أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - لو كان الإسلام رجلا لقتلته














المزيد.....

لو كان الإسلام رجلا لقتلته


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُنسب لعمر بن الخطاب وتُنسب لغيره مقولة ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ، وأيا كان قائلها فإنه عبَّر بها عن مقته وبغضه الشديد للفقر ، لأنه يدرك خطورته وقدرته على تدمير آدمية الأفراد وكيان المجتمعات ، وهكذا هو حال خصوم الإسلام الذين يتصدرون بكتاباتهم المواقع والمنتدبات ، فهم حين يكتبون عن الإسلام يقول لسان حالهم جميعا : ( لو كان الإسلام رجلا لقتلته ) ، ذلك لأنهم يرونه دينا همجيا إرهابيا مفسدا للعقول والقلوب ، ولا بد من محاربته والقضاء عليه ، وإقناع المسلمين شاءوا أم أبوا بتركه .
ولعل أبرز هؤلاء الكتَّاب في هذه الأيام الدكتور كامل النجار الذي قدَّم نفسه لقراء موقع الحوار المتمدن بهذه السطور : ( طبيب عربي يعمل استشاري جراحة بإنكلترا ، من هواة البحث في الأديان ومقارنتها بعضها البعض وعرضها على العقل لمعرفة مدى فائدتها أو ضررها على البشرية ، كان في صباه من جماعة الإخوان المسلمين حتى نهاية المرحلة الجامعية ، ثم هاجر إلى إنكلترا ، وعاشر "أهل الكتاب" وزالت الغشاوة عن عينيه ، وتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من حقيقة الميثالوجيا الدينية ، الهدف الوحيد من كتاباتي هو تبيان الحقيقة لغيري من مغسولي الدماغ الذين ما زالوا في المرحلة التي مررت بها وتخطيتها عندما كنت شاباً يافعاً ) .
يتبين من هذا التعريف المقتضب أن الدكتور النجار اكتشف حين استقر به المقام في إنجلترا حقيقة بطلان معتقده الديني ، وهو من خلال ما يكتبه عن الإسلام إنما يريد أن يقدم للقراء الحقيقة التي اكتشفها ، والواقع أن ما اكتشفه قد يكتشفه حتى البسطاء والعوام ، فلا يحتاج هذا الأمر إلى ذكاء نادر أو تعمق في القراءة أو بحث دائم ، ذلك لأن الشك في صحة المعتقد الديني وهجرانه هاجس يراود كثيرا من الناس لأسباب متعددة ، ولكن الخوف من النتائج هي التي تدفعهم إلى عدم التصريح بشكوكهم أو رغبتهم في ترك الدين .
لقد ندر الدكتور النجار نفسه للهجوم على الإسلام ، فهو ـ كما يبدو ـ ليس لديه ما يشغله ويزعجه ويؤرق باله سوى دين محمد وشريعة محمد وسنة محمد ، لدرجة يخيل إلي أحيانا وأنا أقرأ مقالاته أن البعبع أو الشبح أو الهم الإسلامي لا يكاد يفارقه حتى وهو يجري عملية جراحية لمريضه .
لذلك ينبغي على الدكتور النجار أن يعذر قارئه لو شعر أن مقالاته هي نتاج حساسية مفرطة ضد الإسلام وضد من يذكره بخير ، فهو لم يترك للقارئ فرصة لكي يشعر بغير هذا الشعور .
الإسلام هو العدو الأول وربما الوحيد للدكتور النجار ، ولو تمثل له رجلا لما تردد لحظة في قتله ، لذلك حين يكتب عنه فإنه ينظر إليه بعين واحدة كليلة لا ترى إلا ما هو مشين ومنفر ، فهو لم يجد في كل آيات القرآن أو في نصوص الشريعة الإسلامية أو في أقوال وأفعال النبي محمد ما يشجعه على قول ولو كلمة خير واحدة في الإسلام ، فالإسلام لديه هو الشر كله والتخلف كله ، وهو سبب الفساد والجهل والإرهاب ، وليس فيه أية فائدة أو خصلة من خصال الخير .
ومن الملاحظ أن الدكتور النجار حين ينتقد نصا قرآنيا أو تشريعا أو حادثة تاريخية فإنه يستشهد بأقوال القدامى من رواة الأحاديث والمفسرين والفقهاء مثل ابن عباس والطبري والبخاري ومسلم والترمدي وغيرهم ، ولا أذكر أني قرأت له رأيا لفقيه أو مفكر إسلامي معاصر مثل الشيخ محمد عبده أو محمد أبو زهرة أو محمد حسين فضل الله أو محمد خاتمي أو محمد شحرور أو محمد الغزالي أو يوسف القرضاوي .
لكن مع هذا ينبغي الاعتراف بأن للدكتور النجار أسلوبا شيقا في عرض أفكاره ، وطريقة تعتمد على المسوغ العقلي والاستقراء في تحليل الآراء والمواقف واستخلاص النتائج ، وهو ما وفَّر له عددا لا بأس به من القراء ، يؤيدونه ويشجعونه ويذودون عنه ضد من تسول له نفسه انتقاد موضوعاته أو منهجه في الكتابة ، بل إن منهم من يثق في رأيه ثقة عمياء ، فيطلب منه أن يكتب في موضوع ما يخص الإسلام .
على أن من بين هؤلاء القراء من يدفعه حماسه وإعجابه بالدكتور النجار إلى التطبيل والتصفيق والتأييد الأعمى لكل ما يكتبه ، حتى صار كالمريد مع شيخه ، أو كالميت بين يدي مغسِّله ، والغريب أن من كتََّاب هذا الموقع من يشارك مع هؤلاء المطبلين والمصفقين ، ولا شك أنهم يهولون في مدح الدكتور النجار تهويلا فاضحا ، ويبالغون في تشجيعه مبالغة مكشوفة ، ومن يقرأ تعليقاتهم وكلمات الإعجاب التي ينسجونها له وردودهم على منتقديه لا بد أن يستذكر وصلات التصفيق والصخب والتهريج التي يقابل بها الزعماء العرب من قبل زبانيتهم .
ولا أظن أن كثيرا من هؤلاء المطبلين يعي أنه بسلوكه هذا يسئ إلى الدكتور النجار أكثر مما يحسن إليه ، فهذا التطبيل المفتعل لا يليق به ، ولا أذكر أنه زعم في مقالة له أن ما يكتبه هو إبداع أو كشف جديد لم يسبق إليه ، فالحق أن الرجل لا يكاد يتميز في شيء عمن تناول الإسلام بالنقد ، فهو يحاول استعراض النصوص والأحداث كما استعرضها غيره مثل الحكيم الليبي وشهاب الدمشقي والدكتورة وفاء سلطان ، وخرج بنفس النتائج التي خرجوا بها، وهذه النتائج دائما تتكرر في كتابات نقاد الإسلام كالقول بأن الإسلام انتشر بحد السيف ، وأنه أهان المرأة ، وأن القرآن من تأليف محمد بن عبد الله وأن به تعارضا وأخطاء لغوية وعلمية ، وأن محمداً مجرم وقاتل وزير نساء ، تزوج عائشة وعمرها تسع سنوات ، واختطف زينب بنت جحش من زوجها زيد ، وارتكب جرائم حرب ضد اليهود ، وقد عالج مثل هذه الموضوعات وغيرها الشاعر العراقي معروف الرصافي في كتابه الشهير ( الشخصية المحمدية ) معالجة موضوعية هادئة ، بلغة راقية تنم عن نضج عقلي وثقافة واسعة وذوق رفيع ، فقال ما للإسلام وما عليه ، لذلك أرى أن من ينتقدون الإسلام في هذه الأيام هم عيال على الرصافي .
أعتقد أن الدكتور النجار ـ مع كامل الاحترام لشخصه ولمناصريه ـ غير مؤهل للحكم عن الإسلام ، ليس بسبب ضعف لغته أو ثقافته بل بسبب عدم موضوعيته وغلبة الهوى على عقله ، إنه كالعربي الذي شبَّ على كراهية اليهود إذا كتب عن اليهودية فلن يقول فيها خيرا .



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية ابن الراوندي
- انتظروا الزحف المليوني نحو القدس
- إشكالية وصول الكلام إلى المتلقي
- عذراً .. لا تعجبني هذه الأسماء
- فاكهة صغار الملحدين
- مراتب المؤمنين بالله
- نبي المسلمين بين محبيه وشاتميه
- بين يدي إبليس
- القذافي .. ضحية التهريج الإعلامي
- ترانيم قداس عام جديد
- الحب كما تصوره الرومانسيون الأوائل
- ثرثرة حول غربة الشعر الحديث
- كيفية الصلاة على الميت الملحد
- المقولات العشر 2
- المقولات العشر 1
- مزيدا من الحوار المتمدن
- إشكالية مصطلح الإيقاع
- وقفة مع ( مواكب ) جبران
- العقيدة العلوية في الماضي والحاضر
- بدايات الشعر في ليبيا


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - لو كان الإسلام رجلا لقتلته