محمد نوري قادر
الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 21:14
المحور:
الادب والفن
موعد
عندما هطل المطر بعد سنين عجاف , تنفست الأرض ربيعها , وانخفضت يد التوسل قليلا , خرج الجميع في القرية , من كل زاوية فيها , ولم يبق فيها من لم يبلله المطر ,وهم يبتهلون صانعه . النساء لم تتعبها الزغاريد . رجال بكل قاماتهم يهتفون لوداع الحزن , ويحملون المجارف يطمرون الغيظ .
فقدوا صوابهم من شدة الفرح , يطاردون الثعالب التي ولولت . العقارب المختبئة في الشقوق أفزعها هطول المطر. بعضهم رقص عاريا وسط قهقهات النسوة اللواتي اختبئن خجلا مما يحصل , وبعضهم ظل يدور في الحلبة يمسك طبلا يقرعه بكل قوة , ملكهم الفرح ,لاشيء أكثر, وامتزجت الدموع مع القبل , نسي الهائمون حبا سيقانهم , أتعبهم الرقص ,وتدثروا بعد العشاء الطمأنينة . في الصباح فزعوا جميعا , كان الجراد قد تسلل في الظلام عبر الأحراش وملأ كل الحقول , يرتل طقوسه , وهم يتساءلون : هل كان هذا موعدنا مع المطر !!!!
#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟