أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - رسالة بوش - التاريخية















المزيد.....

رسالة بوش - التاريخية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*دعم لعدوان شارون وتنسيق لقواعد "التسوية" السياسية*
يفتش الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، عن اي منفذ يخرجه وينتشله من الدرك الاسفل للازمة الخانقة التي تلتفت حول رقبته، والتي تنذر بحسم مصيره السياسي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد حوالي ستة اشهر، في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم وبعدم انتخابه لولاية رئاسية ثانية. ولهذا ما تعكسه معطيات استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة الامريكية التي تؤكد يوما بعد يوم تدهور مكانة التأييد لبوش وزيادة التأييد لمنافسة من الحزب الدمقراطي، كيري فسهام الادانة تتجه مباشرة الى كبد سياسة ادارة بوش الفاشلة.

فالكونغرس الامريكي تسمع في هذه الايام الى آراء ومطاعن تدين بوش وتتهمه بأنه تلقى تحذيرات حول احتمال قيام منظمة "القاعدة" باعمال ارهابية داخل الولايات المتحدة الامريكية قبل احداث الحادي عشر من سبتمر الفين وواحد. وتتسع دائرة الادانة داخل الولايات المتحدة لسياسة ادارة بوش – تشيني – رامسفيلد – رايس – باول الفاشلة في العراق. فرغم مرور سنة على احتلال الواق عسكريا فأن ما يشاهده المواطن الامريكية عبر شاشات التلفزة زيادة عدد الجثث والتوابيت الامريكية يوميا الواردة من جهن ارض الصراع في العراق الى المدن الامريكية، وان المحتل الانجلو امريكي متورط في الاوحال العراقية وفي بلاد تلتهم النيران المقاومة للاحتلال اقضية الغزاة المحتلين وتنشر الفوضى وعدم الاستقرار التي يفشل المحتل الانجلوامريكي في توفير حتى الحد الادنى من الامن والاستقرار العام. فشعب العراق يؤكد يوميا للغزاة المحتلين ان وجودهم غير مرغوب فيه وان التخلص من حكم الطاغية نظام صدام حسين وجرائمه ومقابره الجماعية لا تعني ابدا اذعانهم لحكم طغاة اكثر شراءة وهمجية، لممثلين اجانب لا يتورعون عن ارتكاب المجازر الجماعية الدموية ضد المدنيين العراقيين تحت يافطة توفير "الحرية والدمقراطية" لوحوش الغاب المفترسة لممارسة شريعة الغاب ضد الشعب العراقي. هذا اضافة الى تراكم معالم الغضب والنقمة لدى الشعوب العربية وبين اوساط الرأي العام العالمي، وحتى بين شعوب تشارك انظمة بلدانها في جرائم الاحتلال الانجلوامريكي للعراق، على انتهاك ادارة عولم الارهاب والجرائم الامريكية لسيادة العراق واحتلاله وارتكاب المجازر وجرائم الحرب بحق ابنائه وبناته.
في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء الماضي، عاد جورج دبليو بوش الى التأكيد على مواصلة سياسة فرض الارهاب وتصعيد العدوان العسكري على الشعب العراقي، فلمواجهة الهبة الشعبية العراقية المطالبة بجلاء قوات الاحتلال الانجلوامريكي عن العراق راكد بوش بلغة الكاوبوي الاستعماري البلطجي العربيد انه سيرسل مزيدا من قوات الاحتلال الامريكي الى العراق، الامر الذي يعكس حقيقة ما اكدناه قبل وابان وبعد العدوان على العراق واحتلاله، ان دافع وهدف وطابع العدوان يندرج في اطار مخطط الهيمنة الاستراتيجية الامريكية على المنطقة، وان الحرب على العراق هي حرب استراتيجية تنطوي على تحقيق اهداف سياسية واقتصادية تخدم مصالح المعتدين.
امام هذا الوضع المأزوم الذي يواجهه بوش وادارته فإنه من الاهمية بمكان رؤية المخاطر الجدية التي تنطوي عليها المدلولات السياسية للقاءات الجارية في واشنطن بين مسؤولي الادارة الامريكية وكل من الرئيس الحصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني ورئيس حكومة بريطانيا، توني بلير، والتي في مركزها ومحورها لقاء بوش – شارون وخطة فك الارتباط من طرف واحد التي يطرحها شارون. فالرئيس الامريكي بوش يعمل على استثمار خطة فك الارتباط الشارونية كمنفذ من ازمته الخانقة ولتسويق وترويج مكسب حققه بين اوساط الرأي العام الامريكي، عله يرفع من اسهمه المنهارة على ساحة المنافسة الانتخابية.
وعمليا يجري بالتنسيق بين الادارة الامريكية وحكومة الكوارث الشارونية اليمينية في نسج خيوط مخطط تسويق ما يتفقان عليه عربيا وعالميا لاملائه على الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية. فلم يكن من وليد الصدفة تدريج مواعيد اللقاءات مع بوش بهذا الترتيب. فاولا كان اللقاء بين بوش ومبارك وبعده لقاء بوش – شارون – وبعده لقاء بوش – بلير وبعده لقاء بوش – علدالله واخيرا لقاء مسؤولين امريكيين مع وزير الشؤون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية د. نبيل شعث! فادارة بوش تريد ان تضمن اولا موافقة مصرية على خطة فك الارتباط الشارونية، وضمانها يعني الترويج لها في العالم العربي وضمان استثمار مكبس ضغط مصري على القيادة الفلسطينية، واللقاء مع بلير حليف وعراب الادارة الامريكية في احتلال العراق يعني ابراز ان التحالف الامريكي – البريطاني لا يزال متماسكا رغم الهزات التي يواجهها نظام كل منهما، وتوكيل حكومة بلير تسويق خطة شارون في مجموعة الاتحاد الاوروبي.
ولهذا فإن طابع اللقاء المزمع عقده بين المسؤولين الامريكيين ونبيل شعث هو تشغيل مكابس الضغط لاملاء ما يتفق عليه بين بوش وشارون وانه في ظل "التأييد العربي" و "الاوروبي" لحظة فك الارتباط في قطاع غزة، لا مفر امام الفلسطينيين سوى الرضوخ والقبول". وعلى ماذا يريدون من الفلسطينيين ان يرضخوا ويوافقوا؟
ان اخطر ما في الامر والذي يعكس مدى عداء السياسة الامريكية الرسمية للحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية ان الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، سيقدم لحليفه الاستراتيجي في العدوان والجرائم، اريئيل شارون، رسالة خطية يحدد من خلالها الموقف الامريكي من الحل الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد اعد مضمون هذا الموقف في الرسالة طاقم مشترك من الادارة الامريكية وحكومة شارون، استغرق اعداده اكثر من مائة ساعة، كما يؤكد واضعوه.
فماذا تتضمن رسالة بوش الى شارون وما هي مدلولاتها السياسية الكارثية؟ تتضمن الرسالة البنود التالية:
* اولا: لا تؤيد الادارة الامريكية اية خطة سياسية سوى خارطة الطريق! وهذا يعني من حيث المدلول السياسي ليس فقط تجاهل واستهتار تحالف العدوان الامريكي – الاسرائيلي بالمبادرة العربية، بل كذلك بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الامن وخاصة (242) و (338)، الامر الذي يؤكد – كما سنرى لاحقا – اعطاء المحتل الاسرائيلي جائزة بشرعنة انتفاضة من ثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية وضم اجزاء من الاراضي الفلسطينية المحتلة تحت السيادة السياسية الاقليمية الاسرائيلية.
* ثانيا: الرئيس الامريكي يقدر ان على اللاجئين الفلسطينيين تجسيد حقهم بالعودة في الدولة الفلسطينية!! وهذا يعني بصريح العبارة التنكر لحق العودة الذي اقرته الشرعية الدولية ووافقت عليه الولايات المتحدة.
والسؤال الذي نطرحه، من اعطى الرئيس الامريكي الحق في اصدار هذه الفتوة الاستعمارية التي تحرم اكثر من اربعة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون المعاناة في الشتات العسكري من حقهم الشرعي والانساني الاولى بالعودة. فحق العودة للاجئين الفلسطينيين ثابتة لحورية من ثوابت الحق الفلسطيني المشروع، والتنكر لهذا الحق يعني التنكر للتسوية العادلة، التنكر لبناء قواعد الامن والاستقرار في المنطقة. فبدون ضمان حق العودة وايجاد الحل العادل لقضية اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية لا يمكن ضمان او توفير الامن او الاستقرار والسلام في المنطقة.
* ثالثا: عدم العودة الى حدود 67 – والذي يعني تقديم جائزة للمحتل.
* رابعا: يقدر الرئيس بوش انه في الحل الدائم يجب الاخذ بالاعتبار التغييرات الديموغرافية (السكانية) التي حصلت في المناطق (المحتلى – أ – س)!! بعبارة اخرى يشرعن بوش ضم المستوطنات الكولونيالية او غالبيتها، المقامة بصورة غير شرعية ظلما وعدوانا ناد وبشكل يناقض القانون الدولي على الاراضي الفلسطينية المستقلة منذ 1967.
* خامسا: تحافظ اسرائيل على حقها بملاحقة عسكرية في المناطق الفلسطينية، بما في ذلك المناطق التي تخليها، وبهذا فان ادارة عولمة الارهاب المنظمة الامريكية تجيز لعرابها العربيد مواصلة امتهان كرامة السيادة الفلسطينية الوطنية وشن العدوان تحت مختلف الذرائع الواهية التي يتفنن في اختلاقها.
* ما نود تأكيده في نهاية المطاف ان ما يجري تجهيزه في مطبخ التآمر الامريكي – الاسرائيلي لا يبعث الآمال بدفع العملية على ساحة الصراع باتجاه اخماد انفاس بؤرة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، بل محورة بديل مسخ لتقزيم الحقوق الشرعية الفلسطينية. والشعب الفلسطيني الذي خرج من اطلال العديد من النكبات وقدم اغلى التضحيات لا يقبل ابدا ان يصوم ويفطر على بصلة، ويقبل بأقل من دولة مستقلة في حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق اللاجئين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال ...
- عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال ...
- مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب ...
- بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط ...
- وطن للفاشية ولا هوية قومية محددة لها
- ما هو المدلول الحقيقي ((لاسرائيل العظمى)) في تصدير الاسلحة؟؟
- أمن واستقرار العراق يستدعيان وأد محاولات الفتنة وجلاء قوات ا ...
- الخزيُ والعار للمجرمين قتلة المناضل خليل زبن
- من ((جنين - جنين)) الى ((البعنة - البعنة))
- لمواجهة أنياب الفاشية العنصرية المفترسة
- هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي ب ...
- أي مخطّط تآمري ينسجه الوفد الامريكي مع حكومة شارون!
- لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي
- هل تنفجر في اسرائيل هبّة الفقراء والجياع؟
- هل تستطيع لجان التحقيق طمس الأهداف الاستراتيجية الاساسية للح ...
- ماذا وراء ((قنبلة)) شارون السياسة بتوصية وفرضية اخلاء المستو ...
- السلطات المحلية وموظفوها السياسة الحكومية الاسرائيلية الاقتص ...
- يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟
- في الذكرى الثمانين لوفاته ويبقى لينين واللينينية منارة ارشاد ...
- حكومة يمينية هذا منهجها ونهجها لا تقود الاّ الى الكوارث


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - رسالة بوش - التاريخية