أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي















المزيد.....

لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*الصراع بين قوى الاستيطان والفاشية وبين حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية وخطتها للفصل ليس صراعًا بين قوى اعداء السلام وبين قوى انصار السلام العادل. فكلاهما معاد ويتنكر لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، والصراع يدور بينهما بالاساس حول كم تسمح الظروف الدولية والمنطقية بالانتقاص من الحقوق الشرعية الفلسطينية*
من يرصد المؤشرات البارزة التي ترافق مسار التطور والصراع في اسرائيل في الآونة الاخيرة يلاحظ بروز دالتين اساسيتين مترابطتين عضويا، الاولى، التصعيد منفلت العقال لعدوانية قوى الاستيطان والفاشية العنصرية من ايتام ارض اسرائيل الكبرى ومناهضي الانسحاب من أي شبر فلسطيني محتل بما في ذلك من قطاع غزة وفق خطة الفصل الشارونية. تصعيد يضع اكثر من علامة سؤال حول مصير الدمقراطية بطابعها القائم في اسرائيل.
والثانية، تصعيد ازمة حكومة شارون الائتلافية وفشلها، حتى كتابة هذه السطور، في تجنيد حلفاء يضمنون لها اكثرية اعضاء في الكنيست تجعلها مستقرة نسبيا، فمصيرها مرهون بما ينطق به كبير ربانيم "يهدوت هتوراه" الراب يوسف شالوم اليشيف، فان قال لا، فهذا يعني الذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة. وعمليا فان الواقع يعكس ان حكومة شارون اصبح مصيرها على كف عفريت، وتعاني من حزمة من التناقضات داخل الليكود ومعسكر اليمين المتطرف والعنصري الفاشي.
منذ سنوات طويلة ونحن نحذر من مغبة انتعاش الفاشية المفترسة في كنف الاحتلال وجرائمه، وان المستوطنات الكولونيالية في المناطق المحتلة تتحول الى اوكار لقوى الارهاب الفاشي الاستيطاني الذي يغرز انيابه المفترسة في اللحم الفلسطيني، والذي لن يتورع عن نهش اللحم اليهودي وكل القوى الدمقراطية. حذرنا من مغبة رعاية المحتل لمنظمات الارهاب السري والعلني المسلحة داخل المستوطنات، التي ترتكب الجرائم ضد الفلسطينيين واملاكهم، فشهية الفاشيين لا تعرف الحدود القومية والوطنية، فلا هوية قومية محددة للفاشيين، واذا لزم الامر تعمل على افتراس الحياة الدمقراطية للشعب الذي ينتمون اليه، وتشعل حتى حربا اهلية.
وما حدث من صدام عنيف يوم الاثنين 3/1/2005 بين اوباش المستوطنين وقوات الاحتلال قرب مستوطنة "يتسهار" القائمة على الارض الفلسطينية المحتلة يعتبر مؤشرا لما هو آت، ففي الموقع الاستيطاني "غفعات لهافاه" اقام المستوطنون بشكل عربيد بؤرة استيطانية من كرافانين (بيتين متنقلين) كعملية جس نبض لحكومة الاحتلال وكوسيلة من وسائل الاصرار على توسيع رقع الاستيطان. وعندما جاءت قوات الاحتلال لاخلائهم جندت سوائب المستوطنين العديد من المستوطنين للمواجهة الجسدية مع الجيش ومنع الاخلاء. والبارز هنا ان بعض الجنود من المستوطنين دعا جهارا الى رفض اوامر الاخلاء والتصدي لها والانضمام الى المستوطنين.
لقد كان التصدي الاستيطاني لعملية الاخلاء بمثابة رسالة موجهة الى شارون ولدعاة الفصل مع قطاع غزة مدلولها الاساسي انه اذا حدث مثل هذا الصدام العنيف حول اخلاء بيتين متنقلين، فكيف سيكون الامر عندما يجري اخلاء مستوطنات! رسالة انذارية لا يعدو كونها وسيلة من وسائل الضغط الاستيطاني لافشال خطة الفصل. وقد جاء افتعال اقامة البؤرة الاستيطانية وما ترتب عليها من صدام في اطار الهجمة الاستيطانية
الفاشية العنصرية متعددة الجوانب لافشال خطة الفصل. فالمستوطنون والربانيم يدعون صراحة الضباط والجنود الى التمرد وعدم تنفيذ اوامر الاخلاء. ويعوّل قادة المستوطنين على حقيقة انه في العقدين الاخيرين حدث تحول نحو اليمين داخل الجيش، فكثيرون من الضباط والجنرالات هم من ربع "الطواقي المطرزة"، من احزاب اليمين واليمين المتطرف من "المفدال" و "هئيحود هليئومي" وغيرهما، اضافة الى اعداد من المستوطنين الذين يخدمون في الجيش. ولهذا يهدد ارباب الاستيطان والفاشية العنصرية بان اعدادا هائلة من الجنود ستدوس على الدمقراطية وترفض تنفيذ اوامر الجيش، وبعضها سينضم الى مقاومة الاخلاء.
وهذا ما برز من لقاء رؤساء مجالس المستوطنات الكولونيالية مع قادة الجيش برئاسة القائد العام يعلون. فبوقاحة الفاشيين وديماغوغيتهم قالوا ليعلون "يديعوت احرونوت" 3/1/2005 "من المحتمل ان نفقد السيطرة على الجمهور، آلاف الجنود والضباط سيرفضون اوامر اخلاء مستوطنات. ففي يوم اعطاء اوامر الاخلاء ستتصاعد موجات الرفض لتصل الى حجم تسونامي"!! وكان رد قائد الاركان يعلون التعامل معهم بأكف من حرير، بنعومة، باعطاء النصائح بعدم رفض اوامر الجيش المبنية على قرارات الحكومة والكنيست. اما رد نائب وزير الامن، زئيف بويم، على شوشرة المستوطنين فكان: "انه اذا ثبت التحذير من عدم طاعة الجنود الاسرائيليين للاوامر صحيح فان الجيش قد لا يتمكن من تنفيذ خطة الانفصال.
ان تصريح بويم دالة خنوع للمستوطنين، لعله يشتم رائحة احتمال تقريب موعد الانتخابات ويريد ضمان مقعده مستقبلا بتأييد من قوى اليمين والاستيطان، ولا نستغرب مثل هذا الموقف فالاحتلال برئاسة الليكود والعمل، اوجد وغذى قطعان الاستيطان والفاشية التي تتمرد اليوم على خالقها. وبويم يدرك جيدا ان جدران بيته الليكودي تتصدع، وان حكومة شارون على حافة الانهيار. فرئيس الكنيست الليكودي رؤوفين ريبلين سمح لاوباش المستوطنين الاعتصام واقامة الخيم في الحرم البرلماني كعلامة تضامن مع معارضتهم لخطة الانفصال التي يعارضها، وفي جلسة كتلة الليكود يوم الاثنين 3/1/2005، ذكر شارون انه تسلم رسالة تحمل تواقيع ثلاثة عشر نائبا من الليكود يطالبون "يهدوت هتوراه" بعدم الانضمام للحكومة. واعتبر ذلك بمثابة نداء الى اسقاط حكومته. كما اثبتت عمليات التصويت الثلاث بحجب الثقة عن الحكومة يوم الاثنين في الثالث من شهر كانون الثاني الجاري اهتزاز وضعف حكومة شارون وهزيمتها في هذه التصويتات.
ما نود تأكيده في نهاية المطاف ان المناخ السياسي في اسرائيل موبوء بتلويث البيئة السياسية. فالصراع بين قوى الاستيطان والفاشية من جهة وبين حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية وخطتها للفصل ليس صراعا بين قوى اعداء السلام، اعداء الحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني وبين قوى انصار السلام العادل، انصار الحق الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة، فكلاهما معاد ويتنكر لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، والصراع يدور بينهما بالاساس حول كم تسمح الظروف الدولية والمنطقية بالانتقاص من الحقوق الشرعية الفلسطينية. ولهذا فان المخرج الوحيد لمواجهة ذئب الفاشية المفترس وخطة شارون للانتقاص من الثوابت الوطنية الفلسطينية هو تجنيد مختلف مكابس الضغط الدولية والعربية لفرض الحل العادل على حكومة الاحتلال والاستيطان والزامها بتنفيذ وتجسيد قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين. ولا نرى امكانية تحقيق هذا الهدف في المنظور القريب، ولكنه لا تنازل عن مواصلة الصراع لانجازه. وفي ظل شراسة الهجمة الفاشية الاستيطانية وتخاذل وحتى تواطؤ حكومة شارون في مواجهتها فانه لا مفر من تقريب موعد الانتخابات البرلمانية للكنيست، وعلى امل بلورة قوى يكون في وسعها انتهاج سياسة بديلة لسياسة الكوارث اليمينية، حكومة تدفع العجلة باتجاه التسوية العادلة مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، فلا امن ولا استقرار ولا سلام بدون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولهذا لا مفر من بذل الجهود في بلادنا لبلورة اوسع تحالف كفاحي لقوى السلام اليهودية والعربية لمواجهة ذئاب الفاشية واعداء السلام العادل.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟
- ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...
- شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-
- وتبقى الراية مرفوعة
- في الذكرى الـ-48 لمجزرة كفرقاسم: لا مفر من استخلاص العبر لمو ...
- مدلول التصويت على خطة شارون: على أية مساحة تكون أرض اسرائيل ...
- هل يمكن التصويت دعما لخطة دفن الحق الفلسطيني المشروع؟
- التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيج ...
- ماذا وراء هذا التزامن؟!
- هل تستهدف مجازر حكومة شارون تحويل شمال القطاع الى منطقة عازل ...
- عبد رضا الشيوعي الذي كان بيننا


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي