أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء والمآسي تؤكد ان لا بديل للتسوية السياسية للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني















المزيد.....

مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء والمآسي تؤكد ان لا بديل للتسوية السياسية للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 607 - 2003 / 9 / 30 - 03:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاثنين 29/ 9/ 2003
قبل ثلاث سنوات في الثامن والعشرين من شهر ايلول (سبتمبر) الفين ارتكب رئيس الحكومة في حينه، الجنرال ايهود براك، جريمة لا تغتفر بحق السلام والشعب العربي الفلسطيني. فقد لجأ الى نسج مؤامرة انتقام دموية من الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية مع جنرال المجازر والاستيطان اريئيل شارون.

ففشل ايهود براك في كسر ارادة القيادة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات وضمان خنوعهما للاملاءات الاسرائيلية- الامريكية التي تنتقص من الثوابت الاساسية للحقوق الوطنية الفلسطينية تنتقص من حق السيادة السياسية والاقليمية الفلسطينية على القدس الشرقية، وعلى الارض المحتلة ومن حق العودة - ورغم الضغوطات الشرسة التي مارسها الرئيس بيل كلينتون في حينه، فشله قاده الى محاولة حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني عسكريًا وبالقوة. وبدأت المؤامرة بالاتفاق بين براك وشارون على استفزاز الشعب الفلسطيني في قدس اقداسه، إذ قام شارون بحراسة الالوف من جنود الاحتلال بتدنيس الحرم القدسي الشريف مؤكدًا رسالته الاستفزازية ان هدف الزيارة تجسيد حق سيادة الاحتلال السياسية على القدس والمسجد الاقصى المبارك.
وهب أهل القدس العرب دفاعًا عن حق السيادة الفلسطينية السياسية معبرين سلميًا عن احتجاجهم على هذا الاستفزاز الاحتلالي الشاروني الدموي. وارتكب المجرمون مجزرتهم الدموية في القدس والاقصى، التي كانت بمثابة عود ثقاب اشعل نار الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال ومن أجل الاستقلال الوطني، والتي تدخل اليوم عامها الرابع.
ومنذ انفجار لهيب الانتفاضة الفلسطينية لجأ المحتل الاسرائيلي وبدعم من الادارة الامريكية الى عملية تضليل منهجية بين اوساط الرأي العام العالمي والاسرائيلي هدفها المركزي تشويه حقيقة الكفاح الفلسطيني العادل ضد الاحتلال من جهة، واستثمار هذا التشويه كغطاء لصرف الانظار عن الممارسات التصعيدية العدوانية للمحتل وشنّه ما يشبه حرب الابادة وذلك بهدف حسم الصراع مع شعب الانتفاضة الفلسطينية عسكريًا وتركيعه عند اقدام املاءات الاستسلام الاسرائيلية. فقد روّج المحتلون واسيادهم الامريكان زورًا وبهتانا ان القيادة الفلسطينية رفضت في قمة كامب ديفيد الثانية التسوية السياسية "الكريمة"، وان الطرف الاسرائيلي "تنازل" عن اكثر من 90% من الاراضي المحتلة، واختارت هذه القيادة البديل العسكري. كما استفاد المحتل الاسرائيلي من عسكرة الانتفاضة للترويج التضليلي وكأن الصراع الدائر ليس بين محتل غاشم وضحيته، بل بين جيشين وقوتين عسكريتين ونزاع بين دولتين!! وبدأ المحتل بتنفيذ مخططه الاجرامي بتدمير البنية التحتية للسلطة الفلسطينية ولاتفاقات اوسلو، فجرى تدمير مختلف المؤسسات المدنية والامنية الفلسطينية وتخريب وتدمير الاقتصاد الفلسطيني.
وكلنا نذكر شعار البلطجة العسكرية العربيدة، الذي قاد اريئيل شارون وقوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية الى سدة الحكم، شعار "دعوا الجيش ينتصر"! وشارون وضع برنامج المائة يوم للقضاء عسكريًا على الانتفاضة الفلسطينية ولضمان استسلام الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية لاملاءاته الاستعمارية. ولتنفيذ هذا البرنامج لم تتورع حكومة الكوارث اليمينية عن ارتكاب مختلف الجرائم ضد الانسانية والشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة - العقوبات الجماعية، الحصار المطبق العسكري والاقتصادي، المجازر الجماعية، تصفية قياديين، اعتقال الالوف، تجريف وتخريب الاراضي الزراعية، هدم البيوت، مصادرة الاراضي وتوسيع رقعة الاستيطان، محاصرة الرئيس الفلسطيني المنتخب ياسر عرفات... وانقضت المائة يوم، ورغم اجتياح واحتلال المناطق المحتلة من جديد، فإن جرائم هولاكو لم تستطع كسر ارادة شعب تواق الى الحرية والاستقلال الوطني، وانقضت سنة وسنتان وثلاث سنوات، ورغم المعاناة الفلسطينية التي تفوق طاقة البشر فإن ارادة الشعوب المناضلة لا تقهر، وان نهج "دعوا الجيش ينتصر" لا يمكن ان يكون مفتاح الحل لقضية الصراع.

صحيح ان شعب الانتفاضة وهو يستقبل فجر بداية السنة الرابعة لهبته ضد المحتل ومن اجل حريته يعاني الامرين، فقد فقد الآلاف من الشهداء وعشرات الوف الجرحى والمشوهين ضحايا جرائم المحتلين، يعاني من المجاعة والجوع فأكثر من 70% من الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة يعيش تحت خط الفقر وبين 60-70% في الضفة والقطاع يعانون في سوق البطالة وآلاف البيوت هدمها المحتل، ويهدد المحتل بتصفية او طرد رئيس السلطة الفلسطينية ورمز وقائد مسيرة الشعب الفلسطيني الكفاحية التحررية، ياسر عرفات، وخطر التصفية والاغتيال يتهدد العديد من قادة الفصائل الفلسطينية، والمحتل يغتال كل فرصة لتهدئة الاوضاع وحقن الدماء ودفع العجلة نحو مفاوضات التسوية السياسية، يعاني ولكنه لم يرفع الرايات البيضاء مستسلمًا ومتنازلاً عن حقه الشرعي والانساني بالحياة الكريمة في ظل الحرية والسيادة الوطنية والدولة المستقلة.

حقيقة هي ان المحتل الاسرائيلي لم يفشل فقط في حسم الصراع مع شعب الانتفاضة عسكريًا، بل قادت حربه التصعيدية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني الى اعمق ازمة اقتصادية اجتماعية شهدتها اسرائيل منذ نشوئها. فقد كانت سنوات الانتفاضة الثلاث السنوات العجاف للاقتصاد الاسرائيلي. فقد بلغت الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الاسرائيلي اكثر من (60) مليار شاقل اضافة الى مئات القتلى والوف الجرحى، ومليون اسرائيلي يعيش تحت خط الفقر ويعاني من المجاعة، وانهيار فروع اقتصادية مثل السياحة وغيرها وبطالة واسعة مزمنة تتسع دائرتها ووصلت الى اكثر من ثلاثمائة الف عاطل عن العمل.

مع اطلالة فجر بداية السنة الرابعة للانتفاضة تنطلق في مختلف بلدان الدنيا المظاهرات الجماهيرية الحاشدة المتضامنة مع حق الشعبين الفلسطيني والعراقي بالتحرر من نير الاحتلال والمنددة بجرائم الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال الانجلو - امريكي. ففي لندن وبرلين وباريس وانقرة واثينا وغيرها خرجت الالوف المؤلفة المناصرة لحق الشعبين، الفلسطيني والعراقي، بالتحرر والاستقلال الوطني.
اما في البلدان العربية، فلا تزال عيون العرب راقدة، ولم ترتفع درجة التضامن بمناسبة بداية الذكرى الرابعة للانتفاضة في الشارع الجماهيري الى مستوى الحشد التظاهري في العواصم والمدن الاوروبية!

تأتي هذه المناسبة في وقت بدأت تبرز فيه داخل اسرائيل مؤشرات تبعث على التفاؤل، إذ بدأت تتسع دائرة الاوساط التي بدأت تدرك ان حكومة شارون - موفاز - شالوم لا تقود سياستها المغامرة والعدوانية الا الى المآسي والدمار في ظل انعدام الامن والاستقرار. فاعلان 27 من الطيارين العسكريين عدم استعدادهم المشاركة في الجريمة وقصف المدن والقرى الفلسطينية بداية مباركة تعيد الى الاذهان البداية النوعية للتحرك في حينه من اجل الانسحاب من لبنان، وحتى بداية ظاهرة "يوجد حد" من الجنود والضباط الذين يرفضون الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة، وما نأمله ان يساهم تحرك الطيارين ضد الحرب الاجرامية للمحتل في دفع قوى السلام الاسرائيلية الى تصعيد الكفاح لوقف نزيف العدوان الاسرائيلي والضغط على حكومة الكوارث اليمينية الى مصافحة اليد الفلسطينية الممدودة للسلام وللتسوية السياسية.

ويصادف بزوغ فجر بداية السنة الرابعة للانتفاضة في وقت تسعى فيه القيادة الشرعية الفلسطينية الى ترتيب البيت الفلسطيني واقامة حكومة فلسطينية جديدة برئاسة أحمد قريع "ابو العلاء" على قاعدة وحدة صف وطنية واسعة. وفي رأينا ان أهم ما يمكن بثه من بشائر للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة من كفاحه المصيري، هو رص اوسع وحدة صف وطنية ممهورة ببرنامج وطني متفق عليه يرتفع الى مستوى مواجهة التحديات المصيرية ويكون بوسعه ليس فقط توحيد الشعب الفلسطيني بل كذلك تجنيد المجتمع الدولي لنصرة الحق الفلسطيني المشروع وكبح جماح المحتل الاسرائيلي والزامه الى وقف العدوان الدموي والجنوح الى طريق المفاوضات السياسية لانجاز التسوية السلمية العادلة نسبيًا. فالسنوات الثلاث من الصراع الدامي قد اثبتت معطياتها انه لا بديل ابدًا للتسوية السياسية للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني- العربي.


نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم السلام العالمي:لا أمن ولا استقرار ولا سلام في ظل استر ...
- محاربة الارهاب- وسيلة ادارة بوش لتنفيذ مخططها للسيطرة على ال ...
- مع اعلان نتنياهو مشروع التقليصات الجديدة في موازنة 2004: الج ...
- هل يمكن انقاذ ((خارطة الطريق))؟
- الشعب الفلسطيني بحاجة الى حلول جذرية وليس الى أقراص مخدرات و ...
- التنسيق الاسرائيلي- الامريكي لحرف خطة خارطة الطريق عن الطريق
- ماير فلنر الانسان والفكر والقائد الشيوعي في الذاكرة دائماً
- خطة -خارطة الطريق- في ارجوحة موقف شارون وحكومته
- عولمة الثراء وفقر العولمة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء والمآسي تؤكد ان لا بديل للتسوية السياسية للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني