أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإبادة من أجل الإغاثة














المزيد.....

الإبادة من أجل الإغاثة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإبادة من أجل الإغاثة
كتب مروان صباح / قد يكون الإغتراب ناجماً عن هذا الإنفصام الذي يظهره النظام السوري بحيث لا يكون هو ذاته في المواقف دائماً مما يضطره إلى التسلق كي يتعلق بأي مشاجب هشة لمجرد أن هذا السلوك المفتعل يحقق له درجة من الآمان أو القبول لدى الآخر ، وبعد سلسلة من الانكارات التي لحقتها اعترافات ابتداءً من المظاهرات إلى توسع حلقات الانشقاقات من كتائب النظام تأتي مرحلة التماهي مع العقيد ألقذافي ليعود إخراج سيناريو القاعدة واللهو الخفي أبو طاقية وصيغة الإرهاب الإقليمي والدولي ، كأن التلاعب على هذه الأوتار المهترئة قد تجدي نفعاً بالتفاعل مع القوى العظمى ومنها الولايات المتحدة على الخصوص التي إنكوت من شن عمليات استطاعت اختراق أمنها وضربها في العمق إلا أن مدعيها تورط في الخطيئة وأصيب بالعمى فأسقط جميع الكوابح من شدة العزلة واعتقد إن الهرولة إلي داخل مربع ألقذافي يجعل طريقه أقصر الطرق المعبدة إلي الخلاص فإنتهج ثقافة الإبادة من أجل الإغاثة .
ما يجري من قتل جماعي تجاوز الحرب الأهلية والنظم الديكتاتورية ودخل مرحلة تُنبئ بتطهير بشري حيث هؤلاء المستقيلين من أدميتهم لا يستطيعون العيش بين البشر الأحرار لأنهم قد إستمرؤا الخراف في التعامل وحرصوا كل الحرص على علف من يلتف في فضائهم كي تحين الفرصة في ذبحهم وإن كان أظهر لبعض الوقت حبه وحرصه على صحته كي يستثمره في خدمته أطول مدة ممكنه إلا أن تبقى على الدوام السكين تلاحق رقبته ولا تفارقها ، الوحشية التي نراها اليوم تأتي نتيجة الضوء الممنوح من روسيا والصين والتي في الحقيقة يقف خلفه الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة بحيث يُنظر للموضوع ليس من باب الأخلاق بل من بوابة المصالح والتحالف الضيقة التي أعمت البصر والبصيرة لكن أثبتت جميع التعاملات مع المنتفضين عدم جدواها لأن الجزار طرق جميع الجدران وجدها أمامه مغلقة وضحاياه لا يزيدهم التنكيل والقتل إلا التصميم والإصرار على إسقاط النظام ومقاومته ، فقد يذكرنا أفعال وتصريحات النظام السوري بالرئيس عبدا لله صالح عندما أفلس أمام زحف الملايين اليمنيين بهدف إسقاطه خرج عليهم بفتواه التحرش الجنسي في المظاهرات فأعطى من حيث لا ينتبه البعد الشعبي للثورة مكانتها .
المسألة تحولت من شعب يريد كسر قيوده وإسقاط مستبده إلي لعبة دولية إقليمية تُصّفى من خلالها حسابات بأثر رجعي ، فالولايات المتحدة من حيث تفردها المطلق لمدة طويلة في شؤون العالم ترى بأن روسيا والصين ليستا دول بهذه الأهمية كي تقف في وجه مشروع أمريكي أوروبي وإن إعادة السيد بوتين لحلم روسيا ما قبل الإتحاد السوفيتي هو أضغاث أحلام لن يجدي نفعاً في هذا الوقت المتأخر لكن في المقابل النظام السوري يتلقى دعم غير مسبوق من إيران وحزب الله والحكومة العراقية بالإضافة إلي روسيا بينما الشعب السوري لم يتلقى من أصدقائه شيء غير الكلام المعسول وإكليل الزهور رغم العنف المستمر وقوة التطهير التي تؤدي في كل يوم لارتفاع عقدة النقص واليأس والعجز عن الفعل فالولايات المتحدة تغسل عيونها بدماء الشهداء من أجل تلقين روسيا العرجاء درساً في الأخلاق وحقوق الآخرين ، والعرب لا يرون إلا قناة واحدة من هذا الإجرام هو الموضوع المذهبي بينما الشعب بجميع فئاته أطفالاً نساءً شيوخاً تفتك الآلة الإجرامية فيهم .
الأنكى بأن الشعب السوري يُسحق بين مطارق الاستعمار الجديد وبين سنادين الإخوة الأعداء ، فمن طرحوا ثنائية الاستبداد والاستعمار كما لو أنهم فرضوا على ضحاياهم المفاضلة بين هذا وذاك ، إلا أن الشعب السوري تبين من خلال الفترة السابقة بأنه قارئ التاريخ ورافض الحاضر ومصمم على صنع مستقبله بمقاومة الاثنتين معاً وسينتصر بأذن الله عليهم معاً لأن من استغاث بالغازي قديماً جديداً من المستبد تورط وامتصى حتى النخاع ، التلكؤ الحاصل في التحرك الدولي على صعيد الملف السوري يثير الكثير من الأسئلة المحقة التي باتت تُقلق المراقبين بحيث يبدو أن الخض في قربة مخزوقة وتبادل الأدوار على مسرح خشبته متصدعة ومكشوفة بطريقة فجة انعكست بشكل سلبي على نفسية الثوار لإنسداد الأفق خصوصاً بعد إخفاقات مجلس الأمن في تحريك الجمود التي أبدتهما الصين وروسيا والذي سبقه عجز الجامعة العربية مما دفعها إلى اللجوء دون أي حسابات لرفع الملف برمته للتدويل .
تصفية الحسابات بين الفيلة لا يدفع ثمنها إلا العزل التي حولتهم حريتهم إلي سلالم تصعد عليها تارةً من تريد أن تعيد أمجاد حربها الباردة روسيا وبين الولايات المتحدة التي تغسل عيونها كل فجر بدماء الشهداء الأبرار ، نقرع جدران الخزّان بأن تغييب الحلول والتظاهر بإنسداد الأفاق وإمهال النظام السوري الفرصة المطلوبة كي يكمل إنتقامه من وطن يعمق إستباحة الدولة ويجعلها أكثر رخاوةً ويصعب إنتشالها من حالة الفشل مما يتطلب سنوات من إعادة البناء لهدم أصبح مكشوف قصده من خلال القرائن والحيثيات التي تنطوي على كثير من الخفايا التي تصب في نهاية المطاف لصالح إسرائيل الذي لا أحد يعلم كم ستستغرق في المستقبل إزالة الغبن والضغينة والرغبة بالثأر .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام
- الطغاة لا يتعلمون
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون


المزيد.....




- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين غرب مدينة غزة ...
- شاهد.. أفضل ضربة قاضية هذا العام
- هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائ ...
- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإبادة من أجل الإغاثة