أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعالج السرطان بالاسبرين!















المزيد.....

عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعالج السرطان بالاسبرين!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 795 - 2004 / 4 / 5 - 09:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تحتفل الجماهير اليهودية في بلادنا منذ بداية الاسبوع المقبل بعيد الفصح المجيد في ظروف اقل ما يقال فيها انها لا تحمل في طياتها بشائر الفرحة وهداة البال احتفاءً بالعيد. ولعل ما يعكس حقيقة الاوضاع المأساوية في ظل حكومة الكوارث اليمينية الشارونية والتدهور الحاصل بروز بعض الظواهر الصارخة بمدلولاتها الكارثية. وسأركز على ظاهرتين اساسيتين:
* الظاهرة الاولى، المرارة الاجتماعية لسكان تحت خط الفقر من عائلات الضائقة الاجتماعية، عائلات اصحاب الدخل الهزيل المحدود وضحايا البطالة المزمنة. لقد كنت شاهد عيان لاحداث المسرحية المأساوية للفقراء والجياع يوم الاثنين الماضي 29 / 3 / 2004 في مدينة يافا. فقد اعلنت جمعية "يد مساعدة لصد يق" التي تجمع التبرعات المادية والاغذية والالبسة لمساعدة ونجدة الفقراء والمحتاجين المعدومين الذين لا يجدون شيئا في بيوتهم ولا توجد لديهم امكانيات الاحتفال بالعيد، اعلنت هذه الجمعية انها ستبدأ من الساعة الواحدة ظهرا بتوزيع "سلة العيد" على المحتاجين وهي تحتوي على بعض الاغذية والحلويات والمشروبات، وبعضها يحوي ملابس واحذية. فالآلاف من هؤلاء الذين لا يملكون سوى البؤس والمرارة توافدوا من مختلف المدن والبلدان والمستوطنات اليهودية الى حيفا منذ ساعات الصباح المبكرة، من الساعة السادسة والساعة السابعة صباحا علّ الحظ يسعدهم ويحظون بسلة العيد. واصطف طابور طويل من المسنين والعاطلين عن العمل والامهات احادية الوالدين امام مكان التوزيع "بيت هيلين" في حيفا. وعند بدأ عملية التوزيع بدأت "المدافشة" والمزاحمة واطلاق صواريخ الشتائم اللاذعة بين المصطفين في الطابور وكل يخاف ان يتعثر حظه ولا يلحقه الدور لأخذ سلة الغذاء. ولم يخفف من حدة "المدافشة" ويمنع عواقبها الاليمة سوى تدخل قوة كبيرة من الشرطة حاولت حفظ نظام الجياع والمحتاجين.

وفي نهاية المطاف جرى توزيع الف وخمسمائة "رزمة عيد" وحرم الكثيرون ممن لم يصلهم الدور وعادوا يحملون الى بيوتهم المرارة والحسرة.
وحسب اقوال مدير جمعية "يد مساعدة لصديق" التطوعية، شمعون صباغ "فان الطلب على سلات الاغذية لعيد الفصح تضاعف هذه السنة اربع مرات بالمقارنة مع السنة الماضية. انها ببساطة حرب وجود، فالحرب ليست في غزة او في لبنان، هي هنا، في البيت الفارغ. يحق للعائلات التي اكلت المرارة طيلة السنة ان يأكلوا طعاما طيبا ليلة الفصح، وليس طعاما فقط، فسيوزع على العائلات المحتاجة ايضا عشية عيد الفصح ملابس واحذية جديدة"!!
لقد عبّرت احدى الامهات من عائلة الضائقة الاجتماعية عن المأساة المعيشية للعائلات الفقيرة اذ قالت لاحد الموزعين من الجمعية التطوعية بعد تسلمها لسلة العيد ما يلي "هذه السلة لن تكون لعيد الفصح، لا يوجد لدي ما اطعم اولادي اليوم، اترك العيد جانبا، انا احتاج هذا اليوم، ماذا سيكون في الفصح؟ لا اعرف. المهم اليوم ان لا يكون اولادي جياعا"!!
وحسب معطيات هذه الجمعية فأنها ستوزع خمسة عشر الف "سلة عيد" لا تكفي لتلبية احتياجات جميع العائلات اليهودية الفقيرة والمحتاجة.
ان ما تقوم به هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات التطوعية الخيرية، هو عمل انساني جزيل الشكر للقائمين عليه، ولكن من ناحية ثانية فإن هذا المشهد المأساوي للفقراء والمحتاجين وتـَرَدي الاوضاع الاجتماعية المعيشية بمضاعفة عدد سكان تحت خط الفقر، يعتبران وصمة عار في جبين سياسة حكومة اليمين الممارسة. فوصول نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في عهد حكومة الكوارث اليمينية الشارونية الى اكثر من واحد وعشرين في المئة من اجمالي سكان اسرائيل او ما يساوي اكثر من مليون وثلاثمائة انسان وفي وقت تجرف فيه احتكارات البنوك والشركات الكبيرة الصناعية والعاملة في البورصة مئات ملايين شواقل الارباح سنويا يعكس حقيقة الهوية الطبقية الاجتماعية والسياسية لحكومة اليمين الشارونية. يعكس حقيقة العلاقة الجدلية بين سياسة تصعيد العدوان والجرائم والاستيطان الاسرائيلي في المناطق المحتلة وتكلفته المادية الكبيرة. وبين تردي الاوضاع الاجتماعية وزيادة البطالة والفقر في اسرائيل. يعكس نتائج سياسة افقار الفقراء واغناء الاغنياء التي تنتهجها حكومة اليمين والتي تتجسد بتعميق وتوسيع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في اسرائيل.
وترتفع عشية عيد الفصح صيحات احتجاج فئة جديدة تدفعها السلطة بشدة الى هاوية "سكان المجاعة وفئات المحتاجين" ونقصد عاملي وموظفي ومستخدمي السلطات المحلية الذين لم يتلقوا اجورهم ورواتبهم خلال اشهر عديدة. وامام مظاهرات احتجاج هؤلاء العاملين التي تنفجر في اماكن عديدة "تكرمت" حكومة شارون – نتنياهو – بوراز بدفع مقابل شهر واحد للعاملين!!
ان المصلحة الحقيقية لضحايا سياسة الافقار الحكومية تستدعي أن تنطلق الى الشارع الكفاحي وباوسع وحدة صف قوى الدمقراطية والسلام والاحتجاج الاجتماعي، اليهودية والعربية، للتخلص من جرائم ومآسي حكومة الاحتلال والافقار اليمينية وتقصير اجل وجودها على عرش السلطة واسقاطها باسرع ما يمكن.
* الظاهرة الثانية: محاولة معالجة السرطان بالاسبرين: من يتابع تطور الاحداث على ساحة الصراع بموضوعية يلاحظ ان الازمة الشاملة التي تواجهها حكومة اليمين الشارونية تتعمق وتشتد وتزداد تناقضاتها الداخلية. "والسمكة تتعفن من رأسها" كما يقول المثل، فقد زاد وضع حكومة اليمين تأزما ليس فقط بسبب تصعيد جرائم الحرب التي يمارسها المحتل في المناطق المحتلة وفشلها في حسم الصراع عسكريا لضمان رضوخ الشعب الفلسطيني وقيادته لاملاءات الاستسلام الشارونية، وليس فقط بسبب التدهور الاقتصادي، الاجتماعي وتعمق الازمة الاقتصادية – الاجتماعية، بل الى جانب كل ذلك وضع رئيس الحكومة، اريئيل شارون في قفص الادانة بتهمة الفساد والرشوة وتوصية طاقم الادعاء العام للدولة برئاسة المدعية العامة، عدنا اربيل، التي قدمت للمستشار القضائي للحكومة، مزوز، وبناء على لائحة اتهام تفصيلية، بتقديمه للمحاكمة.
ففي مثل هذا الوضع المأزوم يطرح شارون خطته التضليلية الكارثية بفك الارتباط من طرف واحد كمخرج من دوامة الصراع مع الشعب الفلسطيني المقيد باغلال الاحتلال الاستيطاني وجرائمه. ومع ان هذه الخطة تتجاوز الحقوق الشرعية الفلسطينية وتستهدف تثبيت اقدام الاحتلال والاستيطان في اكثر من نصف مساحة المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، الا ان غلاة اليمين والاستيطان من حزبي ارض اسرائيل الكبرى، "المفدال" و "هئيحود هلئومي" ومن داخل حزب الليكود يهددون شارون بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وبالعمل على افشال هذه الخطة "المسخوطة".

ولمواجهة هذه "المعارضة" اليمينية المتطرفة يناور شارون على جبهتين، الاولى، استغلال هذه المعارضة للابتزاز السياسي من الفلسطينيين ومن الامريكان، وبأن على الفلسطينيين ان يقبلوا بالفتات الذي يقدمه حتى يستطيع تمرير واقرار خطته ومواجهة "المعارضة الشديدة في بيته الليكودي ايضا"، وبأن على ادارة بوش دفع الثمن بالموافقة على ضم الكتل الاستيطانية التي تؤلف مساحتها اكثر من اربعين في المئة من الضفة الغربية وتكثيف الاستيطان فيها والاعلان عن عدم تجسيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين للابد، حتى يسهل ذلك على شارون تمرير واقرار خطة فك الارتباط والمحافظة على سلامة ائتلافه اليميني. ومن جهة ثانية، يحاول شارون معالجة السرطان الذي يواجه جسد سياسته وائتلافه بحبة اسبرين يوفرها له حزب "العمل" بدخوله حظيرة الائتلاف برئاسة شارون.

فشارون يلوح بلجوئه الى ادخال "العمل" الى الائتلاف في حالة نفذ حزبا "المفدال" و "هئيحود هلئومي" تهديدهما وانسحبا من الائتلاف الحكومي كوسيلة للضغط على هذين الحزبين وعلى المعارضين داخل الليكود، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، وعلى ضوء اللقاءات والمحادثات العلنية، والتي تدور من وراء الكواليس كذلك، بين شارون وبيرس وغيره من قادة حزب "العمل" والتي تركزت حول "حالة الطقس" ورؤية الادارة الامريكية لاهمية دخول حزب "العمل" حكومة شارون لتجميل وجهها الملطخ بدماء الجرائم والمجازر في انظار الرأي العام العالمي.
وما نود تأكيده من تجارب حكومات "وحدة قومية" كارثية سابقة بين الليكود والعمل انها كانت حكومات "شلل" سياسي واقتصادي اجتماعي. فالسرطان يحتاج الى اجتثاث درنة قبل ان يستفحل وينتشر ويصبح الذئب الفاشي الحاكم الآمر الناهي في ادارة شؤون الحياة. ما تتطلب، الازمة الشاملة ليس تجميل وجه الوحش المفترس برتوش حزب "العمل" بل العمل لبلورة بديل سياسي سلطوي لحكومة الكوارث اليمينية الشارونية، بديل يوحد جميع القوى السياسية من "العمل" و "ياحد" – ميرتس وغيرهما وبدعم مختلف قوى السلام والدمقراطية اليهودية والعربية ويطرح برنامجا سياسيا يوقف نزيف دم العدوان الاسرائيلي ويدفع العجلة نحو استئناف المفاوضات السياسية الاسرائيلية – الفلسطينية والتوصل الى تسوية سياسية سلمية عادلة نسبيا تؤدي الى زوال الاحتلال ودنسه الاحتلالي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود 4 حزيران 1967 وضمان حق اللاجئين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب ...
- بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط ...
- وطن للفاشية ولا هوية قومية محددة لها
- ما هو المدلول الحقيقي ((لاسرائيل العظمى)) في تصدير الاسلحة؟؟
- أمن واستقرار العراق يستدعيان وأد محاولات الفتنة وجلاء قوات ا ...
- الخزيُ والعار للمجرمين قتلة المناضل خليل زبن
- من ((جنين - جنين)) الى ((البعنة - البعنة))
- لمواجهة أنياب الفاشية العنصرية المفترسة
- هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي ب ...
- أي مخطّط تآمري ينسجه الوفد الامريكي مع حكومة شارون!
- لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي
- هل تنفجر في اسرائيل هبّة الفقراء والجياع؟
- هل تستطيع لجان التحقيق طمس الأهداف الاستراتيجية الاساسية للح ...
- ماذا وراء ((قنبلة)) شارون السياسة بتوصية وفرضية اخلاء المستو ...
- السلطات المحلية وموظفوها السياسة الحكومية الاسرائيلية الاقتص ...
- يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟
- في الذكرى الثمانين لوفاته ويبقى لينين واللينينية منارة ارشاد ...
- حكومة يمينية هذا منهجها ونهجها لا تقود الاّ الى الكوارث
- لمواجهة تحدّيات استراتيجية الهيمنة العدوانية:التنسيق الكفاحي ...
- بالتفاؤل الواعي نخطو لاجتياز عتبة العام الجديد


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعالج السرطان بالاسبرين!