أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر














المزيد.....

لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 07:22
المحور: الادب والفن
    


لدغاتُ العم سام وشطحاتُ بابا كريستوفر

في ليلةٍ عاصفةٍ بالجنون
مشتعلةٍ بالسعير
حين ضاقَ صدرُك ذرعاً بوطنِك
أطللْتَ بعيدا في الآفاقِ الزرق
ورسختَ قدميك بثبات
رافعا مرساتَك ، ناشراً شراعَك
يمّمتَ وجهَك صوب العِناد والإصرار
أيها البحارُ المتمردُ كريستوفر
هدئْ من روعك
يعتصرُني هاجسٌ انك لاتعرفُ سلالم السموَّ
وذراهُ العالية
لاتدري أين يقيمُ المجد ويبني مناراته
طوال عنائك في البحر
كنتَ تتصيّدُ المالَ والخمر والنساء
في حواري "جنوة "
هجرتَ ربوعَك وأعددتَ سفنك
شاتماً روما والرّومانيين
باصقاً في وجه القياصرة
لتلحقَ بأميركا العاهرة الموسَّرة
فأنت تعشقُ لمَعانَ ذهَبِها
لستَ مهووسا بذيوع الصيت
يكفيك أن تملأَ خزائنك بالأصفر الرنّان
وتسوقُ أهلَها رجالا أسارى
تبيعُهم كأرقّاء في سوق النخاسين
وتُسبي نساءَهم ، تهتكُ عوراتهنّ
حتى تنتفخَ أوداجُك زهوا
وأنت تسوقهنّ إلى فراشِك المليء بالمثالب
اللائي ولدْن منك أجنّة سِفاحا
ويوم يكبر نسْلُك النغل
ترميه في البحر كلوثةٍ مدنّسة
في مهْدٍ من الصُّلْب الثقيل
لكني أوقنُ أنهم سيطفون مجددا
*******
ما ضرَّ لو أبقاك رفيقك الطامعُ " بنزون"(*)
وقيّد رِجليك بحبل سفائنِك
كمّمَ فمَك وقطعَ لسانَك السليط
منعَك من الإبحار
كاسرا شوكةَ طموحِك الأخرق
ولتذهبْ أميركا وأولادها أبناء الزّناة
إلى ما وراء الظلمات
ما الذي أجّج الجمر في قلبك!!
النساء الجامحات إلى الغواية ؟؟
أم بريق الذهب وشهوته؟
هاهم أولادُك السِفاحُ يطلعون بهاماتهم
مع زبَدِ البحر الآسن
بصحبة مدمّراتِهم المعبأة بالحميم
ينتشرون كالطحالب السّامّة
يشيعون الفسادَ والخوف والموت
يخربون المعمورةَ بمعاولِهم وفؤوسهم الحادّة
يدخلون بيوتَنا ، يفزعون صغارَنا
يجيشون علينا برفقة كلابِهم الشرسة
يلوّثون السماءَ بنفث دخانهم الأسود
وتهرعُ الطيور هاربةً من أعشاشها الآمنة
تغادرُ أضرحتَها
وتنزعُ ريشَها الملوّثَ بالسخام
وأرى النسائم الوديعة
تطلقُ ساقيها للريح
فزِعةً من أزيز أصواتكم
ألمحُ مدينتي تتعرّى من بردتها البيضاء
ينقر الخراب ثوبها ، يمزقها إربا إربا
ويحك أيها الماجن الأهوج كريستوفر
ها قد أقبلت سفنُك
محمّلة بالملوّنين المُباعين
صفقة واحدة لنخّاسي "إيبيريا"
والعالَم العتيق كنِعالِكم
" نينا" امتلأت ذهَبا
عُبِّئتْ في أكياس من العهر
"بنتا " اكتظّت نساءً سبايا
جميلات الطلعة بمعيّة توابيتهنّ
المصنّعة من خشب الدعارة
وصناديقها المقفلة
إلاّ "سانتا ماريا" اغرورقت عيناها بالدموع
منذ أن غادرت شطآنها وعبرت المجهول(*)
أوه ، "لوكاي " الشرّير(*)
كم من الأشلاء تعلّقُ في المسالخِ باسمك !!
كم من البكارات تُفضُّ لأجل رضاك!!
مالذي أوصلك إلى هنا ؟
ألا تدري انك انبتَّ فينا شهوةَ قابيل
ورفعت سيفَك المسلول بوجه أخيك
وقتلت الصبايا الغنِجاتِ في مواخيرَ
أعددْتها لشاحذي اللذّة والمتعطشين للدماء
وملأت أثوابَ الأمهات دما كذبا
أمام مرأى الحزانى الغارقين بالبكاء
أيها الجرذُ الضّال
لملمْ طاعونَك
ابعدْ وبائك أمام مرآنا
كفَّ عن تضليلِنا
تُرينا أضواءَك المُبهرة
تسلبُ ألبابَنا
تُعمي أبصارَنا
تُبهرُنا بناطحاتِ سحابِك
فتلتوي أعناقُنا
تُحيدُ عن ملاعبِ صِبانا
وأحضانِ أمّهاتنا
نرتادُ الحاناتِ ، نهبط في قبْوِها
نعاشر البغايا المارقات
ننأى عن حبيباتنا اللائي ينتظرْننا
على سطوح المنازل
وفي مواقف الحافلات
وصالات السينما
وزوايا الحدائق المعتمة والمصاطب النائية
حيث البوح الشجِيّ
لاتنتهي حبائلُه حتى يصدمُنا المساء
أيتها العقارب اللاسعة
حفيداتُ العمّ "سام"
اخفضْنَ ذيولَكنّ الغادرة
عُدْنَ إلى خرائبِكنّ وجحورِكنّ
لامكانَ لكم بيننا
أيها العُتاةُ ، الجُناةُ ، البُغاة
ستمتلئُ مرابعُنا بالجِنان
وصدورُنا تزغردُ فيها العافية
ونبني مهاجعَ يحلمُ بها الأثرياء
في "بيفرلي هيلز"



جواد كاظم غلوم
[email protected]
__________________________________________________
*) بنزون : احد البحّارة المغامرين الذين رافقوا كريستوفر كولومبس في رِحلته إلى العالم الجديد
*)نينا ، بنتا ، سانتا ماريا :هي أسماء السفن التي أقلّت البحّارة باتجاه أمريكا
*)لوكاي: يعني الذهَب بلغة الهنود الحمر



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن
- مِن عاشقةٍ لمعْشوقِها في عليائِهِ
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثاني
- لاأريدُك
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الاول
- مباراةُ عاشقةٍ خاسرة
- مخاطر الكعكة الصفراء
- إطلالةٌ على مدنِ الرّماد
- ما خبّأه ابنُ طفيل في قِماطِ حيِّ بن يقظان
- أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة
- والذي قيْدُهُ يزينُ يديهِ
- السيمورغ
- اللعبُ مع الصغار -هنيهةُ وأخواتها-
- حفيدتي الكَنَدِيّة
- كيف لي أنْ أرأبَ الصدْع
- قصائدٌ مدفوعةُ الثمن
- إنّما الدنيا لِمَن وهَبا
- هناء أدور....نهنئكِ
- أسفحُ بكاءً على فيضِ أنوثتها
- الناسخُ والمنسوخ


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر