أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي بأحابيلهم مصادرة قرار ينطق بالعدل والحق الفلسطيني؟















المزيد.....

هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي بأحابيلهم مصادرة قرار ينطق بالعدل والحق الفلسطيني؟


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 753 - 2004 / 2 / 23 - 05:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


 بدء أعمال المحكمة الدولية في لاهاي غدًا:
تبدأ محكمة العدل الدولية في لاهاي أعمالها في تمام الساعة العاشرة من صباح غد الاثنين ولمدة ثلاثة أيام حيث يُطرح على جدول أعمالها موضوع بناء جدار العزل العنصري الذي يقيمه المحتل الاسرائيلي في داخل وعلى حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن الجدير ذكره أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي دانت بناء جدار الفصل العنصري وطالبت المحتل الاسرائيلي بوقف العمل فيه وهدم ما تمّ تشييده قد نقلت هذا الموضوع الى محكمة العدل الدولية في لاهاي التابعة للامم المتحدة لأخذ رأيها في مدى شرعية او عدم شرعية  بناء هذا الجدار باعتباره جريمة حرب. وقد اختارت الامم المتحدة طاقمًا من القضاة المشهورين  والضليعين في القانون الدولي مكونًا من خمسة عشر قاضيًا من خمس عشرة دولة من الولايات  المتحدة الامريكية والبرازيل ومصر والمانيا وهولندا والاردن ومدغشقر واليابان وفنزويلا وسيريلنكا وفرنسا وبريطانيا وسلوفاكيا وفنزويلا وبرئاسة القاضي جي جيونغ من الصين. وخلال الأيام الثلاثة سيستمع  طاقم القضاة الى شهادات ووجهات نظر مدعومة بالوثائق والمعطيات من ممثلي أربع عشرة دولة منها اندونيسيا والجزائر والاردن وماليزيا وتركيا والباكستان والسعودية وكوبا وجنوب افريقيا وغيرها اضافة الى سماع رأي ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي.

وقد قررت حكومة الاحتلال الاستيطاني اليمينيي الشارونية عدم المشاركة المباشرة والمرافعة عن وجهة نظرها امام المحكمة بادعاء انها لا تعترف بشرعية  وصلاحية المحكمة الدولية البت في موضوع جدار الفصل العنصري، ولكنها بعثت الى المحكمة الدولية بوثيقة، بمذكرة،  تضمنت موقفها التضليلي المعروف والذي في مركزه الادعاء الكاذب بان الدافع لبناء هذا  الجدار هو أمني، وان الهدف من وراء بنائه هو حماية الأمن الاسرائيلي من "الارهاب الفلسطيني" ومن العمليات الفلسطينية ضد المدنيين في داخل اسرائيل!!

في رأينا ان مقاطعة حكومة اليمين الاسرائيلية بعدم الحضور مباشرة امام المحكمة الدولية  يعتبر هروبًا من مواجهة المجرم للحقائق الدامغة التي تدين المدلول الاحتلالي الابرتهايدي لبناء جدار العزل العنصري. فلو كان الهدف من وراء بناء هذا الجدار هو أمنيًا وليس سياسيًا وجاء للفصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وان بناءه ليس أكثر من وسيلة مؤقتة  ويمكن ازالته في حالة التوصل الى تسوية سياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية -  كما تدعي حكومة الكوارث اليمينية - لتم بناء هذا الجدار على طول حدود الخط الاخضر، حدود  الرابع من حزيران 1967، ولكن مسار هذا الجدار بشكل متعرج ولولبي يعكس حقيقة اهداف اخرى يعمل المحتل لتجسيدها على واقع الارض. فخارطة مسار هذا الجدار تشير الى انه يخترق عمق الارض الفلسطينية ليفصل الفلسطينيين عن الفلسطينيين، ليفصل قرى ومناطق فلسطينية عن محيطها الفلسطيني، ليفصل قرى فلسطينية عن اراضيها الزراعية ومصدر رزقها ومعيشتها. جدار جاء بناؤه لخدمة خطة شارون المنهجية بتحويل الضفة الغربية الى ثلاث او اربع كانتونات فلسطينية على اقل من خمسين في المئة  من اراضي الضفة الغربية منفصلة بعضها عن بعض بالجدار العنصري وكتل الاستيطان الكولونيالية، وعزل القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني بحزام مزرود من الجدار العنصري حول رقبتها.

ان اسرائيل الرسمية تنشط من خلال وزارة خارجيتها وبالتنسيق والتعاون مع الوكالة اليهودية الصهيونية العالمية ومع المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وغيرهما ومع ادارة جورج دبليو بوش، ضد محكمة العدل الدولية بصفتها لا تملك الصلاحية في تحديد موقفها  من جدار العزل العنصري، وتشن حملة تحريض هستيرية عليها وتعمل على اجهاض أبحاثها. ففي اطار  هذا التنسيق العدواني رفضت الادارة الامريكية المشاركة في محاكمة لاهالي إذ تبنت الموقف الاسرائيلي واخذت تمارس ضغوطات شرسة على مجموعة الاتحاد الاوروبي التي اعلنت، وللأسف، عن عدم مشاركتها في أبحاث المحكمة الدولية. فالادارة الامريكية تنشط ضد المحكمة الدولية اليوم، لانها  تخاف ان يكون دورها غدًا بوضعها في قفص الاتهام امام العدالة لارتكابها جرائم حرب في افغانستان  والعراق وغيرها. تنشط لاجهاض محكمة لاهاي والادعاء بعدم شرعية وصلاحية بحثها لموضوع الجدار خوفًا من أن يكون ما يتمخض عن هذه المحكمة سابقة سياسية تضع القيود مستقبلا في أيدي  مختلف مجرمي الحرب من الامريكان والبريطانيين وغيرهم.

ان اسرائيل الرسمية لا تشارك مباشرة بالمرافعة امام المحكمة الدولية، ولكنها تعمل وبالتنسيق مع الوكالة اليهودية والمنظمات الصهيونية في امريكا واوروبا على تجنيد حشد كبير من الوجود الاعلامي والدعائي الاسرائيلي - الصهيوني خارج أروقة محكمة العدل الدولية في لاهالي وفي شوارع وساحات المدينة للقيام بمسرحيات تضليلية جرى التحضير لها واعدادها مسبقًا لصرف أنظار الرأي العام الهولندي والعالمي عن حقائق جرائم المحتل المعتدي الاسرائيلي وقلب الحقائق بتصوير الضحية الفلسطينية  بانها المجرم والارهابي، أما المحتل المجرم الذي يمارس المجازر والجرائم ويبني الجدار الابرتهايدي فستجري محاولة  تسويقه بصورة الضحية التي تواجه سكين الجلاد الفلسطيني وأحزمة التفجير الفلسطينية.

وتعترف صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي 20/2/2004 "انه في الاشهر الاخيرة عمل قسم الاعلام في وزارة الخارجية الاسرائيلية وفي الوكالة اليهودية بجهد مكثف لإعداد سلسلة من الألاعيب والاحابيل التي هدفها سحب البساط من تحت الفلسطينيين وعدم تمكينهم من احتلال الشوارع في المظاهرات  والدعاية الاعلامية"‍‍ ولتحقيق هذا الهدف ولصرف أنظار الرأي العام عن الوجه الحقيقي للمجرم فقد لجأت حكومة الكوارث اليمينية والوكالة اليهودية الى تحضير الاحابيل التضليلية التالية:

* تجنيد 14 اسرائيليًا من العائلات التي فقدت أحد ابنائها في عمليات فلسطينية، يتحدثون بمختلف اللغات الا لغة واحدة يجهلونها عمدًا وهي لغة الحق والعدل والسلام،  فمع ادانة  قتل المدنيين ان كانوا من الاسرائيليين او الفلسطينيين دون تحفظ، الا ان المسؤول الاول عن كل نقطة دم تراق، فلسطينية كانت ام اسرائيلية هو الاحتلال، فلو لم يكن الاحتلال لما كان هناك ضحايا وثكلى ودموع. ووجود الاحتلال ومواصلته  وجرائمه زرع الارض بالشهداء والضحايا  ومقابل كل ام يهودية ثكلى ثلاث وأربع امهات فلسطينيات.

تنظم وزارة الخارجية الاسرائيلية "مسيرة 927" يشارك فيها 927 طالبة وطالبًا من اليهود والاسرائيليين الذين يرمزون الى هذا العدد من القتلى الذين سقطوا منذ بداية الانتفاضة  الفلسطينية. وهؤلاء المشاركون من اسرائيل والعالم شاركت المنظمة الصهيونية العالمية في تجنيدهم وسيحملون صور القتلى الاسرائيليين. والسؤال ما هو عدد الشهداء والضحايا الفلسطينيين؟ وهل "يحتل الفلسطينيون اسرائيل"؟

يجند ويرسل الاتحاد العالمي للطلاب اليهود "فوجيس" - ذراع صهيوني - بالتنسيق مع الوكالة  اليهودية اربعين طالبًا اسرائيليًا تم اعدادهم مسبقًا في مجال الدعاية والاعلام. كما ان رجل الاعمال، المليونير  اليهودي الصهيوني الامريكي الذي يرأس منظمة "اسرائيل في القلب" يرسل على نفقته الخاصة وبتكلفة  تبلغ اكثر من خمسين ألف دولار سبعين طالبًا اسرائيليًا مرّوا بتدريب وتهيئة مهنية في مجال النشاط  الاعلامي الى هاج. هذا وتجند المنظمات الصهيونية في اوروبا اكثر من الف طالب يهودي للمشاركة في  الاحابيل الصهيونية في هاج، هذا اضافة الى تجنيد خمسمائة يهودي هولندي وخمسمائة من المسيحيين المؤيدين لاسرائيل.

نحن لا نريد طرح السؤال حول ما هي الجهود التي تبذلها الانظمة العربية او المنظمات والحركات السياسية والاجتماعية والجماهيرية العربية لتجنيد قوى مساندة للحق الفلسطيني خارج أروقة المحكمة  الدولية في لاهاي؟ ولكن ما نود تأكيده انه لا يمكن طمس عدالة الحق الفلسطيني في موضوع بناء  جدار العزل العنصري حتى لو تكالبت جميع قوى العدوان الامريكية والاسرائيلية والصهيونية وغيرها ومهما لجأت الى مختلف الاحابيل والمسرحيات الدعائية التضليلية.

ان حكومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية تدرك جيدًا ان ما سيتمخض عن المحكمة الدولية في لاهاي بعد دراسة كل الشهادات والوثائق المقدمة خلال حوالي شهر ونصف، لن يكون اكثر من توصية تقدم الى الامم المتحدة. وما يخيف ارباب العدوان في اسرائيل ومن يقف الى جانبها، ان اسرائيل التي لم تنفذ يومًا أي قرار صادر عن الشرعية الدولية يدينها وكأنها "فرفور ذنب جرائمها مغفور"، ومستندة على الدعم والحماية الامريكية، تقف اليوم امام وضع جديد، ففي حالة اقرار المحكمة الدولية بأن بناء جدار العزل العنصري غير شرعي ويعتبر جريمة حرب على اسرائيل ازالته، فإن الامم المتحدة تستطيع اتخاذ اجراءات متعددة، مثل عقوبات اقتصادية او تعليق عضوية اسرائيل في الامم المتحدة كما فعلت مع نظام الابرتهايد السابق في جنوب افريقيا اذا رفضت اسرائيل هدم الجدار. نأمل ان ينتصر الحق والعدل في محكمة لاهاي.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي مخطّط تآمري ينسجه الوفد الامريكي مع حكومة شارون!
- لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي
- هل تنفجر في اسرائيل هبّة الفقراء والجياع؟
- هل تستطيع لجان التحقيق طمس الأهداف الاستراتيجية الاساسية للح ...
- ماذا وراء ((قنبلة)) شارون السياسة بتوصية وفرضية اخلاء المستو ...
- السلطات المحلية وموظفوها السياسة الحكومية الاسرائيلية الاقتص ...
- يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟
- في الذكرى الثمانين لوفاته ويبقى لينين واللينينية منارة ارشاد ...
- حكومة يمينية هذا منهجها ونهجها لا تقود الاّ الى الكوارث
- لمواجهة تحدّيات استراتيجية الهيمنة العدوانية:التنسيق الكفاحي ...
- بالتفاؤل الواعي نخطو لاجتياز عتبة العام الجديد
- رفض ضباط احتياط من الوحدة المختارة في القيادة العامة للجيش ا ...
- في مؤتمر هرتسليا: نتنياهو سكت دهرًا ونطق كفرًا بطرحه المعادل ...
- حوار أخوي مع شيوعي عراقي حول الاوضاع المعقّدة والمتفجّرة في ...
- حين يتكلم بوش عن الديمقراطية!!
- غروب ظلام حكومة شارون الشرط الهام للتقدم نحو التسوية والسلام ...
- هي الرسالة الحقيقية من وراء عملية الارهاب العدوانية الاسرائي ...
- بمرور ثلاثين سنة على حرب تشرين (اكتوبر): الرِّدَّة الساداتية ...
- مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء وال ...
- في يوم السلام العالمي:لا أمن ولا استقرار ولا سلام في ظل استر ...


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي بأحابيلهم مصادرة قرار ينطق بالعدل والحق الفلسطيني؟