أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النفطُ خط أحمر














المزيد.....

النفطُ خط أحمر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتجاهل القيادةُ الإيرانيةُ كل خبرةِ المنطقة والعالم في مسألة النفط وتعرض إغلاق هذا الممر الحيوي الذي ينقل أكثر من عشرين بالمائة من النفط في العالم لخارجه، وهو ممر دولي لا تمتلكه أي دولة.
لقد لعبت أشكالُ الطاقة في العصور المختلفة بدءًا من البخار والفحم حتى النفط حاليا أدوارا مترافقة مع تطور الصناعة الحديثة في الغرب ثم في الشرق، فعبر قوى الطاقة تكونت الصناعات الثقيلة وخطوط سكك الحديد والبواخر وقوى الإنتاج كافة، التي وضعت الأسس العامة لظهور جميع أشكال الصناعة الراهنة التقنية المتطورة، ثم قام النفط بإحداث القفزة الكبرى في هذا التطور حتى غدت المصانع والمواصلات شبكات هائلة في كل خلايا الأرض.
لهذا فإن استكشاف الغرب لمواد الطاقة كان يمثل لحظات الثورات التقنية، وجاء النفط محققاً الانتقال من الصناعات القديمة إلى صناعات الثورة التقنية، وتداخل في اكتشاف النفط الاستعمار والتنمية، فغدت مناطق النفط ملكية غربية عقودا ثم غدت تحت الحماية المباشرة وغير المباشرة بحيث سيطرت الولايات المتحدة على قيادة الرأسماليات الكبرى في الغرب والشرق عبر جعل ممرات النفط في حمايتها والهيمنة على مواد الطاقة والصناعة.
فمن يغامر بوقف تدفق النفط يغامر بالوقوف ضد هذه الرأسماليات الكبرى الممثلة في مجلس الأمن خاصة إضافة لدول كبرى أخرى تعيش على نفط الخليج كاليابان والصين والهند.
ومن هنا غدت الانقلابات والحروب مرتبطة بالنفط واكتشافاته والسيطرة عليه، ولو لم يتوجه رئيس الوزراء الإيراني مصدق في الأربعينيات مصدق إلى تأميم النفط لكانت إيران قد شهدتْ حقبةً ليبرالية مهمةً أَثرت في المنطقة بشكل كبير.
كذلك كان عزم عبدالكريم قاسم قائد مجلس الثورة العراقي وتوجهه لتأميم النفط لحظة خطرة في حياته ونظامه فتم الانقلاب عليه.
وهكذا كانت لحظة صدام حسين في الهجوم على نفط الكويت بداية لانتهاء حكمه.
واغتيل الملك فيصل بشكلٍ مذهل بعد أن قطع النفط عن الغرب في فترة حرب أكتوبر .73
وكان التدخل القوي من الغرب في ثورة ليبيا ضد القذافي مؤثراً وحاسماً في طي صفحة دامت أربعين عاماً.
لم يعد النفط شأنا عربيا أو إيرانيا في المنطقة بل عالميا، ومن يقطعه يعرضُ نفسه لأشد الأخطار السياسية والعسكرية.
وحين تفكر القيادة الإيرانية في إغلاق مضيق هرمز، فيعني وصولها إلى لحظة يأس خانقة وتعبيراً أخيراً لنظام وصل إلى طريق مسدود.
لقد حدث خنق تدريجي متصاعد للاقتصاد الإيراني، ووصلت العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى لها، وانفض الشعب عن دعم النظام، وغابت كليا المظاهرات الحاشدة وصارت ذكرى من الماضي، وتعالى الهتافُ الجماهيري ضد القيادة الدينية السياسية حتى وسط العاصمة طهران كما يقول مسافرون قادمون من هناك، وهي التي كانت بمنأى عن ذلك سنوات طويلة.
تتضح بشكل جلي نهاية التحالف الإيراني ؟ السوري نظراً إلى استخدام العنف الوحشي ضد الجمهور واتخاذ سياسة متطرفة في رفض الحداثة والديمقراطية والتعامل الإنساني مع الشعوب حتى الحلفاء ومن تتشابه أنظمتهم معهما كروسيا والصين لا يستطيعون الدفاع عن النظامين اللذين برز عظمهما الفاشي للعيان في قمع الشعب السوري خاصة.
لن تغامر القيادة الإيرانية في إغلاق مضيق هرمز الذي يعني نهايتها التامة وانهيار نظامها كبيتٍ من الزجاج، فهي تستغل ذلك للبقاء على حافة الهاوية دائماً، وإثبات كونها تتعرض للتآمر فتستغل التعصب القومي الشعبي لتحريك التأييد الميت لها في الشارع، وهذا هو السبب في التركيز في أوضاع الضحية وتصوير ان التدهور في الأوضاع الداخلية هو بسبب الأعداء وليس من سياسة النظام.
الانهيار الوشيك للتحالف الإيراني - السوري وتغير الوضعين اللبناني والعراقي يتجسدان في مأزق النظام الأسدي العسكري الإجرامي الذي يذبح الشعب وهو يخرجُ من التاريخ بكل خزي، وتُسحب قطع الأرض السورية من تحت جنازيره الدامية، وهي تتفجر بالنضال والمقاومة، وقد وضع التحالف الإيراني - السوري نفسه في مآزق كبيرة وحشد قوى إنسانية كبيرة ضده، وصار الانهيار مسألة وقت، أما إذا أرادت القيادة الإيرانية عبور الخط الأحمر ووقف النفط فسوف نشهد الانهيار في بؤرتي هذا التحالف معاً.
إن مسألة الحرب مرفوضة وخطرة ومدانة من الطرف الذي يبدأ بها، وعودة النظام الإيراني للسلام والديمقراطية والانضمام إلى المجتمع الإنساني هما الحل الوحيد البناء له.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفِرقة والحزبُ
- المشرقُ والتوحيدُ
- الصراعُ الاجتماعي مجدداً
- النظر إلى جهةٍ واحدة
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 5
- ثقافةٌ تحبو على الرمال المتوهجة
- الثورة السورية.. تفاقمُ الصراعِ وغيابُ الحلِ
- سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 2، 3، 4
- الأفكارُ والمراحل التاريخية
- صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية
- خلاصة الأنواع الأدبية العربية(2-2)
- خلاصة الأنواعِ الأدبية العربية (1-2)
- طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي
- التياراتُ الدينيةُ والرأسمالية(1-2)
- الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟
- الشعاراتُ والدعاياتُ حسب الزبائن
- المقاتلون من أجلِ السلام نائمون
- الطابعُ الديمقراطي للحراك العربي


المزيد.....




- قد تكبده غرامة.. مخالفة يرتكبها وزير الخارجية البريطاني خلال ...
- مثل -راتاتوي-.. مهندسة تصمّم فأرًا روبوتيا كربطة رأس -يتحكّم ...
- قابلهم 48 مرة.. إليك تفاصيل لقاءات بوتين السابقة مع رؤساء ال ...
- السودان: عشرات الوفيات في دارفور جراء الكوليرا ومنظمة أطباء ...
- احتجاجات في واشنطن بعد إعلان البيت الأبيض انتشار قوات فيدرال ...
- غَرق قارب مهاجرين قبالة لامبيدوسا يُوقع 26 قتيلاً على الأقل ...
- مصدر رسمي: الأردن رفض مرور مساعدات إسرائيلية للسويداء عبر أر ...
- باكستان تنشئ قوة جديدة للإشراف على الصواريخ بعد الصراع مع ال ...
- اشتباكات متصاعدة في صربيا بين معارضي الرئيس ومؤيديه
- 100 منظمة إغاثية تتهم إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات لغزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النفطُ خط أحمر