أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل بشير الصاري - فاكهة صغار الملحدين














المزيد.....

فاكهة صغار الملحدين


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 15:08
المحور: حقوق الانسان
    


لا شك أن في كل مذهب من المذاهب العقائدية المختلفة كبار وصغار ، والكبار هم عادة من ينهضون بشأن مذهبهم ويروجون لعقيدته ، والصغار هم عادة يعجزون عن مجاراة الكبار فيتسلقون أكتافهم ، وقد ابتلي مذهب الإلحاد بما ابتليت به سائر المذاهب ، فكبار الملحدين يعرضون بأدب واحترام عقيدتهم ويجتهدون في التدليل على صحة ما يؤمنون به ، والمتنورون من المؤمنين يقبلون منهم هذا لإيمانهم بحرية المعتقد وتبادل الآراء والأفكار .
لكن صغار الملحدين يشاغبون على كبارهم وشيوخهم ، فبدلا من أن يعينوهم على الترويج لعقيدة الإلحاد ، إذ بهم يستفزون المؤمنين ـ وعلى وجه الخصوص المسلمين ـ ويدخلون معهم في مهاترات عقيمة ، ويتبادلون فيما بينهم الشتائم ، فإذا شتم ملحد صغير النبي محمدا فار الدم في عروق المسلم الصغير ورد الشتيمة بمثلها أو بأقذع منها ، وهكذا هو شأن الصغار في كل مذهب .
والواقع أن شبكة النت ظلت سنوات تهنأ بالسلام والأمان حتى دخل عليها الملحدون وأسسوا فيها مواقع ومنتديات ، وأخذوا يهاجمون الأديان بضراوة ، وكان للإسلام النصيب الأوفى من هذا الهجوم ، وكما كان متوقعا بدأ المسلمون ومعهم بعض المؤمنين بأديان أخرى يردون الصاع صاعين ، ومن هنا بدأت أسلاك وذبذبات شبكة النت تهتز وتتلف أحيانا بسبب تبادل قذائف الشتائم والألفاظ النابية بين صغار المؤمنين والملحدين .
لقد باتت شتيمة وسب ديانة الإسلام ونبيه هما الفاكهة المفضلة لصغار الملحدين العرب ، فحين يهم أحدهم بالكتابة عن الإسلام ونبيه لا بد أن يحلِّي موضوعه ويطعمه بمفردات العهر والشتيمة من مثل : محمد الحقير ـ السافل ـ ابن زنا ـ الفاسق ـ المنحط ـ المسلمات قبيحات وعاهرات ـ الإسلام دين الفاسدين.. إلخ .
وأظن أن هذا الفريق من الملحدين لا يهنأ له بال أو تطمئن نفسه إلا إذا تقيأ على صفحات عدد من المواقع والمنتديات شتائمه وبذاءاته ، وصبها صبا على الإسلام والمسلمين ، بحيث صار السباب عنده طبعا مألوفا ، وطقسا تعبديا يتقرب به إلى إله الملحدين .
وأنت إذا بحثت عن الباعث الخلقي والنفسي لتطاول صغار الملحدين على ديانة كبيرة كالإسلام وسب رموزها لوجدت أنه الشحن العقائدي والطائفي ، فبعض هؤلاء الشاتمين ينتسبون إلى أقليات غير إسلامية ، وبعضهم ينتسب إلى طوائف باطنية ذات منشأ إسلامي كالدروز والعلويين والإسماعليين وغيرهم ، ومن المعروف والظاهر أن عقائد هذه الطوائف تخالف عقيدة جمهور المسلمين السنة والشيعة , وعادة ما ينشأ الفرد فيها على اجتناب المسلمين والحذر منهم .
والحق أن أتباع هذه الطوائف هم أقدر من أتباع السنة والشيعة على تقبل الفكر الإلحادي ، لأنهم ينشئون على الحياة المدنية الليبرالية البعيدة عن التدين ، فالدين لديهم طبقي ، يختص بإقامة شعائره طبقة العباد والعقال ، أما غير هؤلاء فإن الواحد منهم يعيش زمنا ويهرم ويموت ، ولم يمارس في حياته شعيرة من شعائر دين طائفته ، لذلك حين يكتب عن الإسلام والمسلمين تستحضر ذاكرته على الفور ما ارتكبه بعض المسلمين في العصور الخوالي من جرائم قتل وإبادة ضد أبناء طائفته ، وبهذا يجد الظرف مواتيا للانتقام وللتفريج عن نفسه وشفاء غليله من كل ما يمت للإسلام ورموزه وأتباعه بصلة ، ولله في خلقه شؤون .



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراتب المؤمنين بالله
- نبي المسلمين بين محبيه وشاتميه
- بين يدي إبليس
- القذافي .. ضحية التهريج الإعلامي
- ترانيم قداس عام جديد
- الحب كما تصوره الرومانسيون الأوائل
- ثرثرة حول غربة الشعر الحديث
- كيفية الصلاة على الميت الملحد
- المقولات العشر 2
- المقولات العشر 1
- مزيدا من الحوار المتمدن
- إشكالية مصطلح الإيقاع
- وقفة مع ( مواكب ) جبران
- العقيدة العلوية في الماضي والحاضر
- بدايات الشعر في ليبيا
- موقف الرازي من النبوة
- ابن الراوندي مفسرا للقرآن
- تزوجتُ اثنتينِ لفرطِ جهلي
- متعة السؤال ونكد الجواب
- الثورة ... والثوار ... والثيران


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تقاضي ولاية كولورادو بتهمة عرقل ...
- العراق بالمرتبة 155 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025
- ما آليات المنظمات الدولية لإعلان حالة المجاعة في بلد ما؟
- غوتيريش: حرية الصحافة تواجه تهديدا غير مسبوق
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل وتحذيرات بشأن تهديد حياة الأسرى بتو ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: تصعيد القتال لن يقتل المحتجزين ف ...
- دعوات في موريتانيا لإلغاء قانون حماية الرموز الوطنية لـ-تضيي ...
- الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدني ...
- اعتقال أبرز قادة الفصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل بشير الصاري - فاكهة صغار الملحدين