أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة














المزيد.....

مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في إشكاليةِ تكون النهضة في الجزيرة العربية وإيران تكونت الجذور لما نعانيه الآن من عدم القدرة على حل التناقضات التي ننزلقُ فيها تدريجياً، وكأننا ننزلقُ في بئرٍ عميقةٍ خطرة.
القوى المسيطرة الغربية على منطقة النفط الكبرى هذه وخاصة حكومات الولايات المتحدة رفضت وصول القوى الديمقراطية والعلمانية إلى تقرير أحوال المنطقة وبث فكرها خلال القرن العشرين، منذ أن أزاحت مصدق حتى قررتْ تصعيدَ الدينيين ورفضتْ الخيارات الوطنيةَ التوحيدية في العراق.
الجانبان العربي والإيراني مضيا في الطريق الطائفي والتنمية الرأسمالية الحكومية البيروقراطية وكانا محافظين متقاربين لا يطرحان الايديولوجيات الطائفية المُسيّسة للإسلام، ثم تنامى الصراع بينهما تدريجياً بأشكالٍ عفوية وانفعالية عقب سيطرة الشموليين الدينيين على السلطة في إيران.
الجانبُ العربي حافظَ على تقاليد البداوة والمدينة الرأسمالية التي تهيمنُ على الوزارات لا على التجارة الحرة الحقيقية، كشكلٍ مرتبطٍ بضخِ المواد الأولية وتحويل البلدان للبضائع الغربية واليابانية عبر الانسياق لقوانين السوق الغربية وحركتها، من دون وجود خطط برامجية بعيدة المدى لإنشاء الصناعات الوطنية الخليجية العربية الكبرى.
الجزيرة العربية كانت ولاتزال شديدة التنوع: دول عديدة متنوعة لعبت فيها التجارةُ دوراً بارزاً، بحيث غدت المركزيات المهيمنة الكلية صعبة، فُخلقَ عالمٌ من التنوع، وحتى مجلس التعاون لم يستطع أن يتحول إلى قوة مركزية تمنع التعددية والتنوع، وهذا ما أدى إلى نمو المذاهب الإسلامية المتعددة بدرجاتٍ من الفهم والتفسير والأقسام السكانية المذهبية والدينية في جغرافية العصر الوسيط، وإذا تكونت المدنُ وتنامتْ فهي ليست قوى صهر مدنية كبرى بقدر ما هي أقسامٌ وأحياء منفصلة اجتماعية مذهبية متعددة، ثم أقسام لقوى العمال الأجانب المتداخلين.
الجانبُ الإيراني اندفعَ في تنميةٍ رأسمالية حكومية كبيرة تمت بشكلٍ مركزي شديدِ المركزية وتصاعدَ نحو قوى عسكرية قادمة من الأرياف ذات الرؤى المحافظة.
الأريافُ المحافظةُ هي التي سيطرتْ على المدن الإيرانية، ولم يكن للأرياف تنوع ثقافي أو تعدديات فكرية وسياسية ومذهبية، بل تنامتْ سيطرةُ مذهبٍ واحد، عبر عقدين، ثم برزَ تفسيرٌ آحادي لذاتِ المذهب وسادَ هذا التفسيرُ الآحادي وتحول لصيغةٍ سياسية حادة مقاربة لنمو المركزية في المجتمع.
اتجه التطوران المختلفان بين الجانب الشرقي للخليج والجانب الغربي إلى التناقض الشديد الذي لم يكن معروفاً في تلك البدايات، بسبب تباين التطور الاجتماعي السياسي، فجانبٌ تصاعدتْ فيه قوةٌ مركزيةٌ واحدةٌ ذاتُ فكرة واحدة غير قابلة لتحليل الحياة والتطور بصور جدلية موضوعية، عبر أفكار مسطحة مثل كون الرسالة الدينية هي الحقيقة المطلقة، وما عداها تضليل أو خيانة للإسلام، وأن الطريق الغربي الليبرالي الديمقراطي مرفوض كلياً، فتصاعدت أفكارٌ مطلقةٌ على مستوى الإسلام بتصعيدِ التناقض المطلق بين السنة والشيعة، وبعدم رؤية التاريخ المشترك. وتحويل المذهب لقوة ايديولوجية شمولية يؤدي بالضرورة إلى سلطةٍ واحدة، ومذهبية آحادية ذات تفسير واحد. ودائماً السلطة السياسية المطلقة تنتجُ فكرةً واحدة شمولية.
كذلك فإن هذه الفكرة صعدت التناقض بين الفرس والعرب، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة واليهود من جهةٍ أخرى. وبين الشرقيين ككل والغرب (الشيطاني).
هي جملةٌ من التناقضات المطلقة بين الأفكار والبشر تتشكل وفقاً للموقف السياسي الشمولي الحاكم. وتركزُ في تصعيد الخلاف والتوتر، وهي كلها أجسامٌ تعبيرية تقود إلى الفتن والحروب.
على الجانب الغربي العربي للخليج لم يفرزْ التنوعُ الكبيرُ وحدةً تنموية، ولا تجارب ديمقراطية تتجاوز البدايات، وبقي بعضُ الاختلالات الاجتماعية الاقتصادية الكبيرة بين الأغلبية البسيطة والفئات الغنية، فلم تؤدِ الثرواتُ النفطيةُ الكبيرة إلى تغيير الأحياء والقرى الفقيرة، وتوجهتْ التحولاتُ نحو تصعيد الرأسماليات الحكومية والأقسام الاجتماعية المرتبطة بها وكذلك الرأسماليات الخاصة التي اشتغلتْ على جلب القوى العاملة الأجنبية ذات الأجور المنخفضة، فتشكلت نهضةٌ رأسماليةٌ متنوعةٌ من دون خططٍ تحويلية وطنية عربية بعيدة المدى، تغرزُ التنميات الوطنيةَ الانتاجية بديلاً عن هدر الفوائض الاقتصادية على العمالة الأجنبية وعلى المحافظ النقدية الغربية، وعلى البذخ وغير ذلك من مشكلات كبيرة لم تجد حلولاً برامجية بل حتى قراءات فكرية اقتصادية اجتماعية عميقة.
ضفتا الخليج وجدتا أنفسهما في شكلين متغايرين: شكلٌ إيراني مركزي شمولي، وشكلٌ عربي غير مركزي، تعددي، لم يستطع أن يبلور تجربة تحولية اقتصادية عميقة عبر الاستفادة من الفوائض، وأن يصهر المجموعات السكانية المتفاوتة في عيشها في كيانات وطنية عميقة، ذات مقاربة معيشية.
هذا التباين تحول إلى تضادٍ سياسي، باستغلال الجانب الأول تباينات الجانب الثاني في مشكلاته غير المحلولة، نظراً لطابعه المركزي العنيف وعدم قدرته على الانفتاح على شعبه وتمدده السياسي.
الحياة القادمة سوف تحل المشكلات في كل جانب عبر تجاوز تناقضاته كلٌ بطريقته.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوانُ المسلمون ومخاطرُ الشمولية
- من سبب الأزمة في البحرين؟
- روسيا والصين من مساندةِ الثوراتِ إلى إجهاضها (2-2)
- روسيا والصين من مساندةِ الثورات إلى إجهاضِها (1-2)
- الأديانُ والتحولاتُ
- تطويرُ الأنظمة (2-2)
- تطويرُ الأنظمة (1- 2)
- طريقا الرأسمالية إسلاميا
- حول غياب ثقافة المواطنة
- البضاعةُ تقدمٌ وانطفاءٌ
- نتائجُ انتخاباتِ الكويت
- أنظمةُ تجديدٍ ملغمة
- مخاطر حرق الأوراق
- رؤى وطنيةٌ ديمقراطية
- الأيديولوجيا والعنف في المشرق
- تناوبٌ بين اليمينِ واليسارِ
- لماذا خندقان؟
- العنف في المشرق العربي
- عودة للأمةِ العربية
- إلى أين قادتْ خطوطُ التفكك؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة