أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد سعد - تطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية في ارجوحة المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة منطقيا وكونيا















المزيد.....

تطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية في ارجوحة المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة منطقيا وكونيا


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 870 - 2004 / 6 / 20 - 06:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قبل وابّان وبعد الحرب العدوانية الانجلوامريكية واحتلال العراق في اطار المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة منطقيا وكونيا اكدنا وقيّمنا أن اسعار اسهم العدوانية الاسرائيلية، دور ومكانة اسرائيل الرسمية سيرتفع في اطار هذا المخطط وفي المساعي لدفع عجلات تنفيذه. فإسرائيل الرسمية ترتبط مع الولايات المتحدة الامريكية بتحالف استراتيجي عسكري وسياسي يشمل منذ اواسط الثمانينيات تخصيص مكانة لاسرائيل في اطار برنامج سباق التسلح الامريكي التقليدي وغير التقليدي (المشاركة في "حرب النجوم" بتطوير منظومات صاروخية متعددة تحمل رؤوسا نووية وغيرها – برنامج تطوير آليات الدفاع الاستراتيجي كما اطلقت امريكا عليه). ووفق هذه "المكانة" وبتحميل امريكي استخدمت معاهد الابحاث الاسرائيلية في خدمة تطوير الطاقة العسكرية غير التقليدية واعطي بناء على ذلك لاسرائيل تطوير وانتاج بعض الحلقات الانتاجية للاسلحة التدميرية العصرية الامريكية – الاسرائيلية. كما يجري التنسيق والتعاون الوثيق الامريكي – الاسرائيلي في المجال المخابراتي ونقل المعلومات الاستراتيجية العسكرية واستعمال اسرائيل جسر عبور لتغلغل النفوذ الامبريالي الامريكي الى عدد من البلدان لتدجين انظمتها في حظيرة الولاء لامريكا، وذلك من خلال عقد اتفاقيات تزويد هذه الانظمة بالاسلحة العصرية المتطورة وعقد اتفاقات تعاون عسكري كما حدث مع الهند وتركيا وغيرهما.
أضف الى كل ذلك التطابق والانسجام بين الهوية الايديولوجية والسياسية لادارة جورج دبليو بوش المغرقة في رجعيتها اليمينية، وبين الهوية الايديولوجية السياسية العدوانية لحكومة الكوارث اليمينية الشارونية. ولهذا، فمنذ ان اعلن جورج دبليو بوش عن هوية السياسة الخارجية الامريكية بعد احداث سبتمبر 2001 التي لخصها بجملة "ان كل من ليس معنا فهو ضدنا "والانطلاق لممارسة عولمة الارهاب والجرائم تحت يافطة محاربة الارهاب، اكدنا وحذرنا من ان لحكومة الاحتلال والدماء اليمينية الشارونية سيكون الدور الاجرامي في اطار مخطط عولمة الارهاب ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المحتلة بل على النطاق المنطقي والعالمي. ولهذا، ومن هذا المنظور، اكدنا ان خطة فك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة التي اعلنها اريئيل شارون واقرتها حكومته ليست ابدا نافذة تطل على التسوية السياسية العادلة، وليست خطة للتسوية تستهدف وقف العدوان وزوال الاحتلال الاستيطاني في نهاية المطاف بل هي ليست اكثر من وسيلة تكتيكية جرى تنسيقها مع الحليف الاستراتيجي في "البيت الابيض" وذلك بهدف خدمة المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة في المنطقة. ونبني تقييمنا هذا بناء على الدلائل والمؤشرات والمعطيات التالية:
* اولا: اذا كانت وجهة اسرائيل الرسمية نحو التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني، وان خطة الانفصال وفك الارتباط من طرف واحد عبارة عن خطوة اولية مرحلية باتجاه التوصل الى الحل الدائم، كما يدعي المروّجون والمؤيدون لهذه الخطة الكارثية، فلماذا يا ترى وما هي الحاجة لتطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية وتزويدها بأحدث وسائل التدمير العسكرية؟ ما هي الحاجة لشراء ثلاث غواصات المانية تستطيع الصواريخ المنصوبة عليها والحاملة لرؤوس نووية او غيرها ان تصل الى مسافات طويلة؟ هل يحتاج "الارهاب الفلسطيني" والمقاومة الفلسطينية والضفة والقطاع التي لا تبعد رمية عصا عن مدافع الدبابات الاسرائيلية وعن الصواريخ المنطلقة من "الاباتشي" الى مثل هذه الغواصات؟ ما هي الحاجة لتطوير صواريخ بعيدة المدى عصرية ومدمرة؟ ما هي الحاجة لبناء حاملة طائرات تضاهي حاملات الطائرات الامريكية؟
ان تطوير مثل هذه الاسلحة والتزود بمنظومات متنوعة من الصواريخ والغواصات وغيرها من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية، ينطوي على مخاطر جدية تعكس حقيقة الأبعاد العدوانية للتحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي. فتطوير هذه الطاقة العسكرية جاء لتعزيز مكانة اسرائيل الرسمية عسكريا كمخفر استراتيجي امامي يخدم مصالح الهيمنة الامريكية في المنطقة ويكون بمثابة عصا امريكا للبلطجة العربيدة العدوانية وتهديد مختلف الانظمة والبلدان في الشرق الاوسط وخارج نطاقه، يهدد كل من يقف معارضا سياسة الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة.
* ثانيا: انطلاقا من اولا فإن ايران النظام كانت دائما مستهدفة من قبل تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي وفي اكثر من مناسبة كشف النقاب عن تشجيع اسرائيل الرسمية للادارة الامريكية ودفعها للعدوان على ايران او اعطائها الضوء الاخضر للعدوان بحجة بناء ايران طاقة ذرية والترويج لتطوير صواريخ ايرانية يصل مداها الى اسرائيل. وهنالك من يتوقع ان الضربة العدوانية ستوجه الى ايران بعد العراق. ولم يشفع لايران اعلان نظامها السماح للامم المتحدة واللجنة الدولية للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل بزيارة مواقعها النووية. ولا يعدم المعتدون اختلاق المبررات لشرعنة عدوان يخططون له. فاليوم يجري الترويج في وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية وغيرها من وسائل الاعلام الرجعي المجند بأن النظام الايراني يحرك ثلاث فرق عسكرية باتجاه الحدود مع العراق، وأن عددا من رجال المخابرات الايرانية موجودون منذ اكثر من عام في العراق، وان الملك الاردني، عبد الله الثاني، كشف للامريكان ان احمد الجلبي عميل مزدوج للامريكان وايران، وأنه في حالة خروج قوات الاحتلال الانجلو امريكي من العراق تجتاح القوات الايرانية العراق!!
قد يكون الترويج لهذه الدعاية ذريعة لخدمة بقاء قوات الاحتلال الانجلوامريكي في العراق ردحا طويلا من الزمن. كما لا نستبعد احتمال ان الهدف من وراء هذه الدعاية تحضير اذهان الرأي العام العالمي لعدوان محتمل يجري الاعداد له في الدهاليز المعتمة للتنسيق الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي، وبذريعة تهديد ايران لبلدان الجوار او بحجة تطوير الطاقة النووية. وقد تقوم اسرائيل الرسمية بهذا العمل العدواني القذر واستعمال الطاقة العسكرية المستحدثة في ارتكاب الجريمة كما فعلت بنسف المفاعل النووي في العراق عام 1981. كما لا نستبعد العدوان على سوريا المستهدفة امريكيا واسرائيليا بذرائع شبيهة تضليلية.
* ثالثا: برأينا ان خطة فك الارتباط الشارونية ليست اكثر من وسيلة تكتيكية جاءت ايضا لخدمة الرئيس جورج دبليو بوش في معركته الانتخابية لولاية ثانية في رئاسة الولايات المتحدة الامريكية. فبوش الغارق في اوحال العراق والمقاومة العراقية للتخلص من دنس المحتلين يعمل وبالتنسيق مع حكومة اسرائيل وبعض الانظمة العربية لتسويق خطة فك الارتباط كبداية للتسوية السياسية وكانجاز لرئاسته يستحق بموجبه ثقة الناخبين. ونرى من الاهمية بمكان التأكيد والاشارة بأن ما هو مقرر ومعلن ان البدء بتنفيذ المرحلة الاولى من هذه الخطة يكون في آذار 2005 بعد انتهاء المعركة الانتخابية في امريكا، في شهر تشرين ا لثاني 2004!! ومن يضمن تنفيذها؟
* رابعا: برأينا، كما اكدنا دائما ومرارا في تعليقات وتحليلات سابقة، ان شارون استهدف من خطة فك الارتباط ان تكون وسيلة تكتيكية تساعده على تجسيد هدفه الاستراتيجي وبرنامجه الاستراتيجي بترسيخ اقدام الاحتلال في الضفة الغربية وضم اكثر من نصف مساحتها الى اسرائيل. وما نشهده اليوم من جرائم استيطانية وهمجية دموية يرتكبها المحتل في الضفة الغربية يعكس حقيقة انه ليس في برنامج حكومة شارون أي مكان للسلام والتسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية. فمسابقة الزمن والتسريع في عملية تهويد القدس الشرقية وضواحيها من خلال بناء جدار العزل العنصري وتوسيع الاستيطان في منطقة نابلس وغيرها يعكس الابعاد السياسية الحقيقية من وراء خطة فك الارتباط. وقد كشف وزير "الامن" في حكومة الاحتلال والدماء اليمينية، شاؤول موفاز، انه تقرر رصد ثلاثمائة مليون شاقل لبناء اجهزة حماية للمستوطنات الواقعة خارج جدار العزل العنصري وغير الواقعة في اطار الكتل الاستيطانية الخمس الكبرى. ففي حديثه مع رؤساء المستوطنات في لقائه معهم في "غوش عتسيون" (انظر "يديعوت احرونوت" 15/6/2004) اكد موفاز انه سيخصص "مناطق امنية خاصة" على مسافة 400 متر حول كل مستوطنة كمنطقة ردع امني وانذار مبكر يحذر من دخول "مخربين"!
ان هذه الوقائع المذكورة تجسد حقيقة المخاطر الجدية، الحالية والمرتقبة، التي تنطوي عليها سياسة العدوان الاسرائيلية واستراتيجية تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي. مخاطر تستدعي نهوض وتصعيد كفاح قوى السلام والتقدم وانصار حقوق الشعوب في الحرية والسيادة الوطنية لمواجهتها ودفنها.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدلولات الحقيقية لنتائج انتخابات برلمان الاتحاد الاوروبي
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- خطة (لفك الارتباط) بدون أي فك للرباط!
- في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط ...
- ماذا كنتَ ستقول يا ماير فلنر؟
- كان ماير فلنر أمميًا حقيقيًا وشيوعيًا مبدئيًا
- تقرير منظمة العفو الدولية: ادانة صارخة لجرائم الحرب في المنا ...
- مؤتمر القمة العربية في تونس: لا خروج من دائرة الرقص الموضعي ...
- الاتحاد- المرجع والمرجعية لمسيرة التاريخ الكفاحي لجماهيرنا
- التصريحات الامريكية المتناقضة في أرجوحة الازمة والتورط في او ...
- خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع
- على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج ال ...
- المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب ...
- من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال ...
- في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي ...
- على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية ...
- رسالة بوش - التاريخية
- أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال ...
- عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال ...


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد سعد - تطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية في ارجوحة المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة منطقيا وكونيا