أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مخاطر حرق الأوراق














المزيد.....

مخاطر حرق الأوراق


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاه شبابٌ كثيرون تحت المظلة الإيرانية، منذ أن تشكلت الهيمنة القومية الفارسية عبر المذهبية المتدخلة المغامرة، وليس كل الشباب من صنف واحد، فهناك المخلصون العاملون من أجل التغيير والدفاع عن حقوق يتصورونها، وهناك الانتهازيون الذي يستفيدون من أي حراك لأجل أن يركبوا الموجة، وهناك التائهون العفويون الذين وجدوا أنفسهم يشاغبون بلا دراية بشيء عميق أو مفيد.
ولم يكن هؤلاء الشباب المتفردون الوحيدون بالدخول في صراعات لا يعرفون جذورها، ولا امتداداتها المناطقية والعالمية، فهم موجةٌ من موجاتٍ وشبابٌ فتي قبله أجيالٌ شابتْ في السياسة ولم تتعلم أو تعلمت وصمتت، أو استغلتْ الأجيالَ الجديدة من بعيد.
وكان قبلهم من رددَ شعرَ نجيب سرور:(نحن حباتُ البذار/ نحن لا ننجو جميعاً إذا ما جاءَ الربيعْ/ بعضُنا يهلكُ في هول الصقيع/ وتدوس البعض منا الأحذية/ ويموتُ البعضُ منا في ظلام الأقبية/ غيرّ أنّا كلنا لسنا نموت، نحن حباتُ البذار!).
المظلة الإيرانية قادت الشبابَ إلى طريق بلا مستقبل، يكررون تجارب حارة ويتعذبون ويوجدون مشكلات لبلدهم وأهلهم من دون أن ينتجوا شيئاً سياسياً مغيراً على مدى أكثر من ربع قرن.
الشباب بذرة لمواقف عميقة وتعبير عن قوى شعبية خلاقة تعمل من أجل أفق اجتماعي سياسي محدد، ولم تكن قوى الشبيبة في العقود السابقة على مثل هذه الدرجة من غياب الوعي الاجتماعي، والوعي الوطني، حيث لم تجعلهم انتماءاتهم المذهبية الغائرة أن ينسوا أن الوطن بوصلة مهما كانت الأعلام الأجنبية التي توحدوا تحتها بسبب توجهاتها القومية والأممية، وعملوا على خطوط هذه الوطنية أولاً رغم الانحرافات واليأس السياسي الذي قاد بعضهم إلى تأييد أي شيء اجتماعي يتحرك حتى لو كان طائفياً أو محافظاً شمولياً خطراً على الديمقراطية نفسها.
المظلةُ الإيرانيةُ اربكت هؤلاء الشبابَ لكونها هي ذاتها مراهقة لم تستطع أن تصعد إلى مستوى ناضج، وتناحرت بين (اشتراكية) دكتاتورية بيروقراطية في زمن موسوي كرئيس وزراء وهي السياسة التي وضعتْ الأسسَ لرأسمالية الدولة العسكرية، ثم إلى ليبرالية ناقصة غير ديمقراطية عند رفسنجاني لم يستطع أن يحولها إلى تغيير ديمقراطي عميق بسبب عدم انتمائه لطبقة برجوازية حديثة حرة وظل يركض وراء المحافظين العاجزين عن إنتاج نظام له مستقبل ديمقراطي، ثم تآكلتْ الدولةُ ووصلت إلى طريق مسدود عبر العسكر، وهي في هذه الخاتمة خاصة لم ترد إلا أن تنقل تجاربها الحارقة عبر لحم الشباب، في الداخل والخارج، متسيدة على أي تنوع، أو توجهات في الاستقرار والتجذر في التراب الوطني لكل دولة، وكانت النتائج هي هذه التنظيمات الدينية السياسية المضطربة المتعددة التي لا تخرج عن خيط البوليس المركزي الإيراني.
الشباب الذي استخدم كأداةٍ بلا تجربة وتمت المتاجرة في لحمه الذي غدا رخيصاً عند هؤلاء تجار الحروب والاستغلال وتمت تعميته بسبب صمت رجال الدين الكبار وعدم نقدهم لتلك المظلة الإيرانية ومغامراتها، وعدم فصلهم الشريعة عن لغة العسكر الخطرة، ولم يستفيدوا من كل ملاحم التراث النضالي العظيم في الوقوف في وجه المخاطر السياسية الحربية، والتلاعب بمصائر الملايين.
فماذا نقول عن شبابٍ ضحلِ التجربة مُغيّب الوعي؟
إن الشباب ليس لديه وعي بهذه المظلة، فلم يُدرس في المدارس عن التيارات، ولم يُنقل له السياسيون القريبون منه أعماقَ المذهب واختلافها عن الدكتاتوريات السياسية والعسكرية، وأدلجوا التراثَ بطريقة سطحية شوفينية تمزيقية لصفوف المسلمين لخدمة أهوائهم المالية، والآن ثمة هوة هائلة يُدفع لها الملايين وهم صامتون، فيما الشباب يرقصُ على النار قرب البركان الذي قد ينفجر في أي لحظة!
هو التحريف عن الخطر البالغ وإحداث معارك جانبية تستهدف كلها شد الانتباه عن تلك المغامرات العسكرية المجنونة، وهنا يظهر غباءُ مثل هؤلاء الشباب فبدلاً من أن يناضل من أجل السلام ومنع الحروب ووقف التجارب النووية ويعمل من اجل تقدم بلده ووحدته الكفاحية الديمقراطية يُجر لتفكيك الصفوف وتبرير جنون العسكر وهم يهددون أسس الحياة في المنطقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى وطنيةٌ ديمقراطية
- الأيديولوجيا والعنف في المشرق
- تناوبٌ بين اليمينِ واليسارِ
- لماذا خندقان؟
- العنف في المشرق العربي
- عودة للأمةِ العربية
- إلى أين قادتْ خطوطُ التفكك؟
- البرجوازياتُ الدينيةُ في الحكم
- الانتماءُ والغربةُ
- الديمقراطية والامتيازات
- أرض سياسية زلقة
- النفطُ خط أحمر
- الفِرقة والحزبُ
- المشرقُ والتوحيدُ
- الصراعُ الاجتماعي مجدداً
- النظر إلى جهةٍ واحدة
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 5
- ثقافةٌ تحبو على الرمال المتوهجة
- الثورة السورية.. تفاقمُ الصراعِ وغيابُ الحلِ
- سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مخاطر حرق الأوراق