أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - الاذاعي و الفنان التشكيلي -عز الدين كطة-: ولادة الذات من الضوء














المزيد.....

الاذاعي و الفنان التشكيلي -عز الدين كطة-: ولادة الذات من الضوء


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


الفن التشكيلي لغة، تتخذ من الألوان أبجدية للتعبير، و من الفضاء الأبيض الشاسع مجازا لترجمة ذاتها من منظور جمالي. و ليخلق الفنان صلة مع عوالمه الحسية، يتوجب عليه التحرر من اللحظة بكامل إرهاصاتها المادية و المعنوية، و يتجسد فيه الماضي و الحاضر دون حاجة إلى هروب مفتعل آني و زائف، لا يتعدى أن يكون وهما. هذا التجاوب المطلوب لولادة أي عمل فني مميز، نلامسه في أعمال الإذاعي و الفنان التشكيلي "عز الدين كطة"، الذي جعل من اللوحة أفقا لمقارعة الذات من خلال تجريدها من كل مفاهيمها الخاطئة و بعدها اللاإنساني.

الغوص في أعمال الفنان التشكيلي"عز الدين كطة"، رحلة مع شعراء و فلاسفة و قديسين و فصول و طقوس خاصة. فبينما نلامس عذوبة الجمال في الوجود، نتحسس انهيار الإنسان و نتعطر برائحة المأساة المتعفنة بين ثنايا البشرية. و هو لا يستفسر بذلك ذاته بقدر ما يثور عليها و يهز أسسها، كأنما يدفع بالنهاية إلى نهايتها. و في اختياره للطابع التجريدي، إشارة قوية للتوجه الذي يرتبط به جماليا. فهو يعلن الروح سرا، بل غاية يجب استكشافها و تنصيبها معنى و دلالة، لكل شيء و أي شيء.

و رغم ما قد توحي به لوحاته من بؤس و حزن دفينين، إلا أن حضور الضوء و الألوان الفاتحة في بؤرة كل عمل، يجعل من عمله الفني تجسيدا للواقع الإنساني بإيجابياته و سلبياته، مؤكدا ازدواجية الحياة من خلال متناقضاتها اللامحدودة. و من الجميل في أعمال "عز الدين كطة" إطلالة المرأة، تلك المرأة التي نعيش معها و لا ندرك وجودها، التي تسكننا إلى الأبد. و كإحياء لعناصر كونية تتعدى الواقع و قتامته، يسترسل "كطة" في بلورة صيغة ترتبط بروح الإنسان الأولى، عبر تضييق الخناق على مسار الألوان و تدرجها، و مزج ما هو تجريدي بما هو انطباعي. و بذلك يتيح الفرصة لحواسنا لتفسر ماهيتها، و تتوقف عند كل جزء من تفصيلاتها التي لولاها لما تفردت أو تطورت.

و في المجهول، حيث تتضح هواجسنا و تتبلور، تتحرك الريشة وفقا لعاطفة الفنان، و تذوب روحه بين نتوءات الضوء و تعرجات الألوان. لهذا تظهر اللوحة بحجم قدر و روح عصر، كصرخة أو نداء. و هذا التميز، هو ما يجعل من الفنان التشكيلي"عز الدين كطة" فنان مميزا و صاحب رؤية أعمق من أن يصلها فكر ساذج أو نظرة سطحية، لأنه واحد من الذين يعترفون باللاوعي كفضاء لترجمة الوعي، و في هذا إشارة لاستمرارية الروح و خلودها و فناء الجسد و ما يمثله من حضور للمادة. لهذا تترك أعماله بحكم ما تحمله من تجارب و أحاسيس، في ذاكرة متأمليه، وشما معقدا و قاتم العوالم، غير مفهوم، يشبه في كينونته الفراغ، سرعان ما يتحول عند كل وقفة صامته أمام إنسانيتنا إلى كيان متحرك من الانطباعات القوية و المتقلبة، قد تجرد كل مفاهيمنا السابقة عن الفن و الجمال، من قالبها الشكلي.

حين تسمو الروح عن كل ما هو عابر، تنطلق للأفق الحسي بكل حرية و جمال، و تصنع من الغموض الذي يبدو للبعض عدما، عالما قائما بذاته. و من هذه الدرجة المتقدمة من الرقي و النقاء، يشيد الإذاعي و الفنان التشكيلي "عز الدين كطة" مكانته الخاصة و أسلوبه المتفرد في التعبير، ما يجعل منه فنانا خاصا يعد محبي الفن التشكيلي بالسفر إلى أبعد نقطة في عاطفتهم و أعمق بؤرة في تفكيرهم، و بهذا تنتصر الروح أخيرا على نقيضها الأزلي..الجسد.



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة حلم عمدة مدينة مراكش -فاطمة الزهراء المنصوري-
- إله جمعية سوق أزلي بمدينة مراكش: حكرة على حكرة
- المجلس الجماعي لمدينة مراكش: بؤرة فساد و سوء تسيير
- رؤية عبر الفيسبوك: غوص في شذرات الشاعر المغربي عبد الكريم ال ...
- أمل وراء القضبان
- صراط العصفورة..وسام الشمس
- -بستان الملائكة- ق.ص.ج إلى بغداد
- سقوط
- -همسات ثائرة-..انتفاضة الأنثى
- وسام الشمس
- ديوان -ماء ريم- للشاعر المغربي -محمد بوعابد- فاكهة حب لمراكش ...
- التوحد السريالي بين اللون و الحرف عند لحسن لفرساوي
- شباب 20 فبراير : ساعات فقط تفصل وجودنا من عدمه
- شباب 20 فبراير : الآفاق و الاتهامات
- المجلس الجماعي لمدينة مراكش بين الأقوال و الأفعال
- سلاما لتونس و أهلها
- تونس و بداية العدوى
- المعضلة
- أوراق من هاوية الماضي ( الجزء الأول )
- الطفولة على الهامش


المزيد.....




- بيبر يكشف حقيقة تعرضه لاعتداء جنسي من طرف ديدي حين كان مراهق ...
- ضباط القوات المسلحة الإندونيسية سيتعلمون اللغة الروسية
- -10 قصص عن الحب والموت-.. مسلسل تلفزيوني عن أحداث دونباس
- بعد غياب 3 سنوات.. توم كروز يعود إلى مهرجان كان بفيلم -المهم ...
- مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78: خمسة أفلام عربية تنافس ...
- فاز بجائزة -بوليتزر- الأميركية .. مصعب أبو توهة: نحلم بالعود ...
- نواف سلام بمعرض بيروت الدولي للكتاب: مستقبل الأوطان يُبنى با ...
- -باريس السوداء-.. عندما كانت مدينة الأنوار منارة للفنانين وا ...
- رحيل الفنان أديب قدورة.. رائد الأداء الهادئ وصوت الدراما الس ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش إشكاليات كتابة التاريخ الفلس ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - الاذاعي و الفنان التشكيلي -عز الدين كطة-: ولادة الذات من الضوء