أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حلٌ توافقي














المزيد.....

حلٌ توافقي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عقدةِ البحرين السياسية الاجتماعية تنابذتْ الفئاتُ العليا والفئاتُ المتوسطة الصغيرة تنابذاً ليس فيه حلول وسط، المعارضةُ تبقى معارضةً والسلطة تبقى سلطة.
دولُ الخليج العربية بما فيها اليمن لم تصل بعد إلى هذه المرحلة، فهناك اعتراضاتٌ قوية من دول مجلس التعاون لهذا المستوى من التحول.
تحول البحرين لو حدث يكون خرقاً لهذا الإجماع، الذي يُفسرُ بتصلب الجار الإيراني واستغلاله للمشكلات والصراعات الأخوية الداخلية للتأزيم والتصعيد، وكذلك بتباطؤ التحول الليبرالي في دول مجلس التعاون نظراً للخريطة الكبيرة والجذور التاريخية.
والنموذج العراقي الذي طُرح كشكلٍ للديمقراطية وتبادل السلطة غدا بذات الأسسِ الخليجية ولكن من وجهة النظر الإيرانية، وحين حانت لحظةُ التغيير عاد الثباتُ ورُفضت نتائجُ الانتخابات، وكان هذا درساً بليغاً في أن كل دول المنطقة المشرقية الخليجية الإيرانية لم تصل بعد إلى ذروة الديمقراطية.
الحكومةُ الأمريكيةُ بذاتها هربتْ من الجنة الديمقراطية التي أسستها في العراق.
واليمن على طول الثورة المريرة والآلاف من الضحايا من الجانبين الشعبي والحكومي، لم يستطعْ أن يخترق هذا السقف، وجاءتْ المبادرةُ الخليجية لتعكس الدور المركزي لدول الخليج في شبه الجزيرة العربية، وعدم قدرة أي طرف آخر على تشكيل تحولات فيها تكون غير مقبولة لدولها.
فجاءت ثمرةُ الثورة اليمنية معبرة عن هذه الرؤية فتشكلتْ حكومةٌ تعكس التداخل بين قوى من السلطة القديمة وقوى من المعارضة لتشكيل نظام توافقي جديد يتجاوز هذا الشلل السياسي والكوارث التي جرت للاقتصاد والبنية الاجتماعية والخدمات.
في هذه المرحلة إما أن تكون مع وجهة نظر دول المجلس العربي الخليجي وإما أن تكون مع إيران.
الحلُ التوافقي كان موجوداً في وجود المعارضة المذهبية السياسية في البرلمان البحريني، ولكنها قفزت لحل الانتصار في فبراير 2011، من دون قراءة للخريطة السياسية الوطنية وللخريطة المناطقية الصراعية، وقفزتها هذه انطلقت في الفراغ السياسي، وراحت تحومُ في هذا الفضاء طويلاً.
كان تطويرُ العمل السياسي في البرلمان وهو نقلة استعيد بها دور قديم طويل، ضرورياً واستراتيجياً لتطور تلاحم الشعب البحريني الذي فككتهُ السياسياتُ المذهبية والتراجعات في الخدمات وتوزيع الفوائض بشكل وطني عقلاني، وكان يمكن أن يقوم بتصعيد التعاون الوطني لحل المشكلات الشعبية والاقتصادية في جميع الجوانب والتحضير لتحولات أعمق وأوسع في المستقبل.
لكن هذا التجذر الوطني الديمقراطي كان لابد أن يكون مقبولاً عند كل القوى السياسية والاجتماعية، وأساسه الصبر السياسي والقيام بتحولات ملموسة للأغلبية الشعبية.
وجهة النظر العربية الخليجية ووجهة النظر الإيرانية تنزلان كجدار برلين يمتدلا من كركوك حتى مسقط في عُمان، وكان يمكن ألا يكون مثل هذا الجدار البرليني بين الإخوة المسلمين، حين تتوافق السياسات الاقتصادية والاجتماعية على الضفتين وتتعاون فضمن الاختلاف يكون التوافق.
القوى الديمقراطية الوطنية والعلمانية غير مقبولة في الجانب الإيراني والقوى المذهبية السياسية غير مقبولة في الجانب العربي الخليجي.
لابد إذاً من وقت وصبر وثقافة سياسية تغدو مشتركة بين الجانبين، ولقد ضاعَ وقتٌ سياسي ثمين لم تُحل فيه مشكلات بل تعقدت الأمور وتداخلت الجوانب الذاتية والموضوعية، وكان يمكن درس القضايا المعلقة والجوانب الاقتصادية المعيشية وحلها من أجل الناس بدلاً من تجمدها.
ولا يبدو أن ثمة حلا توافقيا في الأفق السياسي، فكل من الشاطئين متوقف عند موقعه، إلى أن تحدث تحولات كبيرة في أحد الشواطئ.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورةُ السوريةُ والحضورُ الإيراني
- مستوياتُ الدينيين والتحولاتُ السياسيةِ
- البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- مشكلاتُ الجيران السياسية
- انطفاءُ المركزياتِ الحادة
- مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة
- الإخوانُ المسلمون ومخاطرُ الشمولية
- من سبب الأزمة في البحرين؟
- روسيا والصين من مساندةِ الثوراتِ إلى إجهاضها (2-2)
- روسيا والصين من مساندةِ الثورات إلى إجهاضِها (1-2)
- الأديانُ والتحولاتُ
- تطويرُ الأنظمة (2-2)
- تطويرُ الأنظمة (1- 2)
- طريقا الرأسمالية إسلاميا
- حول غياب ثقافة المواطنة
- البضاعةُ تقدمٌ وانطفاءٌ
- نتائجُ انتخاباتِ الكويت
- أنظمةُ تجديدٍ ملغمة
- مخاطر حرق الأوراق
- رؤى وطنيةٌ ديمقراطية


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حلٌ توافقي