أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - خطر تضخم الهاجس الديني














المزيد.....

خطر تضخم الهاجس الديني


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 23:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلح عليَّ منذ فترة مجموعة من الأسئلة التي تُعنى بالشأن الإسلامي ، وكم كنت أتمنى أن أتوجه بها إلى السادة العلماء والدعاة والمفتيين ، لكن خشيتي من سلاطة لسان بعضهم ومن ردات فعلهم الهستيرية المشفوعة بالاتهامات والأحكام الظنية الجائرة تضطرني إلى أن أتوجه بأسئلتي إلى القراء الكرام :
أولا :
كل أمم الأرض لها أديان ، وتعيش مع أديانها بسلام ووئام ، إلا ـ نحن المسلمين ـ يشكل الإسلام عند الملتزمين به شغلا بل هاجسا في كل لحظة من حياتنا .
لماذا لا نحيا حياة مدنية طبيعية كسائر المؤمنين من خلق الله الذين يعملون بصمت ويبدعون ويحمدون خالقهم؟ .
لماذا نجعل الدين هاجسا في كل حين ، نتحدث عنه ونجعله المقياس الوحيد والرأي الوحيد والحَكَم الوحيد في كل قضية وأمر ؟ .
لماذا لا نفهم دلالة الحديث النبوي الشهير: ( إن هذا الدين يسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه) ؟ .
ألم يتضخم هذا الهاجس الديني حتى تحول عند بعض المتدينين إلى هبل ودروشة وإسفاف وأحيانا إلى إجرام؟ .
أليس من مظاهر الهبل والدروشة أن ترى شبابا يافعا يحدثون الناس في المساجد عن قصة المسيح الدجال وعن ملك الموت المفقوء العينين وعن ثعابين القبر وعن أوصاف وأعمال الحور والغلمان في الجنة ؟ .
ما الذي جنى على أسامة بن لادن فحوَّله من رجل طبيعي ناجح في دنيا المال والأعمال إلى مجرم سفاح ؟ .
ومن الذي حوَّل سيد قطب من شاعر وناقد محب للحياة إلى متنطع يكفِّر المجتمع ويشبهه بمجتمع الجاهلية ؟ .
أليس ما حل بالرجلين وأمثالهما كان بسبب أن كلاً منهما شادَّ الدين فغلبه وعطَّل أحاسيسه ؟ .
ألم يتضخم الهاجس الديني عندهما ، وتحول إلى مخدِّر شلَّ مَلّكاتهما العقلية حتى باتا لا يميزان الحق من الباطل والخير من الشر ؟ .
ثانيا :
كلما قرأت القرآن الكريم أحسست بأن الإسلام دين يسر ، لا يكلف المؤمن به عنتا ولا مشقة ، لكني كلما طالعت الأوامر والنواهي والمواعظ المبثوثة في الأحاديث النبوية وكتب الفقه أشعر بأن ليس هناك إنسان واحد على وجه الأرض يقدر على القيام بهذه التكاليف ، لأنه يحتاج إلى مئات السنين لكي يلتزم بها كلها .
لماذا يُقدم الإسلام على أنه دين عصي على الاتِّباع ؟ .
لماذا يُحشر الإسلام في كل كبيرة وصغيرة من حياة المسلم ، في أكله وشربه ومنامه وحركاته وسكناته وكلامه وصمته وآرائه وأفكاره ومشاعره ، حتى بات المسلم المسكين يسأل الفقهاء ببلاهة عن عدد رضعات الكبير وحكم جماع الزوجة المتوفية وخلع المرأة لثيابها أمام كلب ذكر ؟ .
لماذا يُصوَّر الله جل جلاله أنه إله قاس ، يتعقب المسلم ويرصد له كل مرصد حتى يقع في قبضته ، فيحاسبه على تثاؤبه وعطسه وطريقة تبوله واضطجاعه وكلامه وأحلامه وما يخطر أوما سيخطر في باله في المستقبل ؟ .
ثالثا :
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتولى شيوخه وعلماؤه مهمة شرح شريعته ونصوصه والدعاية له على مدى أربع وعشرين ساعة ، فلا تمر لحظة من لحظات الزمن دون شرح آية أو حديث أوحدث من أحداث السيرة أو موعظة أو ذكر.
ما الذي استفاده جمهور المسلمين من هذه الدروس والمحاضرات والندوات والمواعظ التي تذاع كل يوم على مدار الساعة من المساجد والساحات والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة ؟ .
هل استطاعت أن تحسِّن من أخلاق المسلمين ، فتحد من شيوع الكذب والنفاق والغش وإخلاف الوعد بينهم ؟ أو أن ترسخ فيهم القيم الإنسانية الراقية ؟ .
هل المسلمون بحاجة إلى هذا الضخ الإعلامي الكبير ؟ .
ألم يزدهم هذا الضخ الإعلامي بلبلة وتفرقا وتمذهبا ؟ .
ألا يكفي المسلم ما يتعلمه في البيت والمدرسة من أصول العبادات والمعاملات ؟.



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأدب وغايته
- الأمة التي تكره نفسها
- خطر الإدمان على تعاطي المخدِّرات الأدبية والفنية
- اللغة العربية كما تُدرَّس في الجامعات الليبية
- اللغة العربية كما درسْتُها في الجامعة
- عيدٌ .. ولكنْ لا أقولُ سعيدُ
- أما آن لهؤلاء الأيتام أن يعتذروا ؟
- أمنيات عربي أهبل
- لبنان .. دولة أم منتجع سياحي ؟
- أدونيس .. الشاعر الجائع
- نساء الصعيد وهوانم Garden city
- لو كان الإسلام رجلا لقتلته
- وصية ابن الراوندي
- انتظروا الزحف المليوني نحو القدس
- إشكالية وصول الكلام إلى المتلقي
- عذراً .. لا تعجبني هذه الأسماء
- فاكهة صغار الملحدين
- مراتب المؤمنين بالله
- نبي المسلمين بين محبيه وشاتميه
- بين يدي إبليس


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - خطر تضخم الهاجس الديني