أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - امين يونس - إطلالة على اللوحة الكُردية















المزيد.....

إطلالة على اللوحة الكُردية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 17:10
المحور: القضية الكردية
    


- ان تأثير الأحزاب الكردية العراقية ، كبير ، على جميع الساحات التي يتواجد فيها الكُرد ، في بُلدان الجوار .. ولقد إتسعَ هذا التأثير الى مدياتٍ بعيدة ، بعد بدأ الثورة المُسلحة في 1961 في أعقاب الهجوم العسكري الذي شّنه عبدالكريم قاسم ضد الكُرد ، والتي كانتْ المرّة الاولى التي تبرز فيها حركة كردية شُبُه مُنّظمة ، وذات أهداف سياسية واضحة وشعارات قومية . ولقد كان التأثير اُحادي الإتجاه الى حدٍ ما ... فجميع الأحزاب الكردية والحركات والجمعيات التي ظهرتْ في سوريا وإيران ولاحقاً في تركيا ، كانتْ تعتبر " الملا مصطفى البارزاني " رمزاً للكفاح الكردي في كُل مكان ، وتسترشد بنهج الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بدرجةٍ أو بأخرى .. ولكن حدثتْ بعض التغييرات ، على هذه اللوحة ، منذ أواسط الستينيات ، حين إنشقَ ابراهيم أحمد وجلال الطالباني ، عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الأم ... فكان لذلك تداعياته على الأحزاب الكردية في كُل من سوريا وايران ، بدرجات مُختلفة ، ونُثِرتْ بذور مؤيدي الطالباني ، ولو على إستحياء وبأعداد متواضعة .. وبعد بيان 11آذار 1970 وما أعقبه من حرب ، وإنتكاسة 1975 ... وولادة الإتحاد الوطني الكردستاني وأحزاب أخرى .. تصاعَدَ تأثير الأحزاب الكردية العراقية ، على أحزاب ايران وسوريا ، وأمتَدَ التنافس الحاد بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ، من جهة ، والإتحاد الوطني الكردستاني ، من ناحية أخرى .. ليصل الى ساحات دول الجوار .. فتورطتْ أحزابها الكردية ، بين الحين والآخر ، في الصراعات الداخلية فيما بينها ، في العديد من المواقف ..
ولِحد اليوم ، ورغم " الإتفاق الإستراتيجي " بين الحزبَين الرئيسيين ، الديمقراطي والإتحاد .. فأن هنالك أحزاب كردية في سوريا وإيران ، محسوبة بالكامل على أحد الحزبَين ، وتتلقى الدعم المادي والمعنوي منهما .
- نقطة التبّدُل الرئيسية في المشهد الكردي ، كانتْ ظهور " حزب العمال الكردستاني " في كردستان تركيا ، مطلع الثمانينيات .. ولم يكُن تأثير الأحزاب الكردية العراقية ، كبيراً ، لا في تشكيل حزب العمال منذ البداية ، ولا في النهج الفكري والمرجعية التأريخية بعد ذلك . وهذه النقاط مُهمة في المعادلة الكردية .. ونتجَ عنها فيما بعد ، ان حزباً فَتياً ذو شعبية مُتصاعدة ، بدأ بالتشكل ، في كردستان تركيا ، وسُرعان ما إمتَدَ تأثيره الى محيطه الأقليمي . ولم تكن أحوال الحزبَين الكرديين العراقيين ولا الظروف ، تسمح لهما .. بالإكتشاف المُسبَق .. لخطورة هذا الوافد الجديد ، وقدرتهِ على منافستهما بجِدية .. ولما بدآ بإستشعار ذلك في نهاية الثمانينيات .. كان الوقت قد فات ، ولم يعودا يستطيعان القضاء عليهِ أو تحجيمهِ " كما فعلا مع العديد من الاحزاب الاخرى ، في فترات متعددة " !.
- من البديهي ، ان العراق وايران وتركيا وسوريا ، وهي الدول التي يتواجد فيها الكُرد ، وهي الدول التي طالما إضطهدتْ حكوماتها ، الكُرد ... هي نفسها التي تلاعبتْ [ وما زالتْ ] تتلاعب ، بالورقة الكردية ، وتتقاذفها فيما بينها ، حسب مصالح تلك الدول ، ولأن هذهِ المصالح مُتشابكة بشدة .. فأحياناً تتوازى ، وأحياناً تتقاطع .. فترى إحدى الدول " تستضيف " أحزاباً كردية مناوئة للدولة الجارة .. ومن الطبيعي ، ان طيف " الإستضافة " يمتد من توفير الملجأ والإقامة ، الى الدعم المعنوي والمادي ، الى التسليح والتدريب والدعم اللوجستي ... حسب الظروف التي يتطلبها الموقف ! . ولعل تواجد اللاجئين الكرد العراقيين ولفترات متقطعة ، في ايران ، من منتصف الستينيات لغاية 1991 .. وما تخّللها " أحياناً " من أخطاء وتصرفات الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، غير مقبولة ، و " بضغطٍ من المُضيف الايراني " في العهدَين الشاهنشاهي والاسلامي على السواء ، وإستخدامهما أحياناً كعصا غليظة ضد المعارضة الايرانية ... هي دليل على إستغلال ايران ل " إستضافتها " للمعارضة الكردية العراقية ، لمصالحها الخاصة . وكذلك فعلتْ سوريا ، بل وما زالتْ .. حيث تستثمر ، إحتضانها ل " حزب العمال الكردستاني " منذ مطلع الثمانينيات .. ثم التوقف عن الدعم وتجميده ، في السنوات الاخيرة [ عندما تحسنتْ العلاقات التركية السورية ] ... والآن بعد ان ساءتْ هذه العلاقات مؤخراً .. أعادَ النظام السوري ، دعمه لحزب العمال الكردستاني ، وتوظيفه لِلحَد من الإنتفاضة الشعبية السورية ! ... عموماً ، ان فترة التسعينيات في اقليم كردستان العراق ، التي شهدتْ معارك شرسة بين الأحزاب الكردستانية فيما بينها ( الحزب الديمقراطي الكردستاني ، حزب العمال الكردستاني ، الإتحاد الاسلامي الكردستاني ، الاتحاد الوطني الكردستاني ، الجماعة الاسلامية الكردستانية .) ... خيرُ دليل على إنسياق هذه الأحزاب ، الى تنفيذ أجندات دول الجوار ، سواء بصورةٍ متعمدة او غير متعمدة .
- ان سيطرة الحِزبَين الديمقراطي والإتحاد ، على مُقدرات الأقليم خلال السنوات العشرين الماضية ، ولا سيما الزيادة المُطردة في الموارد التي يتحكمان بها ... أتاحتْ لهما ، كسب المزيد من المؤيدين في المناطق الكردية ، في تركيا وسوريا وايران ، من خلال تقديم الدعم المالي المتواصل ( وكذا في داخل الأقليم ، حيث يلعب المال السياسي دوراُ هاماً في حشد التأييد ) .
في حين ان حزب العمال الكردستاني ، ومن خلال سياساته المُختلفة عن الحزبَين ، تلك السياسات التي إستهدفتْ منذ البداية ، " كردستان الكبرى " المتخطية للحدود .. والعنفوان الثوري الذي طبعَ حزب العمال الكردستاني ، خلال السنوات الماضية ... نفس السنوات التي شهدتْ تراجعاً في " ثورية " و " كوردايتي " حِزبَي الديمقراطي والإتحاد " اللذان إنشغلا بممارسة السلطة وجمع الاموال " ... جعلَ حزب العمال الكردستاني ، رغم كُل شئ .. يكسب المزيد من المؤيدين ، ليسَ في تركيا فحسب ، بل في ايران وسوريا والعراق ايضاً !.
- ينبغي ، الإشارة الى الظهور القوي ، لحركة التغيير " كوران " في اقليم كردستان .. والإعتراف بأنها حققتْ الكثير في فترةٍ قصيرة .. وكسرتْ حاجز الإحتكار الذي فرضَتْه أحزاب السلطة طيلة السنوات الماضية . ففي حين ظّنَ الكثيرون في البداية " وأنا منهم " ، بأن حركة التغيير سوف تضمحل سريعاً ولن تستطيع الصمود بوجه الحصار المفروض عليها ... أثبتتْ الحركة جدارتَها وحنكتها السياسية ... بحيث ان الاطراف الأخرى الحاكمة ، هي التي تسعى اليوم الى التفاوض والمساومة ، معهم !. [[ أعتقد ان حزب العمال الكردستاني ، يُفّضِل التعامل والتفاهُم ، مع الديمقراطي والإتحاد " إذ يعتبرهُما أسهل ! " ، على التفاهم مع حركة التغيير كوران " إذ يعتبرها أصعب وتُشكل خطراً مستقبلياً " ]] .
..................................
الخلاصة ، ان الوضع الكردي عموماً ، بالغ التعقيد ، وليسَ كما يبدو أحياناً من خلال خُطب السياسيين ، التي تُدغدغ العواطف فقط . وأرى ان الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، لن يتخليا بسهولة ولو عن جُزءٍ من السلطة والنفوذ والإمتيازات ، هنا في الأقليم .. ولا حزب العمال الكردستاني ، مُستعدٌ للتنازل عن شئ من نفوذه ولا سيما في كردستان تركيا ، ولا حتى عن مواقعه في قنديل وغيرها .. ومع كامل الإحترام ، لكل الأحزاب الكردية في سوريا وايران ، فأن معظمها ، كما أعتقد ، تدورُ في فلك الأحزاب الثلاثة القوية : الديمقراطي / الإتحاد / العمال !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنطباعات 4
- إنطباعات 3
- إنطباعات 2
- إنطباعات 1
- الرأي السديد
- العصائبُ والتَيار
- إصلاحات جذرية .. دهوك نموذجاً
- هل تحبون المسيحيين ؟
- مُجّرَد دعايات كُردستانية
- طارق الهاشمي ، المُطارَدْ
- الأمور عال العالْ !
- جاك شيراك المُدانْ
- المالكي في واشنطن
- أ ل ع ر ا ق
- إنتخابات مجالس محافظات الأقليم / 4
- بعض تداعيات حرق مقر الاتحاد الاسلامي في دهوك
- تجاوزات اُسامة النُجيفي
- القوات الامنية قليلة في الأقليم !
- مُهاترات المالكي / النُجيفي
- الله فوق الجميع


المزيد.....




- تراشق بين الأمم المتحدة و مؤسسة -غزة الإنسانية- وإسرائيل بسب ...
- الإغاثة الطبية بغزة: استهداف متعمد للجائعين خلال استلام المس ...
- اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين ف ...
- غوتيريش: -الإغاثة- الأميركية في غزة غير آمنة وتتسبب بمقتل ال ...
- ألمانيا تقيّد لمّ شمل عائلات اللاجئين لفترة عامين
- إيران تقدم شكوى بشأن حربها مع إسرائيل لمجلس حقوق الإنسان الأ ...
- حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق ...
- موسكو وكييف تتبادلان دفعة جديدة من الأسرى
- ألمانيا: البرلمان يقر تعليق لم شمل أسر اللاجئين للحد من الهج ...
- إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - امين يونس - إطلالة على اللوحة الكُردية