أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - طريقا الرأسمالية إسلاميا














المزيد.....

طريقا الرأسمالية إسلاميا


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان الطريقان اللذان شقتهما أوروبا الغربية للرأسماليةِ الكونية هما الرأسمالية الفرنسية الديمقراطية والرأسمالية البروسية الألمانية الحربية، حيث لم يظهرْ طريق ثالث، فإن العالمَ الإسلامي وبؤرته المشرقية يواجهان هذين الخيارين بقوة.
الطريقان الأوروبيان ذاتهما عكسا مستويات التطور بين الأشقاء المسيحيين الأوروبيين، حيث ان القسمَ الغربي أكثر تطوراً وانفتاحاً واستطاعت هولندا وإنجلترا المتحررتان من المستعمرات المتخلفة وبقايا الإقطاع الثقيلة أن تطورا العناصر العلمية والصناعية والاجتماعية والسياسية لنمو غير مسبوق في التطور البشري، وبالتالي استطاعتا خاصة بريطانيا العظمى أن تكونا قائدتين لهذا الطريق الحديث، ونتائجه الايجابية والسلبية معروفة.
وحين انتقلتْ دولٌ مثل اليابان وروسيا والصين بكل ضخامة السكان فيها اختارتْ الطريقَ البروسي الألماني الحربي العنيفَ وبكلِ نتائجهِ الخطرةِ الرهيبة على التطور الإنساني، وقد تكسر هذا الطريقُ نفسُهُ بقوةٍ بين بعضه بعضا في الحرب الكونية الثانية التي أبادتْ من البشر أكثر من كلِ تاريخهم السابق كله.
ولكن عقابيلهُ وحيّاتهُ وجراثيمَهُ واصلت الحضور في الحرب الباردة حيث قام المعسكران المتصارعان الغربي والشرقي بالتوحدِ في الطريق البروسي العسكري الناري غير قادرين على الحرب، وليس كرهاً فيها ولكن نظراً لأنها تفنيهما معا.
ولم تستطعْ البشريةُ الخروجَ من هذا الأسلوب الرأسمالي نظراً لمستويات تطورها وتناقضاته الشديدة، الذي راح يشدلا هذه البشريةَ المختلفة التطور، والمتعددةَ المستويات، إلى حومتهِ الهائلة، وفي عولمتهِ الحادة.
وقد برز ذلك بقوة لدى الأمم الإسلامية، حيث يعبرُ الدينُ ذاتُهُ عن مستوى متقارب من التطور الاقتصادي الاجتماعي، ووجدنا أنفسنا في منعطف الطريق بين المسارين، حيث تسلك تونس والمغرب الطريقَ الفرنسي، وتُحدثُ التحولات بأقلِ التكاليف الدموية البشرية، ولم يزلْ الطريقُ مفتوحاً بعد لم تدخلْهُ الأقدامُ السياسية الاجتماعية المغربية التونسية كلية.
فيما مصر تتردد بين الطريقين فتاريخُها العسكري التسلطي لم يزل غير محسوم، والديمقراطية الرأسمالية لم تتكون بعد، وسيول الدم تتدفق في الشوارع والمدرجات الرياضية.
فيما الطريق البروسي الألماني يتجسدُ في ليبيا منتصراً ومهزوماً معاً، وثمة شعبٌ بدوي مسلحٌ ليستْ فيه جذور مهمة للديمقراطية التحديثية.
البروسيون العسكريون يصيرون فاشيين في سوريا، وقتلةً لشعبهم، كما كانوا ويظلون في العراق، وإمكانيات الطريق البروسي تتفاقم دموية هنا في المشرق، وتصيرُ حلفاً مراوغاً بين إيران والصهيونية والنزعات الدينية المتطرفة عبر القاعدة وجماعات ولاية الفقيه.
كمياتُ الدم المراقةِ هنا تستدعي الكثيرَ من الجهود الاقتصادية والسلمية والفكرية لعدم السير في هذا الطريق والاكتفاء بـ «بروفته» الرهيبة في سوريا، حيث ان الهتلريةَ ذاتها تقفُ خجلاً من تلاميذها الأفذاذ.
وليس خافياً هذا الحلف البروسي القبيح وهو يظهرُ في موسكو وبكين مؤكداً تلك الجذور الدموية المشتركة، فيما أن الطريق الغربي (الديمقراطي) النهاب هو الآخر عاجز إلا حسب الأرباح الجزيلة المعطاة.
يُفترض في القوى السياسية الاجتماعية في المنطقة والعالم أن تمنعَ الانتقالَ إلى المسرحية المتكاملة التي قد تجريها القياداتُ الإيرانيةُ العسكرية في جسد المنطقة مصرةً على الاستمرار في الطريق البروسي الألماني بدلاً من اختيار الطريق الآخر الأقل خطورة وكارثية، بل يتطلب الأمر حتى تجاوزهما في طريق سلمي تعاوني بين الطبقات والقوى في ظل الإسلام والديمقراطية.
هذا يتطلب من بقية الدول والقوى السياسية التمعن في سير التاريخ البشري المعاصر، وعدم نسخ التجارب السابقة المضرة، والتقليل من رعونتها ودمويتها، وإيجاد العلاقات التعاونية بين مختلف الطبقات والأنظمة، ورؤية عقد التصلب الكبيرة ونزع فتائلها المشتعلة المتصلة بكل بيت، وألا يكون الاستثمار ونمو أي دولة مرتبطين بتضخم الرساميل والقادة والقوميات والمذاهب.
هل ستضع محرقة سوريا حدا لذلك في العالم الإسلامي أم أن التجارب المريرة لا تعلم؟
ولتحاول الدول العربية المتجهة للديمقراطية أن تكون نموذجاً وتطرح نماذج الحروب والتسلط جانباً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول غياب ثقافة المواطنة
- البضاعةُ تقدمٌ وانطفاءٌ
- نتائجُ انتخاباتِ الكويت
- أنظمةُ تجديدٍ ملغمة
- مخاطر حرق الأوراق
- رؤى وطنيةٌ ديمقراطية
- الأيديولوجيا والعنف في المشرق
- تناوبٌ بين اليمينِ واليسارِ
- لماذا خندقان؟
- العنف في المشرق العربي
- عودة للأمةِ العربية
- إلى أين قادتْ خطوطُ التفكك؟
- البرجوازياتُ الدينيةُ في الحكم
- الانتماءُ والغربةُ
- الديمقراطية والامتيازات
- أرض سياسية زلقة
- النفطُ خط أحمر
- الفِرقة والحزبُ
- المشرقُ والتوحيدُ
- الصراعُ الاجتماعي مجدداً


المزيد.....




- -أطفالنا يموتون-، أمهات سودانيات يستنجدن تحت الحصار في الفاش ...
- معاريف: القيادة السياسية تحث الجيش الإسرائيلي على تحرك سريع ...
- مأساة سجناء الرأي وعائلاتهم في تونس
- سرقة الماشية أداة المستوطنين للضغط على الفلسطينيين وترحيلهم ...
- السعودية.. ما فعلته زوجة لإنقاذ حياة الزوجة الثانية -ضرتها- ...
- السعودية.. قد يسبب -إصابات خطيرة- وطلب توقف فوري عن قيادة طر ...
- رغم حظر استيراده.. 13 قتيلاً في الكويت جراء تسمم كحولي بالمي ...
- هجوم إسرائيلي مكثف على حي الزيتون بغزة وتدمير 300 منزل في 3 ...
- مصدر لـCNN: إدارة ترامب تعلق مؤقتا العقوبات على الوفد المصاح ...
- -ألقى شطيرة على ضابط-.. القبض على رجل هاجم رجال الشرطة في وا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - طريقا الرأسمالية إسلاميا