|
منطقة غارقة في حوض من البترول
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 21:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتب مروان صباح / تكرار ذات الأخطاء كأفراد أو جماعات تكون نتيجة عدم الإعتراف في الخطأ الاول التى أدى بالهروب إلى الأمام وبشكل غير منقطع ليصبح مدمنه يجري دون توقف ولو للحظة واحدة ، فهناك إستراحات لا بد منها من حين لآخر كي يعيد المرء النظر فيها وبما قام به على مدار الفترات المتباعدة والقصيرة بتقييم نتائجها وخطواتها التى تحرك من خلالها إذ كانت بالإتجاه الصحيح وعادت بالخير والمنفعة بشكلها الآني والإستراتيجي . فمن أدمن الجري ليس بهدف الرشاقة بل النجاة من تقديم أي إستحقاقات أو المواجهة كي يتحدى الصعاب أدرك مبكراً بأن الطريق الوحيد للخلاص والأسهل هو تحويل ذاته إلى معصوم ومنزه عن الأخطاء مما يحصنه من المحاسبات التى تؤدي إلى عقوبات بحقه لهذا يتعامل مع المحطات التى مرت في خارج عهده وتلك التى علقة في التاريخ بإحتقار منحازاً على الدوام إلى نظريات قاصرة ، الأمر الذي يكشف مدى تدهور الإنزلاقات الممكنة في المستقبل . أن تكون أنت لا سواك أمر ليس بالسهل إطلاقاً وغير تابع مسألة بالغة التعقيد خصوصاً إذا كانت المحاولة في سن متأخر وهي من أعسر الرهانات في الحياة لكن أن يكون المرء أو الدولة شبيه للغير مقلداً تابعاً فالمسألة تخرج عن مصطلح التعقيد لتصل درجة المركب مما يجعلها دولة تابعة معرضة لإهانات مستمرة لا تقوى إلا على إبتلاعها بشكل مخجل خوفاً من السطوة أو الغضب ممن فرض نظامه الشمولي خارج جغرافيته ليمتد إلى أطراف العالم بأسره ، لقد حاول عبد الناصر أن يكون هو لا أحد سواه وكان في كل مرة يسير إلى تحرير بلاده من التبعية يقع في التكلفة الباهظة تؤدي إلى شلل في أطراف الجسد الواحد وتلك الإخفاقات لها اسباب فثمة نقاط ضالة عن الحروف ، فقد إنهارت على مصر عام 1956م قنابل الطائرات الغربية بعد أن أعلن تأميم القناة محاولة من الغرب تأمين مناخ أرضي كي تتقدم المشاة البحرية إلا أنها أخفقت في تحقيق الهدف الكامل ولكن في مرحلة لاحقة بعد أن أعادة تشكيل قوتها من جهوزية كان الإنتظار لأول تحرك جديد ناصري عندما إتخذَ قراره بمنع السفن الإسرائيلية إجتياز القناة قوبل القرار بإجتياح مباغت أدى إلى إحتلال الأراضي المصرية فكانت مصيبته بفلسطين فأضحى بمصيبتين مصر وفلسطين . تكرر الخطأ ذاته بإنجرار خلف عود كبريت أشعل حرباً ضروس بين العراق وإيران ، بالإضافة لتباعياته التى أدت بدخول الكويت وصولاً للحرب الأخيرة التى أسقطت النظام البعثي في بغداد ، فجميعها لم تكن لتنجز وتتحول إلى واقع لو لم تكن لها مشاركات مبطنة أو إداراة الظهر لكل ما حصل من ضغوط وحروب بحيث أضعفت الأمّة وساهمة في تشققها إلى أن باتت عارية لأي رياح ترسل من خارج حدود جغرافيتها ، هذا النفخ الإعلامي الأشبه بالحمل الكاذب التى تقوده الآلة الإعلامية الغربية والتى ينعكس على سلوك وذهن الشعبي الإيراني ومن يدور حوله في المنطقة بأن القوة العسكرية الإيرانية باتت تهدد القوى العظمى مجتمعةً وتسعي لإمتلاك القنبلة النووية يعنى تتخطى الحدود الحمراء المرسومة لها التى يتطلب التدخل السريع لوضع حد لتعاظم قوتها الغير منضبطة إقليمياً ، يبدو أننا سنراوح زمنا لا يعلم مداه إلا الله بين الحمل الكاذب والنفخ في قربة مخذوقة للتدويل لا يعرف الإنقطاع مقابل عجز كامل في حل أي أزمة محلية أو في إطار قومي إسلامي فالدول التى تملك أجندات تتعامل ضمن أولوياتها وتقدم مصالحها على أي إعتبارات لأن تحريك الماكينة الإعلامية بهذه الطريقة المتواصلة تدلل على تهويل قابل للتأويل وليس كما يعتقد البعض بأنها جمعيات خيرية تريد الوساطة من أجل سواد عيون الأطراف المتنافسة . بيد أن الحلول الجذرية داخل منطقة غارقة في حوض من البترول أصبح من شبه المستحيل إلا بتدخل رباني مباشر لشدة تجميع الحطب ، وما دام عود الكبريت بيد الأخ الأكبر فالمنطقة تقف على حافة الإشتعال ويصعب لأحد التنبؤ بالنتائج ما دام النمط السائد هو شمولية صارمة يكون التفكير وإبداء الرأي من حق المتسلط فقط ، لذلك نرى الأخ الأكبر حاضر في جميع الأزمنة بمهمته الإحتكارية وفرض ما لا يراه غيره ويتصرف بقوته التى إمتلكها المنزوعة من القيم وهي التى في كل واقعة يحتكم إليها وما عدا ذلك لا تتعرف عليها سياساته وتضاريسها ، أن المفارقة هي في أنتاج الماضي لكن بشروط الحاضر ولذات المخارج والمداخل ليتحول التناسي نهجاً يُظّهر مدى الخلل البنيوي في إستحضار تجارب التاريخ والإستفادة منها ولكن حالة الإدمان في التدرج للتورط يظهر بأن التغيير الذي طرأ على المشهد السياسي والإقتصادي شكلي ولم يصل إلى الجذور وأن مازال العوم على سطح البحر البعيد عن الأعماق سائداً بل مطلباً . دول نازفة من الخاصرة تكابر من فضل التوريط الإعلامي لا تصغى ولا تتعلم من تلك الدول التى أغتيلت بذات الطريق البلونية بعد أن أعتقد من أناب نفسه عن الناس في التفكير والحلم والأخطاء بأنه قادر على مواجهة العالم بأسره ، متى تكون خطايانا دروس تدرس في المدارس وكليات العلوم السياسية والحربية على الخصوص بعد فوات الأوان بحيث يتمنى المرء لو أن أمه لم تلده كي لا يرى ما رآه في زمانه . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
-
نوافذ لا تقوى على صد العواصف
-
شخابيط كَشَفَتْ المستور
-
السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
-
تحويل الهزيمة إلى إنتصار
-
إستحضار الضمير قبل الممات
-
الأحياء يزاحمون الأموات
-
ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
-
إختلط حابل السخط بنابل الغضب
-
عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
-
بين المكتنزة والمتفجرة
-
طواف الباحث عمن يشتري حريته
-
الحمّلّ المؤكد
-
ممر إجباري للإنتقال
-
إختار القِصابَة على طبِّ العيون
-
بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
-
إفتقار الرؤية
-
تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
-
نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
-
الديون المفجعة
المزيد.....
-
المخابرات الألمانية تصنّف حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه
...
-
إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على سوريا.. وتوضح الهدف
-
-لحماية الدروز-..هل تصعد إسرائيل بسوريا؟
-
سجن قاضية أممية في بريطانيا لأكثر من 6 سنوات بتهمة -استعباده
...
-
مصدر مصري: إسرائيل تغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمنع د
...
-
الجيش الإسرائيلي يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارات الأخير
...
-
الخارجية الأمريكية توافق على عقد بقيمة 310.5 مليون دولار لصي
...
-
إعلام: الولايات المتحدة تجهز عقوبات جديدة ضد روسيا قد يرفضها
...
-
مرافعة تاريخية للجامعة العربية أمام العدل الدولية
-
زعيمة حزب ألماني تتحدث عن خطأ ارتكبته أوروبا في قضية الأزمة
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|