أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - بعضُ مشكلاتِ الخليج الاقتصادية














المزيد.....

بعضُ مشكلاتِ الخليج الاقتصادية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 09:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم تعد ثمة قدرة في دول الخليج على ضبط التطور، فمفاتيحُ الحياةِ الاقتصادية والاجتماعية غدتْ في أيدي المصادفات والعمليات التلقائية، فالاقتصادياتُ غيرُ معالجةٍ بأشكالٍ تخطيطية آنية وبعيدة المدى.
أكبر الثروات موجهة للخارج، وعمليات التحويل هي تدفق الأموال إلى المحافظ النقدية الغربية، ويعمل الغربُ بقوة على إبقاء الوضع الاقتصادي النفطي النقدي الراهن.
لا تُعالج الاختلالات الاقتصادية الاجتماعية فمناطق معينةٌ سارعت بتملك الفوائض أكبر وأقدم من غيرها وحدثت لها طفراتٌ في الوظائف والإمكانيات العمرانية وتملك وسائل الثروات الجديدة مثل الأراضي البكر التي كانت صحراوية وتغدو في متناول الحياة الاقتصادية الراهنة، أو الشواطئ التي تعلو قيمها في المراكز الاقتصادية.
وبقيت مناطق دون هذا المستوى المتطور بكثير، وهذا يتجسد في اختلالات الرواتب والأجور، مع عدم القدرة على تغيير أسعار السلع الثمينة المعمرة، في حين تتصاعد أسعار المواد الاستهلاكية العامة.
نظراً لأن دول الخليج ليست زراعية بشكل واسع فإن التآكلات في المناطق الزراعية لا تُلحظ بمستوى ظهورها في دول أخرى مثل مصر وسوريا وغيرهما من الدول التي كانت زراعية بشكل واسع، وتعرضت فيها الأرياف لهبوط خطر في أوضاعها الاقتصادية نظراً لأزمات السلع الزراعية التي ترتبت عليها أزمةٌ عامةٌ في الأرياف العربية.
كما أن أشكال الحياة الاقتصادية التي صارت تقليدية نظراً لقدمها وعدم تطورها، مثل الشركات العامة والخاصة الصناعية التي تنتج مواد استهلاكية للمصانع الأخرى ومواد استهلاكية للبيوت، طلباتها تغدو متراجعة نظراً لأن التوسع في العمران له سقف محدد ويتجه للجمود والتشبع.
والصناعات هذه تتوجه لعدم القدرة على تطوير قوى الإنتاج، وتصبح المصانع عتيقة، فيما تنمو الثورة العلمية في جوانب أخرى من الصناعة كالصناعات الدقيقة والعلمية.
كذلك فإن ثمة جموداً في تطوير قوى الإنتاج الزراعي، فإضافة لتدهور الأراضي الزراعية والمراعي وتضخم الاستيراد من السلع الزراعية فإن إمكانيات تطوير الزراعة تغدو محدودة، ولا يؤدي جلب عمال أجانب زراعيين دوراً مهماً في هذا، نظراً لعدم معرفتهم وهروبهم وتفضيلهم الأعمال في المدن، والإجراءات الحقيقية هي إيجاد حوافز حقيقية لعودة المزراعين السابقين والأجيال الشابة الجديدة عبر توزيع الأراضي وإعطاء فرص لإقامة مزارع ذات شروط ميسرة.
قوى الإنتاج البشرية أغلبها ذوو قدرات يدوية محدودة، وتمتلئ المنطقة بهذه القوى التي تصبح عبئاً على الاقتصاد أكثر منها قدرات مفيدة خصبة.
فعمالُ بيعِ المواد الاستهلاكية الموجودون في المحلات أو المنتشرين في الشوارع غدوا أكثر من المشترين.
ومن يمتلكون رؤوس الأموال والنفوذ الاقتصادي لا يقومون بجلب عمالة مميزة، وبناء شركات وقوى إنتاج متطورة. فرؤوس الأموال الخاصة غير مغامرة ورؤوس الأموال العامة متجمدة في الهياكل البيروقراطية فليس ثمة تخطيط مستقبلي عميق والبحث عن تجاوز المحدودية الراهنة والاستنزاف الاقتصادي المتصاعد للدول والمجتمعات، وتغيب عمليات تطوير رؤوس الأموال العلمية، مع غياب العلاقات بين الوزارات الاقتصادية والجامعات والمستثمرين الشباب وأصحاب المبادرات الجديدة في الانتاج.
ملايين العمال الأجانب في المقاولات والبناء والفنادق والخدمات وغيرها، وهو مظهرٌ يعبر عن توجه رؤوس الأموال للأرباح السريعة وهروبها من تغيير قوى الانتاج الخليجية المتوقفة عن التطور المتنوع للاقتصاد.
تجري عمليات نزيف للاقتصادات الخليجية عبر الأزمات السياسية العسكرية، والتحويلات الأجنبية، وكثرة قوى اقتصاد الاستهلاك والخدمات، فيما قوى الإنتاج تتآكل.
وتتضح هذه التضادات في حالات البلدان الأقل دخلاً، وتتحول لظواهر سياسية وعصابية اجتماعية، فيما البلدان الأكثر دخلاً تعتمد على الفوائض المالية لحل المشكلات الاقتصادية الاجتماعية التي تحتاج لإعادة تغيير قوى الإنتاج بشراً ومصانع وزراعةً وعلوماً ومناهج جامعية.
لهذا نرى القوى الشبابية تضيعُ بين تناقضات أقسام الانتاج وفوائضه غير المتوازنة، ففي المناطق الزراعية والرعوية وحارات المدن المكتظة تظهر شبيبةٌ متدنية المهارة اليدوية، ومعدومة المهارات التقنية الرفيعة، فتلجأ اما للعمل اليدوي محدود الأجر، الذي يؤدي لتأزم عيشها عبر حالات العمل الشاق، وإما لتجمد مهاراتها ومستواها عبر العمل الوظيفي الشبيه بالبطالة.
وتعبر الهياكل السياسية عن غياب التعاون والحوار بين القطاعات العامة والخاصة وقوى النقابات والتيارات الفكرية والسياسية، لمناقشة هذين التجمد والتآكل الاقتصادي في بعض الهياكل وطرح الحلول البعيدة المدى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلٌ توافقي
- الثورةُ السوريةُ والحضورُ الإيراني
- مستوياتُ الدينيين والتحولاتُ السياسيةِ
- البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- مشكلاتُ الجيران السياسية
- انطفاءُ المركزياتِ الحادة
- مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة
- الإخوانُ المسلمون ومخاطرُ الشمولية
- من سبب الأزمة في البحرين؟
- روسيا والصين من مساندةِ الثوراتِ إلى إجهاضها (2-2)
- روسيا والصين من مساندةِ الثورات إلى إجهاضِها (1-2)
- الأديانُ والتحولاتُ
- تطويرُ الأنظمة (2-2)
- تطويرُ الأنظمة (1- 2)
- طريقا الرأسمالية إسلاميا
- حول غياب ثقافة المواطنة
- البضاعةُ تقدمٌ وانطفاءٌ
- نتائجُ انتخاباتِ الكويت
- أنظمةُ تجديدٍ ملغمة
- مخاطر حرق الأوراق


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - بعضُ مشكلاتِ الخليج الاقتصادية