أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - رؤية عبر الفيسبوك: غوص في شذرات الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال














المزيد.....

رؤية عبر الفيسبوك: غوص في شذرات الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


من الشعر ما يمضي دون أثر، و منه ما يعلق مدونا مروره، متحديا مجمل الاختلافات بين الشاعر و المتلقي، و الشاعر المغربي "عبد الكريم الطبال" واحد من الشعراء المميزين الذين لا يجدون أدنى صعوبة في تخليد عبورهم بعاطفتنا، بما تفرد به حرفهم من بساطة و جمال. و حين نتحدث عن الشاعر "عبد الكريم الطبال" فإننا نتحدث عن هرم من أهرام الشعر، ليس على صعيد وطنه المغرب فحسب، بل في سائر العالم العربي. فقد نجح هذا الشاعر بموهبته الفريدة و رؤيته الواضحة، في بلورة قصيدة تتعدى الجغرافيا و العصر، ترسيخا لمفاهيم كونية و أسس عليا، تربطنا أكثر بذواتنا في أي مكان و أي زمان.


لن أتحدث في هذا النص عن الشاعر أو تجربته، فهو مدرسة شعرية أكبر من التقييم و التحليل، لكني سأغوص في بعض شذراته الأخيرة المنشورة على صفحته بالفيسبوك، في محاولة لترجمتها حسيا، انطلاقا مما تركت بي من انطباعات.
و الشذرة بالنسبة لعبد الكريم الطبال ليست مجرد فكرة أو صورة شعرية تراوده بقدر ما هي رؤية شمولية تفصح عن تصوره لما يرتبط جوهريا بإنسانية الإنسان. و لعل اختياره للشذرة كمجال للتعبير، يعد تصريحا منه بمشروعية هذا الجنس الأدبي و قيمته في زمننا الحاضر و في المستقبل.


و من هذا الجنس الأدبي، يواصل صياغة العالم، بروابطه و تفصيلاته، إيجابياته و سلبياته، وفق مفاهيم خاصة و لغة شفافة هي لغة الإنسان. فالشرارة عند الشاعر عبد الكريم الطبال لا تعبر عن الكارثة أو التداعي، أو الضياع و الوهم المرهق، لكنها ترمز لاكتشاف جديد يفسح المجال لرؤى جديد، وحدهم العارفون يفكون طلاسيمها:
شرارة
في آخر الخيال
ليست سرابا
عند العارفين
و تجسيدا لروحه الراقية المحبة المثخنة بالجمال، يتنقل بين الإنسان و "نقيضه" ليلملم حقائق نغفل عنها، في رحلتنا إلى الكمال الكاذب، بين اليومي و المألوف. :

يا غَارباً في النُّور

رفقا بالْبَصـيرَة

فالضَّلالةُ في دُجاها أرْحَمُ

قفْ في المَشَارف لا تَزدْ خطْواً

فقدْ تهْوي فَتَنْسى ما خطَوْتَ وتَنْدَمُ


لكل شيء خصوصيته عند للشاعر عبد الكريم الطبال، بما في ذلك مكونات الطبيعة. فقبلة الماء للعشب مثلا، ليست سلاما، و ليست مداما، إنما دمعة في الصلاة. كما أن تشبثه بالقيم العليا المشتركة بين الإنسان و أخيه الإنسان، بعيدا عن العرق و اللون و المعتقد و المستوى الدراسي و الاجتماعي و الاقتصادي؛ بعيدا عن كل ما يجعلنا مختلفين، يظهر بقوة في كل شذراته، عبر صور واضحة، نصادفها خلال ترحالنا القصير من الموت إلى الموت:
إخوتي
انتشروا
في بيوت الحجارة
لوذوا بها
اشربوا ماءها
الذئاب ستكشر
أنيابها
حين تخفون
بين البيوت

و لعله من الشعراء القلائل الذين تفانوا في الحفاظ على رسالة الشعر، كأرضية مشتركة للتعايش و الحوار، و عاملا محفزا للاقتراب من الآخر و معرفة ما بيننا من قواسم مشتركة، تجسيدا لدور الشعر الأساسي و رسالته الوحيدة و الأوحد ألا و هي نشر الحب. و حين يحب شخص أخاه الإنسان سيكون قادرا على محبة الطبيعة، بغيمها وصبحها و بحرها، حتى في أكثر لحظاتها مأساوية، و هذا الحب يتيح لنا الفرصة لفهمها:
شاردا
أفكر في الغيم
كيف يبكي في الصباح
في الريح
كيف تبكي قبل الموت
في البحر يرثي البحر
و هو البحر


أعرف أني غامرت حين قررت السفر في أبجدية الشاعر عبد الكريم الطبال، لكني حاولت التغلغل في انعكاس العمق على السطح، فهو نجمة قي سماء الشعر:
نجمة..
لا تمس الغيوم
ذؤاباتها
أو تطول إليها
يد المستحيل

و رغم أن عدتي لا تتعدى ولعا و قلما و ورقة، إلا أني كابرت مستعينا بعاطفتي و حدسي لبلوغ وجهة، ليست سوى ذاك النجم، نجم الشاعر المغربي الكبير عبد الكريم الطبال.




#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل وراء القضبان
- صراط العصفورة..وسام الشمس
- -بستان الملائكة- ق.ص.ج إلى بغداد
- سقوط
- -همسات ثائرة-..انتفاضة الأنثى
- وسام الشمس
- ديوان -ماء ريم- للشاعر المغربي -محمد بوعابد- فاكهة حب لمراكش ...
- التوحد السريالي بين اللون و الحرف عند لحسن لفرساوي
- شباب 20 فبراير : ساعات فقط تفصل وجودنا من عدمه
- شباب 20 فبراير : الآفاق و الاتهامات
- المجلس الجماعي لمدينة مراكش بين الأقوال و الأفعال
- سلاما لتونس و أهلها
- تونس و بداية العدوى
- المعضلة
- أوراق من هاوية الماضي ( الجزء الأول )
- الطفولة على الهامش
- صوت مفلس
- الشاعر السويسري برينو ميرسي و رحلة اكتشاف الآخر
- لحسن لفرساوي : سريالية اللون و الحرف
- شاعرية الماغوط و القارئ


المزيد.....




- سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ ...
- بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك ...
- مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي
- -الشرارة-.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا ...
- يحقق في اليوم الأول 5 مليون ريال سعودي .. فيلم إسعاف يتقدم ف ...
- ينطلق 8 مايو المقبل.. 522 دار نشر من 43 دولة تشارك بمعرض الد ...
- العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت
- مصر.. توقف قلب فنان مشهور 4 دقائق وتدهور حالته الصحية
- ملابس تحمل بطاقات مكتوبة باللغة العبرية تثير جدلا واسعا في ل ...
- كتاب جديد يستكشف عالم الفنانة سيمون فتال


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - رؤية عبر الفيسبوك: غوص في شذرات الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال