحايا الابرياء، بل اكثر من ذلك، فانها جريمة لا تغتفر بحق الشعبين الفلسطيني والعراقي. فمنذ تنفيذ هذه العملية النكراء، أسدل الستار السميك ليخفي عن انظار الرأي العام العالمي ما يجري على مسرح الاحداث الدموية، ما يرتكبه الجزارون الاسرائيليون والامريكيون من جرائم قتل وتدمير ضد المدنيين الفلسطينيين والعراقيين ومنازلهم واملاكهم. ففي وقت تتركز فيه، وتنصرف فيه، وسائل الاعلام المختلفة وأنظار الرأي العام العالمي والمنطقي في متابعة اخبار الجريمة في طابا، يواصل فيه هولاكو القتل والتدمير تصعيد عملية افتراس الضحايا في المناطق الفلسطينية المحتلة. ففي الوقت الذي كانت فيه تنتشل من تحت الردم في فندق "هيلتون طابا" "يوم الجمعة 8/10/2004" في هذا الوقت بالذات كانت صواريخ طائرات وقاذفات مدافع الاحتلال الاسرائيلي تحصد أرواح الناس الأبرياء في بيت حانون ومخيم جباليا وبيت لاهيا وتدفن تحت ردم المنازل المهدومة ضحايا عدوانها الهمجي. فخلال يوم الجمعة المذكور وحتى صبيحة امس السبت كان عدد من قتلهم جند الاحتلال عشرة من الشهداء الفلسطينيين ومئات الجرحى من النساء والاطفال والشباب والشيوخ، بينهم طفلة شهيدة من بيت حانون لم تتجاوز العاشرة من عمرها. و"شر البلية ما يضحك"، كما يقول المثل، فجنرال المجازر والاستيطان، اريئيل شارون، يتحادث هاتفيًا بعد عملية طابا مع الرئيس المصري، حسني مبارك، حول "التعاون في محاربة الارهاب"!! وكأن ارهابه المخضب بدماء الضحايا الفلسطينيين مشرعن "وصلى عليه الانبياء"! والحقيقة ان شارون في مازق، فرغم التصعيد الوحشي الشرس للعدوان المسلح في شمال قطاع غزة فقد فشل في كسر ارادة الصمود الفلسطيني رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه شعب أعزل من السلاح تقريبًا، فشل شارون في ضمان امن المستوطنات ووقف اطلاق صواريخ "قسام" البدائية والمصنوعة يدويًا على حساب مصادرة أمن اهالي شمال القطاع. ولهذا يعمل شارون تحت يافطة "التعاون في محاربة الارهاب" على استثمار عملية طابا لتجنيد النظام المصري حتى يمارس ضغطًا على الفلسطينيين تسمح له "بالنزول عن الشجرة" وسحب قواته الغازية من شمال القطاع مقابل وقف اطلاق صواريخ قسام الفلسطينية وذلك بهدف تمرير خطة الفصل وفك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة التي ستطرح في هذا الاسبوع على جدول الكنيست (البرلمان)، ويندرج في هذا السياق تصريح مدير مكتب شارون السابق، دوف فايسغلاس، الذي ادلى به قبل عدة ايام، وعشية طرح خطة شارون، على الكنيست، والذي يؤكد فيه ان خطة شارون لفك الارتباط من جانب واحد مع قطاع غزة جاءت للقضاء على العملية السياسية، على التسوية السياسية للحل الدائم، ولمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. اراد فايسغلاس بهذا التصريح خدمة شارون ومساعدته في استمالة وضمان تأييد معارضي خطة الفصل من داخل حزبه الليكودية ومن خارجه، من قوى الاستيطان واليمين المتطرف والفاشية العنصرية، بالتصويت الى جانب الخطة عند طرحها القريب في الكنيست.
ولهذا، فإن شارون يأمل وبمساعدة الضغط الامريكي والمساندة الامريكية، الاستفادة من عملية طابا لتجنيد مكبس ضغط عربي على القيادة الفلسطينية لتمرير خطة فك الارتباط الكارثية.
وما قيل عن محاولة المحتل الاسرائيلي الاستفادة من عملية طابا لخدمة اهدافه السوداء ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية ينطبق على المحتل الانجلو امريكي ضد شعب العراق. ففي وقت تتجه فيه الانظار عالميًا منذ عملية طابا التفجيرية الى معطيات هذه الجريمة الدموية النكراء، فان المحتل الامريكي يصعّد بشكل جنوني القصف المكثف على الاحياء المكتظة بالسكان في الفالوجة وسامراء وبغداد وغيرها مخلفًا يوميًا العشرات من القتلى والجرحى من العراقيين المدنيين الابرياء، من النساء والاطفال والشباب والشيوخ، والعشرات من المنازل السكنية التي تدمرها الصواريخ المنطلقة من طائرات الغزاة المحتلين. وحسب ما ذكرته وسائل الاعلام صباح 9/10/2004 على لسان المسؤولين المحتلين، ان المحتلين وبالتعاون مع عملائهم من العراقيين يضعون علامة "الله يرحمه" على ثلاثين مدينة عراقية صنفوها في اطار "مدن متمردة" يخطط "لمعاقبتها" على طريقة هولاكو القتل والتدمير. فعمليا يخطط المحتل الامريكي لمواصلة تصعيد الارهاب الدموي وتجسيد سياسة الارض المحروقة على ارض الجريمة في العراق وذلك لكسر ارادة الشعب العراقي ومقاومته للغزاة المحتلين وذلك بهدف خلق اوضاع "مستقرة نسبيًا"تتيح له تزوير ارادة الشعب العراقي بانتخابات عامة مزورة في مطلع العام الفين وخمسة الجديد، توصل الى سدة الحكم اعوان امريكا من عملائها ترسيخًا لاقدام ولاهداف استراتيجية الهيمنة الامريكية في العراق والشرق الاوسط، كما ان بوش يأمل من تصعيد جرائم الحرب في العراق، تضليل الرأي العام الامريكي، بأنه "حازم" في محاربة الارهاب في العراق، وأي استقرار نسبي يمكن انجازه، قد يساعده في رفع اسهمه الانتخابية المنهارة على ساحة المنافسة للرئاسة التي ستجري في مطلع الشهر القادم.
اضافة الى كل ذلك فان العملية التفجيرية في منتجعات طابا تعتبر جريمة بحق الاقتصاد المصري، اذ انها تؤثر سلبًا على السياحة وجذب السائحين الاجانب الى هذه المنتجعات التي تدر ملايين ملايين الدولارات سنويًا على ار ض الكنانة.
لقد أكدنا مرارًا ونؤكد اليوم اكثر من أي وقت مضى، ان مثل هذه الاعمال المغامرة المخضبة بدماء الناس الابرياء من ضحاياها، لا تجلب سوى الضرر الكبير لكفاح اصحاب الحق المسلوب المناضلين من اجل الحرية والاستقلال الوطني، ولا يستفيد من ورائها سوى الجزارين المجرمين الذين يغتصبون ويستبيحون حقوق وحرية وسيادة الشعوب التي ترزح تحت وطأتهم او تحت مطرقة استغلالهم. والشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية المناضلة ضد الاحتلال ومن اجل زواله وانجاز الحق المشروع بالدولة والقدس والعودة براء من مجرمي عملية طابا.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء هذا التزامن؟!
- هل تستهدف مجازر حكومة شارون تحويل شمال القطاع الى منطقة عازل ...
- عبد رضا الشيوعي الذي كان بيننا
- لمواجهة مخطط الاستيطان والتصفية الاسرا–امريكي
- صباح الخير صباحك منوّر يا أبا حنظلة
- المعيار الاجتماعي لسياسة تُعيد انتاج المآسي
- التفاعلات الجارية في الخارطة السياسية الحزبية الاسرائيلية
- حتى لا نكون وقضايانا صفرًا على الشمال!
- جون كيري يسجد أيضًا في بيت الطاعة الصهيوني
- حتى لو انفلق الكارهون!- زيّاد أهل للتكريم
- التطورات المأساوية على ساحة الصراع الأسرائيلي – الفلسطيني
- القاضية دوريت بينيش تفضح عرض وعار تحالف -الشاباك- والحكومة
- المدلولات الكارثية للسياسة الليبرالية الجديدة
- تطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية في ارجوحة المخطط الاسترا ...
- المدلولات الحقيقية لنتائج انتخابات برلمان الاتحاد الاوروبي
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- خطة (لفك الارتباط) بدون أي فك للرباط!
- في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط ...
- ماذا كنتَ ستقول يا ماير فلنر؟


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيجية الارهاب والجرائم الامريكية – الاسرائيلية