|
تنعقِدُ القِمّة ... لاتنعقِد القِمّة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 22:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجامعة العربية ، تأسستْ قبلَ هيئة الأمم المتحدة ، والتي كان العراق من ضمن الدول السبعة المؤسِسة لها في 1945 ، الى جانب ، مصر ، سوريا ، لبنان ، الأردن ، السعودية ، اليمن . ثُم إنضمَتْ ليبيا في 1953 ، تبعتها بقية الدول في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ، وأخيراً جمهورية القمر المتحدة في 1993 ، لتصبح (22) دولة !. مساحة هذه الدُول تبلغ ( 13.953 مليون كيلومتر مُربع ) ، ونفوسها يتجاوز ( 354 مليون ) في 2010 . على الرغم من ان " مصر " هي الدولة المؤسِسة الوحيدة في القارة الافريقية ، وكُل الدول الستة الاخرى في آسيا ، إلا أنها لعبتْ منذ البداية ، دَوراً بارزاً وقيادياً ، وذلك بِحُكم نفوسها وموقعها وتجربتها وقوتها .. بحيث ان القاهرة أصبحتْ المقر الدائم للجامعة العربية " عدا بضعة سنين كانتْ في تونس " ، كذلك جرى العُرف ان يكون الامين العام للجامعة ، مصري الجنسية " مع وجود آلية وجوب حصوله على ثُلثي الأصوات " . عموماً ، إستمرَ الدَور المُمَيز لمصر منذ تأسيس الجامعة ، لغاية نهاية السبعينيات ، عندما وّقع السادات إتفاقية السلام مع إسرائيل ، حيث إنتقل المقر الى تونس واُنتُخِبَ أمين عام تونسي الجنسية " الشاذلي القُليبي ، من 1979 لغاية 1990 " ، عقاباً لِمصر ! .. ومن هنا بدأ العَد التنازلي للهيمنة المصرية على الجامعة .. لاسِيما وان دول الخليج ومنذ أكثر من عقدَين ، ومن خلال البترودولار ، وبصورةٍ تصاعدية ، إستطاعتْ تحجيم الدور المصري الى حَدٍ كبير ، ومع إنكفاء العراق جراء هزائمه العسكرية المتلاحقة .. فأن الجامعة العربية فقدتْ ما تبقى لها من هيبة " ضعيفة بالأصلْ !" .. بحيث ان دولة مجهرية مثل " قطر " تعملَقَتْ تدريجياً ، وأصبحتْ تتدخل في الشؤون اللبنانية والفلسطينية واليمنية والمصرية ، بل عسكرياً في البحرين وليبيا ، والآن وبالتوازي مع النظام السعودي ، تُوّجِه الجامعة العربية نحو التدخُل السافر في سوريا . في الحقيقة ، أن " مجلس التعاون الخليجي " وبما يحوز عليه من اموال النفط ، هو الذي يقود ويُسّيِر " العمل العربي المُشترك ( على عّلاتهِ ) " خلال السنوات الماضية ، ولا معنى لوجود الجامعة العربية أصلاً .. فالسعودية وقطر والإمارات والكويت ، هذه الدول الأربعة ، هي التي تُؤثِر وتُخّطِط وتُنَفِذ الأجندات وتأمُر وتتدخَل كما تشاء [ وبالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً ] . مع هذا الواقع المُزري لِما يُسمى الجامعة العربية ، فأن [ إصرار ] العراق الجديد ، على ان تُعقد القمة العربية في بغداد ، وحرصه على عودة العلاقات الوثيقة مع ما يُعرَف بمحيطه العرَبي ، وصرفه مليارات الدولارات ، على إنشاء البُنى التحتية اللازمة لِعقد هكذا مؤتمر .. كُل ذلك ، في إعتقادي ، لم يكن شيئاً ضرورياً ، ولا يستأهل كُل هذا الإلحاح والتشبُث ، حول عقد المؤتمر في نهاية آذار 2012 في بغداد .. علماً ان هنالك بوادر منذ الآن على ، عدم حضور العديد من الملوك والرؤساء ولا سيما من دول الخليج .. ومن نافلة القَول ، ان حضور الرئيس الموريتاني أو الجيبوتي او جزر القمر ، لَنْ يُنجِح المؤتمر ، في غياب الملك السعودي او الامراء الخليجيين !. ولأنني من غير المُتحمسين ، لعقد القمة العربية في بغداد ، ولا من المتفائلين بجدواها أصلاً .. أقتبسُ بعض أبيات الشعر ، التي قيلتْ في القمم العربية : يقول " أحمد حسن المقدسي " : في كُلِ عامٍ يلتقونَ بِزّفَةٍ هِيَ وصمةٌ في جبهةِ الأعوامِ أوَ ليسَ عاراً أن تُسّمى قِمَة وجميعُ مَنْ فيها مِن الأقزامِ اليومَ تجتمِعُ القِمامةُ كلّها من خائنٍ .. لِمُتاجِرٍ .. لِحَرامي تتقاطرُ القحباتُ كَي يُسمِعْننا درساً عن الأخلاقِ في الإسلامِ سأبولُ فوقَ مجالس التشريعِ والتعريصِ والتدليسِ والأختامِ وأبولُ ياليلى على تيجانهِم وعلى دِمقراطية الاغنامِ ................ وهاهو " مظفر النواب " يقول عن القمة العربية : قِمَمْ .. قِمَمْ .. سُوّدَتْ وجوهكم من قِمّةٍ .. ما أقبح الكروش من امامكم .. ما أقبح الكروش من ورائكم .. وِمَنْ شابَهَ كِرشهُ فَما ظلَمْ قِمَمْ .. قِمَمْ .. قِمَمْ مَعزى على غَنَمْ مضرطةٌ لها نَغَمْ تنعَقِدُ القِمَةُ .. لا تنعَقِدُ القِمة .. لا .. تنعقِد القِمة أي تُفو على أول مَنْ فيها إلى آخِرِ مَنْ فيها من الملوكِ .. والشيوخِ .. والخَدَم
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديك والدجاجة
-
إمرأةٌ من بغداد
-
مُستشارون وخُبراء
-
الكِتاب .. والكَباب
-
جانبٌ من المشهد السياسي في الموصل
-
اُستاذ
-
الإمارات الكُردية المُتحدة !
-
التسويق
-
الحِذاء الضّيِق
-
البرلمانيون والشُقق الفاخرة
-
المُعاملة بالمِثل
-
ضرورة الهَدم ..وضرورة البناء
-
لا .. لقتلِ النساء بدوافع الشرَف
-
مّرة واحدة كُل شهرَين !
-
الحَيوان الذي يوقِظنا
-
العراق .. والحرب القادمة
-
-سمير جعجع - في أقليم كردستان
-
ممنوعٌ الدخول
-
تهاني .. وتبريكات
-
إطلالة على اللوحة الكُردية
المزيد.....
-
شاهد.. راكب دراجة يفر من حرس الحدود وهو يصرخ: -أنا لست مواطن
...
-
الإغلاق الحكومي يبدأ رسميا في أمريكا بعد فشل مشروع القانون ا
...
-
اليوم 726 للحرب: غارات لا تهدأ وأسطول الصمود يقترب من مياه غ
...
-
إغلاق وشلل حكومي في الولايات المتحدة
-
ترامب يحذر حماس: -في حال رفض خطة السلام، ستكون النتيجة وخيمة
...
-
الدانمارك تستضيف قمة أوروبية وسط تعزيزات أمنية مشددة
-
الصيادلة محاصرون بالمرضى القلقين بعد تصريحات ترامب بشأن بارا
...
-
60 قتيلا و147 جريحا بزلزال الفلبين
-
لعنة القذافي تصيب ساركوزي بعد مطاردة لعقد من الزمان
-
البنتاغون: نقلص قواتنا في العراق مع تراجع تهديد تنظيم الدولة
...
المزيد.....
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|